وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)
قولُهُ ـ تعالى شَأْنُهُ: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا} أَيْ: هَلَّا قُلْتُمْ عِنْدَ سماعِكُمْ هَذِهِ الفِرْيةِ الشَّنيعَةَ عَلَى أُمِّكُمْ: لَيْسَ مِنْ حقِّنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا الحديثِ الإفك؟، وَهَذَا مِنْ بَابِ الْآدَابِ التي عَلَى المُسْلِمِ مُراعاتُها مَعَ الجَميعِ فما بالكَ معَ نَبِيِّهِ وأَهْلِ بَيْتِ نَبيِّهِ ـ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. وَإِنَّمَا وَجَبَ عَلَيْهِمُ الِامْتِنَاعُ مِنْ الخوْضِ في هُذا الحديثِ لِأَنَّ الْمُوجِبَ لِذَلِكَ هُوَ الْعَقْلُ وَالدِّينُ، وَلَا يُوجَدُ مَا يُعَارِضُ ذَلِكَ، فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ الدَّافعُ لِتَرْكِهِمُ هَذِهِ الْمَعْصِيَةَ أَقْوَى مِنْ الدَّافعِ لارْتِكابِهم لها، لأَنَّها تَتَضَمَّنُ إِيذَاءَ الرَّسُولِ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، وَإِيذاءُ النَّبِيِّ عَاقبتُهُ اللَّعْنُ، لِقَوْلِهِ ـ تَعَالَى، مِنْ سُورةِ الأَحزابِ: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ} الْآيةَ: 57، واللَّعنُ: هُوَ الطَّردُ مِنْ رَحْمةِ اللهِ، والعياذُ باللهِ ـ تَعَالى. كَمَا أَنَّ فيهِ إِيذَاءٌ للسَّيِّدَةِ عَائِشَةَ الصِّدِّقةِ ابْنَةِ الصِّدِّيق وَأُمِّهَا ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جميعًا، دُونَمَا أَيَّةِ جِنَايَةٍ مِنْهُمْ، وَلَا مِنْ ذَنبَ صَدَرَ عَنْهُمْ، وَالْعَقْلُ يَقْتَضِي التَّبَاعُدَ عَنْهُ لِأَنَّ الْقَاذِفَ لَا يَسْتَحِقُّ الثَّوَابَ عَلَى صِدْقِهِ ولوْ كانَ صادِقًا، بَلْ يَسْتَحِقُّ الْعِقَابَ لِأَنَّهُ أَشَاعَ الْفَاحِشَةَ في المُجْتمعِ المُسْلِمِ، فما بالُكَ إِذا كانَ كَاذِبًا، فَإِنَّهُ يَسْتَحِقُّ الْعِقَابَ الْشَّديدَ، وَمِثْلُ ذَلِكَ مِمَّا يَقْتَضِي الْعَقْلِ الِاحْتِرَازَ عَنْهُ، فإنَّهُ: ((مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ)) كما قَالَ ـ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فيما أَخْرجَ الأئمَّةُ مِنْ حَديثِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ: (1/201 (1732) المسند الجامع: (17/ 616)، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ: (3976). والتِّرمِذي: (2317). وقال: (حديث حسن صحيح), وابنُ حِبَّانَ: (229). مِنْ حَديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ. وأَخْرَجَهُ أَبُو نُعِيمٍ في الحُلْيَةِ: (5/ 55 ـ 56). وَعَزَاهُ العلامةُ المَنَاوِيُّ في "كَشْفُ المناهج"، ق: (102/ب)، إِلَى النَّسائيِّ في التَّفْسيرِ، وَأَخْرَجَهُ الحاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ: (4/313)، وقال: (صحيح الإِسناد)، ووَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.
ثُمَّ إنَّ فِي إِظْهَارِ حَسَناتِ النَّاسِ و مَحَاسِنِهم، وَسَتْرِ سيئاتِهم وَقَبائِحِهِمْ هو مِنَ التَّخَلُّقِ بِأَخْلَاقِ اللَّهِ ـ سُبْحانَهُ وتَعَالَى، والمُؤمِنُ مأْمورٌ بِهِ، لقولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((مَنْ سَتَرَ عَلَى أَخِيهِ عَوْرَةً فَكَأَنَّمَا أَحْيَا مَوْءُودَةً)). أَخرَجَهُ البَيْهَقِيُّ فِي "شُعَبُ الإيمانِ": (12/ 156)، مِنْ حَديثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، وأخرجَ ابْنُ مَاجَهْ في سُنَنِهِ: (2/ 850) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ)). وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ)). أَخْرَجَهُ الحاكمُ في مُسْتَدْرَكِهِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ: (4/425)، وقالَ هَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، التَّعْليقُ مِنْ تَلْخيصِ الذَّهَبيِّ: (8159): عَلَى شَرْطِ البُخَارِيِّ وَمُسْلِم. وَالأحاديثُ في هَذا كَثيرةٌ. فإِنَّهُ سِتِّيرٌ حليمٌ. وكُلُّ ذلكَ يُوجِبُ عَلَى المُسْلِمِ الْعَاقِلِ أَنَّ يُمسِكَ ويَسْكُتَ إِذَا سَمِعَ أَحَدًا يَقْذِفُ أَحَدًا لا أَنْ يخوضَ معَ الخائضينَ في أَعراض المؤمنينَ وَيَهْتِكَ السِّترَ عَنِ المُسلمينَ. وَأَنْ يبزلَ قُصَارى جُهْدِهِ في حفظِ لِسانِهِ لأنَّ الشيطانَ يَبْذًل كلَّ ما يستطيعُ لتَزيينِ ذلكَ لهُ وإيقاعِهِ فيهِ لما في ذلكَ مِنْ ضَرَرٍ وفسادٍ اجتماعي.
قولُهُ: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} الْمُرَادُ بهذِهِ الجملةِ الكريمةِ التَّعَجُّبُ مِنْ عِظَمِ الأَمْرِ الَّذي جاءَ بِهِ رأْسُ النِّفاقِ والمنافقينَ ابنُ أبَيِّ ابْنِ سَلولٍ، لِأَنَّهُ عِنْدَ رُؤْيَةِ كُلِ أَمْرٍ عَجِيبٍ يُسَبَّحُ اللهُ ـ تَعالى، كَقَوْلِهِ في الآيةِ: (116)، مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} وقولِهِ مِنْ سورةِ النساء: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ} الآيةَ: 171، وقولِهِ مِنْ سورةِ الأنعام: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} الآيةَ: 100، وقولِهِ مِنْ سورةِ التوبة: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} الآيةَ: 31، وقولِهِ مِنْ سُورةِ يُونُسَ: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} الآيةَ: 18، وقولِهِ بعدَ ذلكَ في الآيةِ: 68، مِنْهَا: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}، وقولِهِ مِنْ سورةِ المؤمنون: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} الآيةَ: (91) وقولِهِ في الآيةِ: (68)، مِنْ سُورةِ القَصَصِ: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، وَقولِهِ: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}، الآيَتَان: (158 و 159)، مِنْ سُورَةِ الصَّافَّات. وَالآياتُ المُباركاتُ في ذَلِكَ كَثِيرَةٌ جِدًّا، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ.
وَالْمُرَادُ تَنْزِيهُ اللَّهِ ـ تَعَالَى، عَنْ أَنْ تَكُونَ زَوْجَةُ نَبِيِّهِ الخاتَمِ فَاجِرَةً، فَإِنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ أَنْ يَرْضَى ذَلِكَ لِسَيِّدِ الوُجُودِ مُحَمَّدٍ عَبْدِه ورسُولِهِ ـ صَلَّى اللهُ تعالى عليْهِ وسلَّمَ، لَا سِيَّما وَهُوَ في أُمَّةٍ تَرَى في ذلكَ عارًا ما بعدهُ عارٌ، ممَّا يؤثِّرُ سلبًا على اسْتِجابتِهم لدَعوتِهِ.
قولُهُ تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} الواوُ: للاسْتِئْنَافِ. و "لَوْلَا" حَرْفُ تَحْضِيضٍ وتَبْكِيتٍ وَتَوْبيخٍ. و "إِذْ" ظَرْفٌ لِمَا مَضَى مُتَعَلِّقٌ بِـ "قُلْتُمْ". و "سَمِعْتُمُوهُ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكونِ لاتَّصالِهِ بضميرِ رَفعٍ مُتَحَرِّكٍ هو تاءِ الفاعِلِ، وهي ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِه في مَحَلِّ الرَّفعِ على الفاعلِيَّةِ، والمِيمُ: علامةُ الجَمْعِ المُذَكَّرِ, وَالوَاوُ لإِشْبَاعِ الضَّمَّةِ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحلِّ النَّصْبِ على المَفْعُولِيَّةِ، والجملةُ الفعليَةُ هَذِه في مَحَلِّ الجَرِّ، بإضافةِ "إِذْ" إلَيْها.
قوْلُهُ: {قُلْتُمْ} فِعْلٌ ماضٍ مبنِيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بِضَمِيرِ رَفْعٍ مُتَحَرِّكٍ هُوَ تَاءُ الفاعِلِ، وَهِيَ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِه في مَحَلِّ الرَّفعِ عَلَى الفَاعِلِيَّةِ، والمِيمُ: علامةُ الجَمْعِ المُذَكَّرِ, والجملةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {مَا يَكُونُ لَنَا} مَا: نافيَةٌ. و "يَكُونُ" فِعْلٌ مُضارعٌ ناقِصٌ مَرفوعٌ. لتجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، و "لَنَا" اللامُ: حرفُ جَرٍّ مُتعلِّقٌ بِخَبَرِ "يَكُونُ" مُقَدَّمٌ، و "نا" ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ. والجُمْلةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولُ القولِ لـ "قُلْتُمْ".
قولُهُ: {أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا} أَنْ: حَرْفُ نَصْبٍ وَمَصْدرٍ. و "نَتَكَلَّمَ" فعلٌ مُضارعٌ مَنْصوبٌ بـ "أنْ"، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجوبًا تَقْديرُهُ (نَحْنُ) يَعُودُ عَلَى ضميرِ الفاعِلِ في "قلتم". و "بِهَذَا" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "نَتَكَلَّمَ"، و "هذا" الهاءُ للتَّنْبيهِ، و "ذا" اسمُ إشارةٍ مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ. وَ "أَنْ" وما بعدَها في تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَرْفُوعٍ، عَلَى أَنَّهُ اسْمُ "يَكُونُ" وَالتَّقْديرُ: مَا يَكونُ التَّكَلُّمُ بِهَذَا كائِنًا لَنَا.
قولُهُ: {سُبْحَانَكَ} هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى المَفْعُولِيَّةِ المُطْلَقَةِ، بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ، والتقديرُ: نُسَبِّحُكَ سُبْحَانًا، وَهُوَ مُضافٌ، وكافُ الخِطابِ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ. وَالجُمْلَةُ الفعليَّةُ المَحْذوفَةُ المُقدَّرةِ هَذِهِ، هِيَ في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ على أَنَّها مَقُولُ القولِ لِـ "قُلْتُمْ"، أَوْ حَالٌ مِنْ فَاعِلِهِ، والتَّقْديرُ: هَلَّا قُلْتُمْ، مَا يَنْبَغي لَنَا، أَنْ نَتَكَلَّمَ بهذا، حَالَ كَوْنِكُمْ مُتَعَجِّبينَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ العَجيبِ الغَريبِ.
قولُهُ: {هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} هَذَا: الهاءُ: للتَّنبيهِ، و "ذا" اسمُ إشارةٍ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالابتِداءِ. و "بُهْتَانٌ" خَبَرُهُ مَرفوعٌ. و "عَظِيمٌ" صِفَةُ "بُهْتَانٌ" مَرْفوعٌ مِثْلُهُ. وَهَذِهِ الجُملةُ الاسْمِيَّةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولُ القولِ لـ "قُلْتُمْ".