روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة إبراهم، الآية: 48

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة إبراهم، الآية:  48 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة إبراهم، الآية:  48 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة إبراهم، الآية: 48   فيض العليم ... سورة إبراهم، الآية:  48 I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 25, 2017 6:44 am

يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)
قولُهُ ـ تَعالى شَأْنُهُ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} التَّبْدِيلُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ فِي الذَّاتِ، وإمَّا أَنْ يَكونَ في الصِّفَاتِ، فإِذَا كانَ التَبدْيلُ في الذَّاتِ فَإنَّهُ يَعْني زَوالَ ذَاتٍ وَمَجِيءَ أُخْرَى. مِنْ ذَلِكَ قولُهُ تَعَالى في سُورَةِ النِّسَاءِ: {بَدَّلْناهُمْ جُلُودًا غَيْرَها} الآية: 56، وقالَ في الآية: 16، مِنْ سُورةِ سَبَأٍ: {وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ}. أَمَّا تبدُّلُ الصفاتِ فيَعْنِي التَحَوُّلَ في الشَّكلِ والمَظْهَرِ مَعَ بَقاءِ الجَوْهَرِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى في سُورَة الْفُرْقَانِ: {فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} الآية: 70. فالجَوهَرُ أَوِ الذَّاتُ ـ وهِيَ هُنَا العَمَلُ، باقيَةٌ، وإِنَّما يَطْرَأُ التَبَدَّلُ على صِفَتِها مِنْ سَيِّئةٍ إِلى حَسَنَةٍ. وكَذَلِكَ لَوْ أَنَّ صائغًا أَخَذَ ذَهَبًا مُصاغًا فحَوَّلَهُ مِنْ شَكْلٍ إِلى آخَرَ. والتَبْديلُ الذي يَتَحَدَّثُ اللهُ عَنْهُ هُنَا فِي هَذِهِ الآيَةِ هُوَ مِنَ النَّوْعِ الأَوَّلِ، وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ، وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِ اللهِ تعالى: "يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ" قَالَ: ((أَرْضٌ بَيْضَاءُ كَأَنَّهَا فِضَّةٌ لَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَمٌ حَرَامٌ، وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا خَطِيئَةٌ)). وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ، فِي العَظَمَةِ، وَالْحَاكِمُ في المُسْتدركِ وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، مَوْقُوفًا، فِي قَوْلِهِ: "يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ" قَالَ: (تُبَدَّلُ الأَرْضُ أَرْضًا بَيْضَاء كَأَنَّهَا سَبِيكَةُ فِضَّةٍ، لَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَمٌ حَرَامٌ، وَلَمْ يُعْمَلْ عَلَيْهَا خَطِيئَةٌ). قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: الْمَوْقُوفُ أَصَحّ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، قَالَ: أَتَى الْيَهُودُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُونَهُ فَقَالَ: ((جَاؤوني سَأُخْبِرُهمْ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلُونِي: "يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ" قَالَ: أَرْضٌ بَيْضَاءُ كالفِضَّةِ فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا: أَرْضٌ بَيْضَاءُ كالنَّقِيِّ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُوَيْهِ عَنْ عَليٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ تعالى: "يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ" فقَالَ: ((أَرْضٌ بَيْضَاءُ لَمْ يُعْمَلْ عَلَيْهَا خَطِيئَةٌ وَلَمْ يُسْفَكْ عَلَيْهَا دَمٌ)).
وَأَخْرَجَ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ أَبي سَعيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَكونُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خبْزَة وَاحِدَة يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَتَكَفَّأُ أَحَدُكُم خُبْزَتَهُ فِي السُّفْرَةِ نُزُلًا لأَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ: فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ عَلَيْكَ أَبَا الْقَاسِمِ، أَلا أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: تَكونُ الأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِإِدَامِهِمْ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: إِدَامُهمْ ثَوْرٌ قَالُوا: مَا هَذَا قَالَ هَذَا ثَوْرٌ بِالْأُمِّ يَأْكُلُ مِنْ زِيَادَةِ كَبِدِهَا سَبْعُونَ أَلْفًا. وأَخْرَجَ البُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ عَنِ السيِّدةِ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّهَا سَأَلَتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: ((هِيَ رُخَام مِنَ الْجَنَّةِ، تُبَدَّلُ بِأَرْضٍ غَيْرها بَيْضاءُ كالفِضَّةِ، لَمْ تُعْمَلْ عَلَيْها خَطِيئَةٌ)). وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالى: "يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ والسماواتُ" قَالَ: يُزَادُ فِيهَا وَيَنْقُصُ مِنْهَا وَتَذْهَبُ آكامُها وجِبالُها وأَوْدِيَتُها وَشَجَرُها وَمَا فِيهَا، وتُمَدُّ مَدَّ الْأَدِيمَ العُكاظِيِّ، أَرْضٌ بَيْضَاءُ مِثْلُ الْفِضَّةِ، لَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَمٌ، وَلَمْ يُعْمَلْ عَلَيْهَا خَطِيئَةٌ، وَالسَّمَوَاتُ تَذْهَبُ شَمْسُها وَقَمَرُها ونُجُومُها. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي الدُّنْيَا فِي (صِفَة الْجَنَّةِ)، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالبٍ أيضًا فِي الْآيَةِ مَوْقوفًا، قَالَ: تُبَدَّلُ الأَرْضُ مِنْ فضَّةٍ وَالسَّمَاءُ مِنْ ذَهَبٍ. وَأَخْرَجَ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، والبَغَوِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ـ رضيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ لَيْسَ فِيهَا عَلَمٌ لأَحَدٍ)). وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّهُ تَلا هَذِهِ الْآيَةَ: "يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ والسماواتُ" فقَالَ: يُبَدِّلُها اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَرْضٍ مِنْ فِضَّةٍ لَمْ يُعْمَلْ عَلَيْهَا الْخَطَايَا ثُمَّ يَنْزِلُ الْجَبَّارُ ـ عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيْهَا. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي الْآيَةِ قَالَ: تُغَيَّرُ السَّمَوَاتُ جِنَانًا وَيَصيرُ مَكَانُ الْبَحْرِ نَارًا وتُبَدَّلُ الأَرْضِ غَيْرَهَا. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: الأَرْضُ كُلُّهَا نَارٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، فِي الْآيَة، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ هَذِهِ الأَرْضَ تُطْوَى وَإِلَى جَنْبِها أُخْرَى يُحْشَرُ النَّاسُ مِنْهَا إِلَيْهَا.
قولُهُ: {وَالسَّمَاوَاتُ} قالَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ ـ رضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ السَمَوَاتِ تُبَدَّلَ بِغَيْرِها كالأَرْضِ فَتُجْعَلُ السَّمَاءُ مِنْ ذَهَبٍ، والأَرْضُ مِنْ فِضَّةٍ. وقالَ كَعْبُ الأَحْبَارِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ السَمَوَاتِ تُبَدَّلُ بِغَيْرِهَا كالأَرْضِ، فَتَصيرُ السَمَوَاتُ جِنانًا والبِحارُ نِيرانًا وتُبَدَّلُ الأَرْضُ بِغَيْرِها. وقالَ ابْنُ عِيسَى: أَنَّ تَبْديلَ السَمَواتِ تَكْويرُ شَمْسِها وتَكَاثُرُ نُجُومِها. وقالَ القاسِمُ بْنُ يَحْيَى: أَنَّ تَبْديلَها أَنْ تُطْوَى كَطَيِّ السِّجِلِّ للكُتُبِ. وقالَ ابْنُ شَجَرَةَ: أَنَّ تَبْديلَها أَنْ تَنْشَقَّ فَلَا تَظَلَّ. وحكى ابْنُ الأَنباريِّ: أَنَّ تَبْديلَها اخْتِلافُ أَحْوالِها، تَكونُ في حالٍ كالمُهْلِ، وفي حالٍ كالوَرْدَةِ، وفي حالٍ كالدِهان.
قولُهُ: {وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} أَيْ: صَاروا إِلى حُكْمِ اللهِ تَعَالَى وَأَمْرِهِ. فقد رُوِي أَنَّ السَّيِّدَةَ عائشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْها، قالتْ: يا رَسولَ اللهِ، يَوْمَ تَبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟. قالَ: ((إِنَّ هَذا الشَّيْءَ مَا سَأَلَني عَنْهُ أَحَدٌ))، ثُمَّ قالَ: ((عَلَى الصِّراطِ يا عَائِشَةَ)). أخرجهُ الطبريُّ: (482، 483)، وأحمدُ في مُسْنَدِه: (6/ 101)، عنِ الحَسَنِ البَصْريِّ ـ رضيَ اللهُ عنهُ، وخَرَّجَهُ أبو عيسى التِرْمِذِيُّ وقال: حديثٌ حسَنٌ صحيحِ، السُنَن: (5/372 ح: 3242). ومُسند الحميديِّ: (274). وصَحَّحَهُ الحاكِمُ في مُسْتَدْرَكِهِ: (2/436) في حديثٍ طَويلٍ. وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ، عَنْ أَبي أَيُّوبٍ الْأنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ، وَقَالَ: أَرَأَيْت إِذْ يَقُولُ اللهُ: "يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ" فَأَيْنَ الْخَلْقُ عِنْدَ ذَلِكَ؟. قَالَ ـ صلّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ: ((أَضْيَافُ اللهِ لَنْ يُعْجِزَهم مَا لَدَيْهِ)). وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ، وَابْنُ جَريرٍ، وَالْحَاكِمُ، وَالْبَيْهَقِيُّ، فِي دَلَائِلِ النُبُوَّةِ عَنْ ثَوْبَانٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ؟. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((هُمْ فِي الظُلْمَةِ دُونَ الجِسْرِ)). وهو جزءٌ مِنْ حديثٍ طويلٍ.
قولُهُ تَعَالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} يَوْمَ: مَنْصوبٌ عَلَى الظَرْفِيَّةِ الزَمَانِيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذوفٍ تَقْديرُهُ: اذْكُرْ يَا مُحَمَّدُ لأُمَّتِكَ قِصَّةَ يَوْمَ تَبَدَّلُ الأَرْضُ، والجُمْلَةُ المَحْذوفَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعْرابِ. ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنْصوبًا بِـ "انتقام" مِنَ الآيةِ التي قبلها، أيْ: يَقَعُ انْتِقامُهُ في ذَلِكَ اليوم. ويَجوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ بِما يَتَلَخَّصُ مِنْ مَعْنَى {عَزِيزٌ ذُو انتقام} من الآيةِ السابقةِ. ويَجوزُ أَنْ يَكونَ بَدَلًا مِن {يَوْمَ يَأْتِيهِمُ} الآية: 44، السابقةِ. ويَجُوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ بِـ "مُخْلِف" مِنَ الآيةِ التي قبلَها، أي {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ يومَ}. ويَجُوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ بِـ "وَعْدِهِ"، و "إنَّ" ومَا بعدَها اعْتِراضٌ. ومَنَعَ أَبو البَقَاءِ العُكْبُريُّ هذَيْنِ الأَخيريْنِ، قالَ: لأَنَّ ما قبْلَ "إنَّ" لا يَعْمَلُ فيما بعدَها. وهذا غيرُ مانعٍ لأنَّهُ كَما تقدَّم اعْتراضٌ فلا يُبالَى بِهِ فاصِلًا. وقولُهُ: "والسماواتُ" تقديرُهُ: وتُبَدَّلُ السَماواتُ غيرَ السَماواتِ. و "تُبَدَّلُ" فِعْلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، مَبْنِيٌّ للمَجْهولِ، و "الْأَرْضُ" نائبُ فاعِلِهِ مرفوعٌ، وهُوَ المَفْعُولُ الأَوَّلُ. و "غَيْرَ" مَفْعُولٌ بِهِ ثانٍ لِـ "تُبَدَّلُ" مَنْصُوبٌ، وهوَ مُضافٌ، و "الْأَرْضِ" مَجْرورٌ بالإضافةِ إليْهِ، و "وَالسَّمَاوَاتُ" مَعْطوفٌ عَلى "الْأَرْضِ" مرفوعٌ مِثْلُهُ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافَةِ إِلَيْهِ، لِـ "يَوْمَ".
قولُهُ: {وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} الوَاوُ: للعطفِ، ويجوزُ أَنْ تكونَ للحالِ وللاسْتِئنافِ، و "بَرَزُوا" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَمِّ لاتِّصالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ بِهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ الرفعِ فاعِلٌ، والألفُ الفارقةُ، و "لله" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "برزوا"، ولفظُ الجلالةِ مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ. و "الْوَاحِدِ" صِفَةٌ لاسْمِ الجلالَةِ مجرورةٌ مثلهُ. و "الْقَهَّارِ" صِفَةٌ ثانيةٌ له مجرورةٌ، أَوْ صِفَةٌ لِـ "الْوَاحِدِ". والجُمْلَةُ في مَحَلِّ الجَرِّ عَطْفًا عَلَى جملة قولِهِ "تُبَدَّلُ". ويَجُوزُ أَنْ تكونَ جملةً مُسْتَأْنَفَةً، أَيْ: ويَبْرُزُونَ، يَعْني أَنَّهُ مَاضٍ يُرادُ بِهِ الاسْتِقْبَالُ، والأَحْسَنُ أَنَّهُ مِثْلُ قولِهِ منْ سورةِ الأعرافِ: {ونادى أَصْحَابُ النَّارِ} الآية: 50، وقولِهِ: في الآيةِ: 44، منها: {ونادى أَصْحَابُ الجنة}، وكقولِهِ في الآيةِ الثانيةِ مِنْ سورةِ الحِجْر: {رُّبَمَا يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ}، وكقولِهِ في أوَّلِ سُورَةِ النَّحْلِ: {أَتى أَمْرُ اللهِ}، لتحقُّقِ ذلك. ويَجوزُ أَنْ تُعربَ في محلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِنَ الأَرْضِ، و "قد" مَعَهَا مُرادَةٌ، ويَكونُ الضَميرُ في "بَرَزوا" للخَلْقِ دَلَّ عَليْهِمُ السِياقُ، والرابطُ بَيْنَ الحَالِ وصاحِبِها هو الواوُ.
قرَأَ العامَّةُ: {تُبَدَّلُ}، بالبناءِ للمَفْعُولِ، وقُرِئَ "نُبَدِّلُ" بالنُّونِ والبناءِ للفاعِلِ، "الأرضَ" نَصْبًا على المفعوليَّةِ، و "السَمَاواتِ" نَسَقًا عَلَيْهِ.
قرأَ العامَّةُ: {وَبَرَزوا}، وقَرَأَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ "وبُرِّزوا" بِضَمِّ الباءِ وكَسْرِ الرَّاءِ مُشَدَّدَةً عَلَى التَكْثِيرِ في الفِعْلِ ومَفْعُولِهِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة إبراهم، الآية: 48
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: