روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية: 28

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ      فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:  28 Jb12915568671



المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ      فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:  28 Empty
مُساهمةموضوع: المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية: 28   المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ      فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:  28 I_icon_minitimeالأحد يناير 16, 2022 4:04 pm

فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
(28)
قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ} أَي: فَإِنْ كانَتْ البُيُوتُ خاليَةً مِنْ سُكانِها، وَلَا يُوجَدُ أحَدٌ فِيها يَأْذَنُ لَكُمْ بِدُخُولِهَا، كَأَنْ تَكونَ شاغِرَةً مِنْ سُكانِها الأَصليينَ لأَيِّ سَبَبٍ مِنَ الأسْبابِ، أَوْ ظَرْفٍ مِنَ الظُّروفِ، فَلَا يَجُوزُ الدُّخُولُ إِلَيْهَا، حَتَّى يَأْتيكُمُ الإِذْنُ بِالدُّخولِ إليْها مِمَّنْ يَمْلُكُ الإِذْنَ بِذَلِكَ، إمَّا مِنْ صاحِبِهَا، أَوْ ممَّنْ هُوَ مُفَوضٌ مِنْ قِبَلِهِ بالتَّصَرُّفِ بِها، أَوِ الإِشْرَافِ عَلَيْها، فَعْنِدَ ذَلِكَ لا يُوجَدُ مَانِعٌ مِنَ الدُّخولِ إِلَيها. أَمَّا إِذا لمْ يأْذَنْ صاحِبُها بالدُّخولِ إِلَيْهَا، ولا يوجَدُ مَنْ يَنُوبُ عَنْهُ في ذلكَ فَلَا يَجُوزُ، إِلَّا إِذَا حَدَثَ فيهِ ما يُوجِبُ دُخُولَهُ، كإِطْفَاءِ حَريقٍ، أَوْ إِنْقاذِ غَريقٍ، أَوْ إِزَالَةِ مَضَرَّةٍ، أَوْ مُنْكَرٍ وَنحوِهَا. فَعِنْدَ ذَلِكَ يَجوزُ الدُّخُولُ إِلَيْهِ دُونَ إِذْنٍ صَاحِبِهِ، وَلَا يُسْتباحُ مِنْهُ إلَّا ما يَفِي بالغرَضِ الذي دُخِلَ مِنْ أَجْلِهِ فقطْ.
قالَ أَبو القاسِمِ الزَّمخشريُّ في تفسيرِهِ: "الكَشَّافِ": (وَذَلِكَ أَنَّ الاسْتِئْذَانَ لَمْ يُشْرَعْ لِئَلَّا يَطَّلِعَ الدَّامِرُ (أَيْ: الدَّاخِلُ بِغَيْرِ إِذْنٍ)، عَلَى عَوْرَةٍ، وَلَا تَسْبِقَ عَيْنُهُ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهِ فَقَطْ، وَإِنَّما شُرِعَ لِئَلَّا يُوقَفَ عَلَى الأَحْوَالِ الَّتي يَطْويهَا النَّاسُ في العادَةِ عَنْ غَيْرِهِمْ، وَيَتَحَفَّظونَ مِنِ اطِّلَاعِ أَحَدٍ عَلَيْهَا، وَلِأَنَّهُ تَصَرُّفٌ في مُلْكِ غَيْرِكَ، فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكونَ بِرِضَاهُ. وَإِلَّا أَشْبَهَ الغَصْبَ وَالتَّغَلُّبَ). الكَشَّافُ: (جَ: 3، ص: 228).
فَلَيْسَ المانع مِنْ دُخُولِ البُيُوتِ الاطِّلاعُ عَلَى عَوْرَاتِ أَصْحَابِها فَقَطْ، بَلِ والاطِّلاعُ عَلى مَا يُخْفِيهِ النَّاسُ عَادَةً في بُيُوتِهِمْ وفَضْحِ أَسْرارِهِمْ، وَأَيْضًا فَإِنَّهُ تَصَرُفٌ مِنَ المَرْءِ في مُلْكِ غَيْرِهِ، وَهُوَ أَمْرٌ مَحْظُورٌ شَرْعًا إِلَّا إِذا أَذِنَ صاحِبُ البَيْتِ المالِكُ لَهُ بِذِلِكَ.
قوْلُهُ: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا} يَعْني إِنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ قَوْمٌ، فَقَالُوا ارْجِعْ فَلْيَرْجِعْ وَلَا يَقِفْ عَلَى الْبَابِ مُلَازِمًا. قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ: "وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا" الآيَةَ، أَيْ: لَا تَقِفُوا عَلَى أَبْوَابِ النَّاسِ. وَقَالَ قَتَادَةُ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: إِذَا لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلَا يَقْعُدْ عَلَى الْبَابِ، فَإِنَّ لِلنَّاسِ حَاجَاتٍ، وَإِذَا حَضَرَ وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ، وَقَعَدَ عَلَى الْبَابِ مُنْتَظَرًا جَازَ. فقَد كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُما، يَأْتي بابَ الأَنْصَارِ يَطُلُبُ الْحَدِيثَ فَيَقْعُدُ عَلَى الْبَابِ حَتَّى يَخْرُجَ وَلَا يَسْتَأْذِنُ، فَيَخْرُجَ الرَّجُلُ وَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، لَوْ أَخْبَرَتْنِي، فَيَقُولُ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَطْلُبَ الْعِلْمَ. وثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ أَبَا مُوسَى الأشْعريِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حِينَ اسْتَأْذَنَ عَلَى أَميرِ المُؤْمِنينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ انْصَرَفَ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ يَسْتَأْذِنُ؟ ائْذَنُوا لَهُ، فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ قَدْ ذَهَبَ، فَلَمَّا جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ: مَا رَجَعَكَ؟ قَالَ: إِنِّي اسْتَأْذَنْتُ ثَلَاثًا فلَمْ يُؤْذَنْ لي، وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَنْصَرِفْ)). فَقَالَ عُمَرُ: لَتَأْتِيَني عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ، وَإِلَّا أَوْجَعْتُكَ ضَرْبًا، فَذَهَبَ إِلَى مَلَأٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُم، فَذَكَرَ لَهُمْ مَا قَالَ عُمَرُ، فَقَالُوا: لَا يَشْهَدُ لَكَ إِلَّا أَصْغَرُنَا، فَقَامَ مَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، فَأَخْبَرَ عُمَرَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: خَفِيَ عَلَيَّ هَذَا مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلْهَانِي عَنْهُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ، أيْ التِّجَارَةُ. أَخْرَجَهُ الأئمَّةُ: أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ: (4/400). والبُخَارَيُّ في صَحيحِه: (13/320 (7353)، ومُسْلِمٌ: (13/1695 (2153).  
وَأَخُرَجَ البَغَوِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، قَالَ: سَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ قَيْسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ، فَرَجَعَ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي أَثَرِهِ، فَقَالَ: لِمَ رَجَعْتَ؟ فقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((إِذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُجَبْ فَلْيَرْجِعْ)). قَالَ عُمَرُ لَتَأْتِيَنَّ عَلى مَا تَقُولُ بِبَيِّنَةٍ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ بِكَ كَذَا. غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَوْعَدَهُ، قَالَ: فجاءَ أَبُو مُوسَى مُنْتَقِعًا لَوْنُهُ، وَأَنَا فِي حَلْقَةٍ جَالِسٌ، فَقُلْنَا: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: سَلَّمْتُ عَلَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَنَا خَبَرَهُ، فَهَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: نَعَمْ كُلُّنَا قَدْ سَمِعَهُ، قَالَ فَأَرْسَلُوا مَعَهُ رَجُلًا مِنْهُمْ حَتَّى أَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ. وَرَوَاهُ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَفِيهِ: قَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ)). قَالَ الْحَسَنُ البَصْرِيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الْأَوَّلُ إِعْلَامٌ، وَالثَّانِي مُؤَامَرَةٌ، وَالثالِثُ اسْتِئْذانٌ بِالرُّجُوعِ.
وَأَمَّا طَلَبُ أَميرِ المُؤمنينَ عُمَرَ مِن ِأَبي مُوسَى أَنْ يُقيمَ البيِّنةَ عَلى ما نَسَبَهُ إِلى رَسُولِ اللهِ ـ صَلى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فَلَيْسٍ لِشَكِّهِ في صِدْقِ أَبي مُوسَى ـ رضِيَ اللهُ عنْهُ، فإِنَّهُ عِنْدَهُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُظَنَّ بِهِ الكَذِبُ عَلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، وَلَكِنْ خَافَ مِنْ مُسارَعَةِ النَّاسِ إِلَى القَوْلِ عَلَى لسانِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى يَقُولَ عَلَيْهِ بَعْضُ المُبْتَدِعِينَ أَوِ الكاذِبينَ أَوِ المُنَافِقينَ وَنَحْوُهُمْ، مَا لَمْ يَقُلْ. وَإِنَّ يبادِرَ كُلُّ مَنْ وَقَعَتْ لَهُ قَضِيَّةٌ إلى وَضْعِ حَديثٍ فيها عَلَى لسانِ النبيِّ ـ علَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، فَأَرَادَ ـ وهوَ البعيدُ النَّظَرِ، أَنْ يَسُدَّ هَذا البابَ خَوْفًا مِنْ غَيْرِ أَبي مُوسَى، وَليسَ شَكًّا في رِوَايَتِهِ.
وَأَخْرجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَضِي اللهُ عنهٌ، في مُسْنَدِهِ عَنْ أَنَسٍ أَوْ غَيْرِهِ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَأْذَنَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ: ((السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ)). فَقَالَ سَعْدٌ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، وَلَمْ يَسْمَعِ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى سَلَّمَ ثَلَاثًا، وَرَدَّ عَلَيْهِ سَعْدٌ ثَلَاثًا، وَلَمْ يُسْمِعْهُ فَرَجَعَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاتَّبَعَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا سَلَّمْتَ تَسْلِيمَةً إِلَّا وَهِيَ بِأُذُنِي، وَلَقَدْ رَدَدْتُ عَلَيْكَ وَلَمْ أُسْمِعْكَ، وَأَرَدْتُ أَنْ أَسْتَكْثِرَ مِنْ سَلَامِكِ، وَمِنَ الْبَرَكَةِ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْبَيْتَ فَقَرَّبَ إِلَيْهِ زَبِيبًا فَأَكَلَ نَبِيُّ اللَّهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: ((أَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَأَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ)).
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ بْنِ عُبَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: زَارَنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في مَنْزِلِنَا فَقَالَ: ((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ)). فَرَدَّ سَعْدٌ رَدًّا خَفِيًّا، قَالَ قَيْسٌ: فَقُلْتُ أَلَا تَأْذَنُ لِرَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: دَعْهُ يُكْثِرْ عَلَيْنَا مِنَ السَّلَامُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ)). فَرَدَّ سَعْدٌ رَدًّا خَفِيًّا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ)). ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاتَّبَعَهُ سَعْدٌ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَسْمَعُ تَسْلِيمَكَ، وَأَرُدُّ عَلَيْكَ رَدًّا خَفِيًّا، لِتُكْثِرَ عَلَيْنَا مِنَ السَّلَامِ. قَالَ: فَانْصَرَفَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ لَهُ سَعْدٌ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ بِغُسْلٍ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ نَاوَلَهُ مِلْحَفَةً مَصْبُوغَةً بِزَعْفَرَانٍ، أَوْ وَرْسٍ، فَاشْتَمَلَ بِهَا، ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَاتَكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى آلِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ)). قَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبادَةَ: ثُمَّ أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ قَرَّبَ إِلَيْهِ سَعْدٌ حِمَارًا قَدْ وُطِئَ عَلَيْهِ بِقَطِيفَةٍ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا قَيْسُ اصْحَبْ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ قَيْسٌ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ارْكَبْ)). فَأَبَيْتُ، فَقَالَ: ((إِمَّا أَنْ تَرْكَبَ وَإِمَّا أَنْ تَنْصَرِفَ)). قَالَ: فَانْصَرَفْتُ.
قولُهُ {هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} أَيْ: إنَّ رُجُوعَكُمْ "إِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا" هُوَ أَصْلَحُ لَكُمْ، في أَمْرِ دُنْياكم وآخِرَتِكُم، وَأَطْهَرُ لَكُمْ مِنْ دَنَسِ الرِّيبَةِ وَالدَّنَاءَةِ.
قَالَ قَتَادَةُ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: قَالَ بَعْضُ الْمُهَاجِرِينَ ـ رَضِيَ اللهُ عنهم: لَقَدْ طَلَبْتُ عُمْرِي كُلَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ، فَمَا أَدْرَكْتُهَا أَنْ أَسْتَأْذِنَ عَلَى بَعْضِ إِخْوَانِي فَيَقُولُ لِي: ارْجِعْ، فَأَرْجِعُ وَأَنَا مُغْتَبِطٌ: "وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ".
قولُهُ: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وَاللهُ هُوَ المُطَّلِعُ عَلَى خَفَايَا القُلُوبِ، وهُوَ العَلِيمُ بالدَّوافِعِ. وَإنَّ لِلنَّاسِ، أسْرَارُهم وَأَعْذَارُهُم، فَيَجِبُ أَنْ يُتْرَكَ لَهُمْ وَحْدَهُمْ حَقُّ تَقْدِيرِ ظُرُوفِهِمْ، وَتَقْريرِ أَمْرِ اسْتِقْبَالِكُم أَوِ الاعْتِذارِ إِلَيْكم. فَرَاقِبُوا اللهَ في حَرَكاتِكُمْ وسكناتكُمْ ولا تُخالِفُوا مَولاكمْ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ ونهاكُمْ.
قوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا} الفاءُ: اسْتِئْنافِيَّةٌ. وَ "إنْ" شَرْطِيَّةٌ. و "لَمْ" حرفُ جَزْمٍ ونفْيٍ وقلبِ. و "تَجِدُوا" فِعْلٌ مُضارعٌ مَجْزُومٌ بِها، وَعَلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ لأنُّهُ مِنَ الأَفْعالِ الخمْسَةِ، وواوُ الجماعةِ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفَاعِلِيَّةِ، والأَلِفُ هي الفارِقَةُ. و "فِيهَا" في: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "تَجِدُوا"، و "ها" ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ. و "أَحَدًا" مَفْعُولُهُ منصوبٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُ مِنْ وَجْدِ الضَّالَّةِ، فَيَتَعَدَّى لِمَفْعُولٍ وَاحِدٍ. والجُمْلةُ الفعلِيَّةُ هَذِهِ فعلُ شَرطِ "إنْ" لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {فَلَا تَدْخُلُوهَا} فَلَا: الفاءُ: رَابِطَةٌ لِجَوَابِ "إِنْ" الشَّرْطِيَّةِ وُجُوبًا. و "لَا" نَاهِيَةٌ جَازِمَةٌ. و "تَدْخُلُو" فِعْلٌ مُضارعٌ مَجْزُومٌ بِـ "لَا" النَّاهِيَةِ، وَعَلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ لأنُّهُ مِنَ الأَفْعالِ الخمْسَةِ، وواوُ الجماعةِ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفَاعِلِيَّةِ، وَ "ها" ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ النَّصْبِ على المَفعوليَّةِ. وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "إِنْ" الشَّرْطِيَّةِ عَلَى كَوْنِهَا جَوَابًا لَهَا. وَجُمْلَةُ "إِنْ" الشَّرْطِيَّةِ مِنْ فعلِ شَرطِها وجوابِها مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعْرَابِ.
قولُهُ: {حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ} حَتَّى": حَرْفُ جَرٍّ وَغَايَةٍ بمعنى إِلَى، مُتَعَلِّقٌ بِـ "تَدْخُلُوها". و "يُؤْذَنَ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مبنيٌّ للمَفعولِ، مَنْصُوبٌ، بِـ "أَنْ" مُضْمَرَةٍ بِعْدَ "حَتَّى". و "لَكُمْ" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِنَائِبِ فاعِلِ "يُؤْذَنَ"، في مَحَلِّ الرَّفْعِ، وكافُ الخطابِ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجرِّ بحرفِ الجَرِّ، والميمُ: علامةُ تذْكيرِ الجمعِ. وَالْجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ في تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَجْرُورِ بِـ "حَتَّى"، والتَّقْديرُ: إِلَى إِذْنِ أَهْلِهَا لَكُمْ بِدُخولِها.
قولُهُ: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ} الواوُ: عاطِفَةٌ. و "إِنْ" شَرْطِيَّةٌ جازِمَةٌ. و "قِيلَ" فِعْلٌ مَاضٍ مَبنيٍّ للمَفعولِ مبنيٌّ على الفتْحِ في مَحَلِّ الجَزْمِ بـ "إِنْ" الشَّرْطِيَّةِ عَلَى كَوْنِهِ فِعْلَ شَرْطٍ لَهَا. و "لَكُمُ" اللامُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "قِيلَ"، وكافُ الخطابِ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ، والميمُ: علامةُ تذْكيرِ الجمْعِ.
قولُهُ: {ارْجِعُوا} فِعْلُ أَمْرٍ، مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسَةِ، وواوُ الجماعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرفعِ بالفاعِلِيَّةِ، وَالأَلِفُ للتَّفريقِ. وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ على كونِها نائبَ فاعِلٍ لِـ "قِيلَ".
قولُهُ: {فَارْجِعُوا} الفاءُ: رَابِطَةٌ لِجَوَابِ شَرطِ "إنْ". و "ارْجِعُوا" فِعْلٌ وَفَاعِلُهُ تقدَّمَ إعرابُهما أَعْلاهُ. وَالْجُمْلَةُ الفعلِيَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ الجَزْمِ، جَوَابُ "إِنْ" الشَّرْطِيَّةِ. وَجُمْلَةُ "إنْ" الشَّرْطِيَّةِ مِنْ فعلِ شَرطِها وجوابها مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ "إِنْ" الأُولَى، على كونِها مُسْتَأْنَفَةً لا مَحَلَّ لها مِنَ الإِعْرَابِ.
قولُهُ: {هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} هُوَ": ضميرٌ مُنْفَصِلٌ للمُفردِ الغائبِ مَبْنيٌّ على الفَتْحِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالابْتِداءِ. و "أَزْكَى" خَبَرُهُ مَرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ على آخِرِهِ لتعَذُّرِ ظهورها على الألِفِ. و "لَكُمْ" اللامُ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أَزْكَى"، وَكَافُ الخِطَابِ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ، وَالمِيمُ: عَلَامَةُ تَذْكيرِ الجمْعِ. وهذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ جملةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَعْلِيلِ مَا قَبْلَهَا. لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} الوَاوُ: اسْتِئْنافيَّةٌ، وَلَفْظُ الجَلَالَةِ "اللَّهُ" اسمٌ مَرفوعٌ بالابْتِدَاءِ. وَ "بِمَا" الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِالخَبَرِ بعدَهُ: "عَلِيمٌ"، وَ "ما" اسمٌ مَوصولٌ، مَبْنيٌّ عَلى السُّكونِ، في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ. وَ "تَعْمَلُونَ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ وَالجازِمِ، وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ في آخِرِهِ، لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخَمْسَةِ، وَوَاوُ الجَمَاعَةِ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ، في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، وَجُمْلَةُ "تَعْمَلُونَ" الفعليَّةُ هَذِهِ صِلَةُ للاسْمِ الموصولِ: "مَا" فَليسَ لها مَحَلٌّ مِنَ الإعْرابِ. وَ "عَلِيمٌ" خَبَرُ المُبْتَدَأِ، مَرْفوعٌ. وَهَذِهِ
الجُمْلَةُ الاسِمِيَّةُ جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ ليسَ لها مَحَلٌّ مِنَ الإعرابِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية: 28
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:1
» المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية: 16
» المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية: 33 (1)
» المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:2
» المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية: 17

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: