الشيخ أحمد النعسان
مقدمة الخطبة:الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد فيا عباد الله:
عندما تسلَّمَ زِمامَ الأمَّة الصِّدِّيقُ رضي الله عنه, وذلك بعد وفاةِ الحبيبِ الأعظمِ سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وعَلِمَ أنَّه صارَ مسؤولاً عن الأمَّةِ يوم القيامة, أطلَّ على الأمَّةِ, وخاطبها بكلماتٍ صارت درساً لكلِّ وليِّ أمرٍ, فقال ممَّا قال: (وَلا تَشِيعُ الفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطّ إلا عَمّهُمْ اللّهُ بِالبَلَاءِ).
والمقصود بالفاحشةِ الزنى, وذلك لقوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلا}.
ك
يف تُصانُ الضروريَّاتُ الخمسُ؟
يا عباد الله, يجب على الأمَّة أن تصونَ الضروريَّات الخمس, أو الكلِّيَّاتِ الخمس, وهي حفظُ الدينِ, وحفظُ الحياةِ, وحفظُ العقلِ, وحفظُ النسبِ, وحفظُ المالِ, ولن تُصانَ هذه الكلِّيَّات الخمس إلَّا بأمرين اثنين:
الأمر الأول: ربطُ الأمَّة بالله تعالى, وهذه من مهمَّات الحاكم, حيث يجب عليه أن يُذَكِّر الأمَّةَ باللهِ تعالى, وأن يحذِّرَهَا من مخالفةِ أمرِهِ.
الأمر الثاني: إقامةُ الحدودِ, لأنَّ هذه الكلِّيَّات الخمس لا تُصانُ إلَّا إذا شُرِّعت لها الحدود, فَشَرَّع الله تعالى حدَّ الردَّةِ, وحدَّ القتلِ, وحدَّ الخمرِ, وحدَّ الزنى والقذفِ, وحدَّ السرقةِ. وإقامةُ الحدودِ هي من مهمَّةِ وليِّ الأمر.
والاقتصارُ على أمرٍ دونَ الآخرِ لا يكفي, وذلك لتفاوتِ الناسِ في الإيمانِ.
ووليُّ الأمرِ لا يستطيعُ أن يقومَ بهذينِ الأمرينِ إلَّا إذا كان وليُّهُ اللهَ تعالى, وأما إذا كان وليُّهُ الشيطانَ فإنَّه يُعطِّلُ الأمرين الاثنين, قال تعالى: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون}.
فمن كان اللهُ وليُّهُ فإنَّه يجعل الشرعَ الشريفَ هو المصدرَ الوحيدَ لتوجيه الأمَّة من أجل الحفاظ على الكلِّيَّات الخمس أو الضروريَّات الخمس, أما إذا كان الشيطانُ وليَّهُ فإنَّه يعطِّلُ الحدودَ ويجعلُ تشريعاً وضعيَّاً خاصَّاً بهِ, ويُعْرِضُ عن شرعِ الله تعالى, وبذلك يتخبَّطُ في الظُلُمات في حياته الدنيا, ثمَّ يكون مصيرهُ إلى نارِ جهنَّمَ وبئسَ المصيرِ.
سيدنا أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه كان الله وليَّاً له من دون الناس, فأقامَ الحدودَ, وربطَ الأمَّةَ باللهِ تعالى, وحذَّرهم من أن يعمَّهم الله تعالى بالبلاء, إذا فَشَا فيهم الزنى, فكان على نورٍ من ربِّهِ, وجعل الأمَّةَ على نورٍ من أَمْرِهَا.
وهذا ما تعلَّمه من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, الذي أقامَ الحدودَ, وربطَ الأمَّة بالله تعالى, حتى إذا وقعَ أحدٌ من الناس في ارتكابِ حدٍّ من الحدود, جاءَ مسرعاً إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قائلاً: يا رسول الله طهِّرني, فإني ارتكبت حدَّاً من حدود الله تعالى.
أيُّها الإخوة الكرام: عندما ابتعدَ الحكَّامُ وولاةُ الأمورِ عن دينِ الله تعالى تخبَّطوا في الظلماتِ, قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ الله لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّور}. وأوقعوا رعيَّتهم في الظُلُمات, وعندما عطَّلوا حدودَ اللهِ تعالى, وحاولوا قطعَ صلة العباد بربِّهم عزَّ وجل انتشرت الفاحشةُ بلِ الفواحشُ في جميعِ صورها, حتى أحلُّوا بأنفسهم وبرعيَّتهم البلاءَ العظيمَ.
حاولوا أن يجعلوا سُلطَةً تشريعيَّةً من دون شرع الله تعالى فباؤوا بالفشلِ, أمَّا الصِّدِّيق رضي الله عنه جَعَلَ السلطةَ التشريعيَّةَ هي كتابَ الله وسنةَ رسولهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبيَّنَ للناس من هوَ, وما هوَ, فقال: (أَيّهَا النّاسُ! فَإِنّي قَدْ وُلّيت عَلَيْكُمْ وَلَسْت بِخَيْرِكُمْ, فَإِنْ أَحْسَنْت فَأَعِينُونِي؛ وَإِنْ أَسَأْت فَقَوّمُونِي.
الصّدْقُ أَمَانَةٌ وَالكَذِبُ خِيَانَةٌ.وَالضّعِيفُ فِيكُمْ قَوِيّ عِنْدِي حَتّى أُرِيحَ عَلَيْهِ حَقّهُ إنْ شَاءَ اللهُ, وَالقَوِيّ فِيكُمْ ضَعِيفٌ عِنْدِي حَتّى آخُذَ الحَقّ مِنْهُ إنْ شَاءَ اللهُ.
لا يَدَعُ قَوْمٌ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللّهِ إلا ضَرَبَهُمْ اللّهُ بِالذّلّ).
ثمَّ حذَّرَ الأمَّة من أن يُنزِلَ اللهُ تعالى بها البلاءَ العظيم, فقال: (وَلا تَشِيعُ الفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطّ إلا عَمّهُمْ اللّهُ بِالبَلَاءِ).
من أين اسْتَقَى الصِّدِّيق هذا؟
معشرَ المسلمين: من أين اسْتَقَى الصِّدِّيقُ: (وَلا تَشِيعُ الفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطّ إلا عَمّهُمْ اللّهُ بِالبَلَاءِ)؟
لقد عرفَ هذه الحقيقةَ واستقاها من أحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, من الصادقِ المصدوق, من الذي {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}. من هذه الأحاديث الشريفة:
أولاً: أخرج الإمام أحمد عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ, مَا لَمْ يَفْشُ فِيهِمْ وَلَدُ الزِّنَى, فَإِذَا فَشَا فِيهِمْ وَلَدُ الزِّنَى, فَيُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعِقَابٍ).
وهل يفشى الزنى إلَّا بتعطيلِ حدِّ الزنا, وبقطعِ صلةِ العباد مع الله تعالى؟
ثانياً: أخرج الإمام مالك في الموطأ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ: (مَا ظَهَرَ الْغُلُولُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا أُلْقِيَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبُ, وَلَا فَشَا الزِّنَا فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا كَثُرَ فِيهِمْ الْمَوْتُ, وَلَا نَقَصَ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا قُطِعَ عَنْهُمْ الرِّزْقُ, وَلَا حَكَمَ قَوْمٌ بِغَيْرِ الْحَقِّ إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الدَّمُ, وَلَا خَتَرَ قَوْمٌ بِالْعَهْدِ إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ الْعَدُوَّ).
نعم: لقد ألقيَ الرعبُ في القلوب بسبب الغلول ـ وهي السرقة من الغنائم والأموال العامة ـ وكثُرَ الموتُ بسبب انتشارِ الزنى, وضاقَ الرِزقُ بسبب تطفيفِ الكيلِ والميزانِ, وكَثُرَ القتلُ بسبب الحكمِ بغيرِ الحقِّ, وسلَّط الله تعالى العدوَّ على الأمَّة بسببِ نقض العهد.
ثالثاً: أخرج الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النبي صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَال: (إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ, وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ, وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ, وَيَظْهَرَ الزِّنَى).
وهذه الأمورُ الأربعةُ نراها في المجتمع, والمحفوظُ من حفظه الله تعالى.
رابعاً: أخرج الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ, وَلَا يُزَكِّيهِمْ, وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ, وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ, شَيْخٌ زَانٍ, وَمَلِكٌ كَذَّابٌ, وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ).
وهل اجْتَرَأَ الرجلُ الكبيرُ الفاني على الزنى إلَّا بسببِ تعطيلِ الحدود من قِبَلِ الملك؟
خامساً: أخرج الإمام الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (مَن زَنَى وَشَرِبَ الخَمْرَ, نَزَعَ اللهُ مِنْهُ الإِيمَانَ كَمَا يَخْلَعُ الإِنْسَانُ القَمِيصَ مِن رَأْسِهِ).
سادساً: أخرج ابن ماجه عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ الله: مَتَى نَتْرُكُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: (إِذَا ظَهَرَ فِيكُمْ مَا ظَهَرَ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ), قُلْنَا يَا رَسُولَ الله: وَمَا ظَهَرَ فِي الْأُمَمِ قَبْلَنَا؟ قَالَ: (الْمُلْكُ فِي صِغَارِكُمْ, وَالْفَاحِشَةُ فِي كِبَارِكُمْ, وَالْعِلْمُ فِي رُذَالَتِكُمْ).
وانظروا هل ترونَ في المجتمع ما حدَّثَ به النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أم لا؟
سابعاً: أخرج ابن ماجه عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنهما قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ: خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِالله أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ, لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا, إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ, وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا.
وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ, إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ, وَشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ, وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ.
وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ, إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ, وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا.
وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ الله وَعَهْدَ رَسُولِهِ, إِلَّا سَلَّطَ الله عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ, فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ.
وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ الله, وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ الله, إِلَّا جَعَلَ الله بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ).
يا عباد الله, هل عرفتهم سَبَبَ الطاعونِ والأوجاعِ التي لم تكن في السلف, لماذا نزلت بالعباد؟
وهل عَرَفْتُم لماذا أُخِذَ الناسُ بالسنينَ وشدَّةِ المَؤُونة, وجورِ السلطانِ؟
وهل عَرَفْتُم لماذا مُنِعَ الناسُ القَطْرَ؟ وإذا أُمْطِرُوا فبسببِ البهائم.
وهل عَرَفْتُم لماذا أخذَ عدوُّنا خيراتِنا وأموالَنا؟
وهل عَرَفْتُم لماذا جعلَ اللهُ البأسَ بيننا شديداً؟
يا عباد الله, لقد انتشرت الفاحشةُ في المجتمع, وكان لأجهزة الإعلام المسموعةِ والمرئيَّة الدورَ الكبيرَ في انتشارها, لأنَّ الصورَ الإباحيَّةَ والأفلامَ الإباحيَّةَ تُبَثُّ ليلاً ونهاراً بدون حياءٍ, حتى بدأ الأطفال يُنَشَّؤُون على ذلك من خلالِ أجهزةِ الإعلامِ والبرامجِ الخاصَّةِ بهم.
إنَّ المسؤولين عن الإعلامِ لا يراقبون الله تعالى في الأمَّة, فكانوا سبباً في انتشار الفاحشة, حتى أصبح الناس يسمعون بزنى المحارم والعياذ بالله تعالى.
والمسؤولُ عن المسؤولينَ عطَّلَ الحدودَ, وانقطعت صلةُ الكثيرِ من الناسِ بالله تعالى, حتى عمَّ البلاءُ, ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم.
خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:يا عباد الله, ليسمع مَن عَطَّلَ حدودَ الله تعالى, وليسمع القائمون على أجهزة الإعلام, لسمع الذين يحبون أن تشيعَ الفاحشةُ في المجتمعاتِ الإسلاميَّةِ, ليسمع الجميعُ قولَ الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَالله يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}.
بتعطيل الحدود شُيِّعَتِ الفاحشةُ, وبِبَثِّ الأفلامِ والصورِ الإباحيَّةِ شُيِّعَتِ الفاحشةُ, وبسبب شُيُوعِ الفاحشة عمَّ العذابُ الأليمُ.
وليسمع التُّجَّار أصحابُ المحلاتِ الذين يَعْرِضُونَ الألبسةَ النسائيةَ على الأصنامِ, ويَعْرِضُونَ الصور على أبواب محلَّاتهم: إنَّ هذا العرضَ من أسبابِ انتشارِ الفاحشةِ, وليسمعوا قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَالله يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}.
أيُّها الحاكم اتَّقِ الله وأقمِ الحدود على من تعدَّى على إحدى الكُلِّيَّاتِ الخمس, وَوَجِّهِ الأمَّة إلى الله تعالى.
أيُّها المسؤول عن أجهزة الإعلام, اتَّقِ الله, ولا تكن سبباً في نشرِ الرذيلةِ فإنَّكَ راجعٌ إلى ربِّكَ, قال تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُم * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم}.
أيُّها التاجر اتَّقِ الله, ونظِّف محلَّكَ من الأصنامِ والصورِ الداعيةِ للفاحشةِ من حيث تدري ومن حيث لا تدري.
وإذا تعاونَ الحاكمُ مع المسؤولِ عن أجهزة الإعلام, مع التُّجَّار على نشر الفاحشةِ, فليتحمَّلِ الجميعُ نتائجَ قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَالله يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}.
أقول هذا القول, وأستغفر الله لي ولكم, فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
** ** **
تاريخ الخطبة:الجمعة: 11/ربيع الأول/1433هـ الموافق: 3/شباط/2012م