كل شيء بيد الأسد
Posted on 26 يونيو 2012 by المترجمون السوريون الأحرار
الأكاديمي محمد حبش يوجه نداءً لرئيسه
الدكتور محمد حبش (تسعة وأربعون عاماً) هورئيس مركز الدراسات الإسلامية في دمشق. كان عضواً مستقلاً في مجلس الشعب السوري لدورتين تشريعيتين متتاليتين. قام مع شخصيات فكرية أخرى تشترك بنفس الآراء بتأسيس حركة الطريق الثالث في عام 2011 وذلك بهدف التوسط بين الحكومة والثوار. كارين لويكيفيلد من صحيفة “ألمانيا الجديدة” قامت بإجراء الحوار التالي مع الدكتور الحبش.
دبابة للجيش السوري مدمرة في مدينة أريحا في محافظة إدلب. المصدر هنا أيضاً غير معروف. الصورة من أ.ف.ب
سؤال: قامت الأمم المتحدة بتعليق مهمتها التي كانت جزءً من خطة النقاط الست في سوريا، هل فشلت الخطة؟
الحبش: للأسف لقد فشلت مبادرة كوفي عنان حتى الآن في تحقيق أهدافها. من المعروف أن النظام اتخذ موقفاً متصلباً من هذه المبادرة. صحيح أن النظام صرح بأنه كان قد وافق على كل نقاط الخطة، ولكن في الواقع لا يوجد أي تغيير.
سؤال: يقول مراقبوالأمم المتحدة بأن كلي الطرفين، الحكومة والثوار لا يتعاونان معهم.
الحبش: حسناً، يقول المراقبون إن كلا الطرفين يتحملان المسؤولية. لكن لا يمكننا تحميل الحكومة والمعارضة القدر نفسه من المسؤولية. فالأسلحة الثقيلة في يد الحكومة وهي لم تقم بأية خطوة لسحب الجيش من المناطق السكنية وإعادته إلى ثكناته. ولهذا فإن النظام من وجهة نظري يتحمل كامل المسؤولية.
سؤال: تقول الحكومة إنها تبحث عن حوار مع المعارضة ولكنها تتعرض لهجمات من قبل مجموعات مسلحة وهي تقاتل هذه المجموعات الإرهابية لأنها مضطرة للدفاع عن نفسها.
الحبش: لا يمكنني تقبّل هذا الموقف. يجب ألا ننسى أنه طوال الأشهر الست الأولى من الثورة كانت قوات الحكومة هي الوحيدة التي تحمل السلاح. لم تحمل قوى الثورة السلاح إلا بعد ستة أشهر من بدء الثورة.. للأسف! وأريد هنا أن أوضّح أمراً: أنا ضد كل أنواع النزاع المسلح، سواءً أكان ذلك من طرف الحكومة أم من أطراف أخرى. نعم توجد جماعات مسلحة في سوريا ومرة أخرى أقول، لا يمكنني تقبّل ذلك. ولكن لا يمكنني تحميل كلي الطرفين المسؤولية بشكل متساوٍ. الحكومة تتحمل كامل المسؤولية عن العنف على الأرض.
سؤال: ماهومصير مهمة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا الآن؟
الحبش: بصراحة نحن لا نحتاج لمراقبين، نحن نحتاج لمن يضمن نشر السلام في سوريا. نحتاج من يحمي المدنيين ويعلن جزءاً محددأ من البلاد منطقة منزوعة السلاح، ويضع هذه المنطقة تحت حماية الأمم المتحدة. يمكن لهذا أن يساعد السوريين، أما وجود المراقبين لا يكفي لتحقيق ذلك.
سؤال: ما هوموقفك كعضوفي “الطريق الثالث”؟
الحبش: حتى الآن لم ينل موقفنا إعجاب الحكومة. الرئيس بنفسه قال إننا في سوريا لانحتاج طريقاً ثالثاً. لقد قال، إما أن تكونوا معنا أومع الإرهابيين.
سؤال: هل أوقفتم عملكم في سوريا؟
الحبش: هناك اهتمام في سوريا وخارج سوريا بما نقوم به، ولهذا نحاول الاستمرار. لست مؤيداً للنظام ولست مؤيداً للارهابيين. أنا أتحدث باسم الأغلبية الصامتة في سوريا. هذه الأغلبية التي لا تؤيد النظام ولا تتفهم في الوقت نفسه العنف المُمارس من قبل النظام ومن قبل المجموعات الأخرى. ما نريده هو سوريا جديدة خالية من العنف.
سؤال: ما الذي يجب أن يحدث حتى يصبح التحول السلمي ممكناً في سوريا؟
الحبش: أود أن أخاطب بشكل خاص رئيسنا الذي عملت معه كعضوفي البرلمان طوال تسع سنوات: “السيد الرئيس، لايمكنك أن تبقى رئيساً في هذه الوضع. عليك تغيير موقفك.. عليك أن تفهم أن هناك ثورة في سوريا. عليك أن تبحث مع شعبك ولأجل شعبك عن أفضل طريق للمستقبل. الثورة لن تتوقف، وإنما ستتصاعد والوضع سيزداد صعوبة. شخص واحد فقط يستطيع مساعدة سوريا وإيقاف القتل فيها، وهوبشار الأسد”.
إنه يتحمل مسؤولية كبيرة. عليه أن ينحاز لشعبه ويقول: سأستقيل، أرجوكم ساعدوني لنجد قيادةً سياسيةً جديدةً لسوريا لأنني لا أستطيع الاستمرار بهذا الشكل.
المصدر
Alles liegt in Assads Hand
neues deutschland: sozialistische tageszeitung