وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)
قَوْلُهُ تَعَالَى شأنُه: {وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الذين لا يؤمنون بالآخرة} تَصْغَى تَمِيلُ، أي تَميلُ قلوبُ أُولئكَ الذين لَا يُؤمِنونَ بالآخِرَةِ، إلى حُبِّ الشَّهَوَاتِ التِي مِنْ جُمْلَتِهَا الأَقَاوِيلُ المُزَخْرَفَةُ، وَالأَبَاطِيلُ المُمَوَّهَةُ، وقال: "لا يؤمنون بالآخرةِ" ولَمْ يَقُلْ الجاحدون بالآياتِ، لِيُشيرَ إلى سَبِبِ الكُفْرِ وهُو عَدَمُ الإيمانِ بالآخِرَةِ، ذلك أَنَّ الإيمانَ بالآخرةِ مِقْياسُ الإيمانِ، وهو ما يَفْصُلُ قَلبَ المُؤمِنِ عَنْ قَلبِ الكافِرِ، فقلبُ الكافِرِ لَا يَتَّسِعُ إلاَّ لِما هُو مادِيٌّ مَحْسوسٌ، ولا يَنْظُرُ إلى ما هُو مَسْتورٌ مُغَيَّبٌ، فهو لَا يُؤمِنُ بأنَّ وراءَ الحياةِ الدنيا حياةٌ أُخرى فيها جَزاءُ ما يَكونُ في هذِهِ الحياةِ؛ ولِذلكَ وصفَ اللهُ المتقينَ بأنهم يؤمنون بالغيب فقال في سورة البقرة: {الذِينَ يُؤْمِنونَ بِالْغَيْبِ} الآية: 3، فالإيمانُ بالغيبِ إيمانٌ بِسِرِّ الوُجودِ وغايَتِهِ ونِهايَتِهِ، التي أَرادَها اللهُ الذي خَلَقَ هذا الوجودَ، أَلا وهي الدارُ الآخِرَةُ، بما فيها مِنْ جَنَّةٍ أوْ نارٍ، نَعيمٍ أوْ عَذابٍ جَزاءً لِمَا قَدَّمَ الإنسانُ مِنْ عَمَلٍ في الدنيا، وليْسَتْ القُبورُ هي النِهايةُ لهذِهِ الحياةِ، بعكسِ الكافرين الجاحدين الذين يَقولونَ ما حَكَاهُ القرآنُ الكريمُ على لِسانِهم: {إِنْ هِي إِلَّا حَيَاتُنَا الدُنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} سورة المؤمنون، الآية: 37. وخَصَّ عدمَ إيمانِهم بالآخرةِ دون ما عَداها مِنَ الأمورِ التي يَجِبُ الإيمانُ بها إشعاراً بما هو المَدارُ في صَغْوِ أَفْئدَتِهم إلى ما يُلقى إليهم، فإنَّ لَذَّاتِ الآخِرَةِ مَحْفوفةٌ بالمَكارِهِ، كما بيَّن رسول الله ـ عليه الصَلاةُ والسلامُ ـ فيما أخرجه ابنُ حبان في صحيحِه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي اللهُ عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((حُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِه))، (2/ 494). وآلامُها مُزَيَّنَةٌ بالشَهَواتِ، فالذين لا يُؤمِنون بِها وبأَحْوالِ ما فيها لا يَدْرون أَنَّ وراءَ تِلكَ المَكارِهِ لَذَّاتٌ، وأنَّ دون هذهِ الشَهواتِ آلاماً، وإنَّما يَنْظرون ما بَدا لَهم في الدُنيا باديَ الرأيِ، فهم مُضطّرون إلى حُبِّ الشَهواتِ التي مِنْ جُمْلَتِها مُزَخْرفاتُ الأقاويلِ ومُموَّهاتُ الأَباطيلِ، فالإغْواءُ بِزُخْرُفِ القَوْلِ غَرَّهم فأفْسَدَهم وأَفْسَدَ مَنْ هُمْ على شاكِلَتِهم، فلَم يُؤمِنوا بالآخِرَةِ، وأَمَّا المؤمنونَ بها فلأنَّهم واقفينَ على حقيقةِ الحالِ، ناظرينَ إلى عَواقِبِ الأُمورِ، لم يميلوا إلى تلك المزخرفات لِعِلْمِهم بِبُطْلانِها ووَخامَةِ عاقِبَتِها.
وقولُهُ: {وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} وَلِيَرْضَوْهُ: أي ولِيَرْضَوا لأنْفُسِهم حُبَّ الشَّهَوَاتِ التِي مِنْ جُمْلَتِهَا الأَقَاوِيلُ المُزَخْرَفَةُ، وَالأَبَاطِيلُ المُمَوَّهَةُ، فَيَرْضَوْنَ ذَلِكَ لأَنْفُسِهِمْ بِلاَ بَحْثٍ وَلاَ تَمْحِيصٍ فِيهِ، بعدَما مالَتْ إليْهِ أَفْئدتُهم، "وَلِيَقْتَرِفُواْ" أيْ وَلِيَكْتَسِبُوا ما هُمْ مُكْتَسَبونَ، وَيَرْتَكِبُوا مِنَ المَآثِمِ وَالمَعَاصِي مَا هُمْ مُرْتَكِبُونَ بِغُرُورِهِم.
قوله تعالى: {ولتصغى} هي لامُ كَيْ والفِعلُ بعدَها مَنْصوبٌ بإضمارِ "أَنْ". ويتعلَّقُ إمَّا بـ "يُوحي" على أَنَّها نَسَقٌ على "غروراً"، و"غروراً" مفعولٌ لَهُ والتقديرُ: يُوحي بعضُهم إلى بعضٍ للغُرورِ ولِلصَّغْو، ولكنْ لَمَّا كان المفعولُ لَهُ الأوَّلُ مُسْتَكْمِلاً لِشُروطِ النَّصْبِ نُصِبَ، ولَمَّا كان هذا غيرَ مستكملٍ للشُروطِ وَصَلَ الفعلُ إليه بحرْفِ العِلَّةِ، وقدْ فاتَه مِنَ الشُروطِ كونُه لم يتَّحِدْ فيه الفاعِلُ، فإنَّ فاعلَ الوَحْيِ "بعضهم" وفاعلَ الصَّغْوِ الأَفئدةُ، وفاتَ أَيْضاً مِنَ الشُروطِ صَريحُ المَصْدَرِيَّةِ. أو أَنْ يَتعَلَّق بِمَحذوفٍ مُتَأَخِّرٍ بَعدَها، تقديرُهُ: ولِتَصْغى إليْهِ فَعَلُوا ذلك.
ويجوزُ أنْ تكون اللامُ في "لِتصغى" لامَ الصَيْرورةِ وهي التي يُعَبِّرونَ عنها بِلامِ العاقِبَةِ.
وثمَّةَ وجهٌ ثالثٌ: بأنْ تَكونَ هذِه اللامُ لامَ القَسَمِ إلاَّ أَنَّها كُسِرَتْ لمَّا لَمْ يُؤكِّدِ الفِعْلُ بالنُونِ، والمعروفُ في هذا القولِ أَنَّ هذهِ لامُ كي، وهِي جَوابُ قَسَمٍ مَحْذوفٍ تَقديرُه: والله لَتَصْغَى، فَوَضَعَ "لِتَصْغَى" مَوْضِعَ لَتَصْغَيَنَّ، فصارَ جوابُ القَسَمِ مِنْ قَبيلِ المُفْرَدِ كقولِكَ: واللهِ لَيقومُ زيدٌ. أيْ: أَحْلِفُ باللهِ لَقيامُ زيدٍ، وهذا مَذْهَبُ الأَخْفَشِ وأَنْشَدَ عليه قولَ حُرَيْثٍ بْنِ عِنّاب:
إذا قلتُ قَدْني قال بالله حَلْفَةً ............... لِتُغْنِيَ عني ذا إنائك أجمعا
فقوْله: "لتُغْني" جوابُ القسم، فقد ظَهَرَ أَنَّ هذا القائلَ يقولُ بكونِها
لامَ كي، وغايةُ ما في الباب أنَّها وَقَعَتْ مَوقِعَ جَوابِ القَسَمِ لا أَنَّها جَوابٌ بِنَفسِها، وكُسِرَتْ لَمَّا حُذِفَتْ منها نُونُ التَوكيدِ، ويَدُلُّ على فَسادِ ذلكَ أَنَّ النُونَ قد حُذِفَتْ، ولامَ الجوابِ باقيةٌ على فتحِها قال الكميتُ بنُ معروفٍ الأسديُّ:
لَئِنْ تَكُ قد ضاقَتْ عليكم بيوتُكُمْ ............. لَيَعْلَمُ ربِّي أنَّ بيتيَ واسعُ
فقوله: "لَيَعْلَمُ" جَوابُ القَسَمِ المُوطَّأِ لَهُ باللاّمِ في "لِئنْ"، ومَعَ ذلكَ فهي مَفْتَوحةٌ مَعَ حَذْفِ نُونِ التَوكيدِ.
والضمير في قولِهِ: "ما فعلوه" وفي "إليه" يَعودُ إمَّا على الوَحْيِ، وإمَّا على الزُخْرُفِ، وإمَّا على القولِ، وإمَّا على الغرور، وإمَّا على العداوةِ لأنَّها بِمَعْنى التَعادي. ولِتَصْغى أَيْ تَميل، وهذه المادة تدلُّ على المَيْلِ ومِنْهُ قولُهُ تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} التحريم: 5. وفي الحديث الشريف: ((فأصْغى لَها الإِناءُ))، وصاغِيَةُ الرَّجُلِ قَرابَتُهُ الذين يَميلون إليْهِ، وعيْنٌ صَغْوى أي: مائلةٌ، قال الأعشى:
ترى عينَها صَغْواءَ في جَنْبِ مُؤْقِها ....... تُراقِبُ في كَفِّي القَطيعَ المُحرَّما
والصَّغا: مَيْلٌ في الحَنَكِ والعَيْنِ، وصَغَتِ الشَمْسُ والنُجومُ: أي مالتْ للغُروبِ. ويُقالُ: صَغَوْتُ وصَغِيْتُ وصَغَيْتُ، فاللامُ واوٌ أوْ ياءٌ، ومَعَ الياءِ تُكْسَرُ غينُ الماضي وتُفْتَحُ. فمَصْدَرُ الأوَّلِ صَغْوٌ، والثاني صُغِيٌّ، وصَغَا يَصْغُو صَغَاً، وصُغِيَّاً، و"صُغُوَّاً"، بالياءِ والواوِ مُشَدَّدتين. وصَغَوْتُ أَصْغُو، فإنَّ فَعَلَ المُعْتَلِّ اللامِ بالواوِ قياسُ مُضارعِهِ يَفْعُلُ بِضَمِّ العين. وقال أبو حيّان التوحيدي: هي ـ يعني الأفعال الثلاثة ـ لازِمَةٌ. أيْ؛ لا تَتَعدَّى، وأَصغى مثلُها لازم، ويأْتي مُتَعَدِّياً فَتَكونُ الهَمْزَةُ للنَقْلِ، وأَنْشَدَ على "أَصْغَى" اللازِمِ قولَ الشاعر:
ترى السَّفيهَ به عن كل مُحْكِمَةٍ ............. زَيْغٌ وفيه إلى التشبيه إصغاء
ومثلُه قول ذي الرُّمَّةِ:
تُصْغِي إذا شدَّها بالرَّحْلِ جانحةً ....... حتّى إذا ما اسْتَوى في غَرْزِها تَثِبُ
فالنَّاقَةُ أَصْغَتْ أيْ أَمَالَتْ رَأْسَهَا إِلَى الرَّجُلِ وهو يشدُّ رحلَها كَأَنَّهَا تَسْتَمِعُ شَيْئًا.
وتَقول: أَصْغى فلانٌ بأُذُنِهِ إلى فُلانٍ. وأُنْشِدَ على "أصغى" المُتعدّي قولُ الآخَرِ:
أَصاخَ مِنْ نَبْأَةٍ أَصْغى لها أُذُنَاً ........... صِماخُها بِدَخيسِ الذَّوْقِ مَسْتُورُ
ويُقالُ: صَغَيْتُ الإِناءَ وأَصْغَيْتُه، وصَغِيتُ بكسرِ الغَيْنِ، يُحْتَمَلُ أَنْ يَكونَ مِنْ ذَواتِ الياءِ، ويُحتَمَلُ أَنْ يَكونَ مِن ذَواتِ الواوِ، وإنَّما قُلِبَتْ الواوُ ياءً لانْكِسارِ ما قَبْلِها، كَ "قَوِيَ" وهو مِنَ القوَّةِ. وقِراءةُ النُخَعِيِّ والجَرّاحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: "ولِتُصْغَى" مِنْ أَصغى رُباعيّاً وهوَ هُنا لازِمٌ.
وقرأَ الحَسَنُ: "وَلْتَصْغى ولْيَرْضَوْه ولْيقترفوا" بِسُكونِ اللاّمِ في الثَلاثَةِ. وقالَ أَبو عُمَر الداني: قراءةُ الحَسَنِ إنَّما هو "ولِتَصْغِي" بِكَسْرِ الغَيْنِ، فتكونُ كَقِراءَةِ النُخَعيِّ. وقيلَ: قَرَأَ الحَسَنُ "ولِتصغى" بكسرِ اللامِ كالعامَّةِ، ولْيَرْضوه ولْيقترفوا، بسكون اللامِ، وخَرَّجوا تَسْكينَ اللامِ على أحدِ وجهيْنِ: إمَّا أَنَّها لامُ كَيْ وإنَّما سُكِّنَتْ إجراءً لَها مَعَ ما بعدَها مُجْرى كَبِدٍ ونَمِرٍ، قالَ ابْنُ جِنّي: وهو قويٌّ في القياسِ شاذٌّ في السَمَاعِ. والثاني: أنَّها لامُ الأَمْرِ، وهذا وإنْ تَمَشَّى في "ليرضوه ولِيَقترفوا" فلا يتمشَّى في "ولتصْغَى" إذْ حرفُ العِلَّةِ يُحذَفُ جَزْماً. وليست لامَ الأمرِ لأنَّه لم يُجْزَمْ الفِعلُ. وقد ثَبُتَ حرفُ العلَّة جَزْماً في المُتواتِرِ فَمِنْها: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً نَرْتَعي وَيَلْعَبْ} و{إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ الله} يوسف: 90. و{سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى} الأعلى: 6. و{لاَّ تَخَفْ دَرَكاً وَلاَ تخشى} طه: 77، وفي كلِّ ذلك تأويلاتٌ سَنَقِفُ عليها إنْ شاءَ اللهُ تَعالى في موضِعها، فَلْتَكُنْ هذِهِ القراءةُ الشاذَّةُ مثلَ هذِهِ المَواضِعِ. والقولُ بكون لامِ "لتصغى" لامَ كَيْ سُكِّنَتْ لِتَوالي الحَرَكاتِ واللامَيْن بعدَها لامَيْ أَمْرٍ بَعيدٌ. وقالَ النَحّاسُ: ويُقْرأُ ولْيقترفوا. يَعني بالسُكونِ، قال: وفيه معنى التَهديد. يُريدُ أَنَّه أَمْرُ تَهديدٍ كقولِه: {اعْمَلوا مَا شِئْتُمْ} فصلت: 40. ولم يَحْكِ التَسْكينَ في "لتصْغَى" ولا في "لِيَرْضوه".
وقولُهُ: {ما هم مُقْتَرِفون} ما: مَوصولةً اسْمِيَّةٌ، أوْ نَكِرَةٌ مَوْصوفَةٌ، أوْ مصدريَّةٌ، والعائدُ على كِلا القولَيْنِ الأوَّليْنِ مَحْذوفٌ، أي: ما هُمْ مُقْتَرِفُوهُ. وأَثبتَ النونَ لَمَّا حُذِفَتْ الهاء، أي أنَّ الضميرَ المُتَّصِلَ باسْمِ الفاعِلِ المُثنى والمَجموعِ على حَدِّه تُحْذَفُ لَهُ نونُ التَثْنِيَةِ والجَمْعِ نحوَ: هذان ضارِباه وهؤلاءِ ضارِبوه، فإذا حُذِفَ الضَميرُ زالَ المُوجِبُ فتَعودُ النونُ،
وحذفُ النونِ مَعَ اتِّصالِ الضميرِ هو الأكثر، وقد ثبتت قال الشاعر:
ولم يَرْتَفِقْ والناسُ مُحْتَضِرُونه ............. جميعاً وأيدي المعتفين رواهقهْ
وقال:
هم الفاعلونَ الخيرَ والآمرونهُ ...... إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
والاقتراف: الاكْتِسابُ، واقْتَرَفَ فُلانٌ لأهلِه أيْ: اكتسب، وأكثرُ ما يُقالُ في الشَرِّ والذَنْبِ، ويُطلَقُ في الخيرِ، قال تعالى: {وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً} الشورى: 23. وقَرَفَ واقْتَرَفَ اكْتَسَبَ. قال الشاعر:
وإني لآتٍ ما أَتَيْتُ وإنني ................ لِمَا اقترفَتْ نفسي عَليَّ لَراهِبُ
وأصلُ القِرْفِ والاقْتِرافِ قِشْرُ لِحاءِ الشَجَرِ، والجِلْدَةُ مِنْ أَعْلى الحَرَجِ وما يُؤْخَذُ مِنْهُ قِرْفٌ، ثمَّ اسْتُعيرَ الاقْتِرافُ للاكْتِسابِ حَسَناً كان أَوْ سَيِّئاً وهو في السَّيِّء أَكثرُ اسْتِعمالاً، وقارَفَ فُلانٌ أَمْراً: تَعاطَى ما يُعابُ بِه. وقيل: الاعْتِرافُ يُزيلُ الاقْتِرافَ، ورَجُلٌ مُقْرِفٌ أَيْ هَجينٌ قال:
كم بجودٍ مُقْرِفٍ نال العُلى ..................... وشريفٍ بُخْلُه قد وضَعَهْ
وقَرَفْتُه بِكَذا اتَّهَمْتُه أوْ عِبْتُه بِهِ.