عن سدنا عمر بن الخطاب رض الله عنه ، قال:
كنت أفتقد أبا بكر أيام خلافته ما بين فترة وأخرى، فلحقته يومًا فإذا هو بظاهر المدينة ـ خارجها ـ قد خرج متسللاً، فأدركته وقد دخل بيتاً حقيرًا في ضواحي المدينة، فمكثت هناك مدة، ثم خرج وعاد إلى المدينة، فقلت: لأدخلن هذا البيت، فدخلت فإذا امرأة عجوز عمياء وحولها صبية صغار، فقلت: يرحمك الله يا أمَة الله من هذا الرجل الذي خرج منكم الآن؟
قالت: إنه ليتردّد علينا، ووالله إني لا أعرفه، فقلت: فما يفعل؟ فقالت: إنه يأتي إلينا فيكنس دارنا، ويطبخ عشاءنا، وينظف قدورنا، ويجلب لنا الماء، ثم يذهب، فبكى عمر
حينذاك وقال: الله أكبر، والله لقد أتعبتَ من بعدك يا أبا بكر.
اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعطف علينا قلوبهم وفرج عنا بجاههم عندك يارب العالمين فإنه ليس لنا من عمل صالح نسألك به .