حوارات جادة (2)

أخي السموءل أيها الإخوة الأعزاء أسعد الله صباحكم جميعاً أ، أرجو أن تسمحو لي بالسؤال الآتي : لما يفرض علينا دائم أن نختار بين السيء والأسوء ؟ إن كل ما تفضلتم به صحيح ، وإن أعداء الأمة يتربصون بسوريا وبكل الأمة منذ أمد بعيد ، وليس هذا بجديد ، لكن هل يلزم أن نذعن للقتلة الفاسدين المفسدين ، من حكام أوغلوا في دمائنا وهتكوا حرماتنا وأعرضنا بعد أن سرقوا خيراتنا وليتهم تركوها في بنوك أوطاننا واستثمروا فيها ليعيش الشعب عمالاً عندهم وأجراء ، لا بأس ، المهم أن يبقوا في وطنهم وبين أهليهم ويأكلوا من تعبهم وعرقهم ، بينما هم يكنزون تلك الأموال المنهوبة في بنوك الغرب ويستثمرون بها هناك لتعيش شعوب الغرب في بحبوحة ، ونتحمل نحن شظف العيش في وطننا أو على الأرصفة وتحت خيام الخيش في بلدان أخرى مسلوبي الكرامة والحرية بدعوى الممانعة والمقاومة وليتهم حرروا الأرض السليبة والمقدسات ، إن التحرير والنصر أيها السادة لا يكون بجنود جياع للحرية والكرامة وبطون خاوية بينما يرون حكامهم وقادتهم يتجشؤون من التخمة يسرقون حتى لقمة عيشهم ، أيها السادة ربما لا تعلمون أن ضباط جيشنا العقائدي يسرقون قطعة اللحم والفاكهة المخصصة لجنودهم ليبذرونها هنا وهناك ولا يبقى للمجند سوى البرغل بالزيت النباتي الذي تعافه الكلاب ، وربما لا تعلمون أن على المجند أن يدفع لقائد وحدته مبلغاً معلوما لكي يحصل على إجازة يرى فيها أهله ، وإذا كان ميسوراً وسخياً قضى خدمته في بيته أو في متجر والده أو مصنعه أو مكتبه ، وربما لم تسمعوا بأن الخدمة الفعلية تقع على كاهل ربع الجيش أو ثلثه ، بينما الباقي (( مفيشين )) ما ذا أقول وما ذا أعدد من مفاسد لن استطيع حصرها و لو بقيت أياماً وأياماً وسودت صفحات وصفحات . لم تفرضون علينا أن نعيش أذلاء إما من قبل حكامنا أو مستعمري بلادنا ، أستحلفكم بالله أما من سبيل ثالث؟؟؟؟؟

» حوارات جادة (2)
» حوارات جادة (3)