روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 33

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 33 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 33 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 33   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 33 I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 16, 2021 7:41 pm

الموسوعة القرآنية
فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ
تفسير ـ أسباب نزول ـ أحكام ـ إعراب ـ تحليل لغة ـ قراءات
اختيار وتأليف:
الشاعر عبد القادر الأسود
الجزءُ الثامنَ عَشَرَ ـ المُجَلَّدُ الخامسُ وَالثلاثونَ
سُورَةُ المؤمنونَ، الآية: 33


وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33)


قولُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ} تَحَدَّثَتِ الآيَةُ الَّتِي قَبْلَهَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَالِحَ ـ كَمَا رَجَّحْنا فِي الآيَةِ: 31، السَّابِقَةِ، أَوْ هُوَدَ ـ كَمَا هوَ عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنْ المُفَسِّرينَ، دَعَا قومَهُ إِلَى عقيدَةِ التوحيدِ وعبادَةِ اللهِ وَحْدَهُ دَونَ شَريكٍ، وذَكَّرهم بأَنَّهُ ـ سُبحانَهُ، هوَ الوحيدُ صَاحِبُ الفَضْلِ عليهِم، وليسَ لهم سواهُ مِنْ رَبٍّ يحميهم بقوَّتِهِ ويكْلؤهُم بعينِ عِنَايَتِهِ، ويشملُهم برعايتهِ، وهوَ الوحيدُ القادِرُ عليهم، ولذلكَ فَيِجِبَ عليهِمْ أنْ يَخَافُوا غَضَبَهُ، وَيَتَّقوا عَذَابهُ، وَيَبْتَعِدُوا عَنْ مَعْصِيَتِهِ.
وكما هِيَ العادةُ فغيرِهِمْ مِنَ الأُمَمِ، فقدْ تَصَدَّى لدعْوةِ الحقِّ هَذِهِ ذووا السُلطانِ والجاهِ، المتَصَدِّرونَ للفَصْلِ في الأمورِ، وَهُمُ الطَّبقةُ الحاكمةُ التي تلتَفُّ حولَ المَلِكِ، لتحافِظَ عَلَيْهِ وعلى سُلْطَتِهِ، لتحميَ بذلكَ نفوذها ومكاسِبَها، لأنَّهُ إذا زالَ مُلْكُهُ، فإنَّها ستَخْسَرُ مكاسِبَها، وسَتَتَضَرَّرُ مَصالِحُها، كما هوَ الحالُ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ.
قولُهُ: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ} وقدْ وَصَفَ اللهُ هَذِهِ الطبقةَ الحاكمةَ (المَلَأَ) بأَنَّهم كَفَرةٌ باللهِ ـ تَعَالَى، مُكَذِّبونَ لأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ، مُنْكِرُونَ للبعْثَ والحِسابِ والجَزاءِ، فإِنَّ هَذا كُلَّهُ، ضِدَّ مَصالحِهِمُ الآنيَّةِ، لِأَنَّ الإيمانَ باللهِ يَقْتَضِي أَنْ تكونَ الحاكِمِيَّةُ في الأرضِ لهُ وَحْدَه، فيخسروا نفوذَهُم وسُلطَتَهُم، ومَا أُرْسِلَ بِهِ لمُرْسَلونَ مِنْ رَبَّهِمْ يقضي بالعَدْلِ ويحرِّمَ الظُّلمَ، فيَخْسَرُوا بِذَلِكَ مَكاسِبَهُم، الَّتِي إِنَّما اكتسَبوها بتَسَلُّطِهِم على عَامَّةِ النَّاسِ، ولذَلكَ فإِنَّنا نَرَى أَنَّ هَذِهِ الطَّبقةَ هي الَّتِي تُحارِبُ، الرِّسالاتِ السماويَّةِ لأَنَّها تَدعوا إلى الحقِّ والعَدْلِ والمُساواتِ، وتَنْهى عنِ ظُلْمِ الإنْسانِ لأَخِيهِ الإنْسان.
وَتَكْذيبُهُم بالبعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، لأَنَّ فيهِ الحِسابُ والثَّوابُ والعِقاب، وإِحقاقُ الحَقِّ، وردُّ المَظالمِ إلى أهْلِها، وإنْصافُ المَظْلومِ مِمَّنْ ظَلَمَهُ، وهؤلاءِ المَلَأَ هُمُ الظَّلَمَةُ الذينَ اغْتَصَبُوا حُقوقِ النَّاسِ، فإِذًا هُمُ الخَاسِرُونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ العَظيم، وَلِذَلِكَ فَهُمُ المُكَذِّبُونَ الكَافِرُونَ بِهِ دَائمًا، وَهُمْ في ذَلِكَ كالنَّعامةِ الَّتِي تَدْفنُ رَأْسَها في التُّرابِ حَتَّى لَا تَرَى ما يُحيقُ بهَا مِنْ مَخاطِرَ.
قولُهُ: {وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وإِذًا فَالتَّرَفُ فِي الحَيَاةِ وَالسَّعَةُ فِي العَيْشِ، ووَفرةُ الرِّزْقِ، والجَشَعُ والطَّمَعُ والحِرْصُ عَلى ما في أَيْديهِمْ مِنْ ذلكَ، هُوَ السَّبَبُ الَّذي يَحْمِلُهُمْ عَلى الكُفرِ بِاللهِ ـ تَعَالَى، وتكْذيبِ رُسُلِهِ، ومُحارَبَةِ شَريعتِهِ، كَمَا قَالَ ـ تَعَالى، مِنْ سُورَةِ هُودٍ: {وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِين} الآيَةَ: 116، وَكَمَا قَالَ مِنْ سُورةِ الشُّورَى: {وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْض} الآيةَ: 27، وقالَ مِنْ سُورَةِ العَلَقِ: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} الآيتانِ: (6 و 7).
ولِذَلِكَ فإِنَّ الذي جَعَلَ التَّفاوتَ في الرزْقِ سَبِيلًا لِإِعْمَارِ الكونِ كَمَا قَالَ في الآيةَ: 71، مِنْ سُورَةِ النَّحْلِ: {وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ}، وكما قالَ في الآيةِ: 32، مِنْ سُورةِ الزُّخْرُفِ: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}، هُوَ الَذي فرَضَ الزَّكاةَ في مَالِ هَؤلَاءِ المُوسِرينَ، لِيُزَكِّي بِذَلِكَ أَنْفُسَهُم وُيُطَّهِّرَها، مِنَ الحِرصِ وَالطَّمَعِ وَالجَشَعِ والشُّحِّ والبَطَرِ والأَشَرِ، كَمَا قَالَ في الآيةَ: 103، منْ سورةِ التَّوبةِ: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}، وَلِتُنِيبَ هذِهِ النُّفوسُ إِلَى رَبِّها، وَتَحْسِبَ حِسَابًا لِيَوْمٍ تَقِفُ فيهِ بيْنَ يَدَيْهِ فيَسْأَلُها عمَّا أَنْعَمَ بِهِ علَيْها في الحياةِ الدنيا مِنْ أينَ اكتسبتْهُ وأينَ أَنْفقَتْهُ كما قالَ رسولُنا الكريمُ محمَّدٌ ـ عليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، فيما أَخْرَجَهُ الدَّارميُّ والترمِذِيُّ وَغَيْرُهُما: مِنْ حديثِ أَبِي بَرْزَةَ نَضْلَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَسْلَمِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ)). سُنَنُ الدَّارِمِيِّ: (537). وسُنَنُ التِّرْمِذِيِّ: (4/612، برقم: 2417)، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأخْرجَهُ أَبُو يَعْلَى: (13/428، برقم: 7434)، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الحِلْيَةِ: (10/232)، وغيرُهُم. ولَهُ رِوَايَةٌ عنِ ابنِ مسعودٍ، وأخرى عنْ مُعاذٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما.
قولُهُ: {مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} وَهَكذَا دَائمًا فَإِنَّ حُبَّ المَرْءِ الْمَالَ والجَاهَ وَالسُّلْطَةَ يُعْمِيهِ عَنْ رُؤْيَةِ الحَقَائقِ، فَلَا يَرَى نُورَ الرِّسَالَةِ السَّمَاوِيَّةِ لأَنَّ، ولا يُنْصِتُ إِلَى صَوْتِ العقلِ والمَنْطِقِ، وقدْ تقدَّمَ غيرَ مَرَّةٍ أَنَّ الرَّسولَ لا يُمْكِنُ إِلَّا لأنْ يَكُونَ مِنْ جِنْسِ المُرْسَلِ إليهِمْ، لِيُخاطِبَهُمْ بلسانِهِمْ، ولِتَرَاهُ أَعْيُنُهُم وَتَسْمَعَهُ آذانُهُمْ، وإِلَّا كيفَ سيبَلِّغُهُمْ رِسالةِ رَبِّهِمْ، وكَيف سيُعَلِّمُهُم ويُرَبِّيهِم عَلَى السُّلُوكِ المُسْتَقيمِ الذي يُريدُ مِنْهُم ربُّهُمْ أَنْ يَسْلُكُوهُ، فَمِنَ الدَّينُ ما هُوَ عِلْمٌ، ومِنْهُ ما هُو عملٌ ونَهْجٌ وسُلوكٌ، وكلُّ ذَلِكَ يَسْتَدْعِي أَنْ يَكونَ الرَّسُولُ إلى البَشَرِ بَشَرًا.
قولُهُ: {يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} وطبيعَةُ الرَّسولِ البَشَريَّةِ تَقْضِي أَنْ يَتَمَتَّعَ بِكُلِّ الصِّفاتِ البَشَرِيَّةِ على أَكْمَلِ وجَهٍ، فَلَا بُدَّ مِنْ أنْ يأكُلَ كما يأكُلُ البَشَرُ، ويشرَبَ وَيَنَامَ ويتزوَّجَ مثلَهُمْ تَمَامًا، وإلَّا فكيفَ يكونُ بَشَرًا؟
أَمَّا هؤلاءِ المَلأُ فإِنَّهُ محجوبونَ عَنْ رُؤْيَةِ حقيقةِ الرِّسالةِ ونورِ النُّبوَّةِ، بمَظاهِرِ الصِّفَاتِ البشَريَّةِ، حجَبَهم عَنْهَا حًبُّ أَمْوالِهِمْ وَمَصالِحِهِمُ الدُّنْيَوِيَّةُ الخَاصَّةُ، وِحِرْصُهُمْ عليْها، وخَوفُهُمْ مِنْ فقدِها، و (حُبُّ الشَّيْءِ يُعْمِي وَيُصِمُّ). ولذَلِكَ فلمْ يَرَوْ في المُرْسَلِينَ مِنْ رَبِّ العالمينَ إِلَّا الصِّفاتِ البَشَرِيَّةِ مِنْ تَنَاوُلِ الطَّعامِ والشَّرابِ، والسَّعْيِ في طلَبِ الرِّوْقِ وَمُمَارَسَةِ حَيَاتِهِمْ كَبَاقِي النَّاسٍ، فاستهْجَنوا ذلكَ واسْتَغْربوهُ وأنكروهُ.
قولُهُ تَعَالَى: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذينَ} الواوُ: عاطفةٌ. و "قال" فعلٌ ماضِ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ. و "المَلَأُ" فاعِلُهُ مَرْفوعٌ بِهِ. وَ "مِنْ" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِحَالٍ مِنَ "الْمَلَأ"، و "قَوْمِهِ" مَجْرُورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ، مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ. و "الَّذِينَ" اسمٌ مَوْصولٌ مبنيٌّ على الفتْحِ في مَحَلِّ الجَرِّ صِفَةً لِـ "قَوْمِهِ". وَالْجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ {أَرْسَلْنَا} مِنَ الآيةِ التي قبلَها.
قولُهُ: {كَفَرُوا} فعْلٌ ماضٍ مبنِيٌّ على الضَّمِّ لاتَّصالِهِ بواوِ الجَماعِةِ، وواوُ الجَماعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والأَلِفُ فارقةٌ، والجُمْلةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ صِلَةُ الاسْمِ المَوْصُولِ "الذينَ" لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعْرابِ.
قولُهُ: {وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ} الواوُ: حَرْفُ عَطْفٍ، وَ "كَذَّبُوا" مثْلُ "كَفَروا" مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ ُولهُ مِثْلُ إِعْرَابِهِ. و "بِلِقَاءِ" الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ، متعلق بِـ "كذبوا". و "لِقَاءِ" مَجْرُورٌ بحَرْفِ الجَرِّ، وَهُوَ مُضافٌ، وَ "الْآخِرَةِ" مَجْرُورُ بالإِضافَةِ إِلَيْهِ. والجُمْلةُ الفعليَّةُ هَذِهِ معطوفةٌ عَلَى جملةِ "كَفَروا".
قوْلُهُ: {وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الواوُ: حَرْفُ عَطْفٍ، وَ "أَتْرَفْناهم" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بِضَميرِ رَفْعٍ مُتَحَرِّكٍ هوَ "نا" المُعَظِّمِ نفسَهُ ـ سُبْحانهُ، وَ "نا" التَّعظيمِ هَذِهِ، ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ، فَاعِلُهُ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ على المَفْعولِيَّةِ، والميمُ لتذْكيرِ الجَمعِ. و "فِي" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلَّقٌ بِـ "أَتْرَفْنَا"، وَ "الْحَيَاةِ" مَجْرُورٌ بحَرْفِ الجَرِّ. و "الدُّنْيَا" صِفَةٌ للْحَيَاةِ مجرورةٌ مِثْلُها، وعلامةُ الجَرِّ كَسْرَةٌ مُقَدَّرةٌ عَلَى آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظهورِها التَّعَذُّرُ. والجُمْلةُ الفعليَّةُ هَذِهِ مَعْكوفةٌ على جُمْلةِ "كَذَبُوا".
قولُهُ: {مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} مَا: نَافِيَةٌ. و "هَذَا" الهاءُ: للتَّنْبيهِ، و "ذا" اسْمُ إشارةٍ مَبنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ بالابْتِداءِ. و "إِلَّا" أَدَاةُ حَصْرٍ (اِسْتِثْنَاءٍ مُفَرَّغٍ). و "بَشَرٌ" خَبَرُ المُبْتَدَأِ مَرْفوعٌ. و "مِثْلُكُمْ" صِفَةٌ أُولَى لِـ "بَشَرٌ" مَرْفوعٌ مِثْلُهُ، وهوَ مُضافٌ، و كافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ، والميمُ للجَمعِ المُذكَّرِ. وَالْجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ هَذِهِ في مَحَلَّ النَّصْبِ، مَقُولُ القولِ لِـ "قال".
قولُهُ: {يَأْكُلُ مِمَّا} يَأْكُلُ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفوعٌ لتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِمِ، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ جَوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى "بَشَرٌ". و "مِمَّا" مِنْ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يَأْكُلُ"، و "مَا" اسمٌ مَوْصولٌ بِمَعْنَى "الَّذي" مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ. وَالْجُمْلَةُ الفعْلِيَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ صِفَةً ثَانِيَةً لِـ "بَشَرٌ".
قولُهُ: {تَأْكُلُونَ مِنْهُ} فِعْلٌ مُضارعٌ مَرْفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِم، وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثَبَاتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسَةِ. وواوُ الجماعةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، و "مِنْهُ" مِنْ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "تَأْكُلُ"، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحَرْفِ الجَرِّ، وَهُوَ العَائِدُ عَلَى الْمَوْصُولِ. وَالْجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ صِلَةُ الاسْمِ الْمَوْصُولِ "ما" لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
قوْلُهُ: {وَيَشْرَبُ مِمَّا} الوَاوُ: حَرْفُ عَطْفٍ، و "يَشْرَبُ" فعلٌ مُضارعٌ مَرْفوعٌ لتجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وفاعِلُهُ ضميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هُوَ) يَعُودُ عَلَى "بشَرٌ". و "مِمَّا" مِنْ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقُ بِـ "يَشْرَبُ". و "مَا" اسمٌ مَوْصولٌ بِمَعْنَى "الَّذي" مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ. والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جملةِ "يَأْكُلُ"، عَلَى كَوْنِهَا فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ صِفَةً ثَانِيَةً لِـ "بَشَرٌ".
