روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 63

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 63 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 63 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 63   فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 63 I_icon_minitimeالسبت مارس 07, 2015 6:47 am

وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
(63)
قولُهُ ـ تعالى شأنُه: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} هي نِعْمَةٌ عظيمةٌ أُخْرى يَمْتَنُّ اللهُ بها على عِبادِهِ المؤمنين، ببرَكَةِ هذا الرسولِ الكريمِ ـ صلى الله عليه وسَلّمَ، أنْ ألَّفَ بهذا الدين بين قلوبِ أَتْباعِهِ مَعَ ما جُبِلوا عَلَيْهِ ـ كَسائِرِ العَرَبِ، مِنَ الحَمِيَّةِ والعَصَبِيَّةِ والانْطِواءِ عَلى الضَغِينَةِ والتَهالُكِ على الثَأْرِ والانْتقامِ بحيْثُ لا يَكادُ يَأْتَلِفُ فيهم قَلْبانِ، فلانت قلوبهم ورقَّتْ نفوسهم، ولَطُفَتْ طباعُهم، حتى صاروا بِتَوفيقِ اللهِ تعالى كَنَفْسٍ واحدَةٍ. وقد: كانَ بين الأَنصارُ مِنْ أَوْسٍ وخزْرَجٍ مِنَ الحُروبِ ما أَهْلَكَ ساداتِهم، ودَقَّ جَماجِمَهم، ولم يَكُنْ لِبَغْضائِهم أَمَدٌ، وكان بينهم تجاورٌ يُهَيِّجُ الضَغائِنَ، ويُديمُ العداوةَ، ويحفزُ على الثارات ويؤجج نارَها، فأَنْساهُمُ اللهُ تَعالى ما كان بَيْنَهم فاجتمعوا على طاعةِ اللهِ ورسولِه، حتى صاروا أنْصاراً للهِ والرسولِ وأصبحوا أعواناً على الحقِّ، وكلُّ ذلك بِلَطيفِ صُنْعِهِ ـ سبحانَه وتعالى، وبَليغِ حكمتِهِ وعظيمِ قُدْرَتِهِ. وإنَّ ما حَلَّ مِنْ أُلْفَةٍ بينَ الأَنْصارِ ـ رضوانُ الله عليهم، من تأْليفٍ لَهُوَ من أَبهَرِ معجزاتِ النبيِّ ـ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، لِتَناهي عداوتِهِمْ وقُوَّةِ أَسْبابها. لكنَّهُ ـ سبحانَهُ وتعالى، إذا أرادَ شيئاً لم يَسْتَعْصِ عليه، {وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} سورةُ البَقَرَةِ: 117. وقال قْيسُ بْنُ المُلَوَّحِ:
وَقَد يجمعُ اللهُ الشَتيتَيْنِ بعد ما ............. يَظُنانِ كُلَّ الظَنِّ ألاَّ تَلاقِيا
قولُهُ: {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} يَقولُ تَعالى ذِكرُهُ، لِنَبِيِّهِ محمَّدٍ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو أَنْفَقْتَ، ما في الأَرْضِ جميعاً مِنْ ذَهَبٍ ووَرِقٍ وعَرَضٍ ومتاعٍ، ما جمعتَ بذلك بين قلوبهم، ولكنَّ اللهَ جمعَها على الهُدَى فأْتَلَفَتْ وتحابَّتْ، وكذلك مُخْتَلِفُ القبائلِ العَرَبيَّةِ، فأصبحوا مؤتلفينَ مُلتفّين حولَك مجتمعين، باذلين أموالَهم وأرواحَهم في سَبيلِ نَشْرِ دَعْوتِك وذلك تَقْوِيَةً مِنَ اللهَ لكَ وتَأييدًا مِنْهُ ومَعونَةً لك على عدوِّكَ. وهذا الذي حَصَلَ مِنِ ائْتِلافٍ بين أَعْداءِ الأَمْسِ لَهُوُ إحْدى معجزات النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلمَ، التي أَيَّدَهُ اللهُ بها، وما كانَ ليتمَّ لو أُنْفِقَ في سبيله كلُّ ما في الأرضِ مِنْ أَمْوالٍ وكنوزٍ، فقد يمكن به الجمعُ بين الأجسامِ، لكنَّ إحلالَ المحبَّةِ في القلوبِ بَدَلَ الكُرْهُ والحِقْدِ لا يقدِرُ عَلَيْهِ إلاَّ اللهُ الذي خلَقَ هذه القُلوبَ. فذِكْرُ القلوبِ هنا يشْعِرُ بِأََنَّ التأَليفَ بينَها لا يَتَسَنَّى لغيرِ اللهِ تعالى، وإنْ أَمْكَنَ التَأْليفُ ظاهِراً ولكنَّ اللهََ ـ جَلَّتْ قدرتُه، أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ظاهراً وباطناً، قَلْباً وقالباً بِقُدْرَتِهِ البالِغَّةِ.
وقد جاء عن السلف الصالحِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهم، أنَّ أوَّل ما يرفعُ من بينِ الناسِ في آخر الزمانِ هو الألفةُ لما أخرج الطبريُّ في تفسيرهِ عنْ عُمير بْنِ إسْحاقٍ قولَهُ: كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ أَوَّلَ ما يُرْفَعُ مِنَ الناسِ ـ أَوْ قالَ: عَنِ الناسِ، الأُلْفَةُ.
وأَخْرَجَ أَبو عُبيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وأَبو الشَيْخِ، والبيهقيُّ، في شُعَبِ الإيمانِ واللَّفظُ لَهُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، قال: قَرابَةُ الرَحِمِ تُقْطَعُ، ومِنَّةُ المُنْعِمِ تُكْفَرُ، ولمْ نَرَ مِثلَ تَقارُبِ القُلوبِ. يَقولُ اللهُ تعالى: "لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينَهم".
وذلِكَ مَوْجودٌ في الشِعْرِ، قالَ النُعْمانُ بْنُ بَشيرٍ الأَنْصاريُّ ـ رضيَ اللهُ عنْهُ:
وإنِّي لأُعطي المالَ مَنْ كانَ سائلاً ........ وأُدركُ للمَولَى المُعانِدِِ بالظُّلمِ
فلا تَعْدُدِ المولَى شَريكَكَ في الغِنَى .... ولكنَّما المولَى شَريكُكَ في العُدْمِ
إذا مَتَّ ذو القربَى إليكَ برُحمِهِ .... وغَشّك واستغنَى فليسَ بِذِي رُحْمِِ
ولكنَّ ذا القربَى الَّذي يَسْتَخِفُّهُ .... أَذاكَ وَمَنْ يَرمي العَدُوَّ الَّذي تَرْمِي
ومنْ ذلك قولُ الشاعر:
ولقد صَحِبْتُ النَّاسَ ثُمَّ خبَرْتُهُمْ ...... وبَلَوْتُ ما وَصَلوا مِنَ الأَسْبابِ
فإذا القرابة لا تقرب قاطعاً ................ وإذ المودّة أقرب الأسباب
قولُهُ: {إِنَّهُ عَزِيزٌ حكيمٌ} عزيزٌ: كامِلُ القُدْرَةِ والغَلَبَةِ سبحانَهُ، فلا يَسْتَعْصي عليْهِ شيءٌ يُريدُه، "حَكِيمٌ" يَعْلَمُ ما يَنْبَغي وما يَليقُ أنْ تتعلَّقَ به إرادتُه، فيُوجِدُهُ بِمُقْتَضى حِكْمَتِهِ، ومِنْ آثارِ عِزَّتِهِ تعالى، تَصَرُّفُه بالقُلوبِ الأَبِيَّةِ المَمْلوءَةِ بحميَّةِ الجاهِلِيَّةِ، ومِنْ آثارِ حِكْمَتِهِ تَدْبيرُ أمورِهم على وجهٍ أَحْدَثَ فيهم التَوادَّ والتَحابَّ فاجْتَمَعَتْ كَلِمَتُهم، وصاروا جميعاً كِنانَةَ رَسُولِ اللهِ ـ صلَّى اللهُ عليهَ وسلَّم، يذِبون عَنْهُ وعن دينهِ ويَرْمونَ عَنْ قَوْسٍ واحِدَةٍ.
أَخْرج ابْنُ المُبارَكِ، وابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وابْنُ أَبي الدنيا، والنَسائيُّ والبزَّارُ، وابْنُ جَريرٍ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، وأَبو الشيخ، والحاكمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ، عَنِ ابْنِ مَسْعودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. أَنَّ هذِهِ الآيةَ نَزَلَتْ في المُتَحابِّين.
قولُهُ تعالى: {لو أَنْفَقْتَ ما في الأَرْضِِ جميعًا} لو أَنْفَقْتَ: جملةٌ شَرْطيَّةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ، و "في الأرض" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بالصِلَةِ المُقَدَّرَةِ للموصولِ "ما". و "جميعًا" حالٌ مِنَ "الأرض".
وقولُهُ: {ولكنََّ اللهَ أَلَّفَ بينَهم} جملةٌ معطوفةٌ على جملةِ: "ما ألَّفْت".
وقولُهُ: {إنَّهُ عَزيزٌ حكيمٌ} جملةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ فلا محَلَّ لها من الإعرابِ أيضاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 63
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 1
» فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 17
» فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 33
» فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 49
» فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 65

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: