عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: تقريظ الشيخ يوسف الحشيمي الجمعة أكتوبر 07, 2011 5:04 pm | |
| تقريظ: لم يكنِ الشعرُ أوِ الأَدَبُ مَرَّةً للترفيهِ والتسليةِ ، ولا للمُكابَرَةِ والمُنازَلَةِ ، بِقَدْرِ ما هو انْسجامٌ إنسانيٌّ لكشفِ حركة حياةٍ جديدة ، تحمل من الصور الجمالية ما يكفي لترشدنا إلى مصدر الروح وبراعة اللغة..هل هيَّأ أحدٌ فينا نفسه لتلقّي الدهشة والإبهار وهل استطاع أحدنا أن يرسم لخياله مكاناً يستطيع من خلاله أن يصوّر نفسه في هذا العالم؟؟ هو ما فعله أستاذي الشيخ يوسف الحُشَيْمي ، الذي كان يعمل بصمتٍ وجديّة ، ولأنه كان صاحب فضلٍ أساسي في مجال التربية والتعليم، فإنه إلى جانب ذلك اخترع للصمت كلاماً، في وقت امَّحَت فيه الحروف (وتعربَسَت) فيه اللغات ، لقد كان بحق صاحب مدرسة غير عادية لزمنٍ غير عادي. وها هي مختاراته تدلّ عليه ، فهو المثقف الشاعر الذي لم يكن ليخرج عن نصّه مهما اشتدّت عليه المحن والنكبات، فجعل الشعر نبيلاً ، والنَظمَ سليماً ، والمقفّى ساقيات.. ألسنا بحاجة اليوم إلى رجالٍ مثقفين صادقين مؤمنين يتخطّون مصالحهم الشخصية، ويعملون بقناعة دون مُكابرَةٍ أو تَجَبُّرٍ ، في سبيل قضايا المجتمع والأرض والإنسان؟! أليس الشاعر في نصوصه يرفض أن يموت إلاّ وقوفاً؟ وهو ما جعله يحيا في قلوبنا وعقولنا ، ليقول لأجيال الغد ، ها أنتم تقفون على مسافةٍ من الحركة ، أليس الأجمل أيضاً أن تقفوا على مساحةٍ واحدة من الوطن ، ليصير الجمال الأبهى؟؟ هذه المختارات هي نعمٌ من زرع الشيخ يوسف ، وهي أدبٌ شفيف يحمل الشعر والنثر ليطول بنا الحلم، ويتفجّر الواقع على أجنحة الفكر، لننطلق في معموديّةِ الحبِّ والحركةِ والجمالِ ، عبر أثير الكلمة الصادقة الوازنة. هو ما ترجمه شيخنا الجليل يوسف الحشيمي وفاءً منه لأبناء شعبه وأمّته ، وما سنترجمه نحن عربون وفاءٍ وتقدير لشيخ الكلمة حيث ألِفَته حتى صارت جزءاً من كيانه ، فدمغته بنا ودمغتنا به.. هذه هي المدرسة التي لا تموت روحاً، وإنما تغيب في إجازةِ استراحة مع المدى، ليستقدمها الزمن فضيلة عشقٍ ونبراساً يُهتدى ونموذجاً يُقتدى ، فتستمر الأجيال تضرب الأمثال عن أستاذٍ عرفنا فيه وجه المربّي الفاضل ، لكن الفرصة الآن سانحة كي نتعرف عليه أديباً ومثقفاً ، ينهل من معين الفكر والأدب والثقافة. هذه ليست مناسبة للذكرى ، إنها تقديم لمختارات شيخٍ شاعر ، آثر أن يكون الجامع والمحبّ ، فأغنى المكتبة اللبنانية ببارقٍ نصله ، وانضوى تحت شمس الجمال يقول ما يفكر، ويكتب ما يقول.. لا خلاف فيه أو عليه.. فنصله البرّاق جعلنا نبصر ضوء المعرفة من دياجي الظلمات.. ويبقى الكلام الكثير، لكنها لن تكون شيئاً إذا ما قرأنا الكتاب.
مدير عام وزارة الثقافة اللبنانية
د. عمر حلبلب | |
|