روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 60

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 60 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 60 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 60   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 60 I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 06, 2021 8:18 am

الموسوعة القرآني
فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ
تفسير ـ أسباب نزول ـ أحكام ـ إعراب ـ تحليل لغة ـ قراءات
اختيار وتأليف:
الشاعر عبد القادر الأسود
الجزءُ الثامنَ عَشَرَ ـ المُجَلَّدُ الخامسُ وَالثلاثونَ
سُورَةُ المؤمنونَ، الآية: 60


وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)


قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا} أَيْ: الذينَ يُعْطُونَ أَمْوَالَهُم فِي سَبِيلِ اللهِ عَلى شَكْلِ صَدَقَاتٍ وَصِلَاتٍ وهِباتٍ وَنَفَقَاتٍ. فالإيتَاءُ الإِعْطَاءُ كَمَا جَاءَ في قَولِهِ ـ تَعَالَى، مِنْ سُورةِ الْبَقَرَةِ: {وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى} الآيةِ: 177، وَكَمَا قَالَ مِنْ سُورَةِ فُصِّلَتْ: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ} الآيتَانِ: (6 و 7). وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وابنُ حاتمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، فِي قَوْلِهِ ـ تعَالى: "وَالَّذينَ يُؤْتونَ مَا آتَوْا"، قَالَ: يُعْطُونَ مَا أَعْطَوْا.
وَأَخْرَجَ الْفِرْيَابِيُّ، وَابْنُ جَريرٍ الطَّبَريُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالَى "وَالَّذينَ يُؤْتونَ مَا آتَوْا}، قَالَ: الزَّكَاة.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: "وَالَّذين يُؤْتونَ مَا آتوا" قَالَ: يُعْطون مَا أَعْطَوْا.
وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَمِّ المُؤمنينَ السَّيِّدةِ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنها، أَنَّها قالتْ في قولِهِ ـ تَعَالَى: "وَالَّذينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا" قَالَتْ: هُمُ الَّذينَ يَخْشَوْنَ اللهِ وُيُطِيعُونَهُ.
فَإنَّ اسْتِعْمَالَ الْإِيتَاءِ فِي إِعْطَاءِ الْمَالِ شَائِعٌ فِي الْقُرْآنِ الكَريمِ، وَهُوَ الْمُرَادُ بالإيتاءِ هُنَا.
وَإِنَّمَا ذُكِرَ الإيتَاءُ دونَ الصَّدَقَاتِ لِيَعُمَّ كُلَّ أَصْنَافِ الْعَطَاءِ، قَلِيلَهُ وَكَثِيرَهُ، فَيشْمَلُ مَنْ لَيْسَ لَا يَمْلَكُ مَا تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ مِنَ الْمَالِ وَلكِنَّهُ يُعْطِي مِنْ القليلَ مِنْ كَسْبِهِ القليلِ.
قولُهُ: {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، يُريدُ: يَعْمَلُونَ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ وَيَتَصَدَّقُونَ بِالصَّدَقَةِ الكَثِيرَةِ، وَقُلُوبُهُمْ خائِفَةٌ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ، أَلَّا يَقْبَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ. وَرَوَى الطَّبَرِيُ في تَفْسِيرِهِ: (18/33) عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ قالَ: يَعْمَلُونَ خَائِفِينَ.
وَقَالَ الحَسَنُ البَصْريُّ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُ: يَعْمَلُونَ مَا عَمِلُوا مِنَ البِرِّ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ، وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ، أَيَتَقَبَّلُ مِنْهُمْ أَمْ لَا؟. رَوَاهُ: وَكِيعٌ فِي "الزُّهْدِ": (1/390)، وَأَحْمَدُ فِي كتابِ "الزُّهْدِ" أَيْضًا: (ص: 286)، والطَّبَرِيُّ في التفسيرِ: (18/32).
وَذَكَرَ السُّيُوطِيُّ فِي :الدُّرِّ المَنْثُورِ: (6/106) أَنَّ عَبْدَ بْنَ حُمَيْدٍ والطَبرِيَّ أَخْرجا عن مُجاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُ، أَنَّهُ قالَ في تفسيرِ هَذِهِ الآيَةِ المُباركةِ: المُؤْمِنُ يُنْفِقُ مَالَهُ، وَقَلْبُهُ وَجِلٌ. رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ: (18/32)، وعَبْدُ ابْنُ حُمَيْدٍ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: "وَقُلُوبهمْ وَجِلَةٌ" قَالَ: مِمَّا يخَافُونَ مِمَّا بَيْنِ أَيْديهِمْ مِنَ الْمَوْقِفِ وَسُوءِ الْحِسابِ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِي اللهُ عنْهُ، "وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ" قَالَ: الْمُؤْمِنُ يُنْفِقُ مَالَهُ وَقَلْبُهُ وَجِلٌ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، عَنِ الْحَسَنِ البَصْرِيِّ وَقَتَادَةَ ـ رَضِي اللهُ عنْهُ، أَنَّهُما كَانَا يَقْرَآنِ: "يُؤْتونَ مَا آتوا" قَالَ: يَعْمَلُونَ مَا عَمِلُوا مِنَ الْخَيْرَاتِ، وَيُعْطُونَ مَا أَعْطَوْا عَلَى خَوْفٍ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ، وابْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، عَنِ الْحَسَنِ البَصْريِّ ـ ـ رَضِي اللهُ عنْهُ: "وَالَّذين يُؤْتونَ مَا آتوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ" قَالَ: كَانُوا يَعْمَلُونَ مَا يَعْمَلُونَ مِنْ أَعْمَالَ الْبِرِّ، وَيَخَافُونَ أَن لَّا يُنْجيهِمْ ذَلِكَ مَنْ عَذَابِ اللهِ.
وأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنْعانيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: (2/46)، وَالطَّبَرِيُّ في تفسيرِهِ أَيْضًا: (18/33)، عنْ قَتَادَةَ ـ رَضيَ اللهُ تعالى عنْهُ، أَنَّهُ قالَ: يُعْطُونَ مَا أَعْطَوْا، وَيَعْمَلُونَ مَا عَمِلُوا مِنْ خَيْرٍ، وَقُلوبُهم خَائِفَةٌ مِنَ اللهِ ـ تَعَالَى. ذَكَرَهُ الإمامُ السُّيُوطِيُّ فِي الدُّرِ المَنْثُورِ: (6/106) وَزَادَ نِسْبَتَهُ لِعَبْدِ بْنِ حٌمَيْدٍ.
وقدْ جاءَ هَذا الْمَعْنَى فِي حَديثِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ"، أَهُوَ الَّذي يَزْنِي وَيَشْرَبُ الخَمْرَ وَيَسْرِقُ؟ قَالَ: ((لَا كَمَا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ! وَلَكِنَّهُ الرًّجُلُ يَصُومُ وُيُصَلِّي وَيَتَصَدَّقُ وَيَخَافُ أَلَّا يُقْبَلَ مِنْهُ)). رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ: (6/159)، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِ التَّفْسيرِ: (9/9، 20)، وابْنُ مَاجَهْ فِي أَبْوابِ الزُّهْدِ: (2/425)، وَالطَّبَرِيُّ في تَفْسيرِهِ: (18/34)، وَالحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ: (2/393 ـ 394)، والبَغَوِيُّ فِي تَفْسيرِهِ: (5/421). وَذَكَرَهُ السُيُوطِيُّ فِي "الدُّرُّ المَنْثُورُ": (6/105)، وَزادَ نِسْبَتَهُ إِلَى الفِرْيابِيِّ وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَابْنِ أَبي الدُّنْيَا فِي نَعْتِ الخائفينَ. وابْنِ المُنْذِرِ، وَابْنِ أَبي حاتِمٍ، وابْنِ مِرْدُوَيْهِ، وَالبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإِيمانَ. وقد صَحَّحَ الحِاكِمُ هذا الحديثَ وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي الدُّنْيَا، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي "الْمَصَاحِفِ"، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَتِ السَّيِّدةُ عَائِشَةُ أُمُّ المُؤمنينَ ـ رَضِي اللهُ ـ تَعَالَى، عَنْهَا: يَا رَسُولَ اللهِ: "وَالَّذينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ"، أَهُمُ الَّذينَ يُخْطِئُونَ، وَيَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي؟. وَفِي لَفْظٍ: هُوَ الَّذِي يُذْنِبُ الذَّنْبَ وَهُوَ وَجِلٌ مِنْهُ؟. قَالَ: ((لَا وَلَكِنْ هُمُ الَّذينَ يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَقُلُوبهمْ وَجِلَةٌ)).
وقدْ جاءَتْ هَذِهِ الجُملةُ الكَريمةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ فاعِلِ "يُؤْتونَ" وَحَقُّ الْحَالِ إِذَا جَاءَتْ بَعْدَ جُمَلٍ مُتَعَاطِفَةٍ أَنْ تَعُودَ إِلَى جَمِيعِ الْجُمَلِ الَّتِي قَبْلَهَا، أَيْ: أَنَّهُمْ يَفْعَلُونَ جميعَ مَا تقدَّمَ ذِكْرُهِ في هَذِهِ الآياتِ الثلاثِ مِنْ صالحِ الْأَعْمَالِ بِقُلُوبٍ واجفةٍ وَجَوَارِحَ راجِفةٍ خوفًا ووَجَلًا مِنَ اللهِ ـ تَعَالَى وعَزَّ، أَلَّا يَكونَ رَاضِيًا عَنْهُمْ، أَوْ أَلَّا يَجِدُوا مَا يَجِدُهُ غَيْرُهُمْ مِمَّنْ يَفُوقُهُمْ فِي عَمَلِ الصَّالِحَاتِ، ولذلكَ تَرَاهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيُكْثِرُونَ مِنَ الطَّاعاتِ طَلَبًا لِرضَوانِ رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّماوات وَمَنْ فيهِنَّ ـ تَباركَ رَبُّنا وَتَعَالى.
وَمِمَّا يُشِيرُ إِلَى مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ ـ تَعَالَى، مِنْ سُورةِ الإنْسانِ: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} الْآيَاتِ: (8 ـ 10).
هذا وَقد وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الشَّريفِ عنْ أبي ذَرٍ الغِفَاريِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ أَهْلَ الصُّفَّةِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالهم. فقَالَ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: ((أَوْ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ بِهِ، إِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةً، وَنَهْيٍ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةً. وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى))، وَفي روايَةٍ: قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ، فَلَهُ بِكُلِّ صَلاَةٍ صَدَقَةٌ، وَصِيَامٍ صَدَقَةٌ، وَحَجٍّ صَدَقَةٌ، وَتَسْبِيحٍ صَدَقَةٌ، وَتَكْبِيرٍ صَدَقَةٌ، وَتَحْمِيدٍ صَدَقَةٌ، فَعَدَّ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ هَذِهِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، ثُمَّ قَالَ: يُجْزِئُ أَحَدَكُمْ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَا الضُّحَى. أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ: (10/291، رقم: 29411). وأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: (5/167، رقم: 21807). وَمُسْلِمٌ: (2/158). وأَبو دَاوُدَ: (1286 و 5244). وابْنُ خُزَيْمَةَ: (1225).
قولُهُ: {أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} أَيْ: أَنَّهُم خائفونَ مِنْ رُجُوعِهِمْ إِلَى رَبِّهِمْ لما يَشْعُرُونُ بِهِ مِنْ تقصيرٍ في طلبِ مَرضاتِهِ. فَإِنَّ وَجَلَهم سَبَبُهُ رُجُوعُهم إِلَى رَبِّهِمْ.
قولُهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا} الواوُ: للعَطْفِ، و "الَّذِينَ" اسْمٌ مَوصولٌ مَعْطوفٌ عَلَى المَوْصُولِ الأَوَّلِ. فِعْلٌ مُضارعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الَّناصِبِ والجازِمِ، وَعَلامَةُ رَفعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَوَاوُ الجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ. و "مَا" موصولَّةٌ مبنيَّةٌ على السُّكونِ في مَحلِّ النَّصْبِ على المفعولِيَّةِ لِـ "يُؤْتُونَ"، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِ صِلَةُ المَوْصُولِ لا مَحَلَّ لَها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {آتَوْا} فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعَةِ، وعلامَةُ الضَّمِّ مُقَدَّرِ عَلَى الأَلِفِ المَحْذوفَةِ لالْتِقاءِ السَّاكنيْنِ لأَلِفُ والواوُ، وواوُ الجماعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ عَلى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والأَلِفُ فارقةٌ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةٌ لِـ "مَا" الْمَوْصُولَةِ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ، وَالْعائدُ مَحْذوفٌ، والتقديرُ: مَا آتَوْهُ.
قوْلُهُ: {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} الواوُ: حَالِيَّةٌ، وَ "قُلُوبُهُمْ" مَرْفُوعٌ بِالابْتِداءِ، مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِليْهِ، والميمُ للجمعِ المُذَكَّرِ. و "وَجِلَةٌ" خَبَرُ المُبْتَدَأِ مَرفوعٌ، وهَذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِنْ ضميرِ الفَاعِلِ في: "يُؤْتُونَ".
قوْلُهُ: {أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} أَنَّ: حرفٌ نَاصِبٌ، ناسِخٌ، مُشَبَّهٌ بالفعْلِ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ اسْمُهُ، والميمُ للجمعِ المُذَكَّرِ. و "إِلَى" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "رَاجِعُونَ"، و "رَبِّهِمْ" مَجْرُورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ، مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ، والميمُ للجمعِ المُذَكَّرِ. و "رَاجِعُونَ" خَبَرُ "أَنَّ" مرفوعٌ بِهَا، وعلامةُ الرَّفعِ الواوُ لأنَّهُ جمْعُ المُذَكَّرِ السَّالمُ، والنُّونُ عِوَضٌ مِنَ التنوينِ في الاسْمِ المُفردِ، وَالجُمْلَةُ مِنْ "أَنَّ" واسْمِها وخبرِها في تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَجْرُورٍ بِحَرْفِ جَرٍّ مَحْذوفٍ، والجَارُّ المَحْذُوفُ مُتَعَلِّقٌ بِـ "وَجِلَةٌ"؛ أَيْ: قُلُوبُهُمْ خَائِفَةٌ مِنْ رُجُوعِهِمْ إِلَى رَبِّهِمْ.
قرَأَ العامَّةُ: {يَأْتُون ما آتَوْا} مِنَ الإِيتَاءِ، أَيْ: يُعْطونَ مَا أَعْطَوا. وَقَرَأَتِ السَّيِّدةُ عائشَةُ، وابْنُ عَبَّاسٍ، والحَسَنُ، والأَعْمَشُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: "يَأْتُونَ مَا أَتَواْ" مِنَ الإِتْيَانِ، أَيْ: يَفْعَلونَ مَا فَعَلُوا مِنَ الطَّاعَاتِ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبي مُلَيْكَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: قَالَتِ السَّيِّدةُ عَائِشَةُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: لَأَنْ تَكونَ هَذِهِ الْآيَةُ كَمَا أَقْرَأُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حُمُرِ النِّعَمْ. فَقَالَ لَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهما: مَا هِيَ؟. قَالَتْ: "وَالَّذين يُؤْتونَ مَا أَتَوا".
وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ عَنِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ الصِّدِّيقةِ ـ رَضِي اللهُ ـ تَعَالَى عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَرَأَ: "وَالَّذين يُؤْتونَ مَا أَتَوا" مَقْصُورًا مِنَ الْمَجِيءِ.
وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ، وَالْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَشْتَهَ وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ مَعًا فِي الْمَصَاحِفِ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ فِي الإِفْرادِ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحّهُ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ عَبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ سَأَلَ السَّيِّدةَ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنها، كَيفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةِ "وَالَّذين يُؤْتونَ مَا آتَوْا" أَوْ "وَالَّذينَ يُؤْتُونَ مَا أَتَوْا} فَقَالَتْ: أَيَّتُهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟. قُلْتُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَإِحَداهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا. قَالَتَ: أَيُّهُمَا؟ قُلْتُ: "وَالَّذينَ يُؤْتُونَ مَا أَتَوا" فَقَالَتْ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَذَلِكَ كَانَ يَقْرَؤُها، وَكَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، وَلَكِنَّ الهِجَاءَ حَرَّفَ. وَقَدِ اقْتَصَرَ أَبُو البَقَاءِ العُكْبُرِيُّ فِي ذِكْرِ الخِلَافِ عَلَى "أَتَوْا" بِالْقَصْرِ فَقَط. وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ لِأَنَّهُ يُوهِمُ أَنَّ مَنْ قَرَأَ "أَتَوْا" بالقَصْرِ قَرْأَ "يُؤْتُون" مِنَ الرُّباعِي. وَلَيْسَ الأمْرُ كَذَلِكَ. فقد كانَتِ السَّيِّدةُ عائِشَةُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، تَقَرَأُ: "يَأْتُونَ مَا أَتَوْا) بِفَتْحِ الياءِ، وَأَلِفٍ بَعْدَها، و "مَا أَتَوْا" مَقْصُورًا. أَيْ: يَعْمَلُونَ مَا عَمِلُوا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 60
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: