روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 18

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 18 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 18 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 18   فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 18 I_icon_minitimeالإثنين مارس 17, 2014 8:52 am

[size=29.3333]قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ[/size]
[size=29.3333](18)[/size]
[size=29.3333]قَوْلُهُ ـ تَعَالَى شأنُه: {قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً} أَيْ "اخْرُجْ" أَعَادَ اللهُ أَمْرَهُ لإبليسَ بِالْخُرُوجِ مِنَ الجَنَّةِ، أو مِنَ السّماءِ، أوْ مِنْ بَيْن المَلائكةِ، أوْ مِنْ تِلكَ الرّوْضَةُ، حسبَما تَقَدَّمَ بيانُهُ. قالَ لَهُ ذلكَ حينَ طَرَدَهُ عنْ بابِهِ وأَبْعَدَهُ عَنْ جَنابِه. تَأْكِيدًا لِلْأَمْرَيْنِ الْأَوَّلِ والثّاني: قَالَ: (فَاهْبِطْ)، وقال: (فَاخْرُج)، ثمَّ قال هنا: (اخرج منها)، و"مَذْؤُماً" اسْمُ مَفْعُولٍ مِنْ ذَأَمَهُ ـ مَهْمُوزًا ـ إِذَا عَابَهُ وَذَمَّهُ، أَيْ مُهاناً مُحَقَّراً مَذْمُومًا مَلُومًا عِنْدَ جميعِ الخَلْقِ. وَالذَّأْمُ: الْعَيْبُ، بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ. فمَذْءُومٌ وَمَذْمُومٌ سَوَاءٌ، يُقَالُ: ذَأَمْتُهُ وذمَمْتُه وذِمْتُهُ بمَعْنى واحدٍ. ومَذْؤوماً اسمُ مَفعولٍ مِنْ ذَأَمَهُ. ويقالُ بالهمزِ: ذَأَمَهُ يَذْأَمُه كَـ رأَمَهُ يَرْأَمُهُ، ويقالُ ذَامَهُ يَذيمُهُ كَباعَهُ يَبيعُهُ مِنْ غيرِ هَمْزٍ، كقولهم: (لَنْ تَعْدَمَ الحسناءُ ذاماً) أيْ كُلُّ امْرَأَةٍ حَسَنَةٍ لا بُدَّ أَنْ يَكونَ فيها عيبٌ ما. يُروى بهمزةٍ ساكنةٍ أوْ أَلِفٍ، وعلى اللُّغَةِ الثَّانية قول الشاعر:[/size]
[size=29.3333]تَبِعْتُك إذْ عَيننِي عَلَيْهَا غَشَاوَةٌ ..... فَلَمَّا انْجَلَتْ قَطَّعْتُ نَفْسِي أذِيمُهَا[/size]
[size=29.3333]فَمَصْدَرُ المَهمُوز: ذأمٌ كرأس، وأمَّا مصدر غير المهموز فَسُمِعَ فيه ذامٌ بألف، وذيماً كـ "ينعٍ" قال: يُقالُ: ذَأَمْتُ الرَّجُلَ أذْأمُه، وذِمْتُه أذِيْمُه ذَيْماً، وذَمَمْتُه أذُمُّه ذَماً بمعنىً. قال الشاعر:  [/size]
[size=29.3333]وأقَامُوا حَتَّى أبِيرُوا جَمِيعاً ..................... فِي مقَامٍ وكُلُّهُمْ مَذْءُومْ[/size]
[size=29.3333]وقالوا: أردتَ أن تَذيمه فمدحتَه أي: تَعيبه فمدحته، فأبدل الحاء هاءً. وقيل: الذام الاحتقارُ، ذَأَمْتُ الرجل: أي احتقرته قاله الليث. وقيل: الذام الذَّمُّ، قاله ابن قتيبة وابن الأنباري. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْمَذْءُومُ الْمَنْفِيُّ. وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. وَأَصْلُهُ الدَّفْعُ، وعنِ ابْنِ عَبّاسٍ ـ رضي اللهُ عنه ـ "مذموماً" مَقيتاً، وفي رواية أخرى قال: صغيراً. و"مَدْحُوراً" اسمُ مَفْعُولٍ مِنْ دَحَرَهُ إِذَا أَبْعَدَهُ وَأَقْصَاهُ، فالدَّحْر: الطَّرْدُ والإِبعاد يقال: دَحَره يَدْحَرُه دَحْراً ودُحوراً، ومنه: {وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً} الصافات: 9. وقول أُمَيَّةَ ابْنِ أبي الصَلْتِ "لَعيناً دحيراً" قال:[/size]
[size=29.3333]وقالَ لإِبليسَ ربُّ العبادِ ................. أَنِ اخرُجْ لعيناً دحيراً مَذُوْمَا[/size]
[size=29.3333]وقولُه أميَّةُ أيضاً:[/size]
[size=29.3333]وبإذنِهِ سَجَدوا لآدمَ كلهمْ .................... إلاَّ لَعيناً خاطِئاً مَدْحورا[/size]
[size=29.3333]وقال الآخر:[/size]
[size=29.3333]دَحَرْتُ بني الحصيب إلى قَدِيدٍ ........... وقد كانوا ذوي أَشَرٍ وفَخْرِ[/size]
[size=29.3333]فالْمَدْحُورُ: الْمُبْعَدُ الْمَطْرُودُ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ.أَيِ: اخْرُجْ خُرُوجَ مَذْمُومٍ مَطْرُودٍ، فَالذَّمُّ لِمَا اتَّصَفَ بِهِ مِنَ الرَّذَائِلِ، وَالطَّرْدُ لِتَنْزِيهِ عَالَمِ الْقُدُسِ عَنْ مُخَالَطَتِهِ.[/size]
[size=29.3333]قولُه: {لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ} أَيْ مَنْ تَبِعَكَ عَذَّبْتُهُ. وَقَدْ يَكُونُ الْمَعْنَى: الدَّحْرُ لِمَنْ تَبِعَكَ. وَمَعْنَى "مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ" أَيْ مِنْكُمْ وَمِنْ بَنِي آدَمَ، لِأَنَّ ذِكْرَهُمْ قَدْ جَرَى إِذْ قَالَ: {وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ} خَاطَبَ وَلَدَ آدَمَ. وإنَّما قالَ ذلك لأنَّهُ لا يَكونُ في جَهَنَّمَ إلاَّ إبليسُ وحزبُه مِنَ الشَياطين، وكُفَّارِ الإنسِ وفُسّاقِهم، الذين انقادوا لَهُ وتَرِكُوا أَمْرَ اللهِ لأَمْرِهِ، فجَمَعَهم في الخطاب. وقوله لإبليس وحزبِهِ، "لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ" غايةٌ في الزّجْرِ والنَّهْيِ.[/size]
[size=29.3333]قولُه تعالى: {قال اخرج منها مَذْءُوماً مَّدْحُوراً} مَذْءُوماً مَّدْحُوراً: حالانِ مِنْ فاعِلِ "اخْرُجْ" عندَ مَنْ يجيز تَعدُّدَ الحالِ لِذي حالٍ واحدةٍ. أو أَنَّ "مَدْحُوراً صفةٌ لـ "مذؤوماً" عند مَنْ لا يُجِزْ ذلكَ، أوْ هي حالٌ مِنَ الضميرِ في الحالِ قَبْلَها، فيكون الحالان مُتداخِليْن. [/size]
[size=29.3333]قرأ الجمهورُ: "مَذْؤوماً" بالهمزِ. وقرأَ أبو جَعْفَرَ، والأعمشُ، والزُهْرِيُّ: "مَذُوْمَاً" بواوٍ واحدةٍ مِنْ دون هَمْزٍ. وهي تحتمل وجهين، أحدُهُما: ـ ولا ينبغي أَنْ يُعْدَلَ عنْهُ ـ أَنَّهُ تَخفيفُ "مذؤوماً" في القراءةِ الشهيرةِ، بأَنْ أُلْقِيَتْ حَرَكَةُ الهمزةِ على الذالِ الساكِنَةِ، وحُذِفَتِ الهمزةُ على القاعدةِ المُسْتَقِرَّةِ في تخفيفِ مِثْلِهِ، فوَزْنُ الكلمةِ آلَ إلى (مَفُول) لِحَذْفِ عينِه. والثاني: أنَّ هذِه القراءةَ مأخوذةٌ مِنْ لغةِ مَنْ يَقول: ذِمْتُه أَذيمُه كبِعْتُه أَبيعُه، وكان مِنْ حَقِّ اسْمِ المَفعولِ ـ على هذه اللُّغَةِ ـ (مَذيم) ك (مبيع)، إلاَّ أَنَّهُ أُبْدِلَتِ الواوُ مِنَ الياءِ، كقولِهم (مَكول) في (مَكيل)، مَعَ أَنَّه مِنَ الكَيْلِ. ومثلُ هذه القراءةِ في احْتِمالِ الوَجْهيْن قَوْلُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبي الصَّلْتِ في البيْتِ المُتَقَدِّمِ ذكْرُهُ:[/size]
[size=29.3333]وقالَ لإِبليسَ ربُّ العبادِ ................. أَنِ اخرُجْ لعيناً دحيراً مَذُوْمَا[/size]
[size=29.3333]أنشده الواحديُّ على لغةِ (ذامَهُ) بالألفِ (يَذيمُه) بالياء، ولَيْتَهُ جَعَلَهُ مُحْتَملاً للتَخفيفِ مِنْ لُغَةِ الهَمْزِ.[/size]
[size=29.3333]قوله: {لَمَنْ تَبِعَكَ} لَمَنْ: بفتحِ اللامِ على أنَّها لامُ القَسَمِ وتُسَمّى اللامَ الموطِّئَةَ لأنَّها وَطَّأتِ الجوابَ للقَسَمِ المَحْذوفِ، أيْ مهَّدَتْهُ لَهُ، وتُسَمَّى أَيْضاً المُؤْذِنَةَ لأنّها تُؤذِنُ بأنَّ الجَوابَ بعدَها مَبْنِيٌّ على قَسَمٍ قبْلَها لا على الشَرْطِ، و"مَنْ" شَرْطيَّةٌ في مَحَلِّ رَفْعٍ بالابْتِداءِ، و"لأملأنَّ" جَوابُ القَسَمِ المَدْلولِ عليْهِ بِلامِ التَوْطِئَةِ، وجَوابُ الشَرْطِ مَحْذوفٌ لِسَدِّ جَوابِ القَسَمِ مَسَدَّهُ. هذا وجهٌ وثمَّةَ وجهٌ آخر في إعرابها وهو أَنَّ اللامَ لامُ ابْتِداءٍ، و"مَنْ" موصولةٌ، و"تَبِعَكَ" صِلَتُها، وهي في مَحَلِّ رَفْعٍ بالابْتِداءِ أَيْضاً، و"لأمْلَأنَّ" جَوابُ قَسَمٍ مَحْذوفٍ، وذلك القَسَمُ المَحْذوفُ وجَوابُهُ في مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَراً لِهَذا المُبْتَدأِ، والتقديرُ: لَلَّذي تَبِعَكَ مِنْهُم واللهِ لأمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ. والعائدُ مِنَ الجُمْلَةِ القَسَمِيَّةِ الواقِعَةِ خَبَراً عَنِ المُبْتَدَأِ مُتَضَمَّنٌ في قولِهِ: "مِنْكم" لأنَّهُ لمَّا اجْتَمَعَ ضَميرا غَيْبَةٍ وخِطابٍ غَلَّبَ الخِطابُ.[/size]
[size=29.3333]قرأَ عامَّةُ القُرّاءِ "لَمَن" بفتح اللامِ، وقرأَ عاصمٌ في روايةِ أَبي بَكْرٍ ابنِ الأنباري ـ مِنْ بعضِ طُرِقِهِ ـ والجَحْدَرِيُّ: "لِمَنْ" بكسرِها، وخُرِّجتْ على ثلاثةِ وجوهٍ: [/size]
[size=29.3333]أَحَدُها: أنَّها تَتَعلَّقُ بقولِهِ: "لأَملأنَّ" فإنَّه قالَ: "لأجل مَنْ تبعك منهم لأملأنَّ"، وظاهرُ هذا أَنَّها مُتَعَلِّقَةٌ بالفِعْلِ بَعدَ لامِ القَسَمِ. ويَمْتَنِعُ ذلك على قولِ الجُمهورِ لأنَّ ما بعدَ لامِ القَسَمِ لا يَعْمَلُ فيما قبلَها. [/size]
[size=29.3333]وثانيها: أنَّ اللامَ مُتَعَلِّقَةٌ بالذَّأْمِ والدَّحْرِ، والمَعْنى: اخْرُجْ بِهاتيْن الصِفَتيْنِ لأجْلِ تُبّاعك. ويُمكِنُ أنْ تَجيءَ المَسْألةُ مِنْ بابِ الإِعْمالِ لأنَّ كُلاًّ مِنْ[/size] [size=29.3333]"مَذؤوماً" و"مَدحوراً" يَطلُب هذا الجارَّ عندَ هذا القائلِ مِنْ حيثُ المَعنى ويَكونُ الإِعْمالُ للثاني كما هو مُختارٌ عند البَصْريّينَ للحَذْفِ مِنَ الأوَّلِ. [/size]
[size=29.3333]وثالثُها: أَنْ يَكونَ هَذا الجَارُّ خَبَراً مُقَدَّماً والمُبْتَدَأُ مَحذوفٌ تقديرُه: لِمَنْ تَبِعَكَ مِنْهم هذا الوعيدُ، ودلَّ على قولِهِ: "هذا الوعيد" قولُه: "لأملأن جهنم"، لأنَّ هذا القَسَمَ وجَوابَه وَعيدٌ، وهَذا أَرادَهُ الزَمَخْشَرِيُّ بِقولِه: بمَعْنى (لِمَنْ تَبِعَكَ مِنْهم هذا الوَعيدُ) وهُو قولُه: "لأملأن جهنم" على أنَّ "لأملأنَّ" في مَحَلِّ الابْتِداءِ، و"لمن تبعك" خَبَرُهُ. [/size]
[size=29.3333]قال الشيخُ أَبو حيَّان التَوحيديُّ معقِّباً على كلامِ الزمخشريِّ: فإنْ أَرادَ ظاهِرَ كَلامِهِ فهُوَ خَطَأٌ على مَذْهَبِ البَصْريّينَ، لأنَّ قولَهُ: "لأملأنَّ" جُمْلَةٌ هِيَ جَوابُ قَسَمٍ محذوفٍ، مِنْ حَيثُ كونُها جُمْلَةً فقطْ، لا يَجوزُ أَنْ تَكونَ مُبْتَدَأَةً، ومِنْ حيثُ كونُها جَواباً للقَسَمِ المَحْذوفِ يَمْتَنِعُ أَيْضاً؛ لأنَّها إذْ ذاكَ مِنْ هذِهِ الحَيْثيَّة لا مَوْضِعَ لَها مِنَ الإِعْرابِ، ومِنْ حيثُ كونُها مُبْتَدَأً، لَها مَوْضِعٌ مِنَ الإِعْرابِ، ولا يَجوزُ أَنْ تَكونَ الجُمْلَةُ لَها مَوْضِعٌ مِنَ الإِعْرابِ، لا مَوْضَعَ لَها مِنَ الإِعْرابِ، وهُو مُحالٌ، لأنَّه يَلْزَمَ أَنْ تَكونِ في مَوْضِعِ رَفْعٍ، لا في مَوْضِعِ رَفْعٍ، داخلٌ عَلَيْها عاملٌ، غيرُ داخلٍ عَلَيْها عاملٌ، وذلكَ لا يُتَصَوَّر.[/size]
[size=29.3333]وقد ردَّ السَّمينُ الحَلَبِيُّ على الشيخِ أبي حيّان فقالَ: بَعْدَ أَنْ قالَ الزَمخشريُّ: (بِمَعنى لِمَنْ تَبِعَكَ الوَعيدُ وهوَ "لأملأنَّ")، كَيْفَ يَحْسُنُ أَنْ يُقالَ: (إنْ أَرادَ ظاهِرَ كلامِهِ)، وكيفَ يُريدُهُ مَعَ التَصْريحِ بِتَأْويلِهِ هُوَ بِنَفْسِهِ؟  وأمَّا قولُهُ: (على أَنَّ "لأمْلَأنَّ" في مَحَلِّ الابْتِداءِ)، فإنَّما قالَهُ لأنَّه دالٌّ على الوعيدِ الذي هُوَ في مَحَلِّ الابْتِداءِ، فنَسَبَ إلى الدالِّ ما يُنْسَبْ إلى المَدْلولِ مِنْ جِهَةِ المَعْنى.[/size]
[size=29.3333]وقولُ الشيخ أيضاً: ومِنْ حَيْثُ كونُها جَواباً للقَسَمِ المَحْذوفِ أيْضاً.. إلى آخرِهِ، كلامُ مُتَحَمِّلٍ عَلَيْهِ، لأنَّه يُريدُ جُمْلَةَ الجَوابِ فقط، البَتَّةَ، إنَّما يُريدُ الجُمْلَةَ القَسَمِيَّةَ بِرُمَّتِها، وإنَّما اسْتَغْنى بِذِكْرِها عَنْ ذِكْرِ قَسيمِها لأنَّها مَلْفوظٌ بِها، وقد تقدَّمَ ما يُشْبِهُ هذا الاعتِراضَ الأخيرَ عليه وجوابُه. وأَمَّا قَوْلُ الشَيْخِ: ولا يَجوزُ أَنْ تَكونَ الجُملةُ لَها مَوْضِعٌ مِنَ الإِعرابِ، لا مَوْضِعَ لها مِنَ الإِعْرابِ.. إلى آخِرِ كلامِهِ، كُلُّهُ شيءٌ واحدٌ ليس فيه مَعْنًى زائدٌ.[/size]
[size=29.3333]وقولهُ: {أَجْمَعِينَ} تأكيد. والأكثَرُ في (أَجْمَعَ) وأخواتها المُسْتَعْمَلَةِ في التأكيدِ، إنَّما يُؤتى بها بعدَ "كُلّ" نحوَ: {فَسَجَدَ الملائكة ُكُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} الحجر: 30. وفي غيرِ الأَكْثَرِ قدْ تَجيءُ بِدونِ "كُلّ" كَما هي في هَذِهِ الآيَةِ الكَريمَةِ، فإنَّ "أَجْمَعينَ" جاءت تَأْكيداً لِـ "مِنْكُمْ"، ونظيرُها أيضاً قولُهُ تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} الحجر: 43.[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 18
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية:
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 21
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 36
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 49
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 59

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: