روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 وديعة حين ينامون

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رشدي مصطفى الصاري

رشدي مصطفى الصاري


عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 19/01/2012
العمر : 57
الجنس : ذكر
وديعة حين ينامون Jb12915568671

وديعة حين ينامون Empty
مُساهمةموضوع: وديعة حين ينامون   وديعة حين ينامون I_icon_minitimeالسبت أبريل 28, 2012 11:08 am

الرابعة بعد منتصف الليل ، يد خفية أيقظتني ، صحوت من نومي ، جلست حائراً لا أدري ما أفعل ..
ارتديت معطفأً خفيفاً ، وخرجت هائماً على وجهي في شوارع مقفرة إلا من مرور هرٍّ خائفٍ أو كلبٍ جائعٍ .
مشيت أكثر من ساعة إلى غير وجهة...
أخيراً ساقتني قدماي إلى المقبرة التي تتربع على هضبة اعتلت ناصية البلدة ، السلام عليكم.........
تحية محفوفة بالمهابة والخوف المكبوت ,اتجهت نحو قبر أبي ، جلست بجانبه أقرأ الفاتحة وأصغي بحثا عن الصفاء ، كنت أتوق إلى من أَكُنُّ إليه علّي أجد الصدق والإخلاص فلم أجد إلاّ الأبوّة.
كانت تباشير الفجرقد دمغت وجه السماء بانشقاقها عن بعض من لحمتها الحمراء ، ونسمات عليلة تلامس جبيني لتضفي هدوءًا وسكينة .
صوّبت النظرَ لأجد أمامي سلسلة من الجبال والوديان رابضة لتلقي على المكان وحشة ورهبة .
رفةُ رمش واحدة ارتدّ نظري بعدها إلى البلدة التي أقف على ناصيتها .
كانت تبدو رزينة هادئة .... البيوت تصطف بعضها بجانب بعض ؛ وكأن القائمين عليها كان ما يهدفون إليه من اجتماعها هو التكاتف والتعاون على الحياة .
وديعة بمظهرها ، جميلة بمرآها ، كلّ شيء ساكن , الرتابة والخضرة تكللها , وتزيدها أناقة .
لبرهة انتابني هذا الشعور، وما لبث يغادرني عندما بدأت أحدق في ذلك الشبح الذي بدأت ظلاله تتحرك باتجاهي، وكأنه هائم مثلي يبحث عن خلٍ يكن إليه ؟
لوهلة تبدّى بسرواله القديم وتجاعيد وجهه الداكنة وقسماته البائسة .
كان هَرَماً أخذتْ منه السنينُ كلُّ مأخذ فانحنى ظهرُه وبدا تعبُه وهروبه منها .
السلام عليكم :
جلس قبالتي مسترخياً على الأرض التي آثرها مقعداً بدلاً من حجارة القبور .
قرأ الفاتحة بصوت خافت وما لبث أن أعقبها بسورة (يس) جهراً ، وكأن صوته أضفى على المقبرة شيئاً من حزن مفقود ... وبينما هو يتلو وأنا أتبيّن آيةً وأخرى بشعور مختلف وأحاسيس عجيبة ، انتهى ، صدق الله العظيم .
اقترب مني مددتُ يدي أبحثُ عن بضعة نقود في أحد جيوبي ظناً مني أنه من أولئك المقرئين ، إلاّ أن يدي تجلّدت عندما بدأ متحدثاً وهو ينظر باتجاه تلك الجبال قائلاً:
وهبتُه كلَّ ما أملك .... أرضي ومالي ، حتى منزلي- الذي لم يعد لي مأوى سواه - سجّلته باسمه .
توفيت أمُّه وهو صغير فكان وحيدي , بل كلَّ دنياي .
كنت أرقب عودَه وهو يشتدّ , كان كل يوم يكبر وتكبر سعادتي معه .........
أنهى تحصيله الجامعي .. تزوج من زميلته ، وما لبث أن فاجأني بأنه سيرحل إلى المدينة ... حزنت كثيراً ، لكنني تقبلّت شريطة ألاّ ينقطع عن زيارتي كل أسبوع ، إلاّ أنّ زيارته بدأتْ متقطّعةً في بادئ الأمر إلى أن أصبحت في المناسبات .
ومنذ أسبوع ، وبعد غياب طويل!!!. تلقيته بأحضاني عندما طرق بابي في ذلك الصباح ، ظننته أنه الشوق إلى أبيه . كابرتُ ، غالبت دموعي التي أصرّت أن تتناثر لرؤيته .
وبعد حين من وصوله طرح ما لم أتوقعه يوماً ... يريد أن يُسْكنني في المدينة قريباً منه ... غُصّ ذلك الشبح ، وسكت حيناً وكأن الكلمات علقت في حنجرته!! وأرخى اللجام لذكرياته التي قادته عنوة إلى الماضي . ثم ما لبث أن أردف قائلا: يريد أن يضعني في دار المسنين ؛ لهفة منه على شيخوختي ووحدتي ؛ ووفاء منه لرعايتي له . طبعاً رفضت ، وقاطعت ولدي ، وأول البارحة طرق بابي أحدهم !! ليبلغني بأنه علي أن أفرغ حاجياتي من الدار التي أقطنها لأن ولدي قد باعها ... وسكت العجوز طويلا!!! وما لبث أن تركني ومضى .........
وراح يتجول بين القبور , وكأنه يبحث عن مسكن جديد .............
وكأن السماء غضبت وهي تصغي لقصة هذا الطيب فسحبت غيومها السوداء المحملة بالخيرات ، وانبثق فجر جديد ....
فسارعت أناديها أرجوك دعيهم ... لا توقظيهم .
فكم أنت وديعة يا بلدي حين ينامون .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
وديعة حين ينامون Jb12915568671



وديعة حين ينامون Empty
مُساهمةموضوع: رد: وديعة حين ينامون   وديعة حين ينامون I_icon_minitimeالسبت أبريل 28, 2012 12:39 pm

هي عمل أدبي مشتد العود مستد النظر ناضج الثمر ، وشى بما بلغته رحلتك الميمونة مع الأدب .
جميلة هي بهيكليتها وفنيّتها العالية ، لكنها أجمل بما رصدت من حالة اجتماعية محزنة أحسنت تصويرها ، ومشاعر إنسانية أجدت التعبير عنها ، لاسيما حين أقمت لها الصور الفنية الجميلة المغرقة في المحلية ، من مثل إرخاء اللجام .
أشكرك د. رشدي وأهمس في أذنك بما يفرضه علي واجب المحبة ، لا تصحيحاً لخطأ وإنما ارتقاء إلى الأفضل ، فإذا شئت فعلت .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رشدي مصطفى الصاري

رشدي مصطفى الصاري


عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 19/01/2012
العمر : 57
الجنس : ذكر
وديعة حين ينامون Jb12915568671

وديعة حين ينامون Empty
مُساهمةموضوع: رد: وديعة حين ينامون   وديعة حين ينامون I_icon_minitimeالسبت أبريل 28, 2012 8:24 pm

عبد القادر الأسود كتب:
هي عمل أدبي مشتد العود مستد النظر ناضج الثمر ، وشى بما بلغته رحلتك الميمونة مع الأدب .
جميلة هي بهيكليتها وفنيّتها العالية ، لكنها أجمل بما رصدت من حالة اجتماعية محزنة أحسنت تصويرها ، ومشاعر إنسانية أجدت التعبير عنها ، لاسيما حين أقمت لها الصور الفنية الجميلة المغرقة في المحلية ، من مثل إرخاء اللجام .
أشكرك د. رشدي وأهمس في أذنك بما يفرضه علي واجب المحبة ، لا تصحيحاً لخطأ وإنما ارتقاء إلى الأفضل ، فإذا شئت فعلت .


المربي الفاضل والشاعر الأريب عبد القادر الأسود

إن كان صدري لايتسع لملاحظات أديب سامق فحري بقلبي أن يحظى بهذا الشرف

ملاحظاتك موضع تقدير واهتمام وماقصدت هذا الصرح الأدبي إلا من أجل الفائدة

ودي وامتناني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
وديعة حين ينامون Jb12915568671



وديعة حين ينامون Empty
مُساهمةموضوع: رد: وديعة حين ينامون   وديعة حين ينامون I_icon_minitimeالأحد أبريل 29, 2012 3:11 am

سلام الله عليك أيها الأديب ، الطيب ابن الطيب والنبيل ابن النبيل . هذا ما ارتأيته والأصل عندك ولك أن تبقيه أو تعيده .
ثمة منتدى أدبي مهم يضمّ نخبة من الكتاب ، أقترح عليك أن تنتسب إليه ، واذكر أنني من دعاك إليه لأنهم لا يقبلون أحداً إلا بدعوة خاصة
هذا هو الرابط : http://www.alektrab.com
أرجو أن تبدأ بهذه القصة ، ثم تنشر هناك بعدها ما تنشره هنا .
كما أرجو لك دوام التوفيق واطراد العطاء . دمت مبدعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وديعة حين ينامون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: روضة الأدب و فنونه ::... :: روضة السرد الفني الأدبي-
انتقل الى: