روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 76

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 76 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 76 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 76   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 76 I_icon_minitimeالخميس مارس 12, 2020 5:08 pm

وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)


قَوْلُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} أَيْ: يَزيدُهُمْ إيمانًا وإِخْلاصًا. وهُدًى وَتَوْفِيقًا حَتَّى يَسْتَكْثِرُوا مِنَ الطاعَاتِ والحَسَنَاتِ، ويُوصلِهُمْ إِلَى مَقَاصِدِهِمْ مِمَّا يَرَضَاهُ لَهُمْ ويبلِّغُهُم مَرَاتِبَ القُرْبِ مِنْهِ ـ سُبْحانَهُ وَتَعَالَى. وَقَريبٌ مِنْ هَذَا التَّفْسِيرِ مَا نُسِبَ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، قالَ: يَزيدُ اللهُ الذينَ اهْتَدَوْا بِكِتَابِهِ هُدًى بِمَا يُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ مِنَ الآياتِ فَيُصَدِّقُونَ بِهَا. وَقَالَ الكَلْبِيُّ: وَيَزِيدُ اللهُ الذينَ اهْتَدَوْا بِالْمَنْسُوخِ هُدًى بالنَّاسِخِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقٍ الزَّجَّاجُ: المَعْنَى: أَنَّ اللهَ تَعَالَى يَجْعَلُ جَزَاءَ المُؤْمِنينَ أَنْ يَزيدَهم يَقِينًا كَمَا جَعَلَ جَزَاءَ الكافِرينَ أَنْ يُمِدَّهُمْ فِي ضَلَالَتِهِم، واللهُ أَعْلَمُ.
قوْلُهُ: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} قِيلَ: هِيَ الأَذْكارُ وَالأَعْمَالُ الحَسَنَةُ وَالطاعاتُ الَّتي تَبْقَى لِصَاحِبِهَا وَلَا تُحْبَطً. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبَي شَيْبَةَ، وَابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ: "وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ"، قال: سُبْحَانَ اللهُ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ. وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ، وَأَبُو يَعْلَى، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وابْنُ حِبَّان، وَالحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((اسْتَكْثِرُوا مِنَ الباقِياتِ الصَّالِحَاتِ))، قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ((التَكْبِيرُ، والتَّهْلِيلُ، والتَّسْبيحُ، وَالتَّحْميدُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ)). وَأَخْرَجَ الطَبَرَانِيُّ، وابْنُ شَاهِينَ، وابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ أَبي الدَّرْداءِ ـ رضِيَ اللهُ عنْهُ، مَرْفُوعًا بِلَفْظِ: ((سُبْحانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، هُنَّ الباقِياتُ الصَّالِحَاتُ)). وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ، وَالطبَريُّ، وابْنُ أَبي حَاتِمٍ، والطَبَرَانِيُّ فِي (الجامعِ الصَّغِيرِ)، وَالحَاكِمُ وصَحَّحَهُ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، مَرْفوعًا: ((خُذُوا جِنَّتَكم))، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ أَيِّ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟. قَالَ: ((بَلْ جِنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ، قَوْلُ: سُبْحانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ القِيامَةِ مُقَدَّمَاتٍ مُعَقِّبَاتِ وَمُجَنِّبَاتٍ، وَهِيَ البَاقِياتُ الصَّالِحَاتُ)). وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنِ النُّعْمانِ بْنِ بَشيرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((أَلَا وَإِنَّ سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، البَاقِيَاتُ الصَّالِحاتُ)). وَأَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُوَيْهِ نَحْوَهُ مِنْ حَديثِ أَنَسِ بْنِ مالكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، مَرْفُوعًا، فزادَ عَلَيْهِنَّ التَكْبيرَ وَسَمَّاهُنَّ: "الباقِياتُ الصَّالحَاتُ". وَأَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُوَيْهِ نَحْوَهُ مِنْ حَديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مِرْدُوَيْهِ مِنْ حَديثِ أُمِّ المُؤْمِنِينَ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْها، مَرْفوعًا نَحْوَهُ، فَزَادَتْ: (وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ مِنْ حَديثِ أَميرِ المُؤمنينَ عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، نَحْوَهُ مَرْفوعًا. وَأَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُوَيْهِ مِنْ طَريقِ الضَّحَاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، فَذَكَرَ نَحْوَهُ مرفوعًا دُونَ الحَوْقَلِةِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْنُ المُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حاتِمٍ عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ مِنْ طاعَةِ اللهِ، فَهُوَ مِنَ الباقِياتِ الصَّالِحَاتِ.
قوْلُهُ: {خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا} أَيْ خَيْرٌ جَزَاءً فِي الآخِرَةِ يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِمَّا يُفاخِرُ بِهِ الكُفَّارُ مِنْ وَفْرَةِ الأَمْوالِ، وَرِفَاهَةِ العِيْشِ، وحَسْنِ المَظْهَرِ ورِفْعَةِ المَقَامِ والمُقامِ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا"، يَعْنِي: خَيْرٌ جَزَاءً مِنْ جَزَاءِ الْمُشْرِكِينَ، وَ "خَيْرٌ مَرَدًّا"، يَعْنِي مَرْجِعًا مِنْ مَرْجِعِهِمْ إِلَى النَّارِ.
فَكَأَنَّما قِيلَ: ثَوَابُ المُشْرِكِينَ النَّارُ، وَثَوابُ المُؤمِنِينَ الْجَنَّةُ، والجَنَّةُ خَيْرٌ مِنْ النَّارِ، وَمِثلُهُ قَوْلُ الصحابيِّ الشاعِرِ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الزُّبَيْدِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُ:
وَخَيْلٍ قَدْ دَلَفْتُ لَهَا بِخَيْلٍ ................... تَحِيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ
أَيْ: لَا تَحِيَّةَ بَيْنَهُمْ إِلَّا الضَّرْبُ الْمُوجِعُ.
ومِثلُهُ أَيْضًا قَوْلِ الشَّاعِرِ بِشْرِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ:
غَضِبَتْ تَمِيمٌ أَنْ تُقَتَّلَ عَامِرٌ .............. يَوْمَ النِّسَارِ، فَأُعْتِبُوا بِالصَّيْلَمِ
الصَّيْلَمِ: السَّيفُ، وَ مَعْنى قولِهِ: "أُعْتِبُوا بِالصَّيْلَمِ": أُرْضُوا بِالسَّيْفِ، أَيْ: لَا سبيلَ إلى رِضاهُمْ عِنْدَنَا إِلَّا السَّيْفُ نَقْتُلُهُمْ بِهِ فيرضَوْنَ.
وَمِنْ ذلكَ أَيْضًا قَوْلُ أَبي تَمَامٍ يَصِفُ نَاقَتَهُ:
شَجعاءَ جِرَّتُها الذَميلُ تَلوكُهُ ................ أُصُلًا إِذا راحَ المَطِيُّ غِراثَا
الذَّميلُ: هوَ ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبِلِ. والجِرَّةُ: ما تَأُكلُهُ النَّاقَةُ فِي النَّهَارِ، فإِذا جَاءَ اللَّيْلُ أَخْرَجَتْهُ مِنْ بَطْنِهَا فَمَضَغَتْهُ، يَعْنِي: أَنَّ هَذِهِ النَّاقَةَ لَا جِرَّةَ لَهَا تُخْرِجُهَا مِنْ كَرِشِهَا فَتَمْضُغُهَا إِلَّا السَّيْرُ، وَعَلَى هَذَا فالْمَعْنَى الْمُرَادُ في الآيَةِ الكريمَةِ: أَنَّ المُشْرِكِينَ لَا ثَوَابَ لَهُمْ إِلَّا النَّارُ، وَبِاعْتِبَارِ جَعْلِهَا ثَوَابًا لهمْ بِهَذَا الْمَعْنَى فُضِّلَ عَلَيْهَا ثَوَابُ الْمُؤْمِنِينَ.
ويَجُوزُ أَنْ يَكونَ المَعْنَى أَنَّ الكَافِرَ مُجازَى بِعَمَلِهِ الصَّالِحِ إِذَا ابْتَغَى بِهِ وَجْهَ اللهِ، إِنَّما يُثَابُ بِهِ فِي الدُّنْيَا، وَلِذلِكَ فَضَّلَ اللهُ عَلَيْهِ ثَوَابَ الْمُؤْمِنِينَ، فِي الآخِرَةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
قوْلُهُ تَعَالَى: {وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} الواوُ: اسْتِئْنَافِيَةٌ، أَو عاطفةٌ، وَ "يَزِيدُ" فِعْلٌ مُضَارعٌ مَرْفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِمِ. وَلَفْظُ الجَلالَةِ "اللهُ" مَرْفوعٌ بالفاعِلِيَّةِ. وَ "الذينَ" اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ في محلِّ النَّصِبِ مفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ، وَالجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ، لِأَنَّها سِيْقَتْ لِلإِخْبارِ بِذَلِكَ. أَوْ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ {مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا} لِمَا تَضَمَّنَهُ ذَلِكَ مِنَ الْإِمْهَالِ الْمُفْضِي إِلَى الِاسْتِمْرَارِ فِي الضَّلَالِ، وَالِاسْتِمْرَارُ في الأمْرِ الزِّيَادَةُ فِيهِ. إذًا فَالْمَعْنَى عَلَى الِاحْتِبَاكِ، أَيْ: فَلْيُمْدِدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا، فَيَزْدَدْ ضَلَالًا، وَيَمُدُّ لِلَّذِينِ اهْتَدَوْا فَيَزْدَادُوا هُدًى. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ وَالعُكْبُريُّ: إِنَّها مَعْطوفَةٌ عَلَى مَوْضِعِ "فَلْيَمْدُدْ" مِنَ الآيَةِ الَّتي قَبْلَهَا لِأَنَّهُ وَاقِعٌ مَوْقِعَ الخَبَرِ، والتَّقْديرُ: مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ مُدَّ ـ أَوْ يَمُدُّ، لَهُ الرَّحْمَنُ وَيَزيدُ. قالَ أَبُو حيَّان الأَنْدلُسِيُّ: وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكونَ "يَزيدُ" مَعْطُوفًا عَلَى "فَلْيَمْدُدْ" سَوَاءً كَانَ دُعاءً أَمْ خَبَرًا بِصُورَةِ الأَمْرِ؛ لِأَنَّهُ فِي مَوْضِعِ الخَبَرِ ـ إِنْ كانَتْ "مَنْ" مَوْصُولَةً، أَوْ هوَ فِي مَوْضِعِ الجَوَابِ إِنْ كَانَتْ "مَنْ" شَرْطِيَّةً، وَعَلَى كِلَا التَّقْديرَيْنِ، فَالْجُمْلَةُ مِنْ قَوْلِهِ: "يَزيدُ اللهُ الذينَ اهْتَدَوْا هُدًى" عَارِيَةٌ مِنْ ضَمِيرٍ يَعُودُ عَلَى "مَنْ" يَرْبِطُ جُمْلَةَ الخَبَرِ بِالْمُبْتَدَأِ، أَوْ جُمْلَةَ الشَّرْطِ بِالجَزَاءِ الذي هوَ "فَلْيَمْدُدْ" وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ المَعْطُوفَ عَلَى الخَبَرِ خَبَرٌ، والمَعْطُوفَ عَلَى جُمْلَةِ الجَزَاءِ جَزَاءٌ. وَإِذَا كَانَتْ أَداةُ الشَّرْطِ اسْمًا لَا ظَرْفًا تَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ فِي جُمْلَةِ الجَزَاءِ ضَمِيرُهُ أَوْ مَا يَقُومُ مَقَامَهُ، وَكَذَا فِي الجُمْلَةِ المَعْطُوفَةِ عَلَيْهَا. وَقَدْ يُجابُ أَيْضًا عَمَّا قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والعُكْبُرِيُّ: بِأَنَّا نَخْتَارُ عَلَى هَذَا التَقْديرِ أَنْ تَكونَ "مَنْ" شَرْطِيَّةً. وَ "اهْتَدَوْا" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الضمِّ المقدَّرِ على الألِفِ المحذوفةِ لالْتِقاءِ السَّاكنينِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ. والأَلِفُ للتَّفْرِيقِ، والجُمْلَةُ صِلَةُ المَوْصُولِ لا محلَّ مِنَ الإعرابِ. و "هُدًى" مَنْصوبٌ عَلى أَنَّهُ تَمْييزٌ، أَوْ هو مَفْعُولٌ بِهِ ثانٍ للفِعْلِ "يَزيدُ".
قوْلُهُ: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا} الوَاوُ: للاسْتِئْنافِ، أَوْ للعطْفِ، وَ "الْبَاقِيَاتُ" مَرفوعٌ بالابْتِدَاءِ. وَ "الصَّالِحَاتُ" صِفَةٌ لِلْمُبْتَدَأِ مَرْفوعةٌ مِثْلُهُ. وَ "خَيْرٌ" خَبَرُ المُبتدَأِ مرفوعٌ، و "عِنْدَ" مَنْصُوبٌ على الظرفيَّةِ الاعْتِباريَّةِ، مُتَعَلِّقٌ بِالخَبَرِ "خَيْرٌ"، وَهُوَ مُضافٌ، و "رَبِّكَ" اسمٌ مجرورٌ بالإضافةِ إِلَيْهِ، وهو مُضافٌ أَيْضًا، وكافُ الخطابِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ. وَ "ثَوَابًا" تَمْيِيزٌ مُحَوَّلٌ عَنِ المُبْتَدَأِ مُنْصُوبٌ بِـ "خَيْرٌ". وَ "خَيْرٌ مَرَدًّا" مثلُ "خيرٌ ثوابًا" مَعْطوفٌ عَلَيْهِ. والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ. أَوْ معْطوفةٌ عَلَى جُمْلَةِ "وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدُى"، فَيَكونُ ارْتِقَاءً مِنْ بِشَارَتِهِمْ بِالنَّجَاةِ إِلَى بِشَارَتِهِمْ بِرَفْعِ الدَّرَجَاتِ، ويكونُ المَعْنَى: الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ مِنَ السَّلَامَةِ مِنَ الْعَذَابِ الَّتِي اقْتَضَاهَا قَوْلُهُ تَعَالَى في الآيةِ السابقةِ: {فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا}، أَيْ فَسَيَظْهَرُ أَنَّ مَا كَانَ فِيهِ الْكَفَرَةُ مِنَ النِّعْمَةِ وَالْعِزَّةِ هُوَ أَقَلُّ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الضَّعْفِ وَشَظَفِ العيشِ بِاعْتِبَارِ مَآلِ كُلٍّ مِنْهما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 76
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 17
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 33
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 49
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 65
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 81

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: