هل أصبح سايكس بيكو قدراً؟!

كلنا يعرف أن التقسيمات الجغرافية الحالية في الوطن العربي وتلك الحدود المصطنعة في العالم العربي هي من صنع الاستعمار الفرنسي الإنكليزي يوم كان الاستعمار مسيطراً على هذه الأمة ، وقبل أن يرحل خطط لفرقتنا وتجزئة وطننا وزرع أسباب الشقاق بيننا بأساليب كثيرة ، ومنها الخلاف بين كل دولتين متجاورتن على قطعة من الأرض هنا وقطعة هناك حيث نشبت حروب طاحنة بين بعض من هذه الدويلات المصطنعة وبعضها الآخر ، وخلفت هذه الحروب بالإضافة إلى مآسيها عداوات وخصومات مقيتة وكأننا أصبحنا أمماً فعلاً ولم نعد أمة واحدة .
من المؤكد أن هذه التجزئة لأمة عظيمة كأمتنا لها خصوصيتها بما تحمل من رسالة عظيمة ، من المؤكد أن هذه التجزئة هي في مصلحة أعدائنا وهي مضرة لنا جميعا ، وهو أمر لا يستغرب من عدو أن يسعى ليوطده في عدوه ، وهو أمر ليس بالمستغرب من الحكام الذين يتربعون على عروش هشة في هذه الأقطار والدويلات المصطنعة حفاظاً منهم على مصالحهم الشخصية الآنية ، لكن المستغرب والمستهجن أن ترى النخبة من مثقفي كل قطر يتغنوا بقطريتهم ويسبحون بحمدها ليل نهار لا يفترون ، فهذا يتغنى بمصريته ويفاخر بها ، وذاك بأردنيته أو سوريته أو عراقيته أو ما إلى ذلك مما يجعرلك تتمزق ألما على ما وصلنا إليه من انحطاط في التفكير والهمة والمشاعر .
أمر يثير القرف والاشمئزاز ويبعث على اليأس والقنوط ، فهل ماتت مشاعر العزة والمجد والفخر بماضي هذه الأمة وتاريخها المجيد ؟ وهل تخلت فعلاً عن رسالتها الإنسانية العظيمة التي تؤهلها لتبوء مكان الصدارة في العالم ؟؟؟
واللافت أن الأقطار التي تخلصت من طواغيتها وأصبح الحكم فيها للشعب تقوقعت على نفسها وكأن أمر إخوانهم في الأقطار الأخرى لا يعنيهم أبدا .
أمر يجب الوقوف عنده ملياً ، وهي رسالة المثقفين العرب جميعاً أن يذكروا شعوبهم بما حاول الاستعمار ومن خلفهم عليهم من طبقة حاكمة فاسدة ، يذكرونهم بأنهم أمة واحدة وأن كل صغيرة وكبيرة في أي قطر من اقطارهم تعنيهم جميعاً .