ما الحب إلا للحبيب الأول

ما الحب إلا للحبيبي الأول

في الستينيات من القرن الفائت سمعت جدلاً بين قياديين في الحزب الشيوعي السوري ولفتني قول أحدهم ـ وكان عضواً في المكتب السياسي للحزب ـ ((لو أنَّ خالد بكداش خالف موسكو فأنا مع موسكو )) وكان خالد بكداش حينها زعيماً مقدساً في نظر الشيوعيين السوريين ، تذكرت ذلك بالأمس وأنا أستمع إلى ميشيل كيلو على قناة الجديد ، وهو يطلب من المعارضة السورية أن تذهب إلى موسكو لتضع أمام الروس كل مفاتيح الحل وتلقي إليهم بمقاليد الأمور وتستجدي الحل من موسكو وتقدم الطاعة والولاء وكل ما يطلبه الروس ، وكان قبل ذلك قد عتب على الجامعة العربية لأنها لم تذهب إلى موسكو قبل أن تذهب إلى مجلس الأمن .لقد ذكرني الزميل العزيز بقيس بن الملوح الذي يقول :

أمرّ على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدارَ وذا الجدارا
وما حبُّ الديار شغفنَ قلبي ... ولكن حبُّ من سكن الديارا

وأظن أن حب الزميل ميشيل كيلو لقيادة الحزب الشيوعي قد انتقل اليوم إلى الجدران التي ما زالت تعبق بعطرهم لذلك فقد طغى على تمسكه بعقيدته التي تضع مصلحة جماهير الشعب المكافح فوق كل اعتبار ، حتى جعله يحثها على أن تستجدي جلادها حلاً .