هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
روضة الشاعر عبد القادر الأسود
منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
بسـم الله الرحمن الرحيم :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين .... آميـــن
موضوع: بين الخلق والحلق الأربعاء فبراير 01, 2012 11:16 am
بين الخلق والحلق
يا لَلعربية ما أعظمها!
نقطة على حرف تغير المفاهيم وتقلب المعنى وتفعل الأفاعيل وتقيم الدنيا ولا تقعدها0
فالخلق - كما تعلمون أيها السادة - كلمة سماويّة تََعني- فيما تعني - الإيجادَ من عدمٍ والإبداعَ والتجديدَ، وبالتالي فإن الشعر هو لون من ألوان الإبداع0
وأما الحلق ، فكلمة أرضيّة ، تَعني- فيما تعنيه ـ إزالة الشعر عن الوجه والرأس ، وأماكنَ أخرى من الجسم ، وتعني أيضاً فتحةَ مؤخَرةِ الفَمِ المُفضِيَةَ إلى المَعِدَةِ ، وما أدراك ما المعدة ؟ فهي التي تتسع لأطايِبِ الطعامِ والشرابِ ، وبالتالي فهي ((أي المَعِدَةُ)) سببٌ لِمَعنَى آخرَ مِن مَعاني هذه الكلمة ، ومن أجِلها يكون حلقُ خَزائنِ المالِ العامِّ وجيوبِ المواطنين بالرِّشوةِ أو الهدايا والعُزومات ، وعند هذه ، الأخيرة ((العُزومات)) أَوَدُّ أن أَحُطَّ الرحالَ قليلاَ.. البارحةَ ـ أيُّها السادة ُـ كان أولَّ الشَهرِ ، وكان قبضُ الرواتب ، فعَزَمتُ على أن أدعو زميلاً لي له عليّ (( عُزومات )) راداً إليه بعضَ (( جَمايله )) فـ (( خُبْزُ الرجالِ على الرجالِ دَيْنٌ وعلى الأنذالِ صَدَقَةٌ )) كما يقول المثلُ السائرُ0 تربعنا (( أنا وزميلي )) كلٌّ على كُرسِيِّهِ ننتظر النادلَ ، وطال انتظارُنا ، ولمّا ألححتُ بطلبِ بعضِ تلك (( الأَطايِبِ )) التي طالما سَمِعنا بها وسال عليها لُعابُنا ، أجاب معتذراً : اُعذرونا فإننا مشغولون بِعُزومَةِ السيد الـ00 فرحت بذلك كثيراً وقلت : إنها فرصتنا يا زميلي00سنراه هنا إذا فأنا لا أرى في هذا المكان حجابَه الذين ينهروننا كلّما اقتربنا من بابه00لكنّه كان مشغولاً بالحلق عن الخلق.