تعقيباً على مقال للزميل الدكتور عبد الرزاق عيد بعنوان: (إلى الأخوة الشيعة “العلمانيين” اللبنانيين).
دكتور عبد الرزاق أسعد الله
صباحك، الملاحظ ـ وعن كثب ـ أنَّ كلَّ العلمانيين من أصول سُنيَّة، يفاخرون
بابتعادهم عن أمتهم التي ينتسبون إليها، ويعتبرونه معياراً لتقدميتهم،
بينما العلمانيون من الطوائف الأخرى والمذاهب، يقولون هذا رياءً ومراوغة
وإغراءً، بينما هم شديدو الإلتزام بانتماءاتهم شديدو التعصب لها، يظهر ذلك
عند أول اختبار، وقد بقيت ردحاً من الزمان أحد هؤلاء المغررِ بهم، وأنا إذ
أقول ذلك فأنا لا أدعو إلى تعصُّبٍ أو عصبيةٍ، إنما أدعو إلى اليقظة والحذر
حتى لا يؤخذ المرء على غرة، فأنا ضدُّ كل تعصب لغير الحقّ، وهذا هو روح
ديننا الحقّ. وقد تبين بالتجربة أن هؤلاء إنما يعنون بدعوتهم إلى الأخوة
الإسلامية تارة وإلى مبادئ العلمانية أخرى، أن يتخلى الطرف الآخر عن تعصبه
إلى منتماه ليفتوا في عضدنا بينما هم في دواخلهم يتعصبون إلى منتماهم
التعصب الأعمى، كغيرهم تماماً مثل اليهود وسواهم، لكن وفي لحظة واحدة سقطت
كل الأقنعة ووضحت النوايا وكشفت الطويات. شكراً لأصالتك.