فضل يوم الجمعة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم ، وفيه قبض ، وفيه النفخة (1) ، وفيه الصعقة ، فأكثروا من الصلاة علي فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي » ، قالوا : يا رسول الله ، وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت ؟ يقولون قد بليت ، قال : « إن الله حرم على ا لأرض أن تأكل أجساد الأنبياء » رواه الحاكم في المستدرك وصححه على شرط البخاري ومسلم وكذلك الإمام الذهبي وغيرهما من الأئمة أصحاب السنن ، و قال عليه الصلاة والسلام «سيد الأيام يوم الجمعة وأعظمها عند الله تعالى ، وأعظم عند الله عزَّ وجلَّ من يوم الفطر ويوم الأضحى ، وفيه خمس خلال : خلق الله فيه آدم ، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض ، وفيه توفَّى الله آدم ، وفيه ساعة لا يسأل العبدُ فيها شيئاً إلا آتاه الله تبارك وتعالى إياه ما لم يسأل حراماً ، وفيه تقوم الساعة ، ما من ملَكٍ مقرَّب ولا سماءٍ ولا أرضٍ ولا رياحٍ ولا جبالٍ ولا بحرٍ إلا هنّ يُشفقن من يوم الجمعة» رواه أحمد . ورواه ابن ماجة والبزَّار والطبراني باختلاف في اللفظ .
فهو إذاً أفضل من يوم الفطر ومن يوم الأضحى ومن يوم عرفة ، فالأحاديث التي جعلت يوم عرفة أفضل الأيام هي أدنى مرتبة من أحاديث تفضيل الجمعة على سائر الأيام .
وقد سمّيت الجمعة بهذا الاسم لأنها تجمع الناس في مكان واحد ، وقد بين لنا النبيّ عليه الصلاة والسلام فضل يوم الجمعة ليحرص المسلمون على الإكثار من الصلاة على النبي والدعاء وقراءة القرآن فيه ، حيث قال فيه أيضاً : (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أُدخلَ الجنَّةَ ، وفيه أُخرِجَ منها ، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة). "رواه مسلم".
حكم صلاة الجمعة ومشروعيتها:
صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم مكلف من غير أصحاب الأعذار ، التي أقرها الشرع الحنيف لقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } (سورة الجمعة: 9) ولقوله صلى الله عليه وسلم: (رواح الجمعة واجب على كل مسلم ) "رواه النسائي". وقد أجمع علماء المسلمين على وجوب صلاة الجمعة .
ولما كانت صلاة الجمعة فرض عين فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تركها بغير عذر حيث قال: ( من ترك الجمعة ثلاثاً من غير ضرورة طبع على قلبه) رواه ابن ماجة .