قوْلُهُ: {تَشْرَبُونَ} فِعْلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِم، وعلامةُ رَفْعِهِ ثَباتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسَةِ. وواوُ الجماعةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والعائدُ مَحْذُوفٌ اكْتِفَاءً بِالْعَائِدِ الأَوَّلِ، وَهُوَ الضَمِيرُ في "مِنْهُ" لِاسْتِكْمَالِ شُرُوطِ جَوَازِ حَذْفِهِ، وَهِيَ اتِّحادُ الحَرْفِ وَالمُتَعَلَّقِ، وَعَدَمُ قِيامِهِ مقَامَ مَرْفُوعٍ، وَعَدَمُ ضِمِيرٍ آخَرَ، وَقَدْ أَشَارَ إِليْها ابْنُ مَالكٍ بِقَوْلِهِ مِنْ أَلْفِيَّتِهِ:
كَذَا الَّذِيْ جُرَّ بِمَا الْمَوْصُوْلَ جَرّْ ......... كَ: مُرَّ بِالَّذِيْ مَرَرْتُ فَهُوَ بَرّْ
هَذَا إِذَا جَعَلْنَاهَا بِمَعْنَى الَّذي، فَإِنْ جَعَلْنَاهَا مَصْدَرًا، لَمْ تَحْتَجْ إِلَى عائدٍ، وَيَكونُ المَصْدَرُ وَاقِعًا مَوْقِعَ المَفْعُولِ؛ أَيْ: مِنْ مَشْروبِكُمْ.
وَزَعَمَ الفَرَّاءُ أَنَّ مَعْنَى "مَا تَشْرَبُونَ" عَلَى حَذْفٍ، أَيْ: تَشْرَبُونَ مِنْهُ. وَهَذَا لَا يَجُوزُ عِنْدَ البَصْرِيِّينَ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى حَذْفٍ البَتَّةَ لِأَنَّ "مَا" إِذَا كانَتْ مَصْدَرِيَّةً لَمْ تَحْتَجْ إِلَى عائِدٍ، فَإِنْ جَعَلْتَهَا بِمَعْنَى "الَّذي" حَذَفْتَ العائدَ، وَلَمْ يُحْتَجْ إِلَى إِضْمَارِ "مِنْ". يَعْنِي أَنَّه يُقَدَّرُ: "تَشْربونَهُ" مِنْ غَيْرِ حَرْفِ جَرٍّ، وَحِينَئِذٍ تَكُونُ شُرُوطُ الحَذْفِ أَيْضًا مَوْجُودَةً، وَلَكِنَّهُ تَفُوْتُ المُقَابَلَةُ، إِذْ إنَّ قَولَهُ "تَأْكُلُونَ مِنْهُ" فِيهِ تَبْعِيضٌ، فَلَوْ قَدَّرْتَ هَذَا: "تَشْرَبُونَهُ" مِنْ غَيْرِ "مِنْ" فاتَتْ المُقَابَلَةُ. ثُمَّ إِنَّ قَوْلَهُ: وَهُوَ لَا يَجْوزُ عِنْدَ البَصْرِيَّينَ. مَمْنُوعٌ بَلْ هُوَ جَائِزٌ لِوُجُودِ شُرُوطِ الحَذْفِ. وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ صِلَةٌ الاسْمِ المَوْصُولِ "مَا" فَليسَ لَهَا مَحَلَّ مِنَ الإِعْرَابِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 33
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: