روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم .... سورة يونس الآية: 50

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم .... سورة يونس الآية: 50 Jb12915568671



فيض العليم .... سورة يونس الآية: 50 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم .... سورة يونس الآية: 50   فيض العليم .... سورة يونس الآية: 50 I_icon_minitimeالسبت يوليو 18, 2015 7:32 am

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ
(50)
قولُهُ ـ تقدَّست ذاتُه {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا} بعد أَنْ بَيَّنَ سبحانه في الآيةِ السابقةِ كَيْفِيَّةَ جَرَيانِ سُنَّتِهِ تعالى في الأُمَمِ عَلَى الإِطْلاقِ ونَبَّهَهُمْ عَلى أَنَّ عَذابَهم أَمرٌ مُقَرَّرٌ محتومٌ لا يتقدّمُ بطلب مستعجلٍ له ولا يتأخَّرُ بطلبِ أحدٍ ولا يؤجَّلُ ولا يَتَوَقَّفُ إلاَّ على مجيءِ أَجَلِهِ المُعْلومِ، يأمُرُ هنا نبيَّهُ الكَرِيمَ أَنْ قُلْ أَيُّهَا الرَّسُولُ لِهَؤُلاَءِ المُسْتَعْجِلِينَ بِالعَذَابِ: أَخْبِرُونِي عَنْ حَالِكُمْ، وَمَا يُمْكِنُكُمْ فِعْلُهُ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ الذِي تَسْتَعْجِلُونَهُ، وَقْتَ مَبِيتِكُمْ بِاللَّيْلِ، أَوْ وَقتِ اشْتِغَالِكُمْ بِلَهْوِكُمْ وَلَعِبِكُمْ وَأُمُورِ مَعَايِشِكُمْ في النَهَار، أَلَكم مِنْهُ مِنْعَةٌ؟ أَمْ لَكُم بِهِ طاقةٌ؟ فماذا تَسْتَعْجلون مِنْهُ، وأَنْتم لا قِبَلَ لَكم بِهِ؟ ولا يُمْكِنُ استعجالُ الشيْءِ بعدَ مجينِهِ، فالمُرادُ المبالغةُ في اسْتِنْكارِ اسْتِعْجالِه، وتَنْزيلُهُ في الاسْتِحالَةِ مَنْزِلَةَ اسْتِعْجالِهِ بَعْدَ مجيئهِ بِناءً على تَنْزيلِ تَقَرُّرِ مجيئهِ ودُنُوِّهِ مَنْزِلَةَ مجيئِهِ حَقيقةً، وهذا الاستنكارُ بمنزلَةِ النَهْيِ الصريح عن ذلك في قولِهِ تعالى في سورة النحلِ: {أتى أَمْرُ الله فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} الآية: 1. وتستعملُ "أرأيتَ" في القرآن الكريم للتَنْبيهِ على الرؤية والتأمل والحثِّ عليه، فهو استفهامٌ للتَنْبيهِ، ومؤدّاهُ: أرأيت كذا أو عرفتَهُ؟ فإنْ لم تَكُنْ أبصرتَه أَوْ عَرَفْتَهُ فافعلْ ذلك وتَأَمَّلْهُ وأَخبِرْني بما يكونُ من أمرك. ولما كانت الرؤيةُ للشَيْءِ سَبَباً لمعرِفَتِهِ وللإِخْبارِ عنه، أُطْلِقَ السَبَبُ وأُريدَ المُسَبِّبُ فهو مجازٌ مُرْسَلٌ عَلاقَتُهُ السَبَبِيَّةُ والمُسَبَّبِيَّةُ. وقال تعالى "بياتاً" ولم يَقُلْ لَيلاً، للإِشعارِ بِمَجيء العذابِ وقتَ غَفْلتهم ونومهم بحيثُ لا يَشْعُرونَ بمجيئه، فربَّما قَضَوا جانباً مِنْ لَيْلِهم في اللَّهوِ واللَّعِبِ، وناموا ثمَّ أَتاهم العذابُ بعد هُجوعهم. ولِيَظْهَرَ التَقابُلُ لأنَّ المُرادَ الإشْعارُ بالنَوْمِ والغَفْلَةِ، والبَياتُ مُتَكَفِّلٌ بِذلِكَ لأنَّهُ الوَقْتُ الذي يُبَيَّتُ فيهِ العَدُوُّ ويُوقَعُ فيهِ ويُغْتَنَمُ فُرْصَةُ غَفْلَتِهِ، وليسَ في مَفْهومِ الليلِ هَذا المَعْنى ولمْ يُشْتَهَرْ شُهْرَةَ النَّهارِ بالاشْتِغالِ بالمعاشِ والمَصالحِ حتى يَحْسُنَ الاكْتِفاءُ بِدَلالَةِ الالْتِزامِ كَما في النَّهارِ، وقدْ يُقالُ: النَهَارُ كُلُّهُ محَلُّ الغَفْلَةِ لأنَّهُ إمَّا اشْتِغالٌ بِمَعاشٍ أو قيلولَةٍ بخِلافِ اللَّيْلِ فإنَّ محلَّ الغَفْلَةِ فيهِ ما قارَبَ وَسَطَهُ، وهوَ ما يُطْلَقُ عليه وقتَ البَياتِ فلذلكَ خُصَّ بالذِكْرِ.
قولُه: {مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ} وَلَيْسَ شيءٌ مِنْهُ يُوجِبُ الاسْتِعْجالَ لما أَنَّ كُلَّهُ مَكْروهٌ مُرُّ المَذاقِ مُوجِبٌ للنِفارِ. فقُلْ أَيُّهَا الرَّسُولُ أيَّ عَذَابٍ يَسْتَعْجِلُ بِهِ هَؤُلاَءِ المُجْرِمُونَ المُكَذِّبُونَ؟ أَهُوَ عَذَابُ الدُّنْيَا أَمْ عَذَابُ يَوْمِ القِيَامَةِ؟ وَاسْتِعْجَالِهِمْ بِالعَذَابِ أَيّاً كَانَ فَهُو جَهَالَةٌ لا يأتيها إلاَّ مغفّلٌ أَحمقٌ. وحاصِلُهُ: إنْ قُدِّرَ حُصولُ ما سَأَلْتُم تَعْيينَ وقتِهِ ونُزولَ كِسَفٍ مِنَ السَماءِ بِكُم أوْ نحوَهُ مما تطلبون نزولِه فماذا يحصُلُ لكم مِنْ فائدةٍ في طلَبِ تعجيلِ حُصولِهِ؟!. فالآيةُ الكريمةُ تَوْبيخٌ لهم على اسْتِعْجالهم وُقوعَ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِ العُقَلاءِ رَجاءُ عَدَمِ وُقوعِهِ. والاسْتِفْهامُ هنا للتَهْويلِ والتَعْظيمِ. أيْ: ما أَعْظَمَ ما يَسْتَعْجِلونَ بِهِ. كما يُقالُ لمن يَطْلُبُ أَمْراً وخيمَ العاقبةِ: أَتَعْلَمُ ماذا تجني أَنْتَ على نَفْسِكَ أيُّها المخبولُ؟.
وهذا تَفَنُّنٌ في تخييلِ التَهْويلِ لذلكَ العَذابِ المَوْعودِ. عَلَى أَنَّ في الوَقْتَينِ المذْكوريْن آنِفاً، وهما البياتُ والنهارُ، تخْييلاً مّا لِصُورَةِ وُقوعِ العذابِ، اسْتِحْضاراً لَهُ، على وَجْهٍ يحصُلُ لَدَيْهم بِهِ تذكيرٌ لهم، انْتهازاً لِفُرْصَةِ المَوْعِظَةِ، كما ذَكَّرَهم بِهِ سبحانَه في قولِهِ تعالى في سورة الأنعام: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ} الآية: 47.
قولُهُ تعالى: {قل أرأيتم} قُلْ: فِعْلُ أَمْرٍ، وفاعلُهُ "أنت" ضَميرٌ يَعودُ على محمَّدٍ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم، وجملةُ "قُلْ" من الفعلِ وفاعله مُسْتَأْنَفَةٌ. و "أَرَأَيْتُمْ" فِعْلٌ وفاعلُهُ أَيْضاً، ويَتَعدَّى إلى مَفْعولَيْنِ لأنَّهُ يتضمَّنُ معنى "أخبروني"، والأوَّلُ مِن المفعولينِ: محذوفٌ تقديرُهُ: أَخْبِروني عَن عذابِ اللهِ، والثاني: الجُمْلَةُ الاسْتِفْهامِيَّةُ التي تَلِيهِ، فيَنْعَقِدُ مِنْها مَعَ ما قَبْلَها مُبْتَدأٌ وخَبرٌ، كما في قولِهم: أرأَيتَكَ زَيْداً ما صَنَعَ. والمسألةُ من بابِ الإِعمالِ لِتَنازُعِ أَرَأَيْتَ وأَتاكم على "عذابُ، فالمَسْأَلَةُ مِنْ إِعْمالِ الثاني، إذْ هوَ المُخْتارُ عندَ البَصْرِيّين، ولمَّا أَعْمَلَهُ أَضْمَرَ في الأوَّلِ وحَذَفَه، لأنَّ إبقاءَهُ مخصوصٌ بالضَرورَةِ، أَوْ جائزُ الذِكْرِ على قِلَّةٍ عَنْدَ بعضِ النُحاةِ، ولو أُعْمِلَ الأَوَّلُ لأُضْمِرَ في الثاني؛ إذِ الحذفُ مِنْهُ لا يَكونُ إلاَّ في ضَرورَةٍ أَوْ في قَليلٍ مِنَ الكَلامِ، ومعنى الكلامِ: قُلْ لهم يا محمَّدُ أَخبِروني عن عَذابِ اللهِ إِنْ أَتاكم، أَيّ شَيْءٍ تَسْتَعْجَِلونَ مِنْهُ، ولَيْسَ شَيْءٌ مِنَ العَذابِ يُسْتَعْجَلُ بِهِ لِمَرارَتِهِ وشِدَّةِ إِصابَتِهِ فهوَ مُقْتَضٍ لِنُفورِ الطَّبَعِ مِنْهُ. قال الزمخشري، فإنْ قلتَ: بمَ يَتَعَلَّقُ الاسْتِفهامُ وأَيْنَ جوابُ الشَرطِ؟ قلتُ: تعلَّق ب "أرأيتم" لأنَّ المعنى: أَخْبِروني ماذا يَسْتعجل مِنْهُ المجرِمُونَ، وجوابُ الشرطِ محذوفٌ وهو "تَنْدموا على الاستعجال" أو "تعرفوا الخطأ فيه". وما قَدَّرَهُ غَيرُ سائغٍ عند أبي حيّانٍ الأندلُسيِّ لأَنَّهُ لا يُقَدَّرُ الجوابُ إلاَّ ممَّا تَقَدَّمَه لَفْظاً أَوْ تَقْديراً، تَقولُ: أَنْتَ ظالمٌ إِنْ فَعَلْتَ. فالتقديرُ: إنْ فَعَلْتَ فَأَنْتَ ظالم، وكذلك قولُهُ تعالى في سورة البقرة: {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ الله لَمُهْتَدُونَ} الآية: 70. والتقديرُ: إنْ شاءَ اللهُ نَهْتَدِ، فالذي يُسَوِّغ أَنْ يُقَدَّرَ: إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ فأَخْبِروني ماذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ المجرمونَ. وقالَ الزَمَخْشَرِيُّ أَيْضاً: ويجوزُ أَنْ يَكونَ قولُهُ: "ماذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ المجرِمونَ" جواباً للشَرْطِ كَقَوْلِكَ: إنْ أَتَيْتُك ما تُطْعِمُني؟ ثمَّ تَتَعَلَّقُ الجُمْلَةُ بِ "أرأيتم"، وأَنْ يَكونَ قولُهُ بعد ذلك: {أثُمَّ إذا ما وقع آمنتم به}. جواباً للشَرْطِ، فيكونُ قولُهُ: "ماذا يَسْتعجل منه المجرمون" اعْتِراضاً، والمعنى: إِنْ أَتاكم عَذابُهُ آمَنْتُمْ بِهِ بَعْدَ وُقُوعِهِ حِينَ لا يَنْفَعُكُمُ الإِيمان. فقالَ الشيخُ أبو حيّان أَيضاً: أَمَّا تجويزُهُ أَنْ يَكونَ "ماذا" جَواباً للشَرْطِ فلا يَصِحُّ، لأنَّ جوابَ الشَرْطِ إذا كانَ اسْتِفهاماً فلا بُدَّ فيهِ مِنَ الفاءِ، تقول: إنْ زارَنا فلانٌ فأَيُّ رَجُلٍ هوَ، وإنْ زَارَنا فلانٌ فأَيُّ يَدٍ لَهُ بِذَلِكَ؟، ولا يجوزُ حَذْفُها إلاَّ إنْ كانَ في ضَرورةٍ، والمثالُ الذي ذكرَهُ وهوَ "إنْ أَتَيْتُكَ ما تُطْعِمُني؟ هوَ مِنْ تَمثيلِهِ لا مِنْ كلامِ العَرَبِ. وأَمَّا قولُهُ: ثمَّ تَتَعَلَّقُ الجملةُ بِ "أرأيتم"، فإنْ عَنى بالجُمْلَةِ "ماذا يَسْتعجل" فَلا يَصِحُّ ذَلِكَ، لأنَّهُ قدْ جَعَلَها جَواباً للشَرْطِ، وإنْ عَنَى بالجُمْلَةِ جملةَ الشَرْطِ فَقَدْ فَسَّرَ هوَ "أرأيتم" بمعنى أَخْبِروني، و "أخبروني" يَطْلُبُ مُتَعَلَّقاً مَفْعولاً، ولا تَقَعُ جملةُ الشَرْطِ مَوْقِعَ مَفْعولِ أَخْبروني. وأَمَّا تجويزُهُ أَنْ يَكونَ {أَثم إذا ما وقع آمَنْتُم بِهِ} جواباً للشَرْطِ و "ماذا يستعجل منه المجرمون" اعْتِراضاً فلا يَصِحُّ أَيْضاً لِما ذَكَرْناهُ مِنْ أَنَّ جملةَ الاسْتِفْهامِ لا تَقَعُ جَواباً للشَرْطِ إلاَّ ومَعَها فاءُ الجوابُ، وأَيْضاً فَ "ثم" هُنا هِيَ حَرْفُ عَطْفٍ تَعْطِفُ الجملةَ التي بعدَها على التي قبلَها، فالجملةُ الاسْتِفْهامِيَّةُ مَعْطوفةٌ، وإذا كانَتْ مَعْطوفةً لم يَصِحَّ أَنْ تَقَعَ جَوابَ الشَرْطِ، وأَيْضاً ف "أرأيتم" بمعنى "أخبروني" فتحتَاجُ إلى مَفْعُولٍ، ولا تَقَعُ جملَةُ شَرْطٍ مَوْقِعَهُ. وكونُ "أرأيتم" بمعنى "أَخبروني" هوَ الظاهرُ المَشهورُ.
وقالَ الحوفيُّ: الرُؤْيَةُ مِنْ رُؤْيَةِ القَلْبِ التي بمعنى العِلْمِ لأنها داخلةٌ على الجملة مِنَ الاسْتِفْهامِ التي معناها التَقريرُ، وجَوابُ الشَرْطِ محذوفٌ، وتَقديرُ الكلامِ: أَرَأَيْتُم ما يَسْتَعْجِلُ مِنَ العذابِ المجرمونَ إِنْ أَتاكم عَذابُهُ. فهذا ظاهرٌ في أَنَّ "أرأيتم" غيرُ مُضَمَّنَةٍ مَعْنى الإِخْبارِ، وأَنَّ الجُمْلَةَ الاسْتِفْهامِيَّةَ سَدَّتْ مَسَدَّ المَفْعولَين. ولكنَّ المَشْهورَ الأَوَّلُ. وجملةُ "أرأيتم" في محَلِّ نَصْبٍ بالقولِ.
قولُه: {إنْ أتاكم عذابُهُ بياتاً أو نهاراً} إنْ: حَرْفُ شَرْطٍ، و "أَتَاكُمْ عَذَابُهُ" فِعْلٌ وفاعلُهُ ومَفْعُولُهُ، والجملةُ في محَلِّ جَزْمٍ فِعْلَ شَرْطٍ ل "إنَّ". و "بَيَاتًا" نَصْبٌ على الظَرْفِيَّةِ الزمانيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بِ "أتى". و "أَوْ" حرفُ عطفٍ، و "نَهَارًا" مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ.
قولُهُ: {مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ} مَاذَا: اسْمُ اسْتِفْهامٍ مُرَكَّبٍ في محَلِّ الرَّفْعِ مُبْتَدَأً، و "يَسْتَعْجِلُ" فعلٌ مُضارِعٌ. و "مِنْهُ"، جارٌّ ومجَرورٌ، متعلِّقٌ بحالٍ مِنْ مَفْعولِ "يَسْتَعْجِلُ" المحذوفِ، تَقْديرُهُ: أَيَّ شَيْءٍ يَسْتَعْجِلُهُ المجرمونَ حالةَ كَوْنِهِ كائنًا مِنَ عَذابِ اللهِ، و "الْمُجْرِمُونَ" فاعلٌ وجملَةُ "يَسْتَعْجِلُ" في محلِّ الرَّفْعِ خَبَراً للمُبْتَدَأِ، والرابطُ الضَميرُ المحذوفُ في "يَسْتَعْجِلُ" والجملَةُ الاسمِيَّةُ في محَلِّ جَزْمٍ جوابَ شرطٍ ل "إن" الشَرْطِيَّةِ، على تَقديرِ: الفاءِ الرابِطَةِ؛ لأنَّ الجُمْلَةَ اسمِيَّةً، وجملةُ "إنْ" الشَرْطِيَّةُ في محلِّ نَصْبٍ، سادَّةً مَسَدَّ المَفعولِ الثاني ل "أرأيتم"، وقيل: إنَّ جَوابَ الشَرْطِ محذوفٌ، تَقديرُهُ: إِنْ أَتاكُم عَذابُهُ، تَنْدَموا، وجملَةُ "إنْ" مُعْتَرِضَةٌ. وقد تَقَدَّمَ لنا آنفاً بيانُ ما في ذَلِك مِنْ وُجوهٍ.
وجَوَّزَ بَعْضُهم هُنا أَنْ تَكونَ "ما" مُبْتَدأً، و "ذا" خَبَرُه، وهوَ مَوْصولٌ بمعني الذي، و "يَسْتَعْجِلُ" صِلَتُهُ، وعائدُهُ محذوفٌ تَقديرُهُ: أَيُّ شَيْءٍ الذي يَسْتَعْجِلُهُ مِنْهُ، أَيْ مِنَ العَذابِ، أَوْ مِنَ اللهِ تَعالى. وجَوَّزَ آخَرونَ ك "مَكِيٍّ" وأَنْظارِهِ أَنْ يَكونَ "ماذا" كُلُّهُ مُبْتَدأً، أَيْ: يُجْعَلُ الاسمانِ بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ واحِدٍ، والجُمْلَةُ بَعْدَهُ خَبَرُهُ. وقالَ أَبو عَلِيٍّ: وهوَ ضَعيفٌ لِخُلُوِّ الجُمْلَةِ مِنْ ضَميرٍ يَعودُ على المُبْتَدَأ. وقدْ أَجابَ أَبو البَقاءِ عَنْ هذا فقالَ: ورُدَّ هذا القولُ بِأَنَّ الهاءَ في "منه" تَعودُ على المبتدأِ كقولِكَ: زيدٌ أَخَذْتُ منْهُ دِرْهماً. قال السمينُ: ومِثْلُ أَبي عَلِيٍّ لا يَخْفى عليْهِ مِثْلُ ذَلِكَ، إلاَّ أَنَّهُ لا يَرَى عَوْدَ الهاءِ عَلى المَوْصُولِ لأنَّ الظاهرَ عَوْدُها على العذابِ. قالَ أبو حيّان: والظاهرُ عَوْدُ الضَميرِ في "مِنْهُ" على العذابِ، وبِهِ يَحْصُلُ الرَّبْطُ لجُملةِ الاسْتِفْهامِ بمَفْعولِ "أرأيتم" المحذوفِ الذي هُوَ مُبْتَدأٌ في الأَصْلِ. وقالَ مَكِيّ: وإنْ شِئْتَ جعلتَ "ما" و "ذا" بمنزلَةِ اسْمٍ واحِدٍ في مَوْضِعِ رَفْعٍ بالابتداءِ، والجُمْلةَ التي بعدَهُ الخبرَ، والهاءُ في "منه" تَعودُ أَيْضاً على العذاب. قال السمينُ: فقدْ تُرِكَ المُبْتَدَأُ بِلا رابطٍ لَفْظِيٍّ حيثُ جَعَلَ الهاءَ عائدةً على غَيرِ المُبْتَدَأِ فَيَكونُ العائدُ عِنْدَها محذوفاً. لكنَّه قالَ بَعْدَ ذَلِكَ: فإنْ جَعَلْتَ الهاءَ في "منه" تعودُ على اللهِ ـ جَلَّ وعزَّ، و "ما" و "ذا" اسماً واحداً كانَتْ "ما" في مَوْضِعِ نَصْبٍ بِ "يستعجل" والمعنى: أَيَّ شَيْءٍ يَسْتَعْجِلُ المجرمونَ مِنَ اللهِ؟. فقولُهُ هذا يُؤْذِنُ بِأَنَّ الضَميرَ لمَّا عادَ عَلى غيرِ المُبْتَدَأِ جَعَلَهُ مَفْعولاً مُقَدَّماً، وهذا الوَجْهُ بِعَيْنِهِ جائزٌ فيما إذا جُعِلَ الضَميرُ عائداً عَلى العَذابِ. ووَجْهُ الرَّفْعِ عَلى الابْتِداءِ جائزٌ فيما إذا جُعِلَ الضَميرُ عائداً على اللهِ تَعالى إذِ العائدُ الرابِطُ مُقَدَّرٌ كَما تَقَدَّمَ التَنْبيهُ عَلَيْهِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم .... سورة يونس الآية: 50
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: