روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 251

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 251 Jb12915568671



فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 251 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 251   فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 251 I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 30, 2012 1:23 pm

فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ
وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَلَوْلا
دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ
اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ



(251)


قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَهَزَمُوهُمْ
بِإِذْنِ اللَّهِ
} أَيْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّصْرَ" بيّنَ
ـ تعالى ـ أنّه جمعَ لداوودَ ـ عليه السلام ـ المُلكَ والحِكمةَ والنبوَّةَ، وهي أَعظمُ
فضيلةٍ، إذ لم تَخُصُّ بِمجموعِها إلَّا بعضَ الأنبياءِ، وجعل لبعضِهم النبوَّةَ
دون المُلك، وإن لم يَخْلُ أحدٌ منهم مِنْ نُصْرتِه ـ لقوله تعالى: {إِنَّا
لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا}. وقال لموسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ:
{سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا}. وقال: {فَقَدْ
آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}. وقوله: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا
رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ}.
فالكتاب: الأحكام، والميزان: العدالة، والحكمةُ معرفةُ حقائقِ الأشياءِ.



قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ}
وَذَلِكَ أَنَّ طَالُوتَ الْمَلِكَ اخْتَارَهُ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهِ لِقِتَالِ
جَالُوتَ، وَكَانَ رَجُلًا قَصِيرًا مِسْقَامًا مِصْفَارًا أَصْفَرَ أَزْرَقَ،
وَكَانَ جَالُوتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ وَأَقْوَاهُمْ وَكَانَ يَهْزِمُ
الْجُيُوشَ وَحْدَهُ، وَكَانَ قَتْلُ جَالُوتَ وَهُوَ رَأْسُ الْعَمَالِقَةِ عَلَى
يَدِهِ. وَهُوَ داوودُ ابنُ إِيشَى ـ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَيُقَالُ: دَاوُدُ
بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ رَشْوَى، وَكَانَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبُ بْنُ
إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ
الْمَقْدِسِ جُمِعَ لَهُ بَيْنَ النُّبُوَّةِ وَالْمُلْكِ بَعْدَ أَنْ كَانَ
رَاعِيًا وَكَانَ أَصْغَرَ إِخْوَتِهِ وَكَانَ يَرْعَى غَنَمًا، وَكَانَ لَهُ
سَبْعَةُ إِخْوَةٍ فِي أَصْحَابِ طَالُوتَ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْحَرْبُ قَالَ فِي
نَفْسِهِ: لَأَذْهَبَنَّ إِلَى رُؤْيَةِ هَذِهِ الْحَرْبِ، فَلَمَّا نَهَضَ فِي
طَرِيقِهِ مَرَّ بِحَجَرٍ فَنَادَاهُ: يَا دَاوُودُ خُذْنِي فَبِي تَقْتُلُ
جَالُوتَ، ثُمَّ نَادَاهُ حَجَرٌ آخَرُ ثُمَّ آخَرُ فَأَخَذَهَا وَجَعَلَهَا فِي
مِخْلَاتِهِ وَسَارَ، فَخَرَجَ جَالُوتُ يَطْلُبُ مُبَارِزًا فَكَعَّ النَّاسُ
عَنْهُ حَتَّى قَالَ طَالُوتُ: مَنْ يَبْرُزُ إِلَيْهِ وَيَقْتُلُهُ فَأَنَا
أُزَوِّجُهُ ابْنَتِي وَأُحَكِّمُهُ فِي مَالِيَ، فَجَاءَ دَاوُدُ عَلَيْهِ
السَّلَامُ فَقَالَ: أَنَا أَبْرُزُ إِلَيْهِ وَأَقْتُلُهُ، فَازْدَرَاهُ طَالُوتُ
حِينَ رَآهُ لِصِغَرِ سِنِّهِ وَقِصَرِهِ فَرَدَّهُ، وَكَانَ دَاوُدُ أَزْرَقَ
قَصِيرًا، ثُمَّ نَادَى ثَانِيَةً وَثَالِثَةً فَخَرَجَ دَاوُدُ، فَقَالَ طَالُوتُ
لَهُ: هَلْ جَرَّبْتَ نَفْسَكَ بِشَيْءٍ؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ بماذا؟ قَالَ:
وَقَعَ ذِئْبٌ فِي غَنَمِي فَضَرَبْتُهُ ثُمَّ أَخَذْتُ رَأْسَهُ فَقَطَعْتُهُ
مِنْ جَسَدِهِ. قَالَ طَالُوتُ: الذِّئْبُ ضَعِيفٌ، هَلْ جَرَّبْتَ نَفْسَكَ فِي
غَيْرِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، دَخَلَ الْأَسَدُ فِي غَنَمِي فَضَرَبْتُهُ ثُمَّ
أَخَذْتُ بِلَحْيَيْهِ فَشَقَقْتُهُمَا، أَفَتَرَى هَذَا أَشَدَّ مِنَ الْأَسَدِ؟
قَالَ لَا، وَكَانَ عِنْدَ طَالُوتَ دِرْعٌ لَا تَسْتَوِي إِلَّا عَلَى مَنْ
يَقْتُلُ جَالُوتَ، فَأَخْبَرَهُ بِهَا وَأَلْقَاهَا عَلَيْهِ فَاسْتَوَتْ،
فَقَالَ طَالُوتُ: فَارْكَبْ فَرَسِي وَخُذْ سِلَاحِي فَفَعَلَ، فَلَمَّا مَشَى
قَلِيلًا رَجَعَ فَقَالَ النَّاسُ: جَبُنَ الْفَتَى! فَقَالَ دَاوُودُ: إِنَّ
اللَّهَ إِنْ لَمْ يَقْتُلْهُ لِي وَيُعِنِّي عَلَيْهِ لَمْ يَنْفَعْنِي هَذَا
الْفَرَسُ وَلَا هَذَا السِّلَاحُ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُقَاتِلَهُ عَلَى
عَادَتِي. قَالَ: وَكَانَ دَاوُودُ مِنْ أَرْمَى النَّاسِ بِالْمِقْلَاعِ،
فَنَزَلَ وَأَخَذَ مِخْلَاتَهُ فَتَقَلَّدَهَا وَأَخَذَ مِقْلَاعَهُ وَخَرَجَ
إِلَى جَالُوتَ، وَهُوَ شَاكٍ فِي سِلَاحِهِ عَلَى رَأْسِهِ بَيْضَةٌ فِيهَا
ثَلَاثُمِائَةِ رِطْلٍ، فِيمَا ذَكَرَ الْمَاوَرْدِيُّ وَغَيْرُهُ، فَقَالَ لَهُ
جَالُوتُ: أَنْتَ يَا فَتَى تَخْرُجُ إِلَيَّ! قَالَ نَعَمْ، قَالَ: هَكَذَا كَمَا
تَخْرُجُ إِلَى الْكَلْبِ! قَالَ نَعَمْ، وَأَنْتَ أَهْوَنُ. قَالَ: لَأُطْعِمَنَّ
لَحْمَكَ الْيَوْمَ لِلطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ، ثُمَّ تَدَانَيَا وَقَصَدَ جَالُوتُ
أَنْ يَأْخُذَ دَاوُودَ بِيَدِهِ اسْتِخْفَافًا بِهِ، فَأَدْخَلَ دَاوُدُ يَدَهُ
إِلَى الْحِجَارَةِ، فَرُوِيَ أَنَّهَا الْتَأَمَتْ فَصَارَتْ حَجَرًا وَاحِدًا،
فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِي الْمِقْلَاعِ وَسَمَّى اللهَ
وَأَدَارَهُ وَرَمَاهُ
فَأَصَابَ بِهِ رَأْسَ جَالُوتَ فَقَتَلَهُ، وَحَزَّ رَأْسَهُ وَجَعَلَهُ فِي
مِخْلَاتِهِ، وَاخْتَلَطَ النَّاسُ وحمَلَه أَصْحَابُ طَالُوتَ فَكَانَتِ
الْهَزِيمَةُ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّمَا أَصَابَ بِالْحَجَرِ مِنَ الْبَيْضَةِ
مَوْضِعَ أَنْفِهِ، وَقِيلَ: عَيْنَهُ وَخَرَجَ مِنْ قَفَاهُ، وَأَصَابَ جَمَاعَةً
مِنْ عَسْكَرِهِ فَقَتَلَهُمْ. وَقِيلَ: إِنَّ الْحَجَرَ تَفَتَّتَ حَتَّى أصابَ
كلَّ مَنْ في العَسكرِ شيءٌ مِنْهُ، وَكَانَ كَالْقَبْضَةِ الَّتِي رَمَى بِهَا
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَوَازِنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ،
وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي قِصَصِ هَذِهِ الْآيِ. وَفِي
قَوْلِ طَالُوتَ: "مَنْ يَبْرُزْ لَهُ وَيَقْتُلْهُ فَإِنِّي أُزَوِّجْهُ
ابْنَتِي وَأُحَكِّمْهُ فِي مَالِيَ" مَعْنَاهُ ثَابِتٌ فِي شَرْعِنَا،
وَهُوَ أَنْ يَقُولُ الْإِمَامُ: مَنْ جَاءَ بِرَأْسٍ فَلَهُ كَذَا، أَوْ أَسِيرٍ
فَلَهُ كَذَا عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ فِي "الْأَنْفَالِ" إِنْ
شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُبَارَزَةَ لَا تَكُونُ
إِلَّا بِإِذْنِ الْإِمَامِ، كَمَا يَقُولُهُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَغَيْرُهُمَا.
وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ فَحُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَا
يَحْمِلُ أَحَدٌ إِلَّا بِإِذْنِ إِمَامِهِ. وَحُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَا
بَأْسَ بِهِ، فَإِنْ نَهَى الْإِمَامُ عَنِ الْبَرَازِ فَلَا يُبَارِزُ أَحَدٌ
إِلَّا بِإِذْنِهِ. وَأَبَاحَتْ طَائِفَةٌ الْبَرَازَ وَلَمْ تَذْكُرْ بِإِذْنِ
الْإِمَامِ وَلَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ، هَذَا قَوْلُ مَالِكٍ. سُئِلَ مَالِكٌ عَنِ
الرَّجُلِ يَقُولُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَقَالَ: ذَلِكَ إِلَى نِيَّتِهِ
إِنْ كَانَ يُرِيدُ بِذَلِكَ اللَّهَ فَأَرْجُو أَلَّا يَكُونَ بِهِ بَأْسٌ، قَدْ
كَانَ يُفْعَلُ ذَلِكَ فِيمَا مَضَى. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: لَا بَأْسَ
بِالْمُبَارَزَةِ. قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: الْمُبَارَزَةُ بِإِذْنِ الْإِمَامِ
حَسَنٌ، وَلَيْسَ عَلَى مَنْ بَارَزَ بِغَيْرِ إِذْنِ الْإِمَامِ حَرَجٌ، وَلَيْسَ
ذَلِكَ بِمَكْرُوهٍ لِأَنِّي لَا أَعْلَمُ خَبَرًا يَمْنَعُ مِنْهُ.



قولُه: {وَآتاهُ
اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ
} قَالَ السُّدِّيُّ: أَتَاهُ اللَّهُ
مُلْكَ طَالُوتَ وَنُبُوَّةَ شَمْعُونَ. وَالَّذِي عَلَّمَهُ هُوَ صَنْعَةُ
الدُّرُوعِ وَمَنْطِقُ الطَّيْرِ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعٍ مَا عَلَّمَهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ أَنَّ اللَّهَ
أَعْطَاهُ سِلْسِلَةً مَوْصُولَةً بِالْمَجَرَّةِ وَالْفَلَكِ وَرَأْسُهَا عِنْدَ
صَوْمَعَةِ دَاوُودَ، فَكَانَ لَا يَحْدُثُ فِي الْهَوَاءِ حَدَثٌ إِلَّا
صَلْصَلَتِ السِّلْسِلَةُ فَيَعْلَمُ دَاوُدُ مَا حَدَثَ، وَلَا يَمَسُّهَا ذُو
عَاهَةٍ إِلَّا بَرِئَ، وَكَانَتْ عَلَامَةُ دُخُولِ قَوْمِهِ فِي الدِّينِ أَنْ
يَمَسُّوهَا بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَمْسَحُونَ أَكُفَّهُمْ عَلَى صُدُورِهِمْ،
وَكَانُوا يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهَا بَعْدَ دَاوُودَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى أنْ
رُفِعتْ.



قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِمَّا
يَشاءُ
} أَيْ مِمَّا شَاءَ، وَقَدْ يُوضَعُ الْمُسْتَقْبَلُ مَوْضِعَ
الْمَاضِي، وَقَدْ تَقَدَّمَ.



قوله تعالى: {وَلَوْلَا
دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ
} تنبيه على فضيلة الملك، وأنّه لولاه لما استتبَّ
أمرُ العالَم، ولهذا قال الدين والملك مقترنان، وتوأمان لا يفترقان، ففي ارتفاع
أحدهما ارتفاع الآخر، لأنّ الدينَ أُسٌّ، والمُلكَ حارسٌ، ومالا أسَّ له فمهدوم،
وما لا حارسَ له فضائعٌ، وعلى ذلك قولُه: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ}. الآية. فإن قيل: على أيِّ
وجهٍ دفعُ اللهِ الناسَ ببعضهم؟ قيل: على وجهين أحدهما: دفعٌ ظاهرٌ، والثاني دفعٌ
خَفِيٌّ، قال: فالظاهرُ، ما كان بالسُّوَّاسِ الأربعةِ الذين هم الأنبياءُ،
والملوكُ، والحُكماءُ والوُّعَّاظُ، فسُلطانُ الأنبياءِ على الكافَّةِ خاصُّهم،
وعامُّهم، وظاهِرُهم، وباطِنُهم، وسلطانُ المُلوك على ظواهِرِ الكافَّةِ دون الباطِنِ
وسُلطانُ الحُكَماءِ على الخاصَّةِ دون العامَّةِ، وسُلْطانُ الوُعّاظِ على بَواطِنِ
العَوامِّ وأمّا الدَفْعُ الخَفِيُّ فسُلطانُ العقلِ، فالعقلُ يَدفعُ عن كثيرٍ من
المَقابِحِ، وهو السببُ في التزام حُكمِ السُلطانِ الظاهرِ، وقولُه تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى
الْعَالَمِينَ
}. إنْ قيل: ما فائدة ذلك بعد قوله: آنفاً {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى
النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ
}؟ قيل: بيّن في الأوّلِ
فضلَه على الناسِ بما خصَّهم به مِن الفضائلِ الإنسانيّةِ، وبيّنَ ها هنا نعمتَه
على جميعِ العالمين، والحيوانات، والروحانيات، والجمادات، فإن العالَمين يتناول كلَّ
ذلك، وإلى نحوِه أشارَ بقوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}.



واخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي
النَّاسِ الْمَدْفُوعِ بِهِمُ الْفَسَادُ مَنْ هُمْ؟ فَقِيلَ: هُمُ الْأَبْدَالُ
وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا كُلَّمَا مَاتَ وَاحِدٌ بَدَّلَ اللَّهُ آخَرَ،
فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْقِيَامَةِ مَاتُوا كُلُّهُمُ، اثْنَانِ وَعِشْرُونَ
مِنْهُمْ بِالشَّامِ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ بِالْعِرَاقِ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ الْأَبْدَالَ يَكُونُونَ بِالشَّامِ وَهُمْ
أَرْبَعُونَ رَجُلًا كُلَّمَا مَاتَ مِنْهُمْ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ
رَجُلا يُسْقَى بِهِمُ الْغَيْثُ وَيُنْصَرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَيُصْرَفُ
بِهِمْ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ الْبَلَاءُ)). ذَكَرَهُ التِّرْمِذِيُّ الْحَكِيمُ
فِي "نَوَادِرِ الْأُصُولِ". وَخَرَّجَ أَيْضًا عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ
قَالَ: إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ كَانُوا أَوْتَادَ الْأَرْضِ، فَلَمَّا انْقَطَعَتِ
النُّبُوَّةُ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُمْ قَوْمًا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُمُ الْأَبْدَالُ، لَمْ يَفْضُلُوا
النَّاسَ بِكَثْرَةِ صَوْمٍ وَلَا صَلَاةٍ وَلَكِنْ بِحُسْنِ الْخُلُقِ وَصِدْقِ
الْوَرَعِ وَحُسْنِ النِّيَّةِ وَسَلَامَةِ الْقُلُوبِ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ
وَالنَّصِيحَةِ لَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ بِصَبْرٍ وَحِلْمٍ وَلُبٍّ وَتَوَاضُعٍ
فِي غَيْرِ مَذَلَّةٍ، فَهُمْ خُلَفَاءُ الْأَنْبِيَاءِ قَوْمٌ اصْطَفَاهُمُ
اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَاسْتَخْلَصَهُمْ بِعِلْمِهِ لِنَفْسِهِ، وَهُمْ أَرْبَعُونَ
صِدِّيقًا مِنْهُمْ ثَلَاثُونَ رَجُلًا عَلَى مِثْلِ يَقِينِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ
الرَّحْمَنِ، يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِمُ الْمَكَارِهَ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ
وَالْبَلَايَا عَنِ الناس، وبهم يمطرون ومن يرزقون، لَا يَمُوتُ الرَّجُلُ
مِنْهُمْ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ قَدْ أَنْشَأَ مَنْ يَخْلُفُهُ. وَقَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ الْعَدُوَّ بِجُنُودِ الْمُسْلِمِينَ لَغَلَبَ
الْمُشْرِكُونَ فَقَتَلُوا الْمُؤْمِنِينَ وَخَرَّبُوا الْبِلَادَ وَالْمَسَاجِدَ.
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: هُمُ الشُّهُودُ الَّذِينَ تُسْتَخْرَجُ بِهِمُ
الْحُقُوقُ. وَحَكَى مَكِّيٌّ أَنَّ أَكْثَرَ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ
الْمَعْنَى: لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ يَدْفَعُ بِمَنْ يُصَلِّي عَمَّنْ لَا يُصَلِّي
وَبِمَنْ يَتَّقِي عَمَّنْ لَا يَتَّقِي لَأُهْلِكَ النَّاسُ بِذُنُوبِهِمْ،
وَكَذَا ذَكَرَ النَّحَّاسُ وَالثَّعْلَبِيُّ أَيْضًا. قَالَ الثَّعْلَبِيُّ
وَقَالَ سَائِرُ الْمُفَسِّرِينَ: وَلَوْلَا دِفَاعُ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ
الْأَبْرَارَ عَنِ الْفُجَّارِ وَالْكُفَّارِ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ، أَيْ
هَلَكَتْ. وَذَكَرَ حَدِيثًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ يَدْفَعُ الْعَذَابَ بِمَنْ يُصَلِّي مِنْ أُمَّتِي
عَمَّنْ لَا يُصَلِّي وَبِمَنْ يُزَكِّي عَمَّنْ لَا يُزَكِّي وَبِمَنْ يَصُومُ
عَمَّنْ لَا يَصُومُ وَبِمَنْ يَحُجُّ عَمَّنْ لَا يَحُجُّ وَبِمَنْ يُجَاهِدُ
عَمَّنْ لَا يُجَاهِدُ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى تَرْكِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ مَا
أَنْظَرَهُمُ اللَّهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ))، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ
الْأَرْضُ
". وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: ((إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً تُنَادِي كُلَّ يَوْمٍ لَوْلَا عِبَادٌ
رُكَّعٌ وَأَطْفَالٌ رُضَّعٌ وَبَهَائِمٌ رُتَّعٌ لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ
صَبًّا)). خَرَّجَهُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ بِمَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ
الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: ((لَوْلَا فِيكُمْ رِجَالٌ خُشَّعٌ وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ وَصِبْيَانٌ
رُضَّعٌ لَصُبَّ الْعَذَابُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ صَبًّا)). أَخَذَ أبو سميَةَ السلفي
هَذَا الْمَعْنَى فَقَالَ:



لَوْلَا عِبَادٌ لِلْإِلَهِ رُكَّعُ .........................
وَصِبْيَةٌ مِنَ الْيَتَامَى رُضَّعُ



وَمُهْمَلَاتٌ فِي الْفَلَاةِ رُتَّعُ ...............
صُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ الْأَوْجَعُ



وَرَوَى جَابِرٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال: ((إِنَّ اللَّهَ لَيُصْلِحُ بِصَلَاحِ الرَّجُلِ وَلَدَهُ وَوَلَدَ ولده
واهلة دُوَيْرَتِهِ وَدُوَيْرَاتٍ حَوْلَهُ وَلَا يَزَالُونَ فِي حِفْظِ اللَّهِ
مَا دَامَ فِيهِمْ)). وَقَالَ قَتَادَةُ: يَبْتَلِي اللَّهُ الْمُؤْمِنَ
بِالْكَافِرِ وَيُعَافِي الْكَافِرَ بِالْمُؤْمِنِ. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنَّ اللَّهَ لَيَدْفَعُ بِالْمُؤْمِنَ الصَّالِحِ عَنْ مِائَةٍ مِنْ
أَهْلِ بَيْتِهِ وَجِيرَانِهِ الْبَلَاءَ)). ثُمَّ قَرَأَ ابن عمر: "وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ
بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ
". وَقِيلَ: هَذَا الدَّفْعُ
بِمَا شَرَعَ عَلَى أَلْسِنَةِ الرُّسُلِ مِنَ الشَّرَائِعِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ
لَتَسَالَبَ النَّاسُ وَتَنَاهَبُوا وَهَلَكُوا، وَهَذَا قَوْلٌ حَسَنٌ فَإِنَّهُ
عُمُومٌ فِي الْكَفِّ وَالدَّفْعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.



قولُه: {وَلكِنَّ
اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ
}. بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ دَفْعَهُ
بِالْمُؤْمِنِينَ شَرَّ الْكَافِرِينَ فَضْلٌ مِنْهُ ونعمة.



قوله تعالى: {فهزموهم
بإذنِ اللهِ
} الهَزْمُ:
أصلُه الكَسْرُ، ومنه "سِقاء مُتَهَزِّم" أَيِ انْثَنَى بَعْضُهُ عَلَى
بَعْضٍ مَعَ الْجَفَافِ، وَمِنْهُ مَا قِيلَ فِي زَمْزَمَ: إِنَّهَا هَزْمَةُ
جِبْرِيلَ، أَيْ هَزَمَهَا جِبْرِيلُ بِرِجْلِهِ فَخَرَجَ الْمَاءُ. و"قَصَبٌ
متهزِّمٌ" أي متكسِّر. فالهَزْمُ: دَفْعُ الشيءِ اليابِسِ حتّى يَتحطَّمَ، وَالْهَزْمُ:
مَا تَكَسَّرَ مِنْ يَابِسِ الْحَطَبِ. كَهَزْمِ الشَنِّ، وهَزْمُ الرَّعدِ مُشبَّهٌ
به لِصوتِ تَكَسُّرِهِ، وقيل أَصابتْهُ هازِمَةٌ دامِرَةٌ أي داهيةٌ كاسِرَةٌ كقولِهم
فاقِرةٌ، فَهَزَمُوهُمْ":
فَكَسَرُوهُمْ. "بإذنِ
الله
" فيه الوجهانِ المتقدِّمان أَعني كونَه حالاً أو مفعولاً به. و"مِمَّا يشاء" فاعلٌ "يشاء" ضميرُ الله تعالى.
وقيل: ضميرُ داوود والأوَّلُ أظهرُ.



قوله: {وَلَوْلاَ
دَفْعُ
} قرأ نافعٌ هنا، وفي سورة الحج: "دِفاع" والباقون: "دَفْع". فأمَّا "دَفْع"
فمصدرُ دَفَعَ يَدْفَع ثلاثياً. وأمَّا "دفاع" فيَحتمل وجهين: أحدُهما:
أنْ يكونَ مصدرَ دَفَعَ الثلاثي أيضاً نحو: كَتَبَ كِتاباً، وأنْ يَكونَ مصدرَ "دافَعَ"
نحو: قاتل قِتالاً، قال أبو ذؤيب:



ولقد حَرَصْتُ بأَنْ أدافعَ عنهُم ............ فإذا
المَنِيَّةُ أَقْبَلَتْ لا تُدْفَعُ



و"فاعَل" هنا بمعنى فَعَلَ المُجَرَّد فتتَّحدُ القراءتان في
المعنى. ومَنْ قَرَأَ "دفاع" وقرأَ في الحج {يُدَافِعُ عَنِ الذين آمنوا}
الآية: 38. وهو نافع، أو قرأ "دَفْع" وقرأ "يَدْفَع" ـ وهما
أبو عَمْرٍو وابنُ كثيرٍ ـ فقد وافق أصلَه، فجاء بالمَصدرِ على وَفْقِ الفعل.
وأمَّا من قرأ هنا "دَفْع" وفي الحج "يُدافِع" وهم الباقون
فقد جَمَعَ بين اللغتين، فاستعمل الفعلَ من الرباعي والمصدرَ من الثلاثي. والمصدرُ
هنا مضافٌ لفاعِله وهو اللهُ تعالى، و"الناسَ" مفعول أول، و"بعضَهم" بدلٌ من "الناسِ" بدلَ بعضٍ مِنْ
كُلٍّ. و"ببعضٍ »
متعلِّقٌ بالمصدرِ، والباءُ للتعديةِ، فمَجرورُها المفعولُ الثاني في المعنى،
والباءُ إنّما تكون للتَعدِيَةِ في اللازمِ نحو: "ذَهَبَ به" فأمّا
المتعدِّي لواحدٍ فإنَّما يتعدَّى بالهمزة، تقول: "طَعِمَ زيدٌ اللحم
وأَطْعَمْتُه اللحم" ولا تقول: "طَعِمْتُه باللحم" فتعدِّيهِ إلى
الثاني بالباءِ إلاَّ فيما شَذَّ قياساً وهو "دَفَع" و"صَكَّ"،
نحو: صَكَكْتُ الحجرَ بالحجرِ أي: جَعَلْتُ أحدَهما يَصُكُّ الآخرَ، ولذلك قالوا:
صَكَكْتُ الحجرَيْنِ أحدَهما بالآخر.



قوله: {ولكن الله}
وجهُ الاستدراكِ أنَّه لَمَّا قسَّم الناسَ إلى مدفوعٍ



ومدفوعٍ به،
وأنَّه بهذا الدفعِ امتنعَ فسادُ الأرضِ فقد يَهْجِسُ في نفسِ مَنْ غُلِبَ عمَّا يُريدُ
مِن الفسادِ أنَّ اللهَ غيرُ متفضِّلٍ عليهِ حيثُ لم يُبْلِغْهُ مَقاصِدَه وطلبَه،
فاستدركَ عليه أنَّه وإنْ لم يَبْلُغْ مقاصِدَه أنَّ اللهَ متفضِّلٌ عليه،
ومُحْسِنٌ إليه لأنّه مُنْدَرِجٌ تحت العالمين، وما مِنْ أحدٍ ألّا ولله عليه فضلٌ
ولهُ فضلُ الاختراعِ والإِيجادِ. و"على" يتعلَّق بـ "فَضْل"، لأنَّ فعلَه يتعدَّى بها، وربّما
حُذِفَتْ مع الفعلِ. قال ـ فَجَمع بين الحذفِ والإِثبات:



وجَدْنا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً ....... كفَضْلِ
ابنِ المَخاض على الفَصيلِ



أمّا إذا ضُعِّف فإنه لا تُحْذَفُ "على" أصلاً كقولِه: {فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ
على بَعْضٍ} البقرة: 253، ويجوزُ أنْ تتعلَّقٌ "على" بمحذوفٍ لوقوعِها صفةً لفَضْل.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 251
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، الآية : 217
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية:232
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 20
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 44
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 261

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: