الزميل تاج الدين الموسى في ذمة الله

إنا لله وإنا إليه راجعون

.
رحمك الله يا أبا مصطفى لقد خسرنا فيك أديباً جريئاً وزميلاً مبدعاً وأخاً سييفرغ مكانه في الوجدان والقلب والذاكرة ، خسرناك يا أيها الزميل العزيز في وقت نحن فيه أشد ما نكون حاجة لرجل بفامتك وأديب بعظمتك ، ومناضل بثباتك وجرأتك ، وعزاؤنا أيها الأخ والزميل والصديق أنك تركت تراثاً أدبياً يخلدك وعملاً في نصرة الثورة يمجدك ، وآمل أن يكون لك في بال الثورة المنتصرة ـ ولا ريب بإذن الله ـ على الظلم والبغي ونظام الطائفية المقيت ، وسأذكر أنا شخصياً ـ ما حييت زميلاً لي كنت أتفق معه حيناً وأختلف معه حيناً ، ولكن ما انقطع حبل المودة بيننا يوما ، وسأذكر لك أيها الزميل كلمة كنت سأوردها لك في مقالة سابقة منذ أيام ، لكنني عدت فمحوتها خوفاً عليك ، أما ولا خوف اليوم ، فإني أعترف أنك كنت أبعد مني نظراً في السياسة والسياسيين ، يوم أقمنا مهرجاناً لنصرة المقاومة في حرب تموز ، وقد وصفتَ ـ حينها ـ حسن نصر الله بأنه صاحب مشروع طائفي وأذكر أنني دافعت عنه بقوة وأذكر أنك بقيت صلباً عنيداً عند موقفك ، لكنني تذكرت قولك منذ فترة عندما سمعته في خطابه يؤيد القتلة ويشاركهم معركتهم ، لا لشيء سوى ما يكنه في نفسه من حقد طائفي ، رحمك الله يا أستاذ تاج الدين وتجاوز عن سيئاتك وأسكنك الفردوس الأعلى ، فقد سخرت قلمك لنصرة المستضعفين المظلومين وإنها لمزية الكبار المخلصين لشعبهم الناصرين للحق أمتهم .