عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 55 السبت مايو 18, 2013 11:07 am | |
| فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا.
(55) قولُه تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ ءامَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ} أيْ ومِنْ هؤلاءِ الحاسدين قومٌ آمنوا بما أُوتيَ آلُ إبراهيم ومنهم من أَعرَضَ عنه ولم يؤمن به، وهو حِكايةٌ لِما صَدَرَ عنْ أَسلافِهم عَقِبَ وُقوعِ المَحْكِيِّ مِنْ غيرِ أنْ يَكونَ لَه دخلٌ في الإلزامِ، وقيل: لهُ دخلٌ في ذلك بِبَيانِ أنَّ الحَسَدَ لو لم يَكُن قبيحاً لَأَجْمَعَ عليْه أَسلافُهُم فلم يُؤمنْ منهم أَحَدٌ كما أَجمَعوا هم عليه فلم يُؤمنْ أَحَدٌ منهم، وليْس بِشيْءٍ، وقِيل: معناهُ فمِنْ آلِ إبْراهيمَ مَنْ آمَنَ بِهِ ومنهم مَنْ كَفَرَ، ولمْ يَكُنْ في ذلك تَوْهينُ أَمرِهِ فَكذلكَ لا يُوهِنُ كفرُ هؤلاءِ أَمرَكَ، فضميرُ "بِهِ" و"عَنْهُ" على هذا لإبراهيمَ، وفيهِ تَسلِية له عليْه الصلاةُ والسلّامُ ورُجوعُ الضميريْنِ لِمُحمَّدٍ ـ صلى اللهُ عليْه وسلَّم ـ وجعلَ الكلامَ متفرِّعًا على قولِه تعالى: {يَأَيُّهَا الذين أُوتُواْ الكتاب} النساء: 47. أو على قولِه سبحانَه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين} الخ.. في غايةِ البُعْدِ، وكذا جعلَ الضميريْنِ لِما ذُكِرَ مِنْ حديثِ آل إبراهيم {وكفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً} أي ناراً مُسَعَّرَةً مُوقَدَةً إيقادًا شديداً أيْ إنِ انْصَرَفَ عنهم بعضُ العذابِ في الدنيا فقد كفاهم ما أَعدَّ لهم مِن سعيرِ جهنَّمَ في العُقبى. قولُه تعالى: {فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ بِهِ} الضميرُ عائدٌ على إبراهيمَ أو على القرآنِ أو على الرسولِ محمَّدٍ ـ صلى الله عليه وسلَّمَ، أو على ما أُوتيهِ إبراهيمُ عليه السلامُ. وقرأ الجُمهورُ: "صَدَّ" بفتح الصَادِ، وقرأ ابنُ مسعودٍ وابنُ عبّاسٍ وعِكْرِمَةُ "صُدَّ" بضمِّها. وقرأ أبو رجاءٍ وأبو الجَوزاءِ بِكَسْرِها، وكِلْتا القراءتيْن على البِناءِ للمفعولِ، إلاَّ أَنَّ المُضاعَفَ الثلاثيَّ كالمُعتَلِّ العَيْنِ منْه، فيَجوزُ في أَوَّلِه ثلاثُ لُغاتٍ: إخلاصُ الضَمِّ، وإخلاصُ الكسرِ، والإِشمامُ. و"سعيراً" تمييزٌ، فإنْ كان بمعنى الْتِهابٍ واحتِراقٍ فلا بُدَّ مِنْ حَذْفِ مُضافٍ أي: كفى بِسعيرِ جَهَنَّمَ سَعيراً، إلاَّ أَنَّ تَوَقُّدَها والتِهابَها ليس إياها، وإنْ كان بمعنى "مُسْعِر" فلا يَحْتاجُ إلى حذفٍ. | |
|