عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 244 الأربعاء سبتمبر 26, 2012 7:33 pm | |
| وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244) قوله تعالى: {وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} هَذَا خِطَابٌ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ. وَهُوَ الَّذِي يُنْوَى بِهِ أَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا. وَسُبُلُ اللَّهِ كَثِيرَةٌ فَهِيَ عَامَّةٌ فِي كله سَبِيلٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هذِهِ سَبِيلِي}. قَالَ مَالِكٌ: سُبُلُ اللَّهِ كَثِيرَةٌ، وَمَا مِنْ سبيلٍ إلّا يُقاتَلُ عليها أو فيها أولها، وَأَعْظَمُهَا دِينُ الْإِسْلَامِ، لَا خِلَافَ فِي هَذَا. وَقِيلَ: الْخِطَابُ لِلَّذِينَ أُحْيُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، رُوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكِ. وَالْوَاوُ عَلَى هَذَا فِي قَوْلِهِ: "وَقاتِلُوا" عَاطِفَةٌ عَلَى الْأَمْرِ الْمُتَقَدِّمِ، وَفِي الْكَلَامِ مَتْرُوكٌ تَقْدِيرُهُ: وَقَالَ لَهُمْ قَاتِلُوا. وَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ عَاطِفَةٌ جُمْلَةَ كَلَامٍ عَلَى جُمْلَةِ مَا تَقَدَّمَ، وَلَا حَاجَةَ إِلَى إِضْمَارٍ فِي الْكَلَامِ. "وَقاتِلُوا" أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَّا تَهْرُبُوا كَمَا هَرَبَ هَؤُلَاءِ. وهو عطف في المعنى على {أَلَمْ تَرَ}. البقرة: 3 24. لأنَّه بمعنى انْظُروا وتَفَكّروا، وهذه السورةُ الكريمةُ لكونِها سَنامَ القرآنِ، ذَكَر فيها كُلّيَّاتِ الأَحكامِ الدينيَّةِ مِنْ الصِيامِ والحجِّ والصلاةِ والجِهادِ على نَمَطٍ عجيبٍ. والجهادُ لمّا كان ذُروةَ سَنامِ الدين، وكان من أَشَقِّ التكاليفِ حرَّضهم عليه مِن طُرُقٍ شتّى مُبتدِأً من قولِه ـ سبحانه: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبيلِ الله} البقرة:4 15. منتهياً إلى هذا المقامِ الكريمِ مُخْتَتِمًا بذكرِ الانْفاقِ في سبيلِه.قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. أَيْ يَسْمَعُ قَوْلَكُمْ إِنْ قُلْتُمْ مِثْلَ مَا قَالَ هَؤُلَاءِ وَيَعْلَمُ مُرَادَكُمْ بِهِ، وَقَالَ الطَّبَرِيُّ: لَا وَجْهَ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْأَمْرَ بِالْقِتَالِ للذين أُحْيُوا. والله أعلم.قولُه تعالى: {وَقَاتِلُواْ} هذه الجملةُ فيها أقوالٌ، أحدُها: أنّها عطفٌ على قولِهِ: {موتوا} وهو أمرٌ لِمَنْ أَحْيَاهُم اللَّهُ بعدَ الإِماتَةِ بالجهادِ، أي: فقال لهم: مُوتوا وقاتِلوا، ولا وجهَ لهذا القولِ. والثاني: أنَّها معطوفةٌ على قولِه: {حَافِظُواْ عَلَى الصلوات}. وما بينهما اعتراضٌ. والثالث: أنَّها معطوفةٌ على محذوفٍ تقديرُهُ: "فَأَطِيعُوا وقاتِلوا"، أو فلا تَحْذَروا الموتَ كما حَذِرَهُ الذين مِنْ قَبْلِكُمْ فلم يَنْفَعهم الحذرُ. وظاهرٌ أنَّ هذا أمرٌ لهذه الأمةِ بالجهادِ، بعد أَنْ ذَكَرَ أنّ قومًا لم يَنفعْهم الحَذرُ مِن الموتِ، فهو تشيجعٌ لهم، فيكونُ من عطفِ الجُمَلِ فلا يُشْتَرَطُ التوافُق في أمرٍ ولا غيرِه. | |
|