روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ      فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:1 Jb12915568671



المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ      فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:1 Empty
مُساهمةموضوع: المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:1   المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ      فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:1 I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 18, 2021 4:26 am

المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ




فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيم


تفسيرـ أسباب نزول ـ أحكام ـ إعراب ـ تحليل لغة ـ قراءات


اختيار وتأليف:
الشاعر عبد القادر الأسود


الجزءُ الثامنَ عَشَرَ ـ المُجَلَّدُ السادسُ وَالثلاثونَ


سُورَةُ النُور الآية: (1)


بسم الله الرحمن الرحيم


سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)


قولُهُ ـ تعالى شَأْنُهُ: {سُورَةٌ} السُّورَةُ: اسْمٌ مُشْتَقٌ مِنْ السُّورِ الذي يُنْصبُ حَوْلَ المَدينَةِ لحمَايَتِها، والسُّورةُ هُنَا: هِي الجامِعَةُ لِجُمْلَةٍ مِنَ الآياتِ بفاتحةٍ لها وَخاتِمَةً. وَكَأَنَّما سُمِّيَتِ السُّورُ القُرآنِيَّةُ بهذا الاسْمِ لإِحاطَتِها بآياتها كِإِحَاطَةِ السُّورِ بِمَا يَكونُ دَاخِلَهُ. والسُّورةُ تُطلَقُ تُطْلَق في الأَصِلِ عَلَى المَنْزِلَةِ الشريفةِ السامِيَةِ، قالَ نَابِغَةُ بني ذُّبيانَ يمدَحُ المَلِكَ النُّعمانَ بْنَ المُنذِرِ أَعظَمِ مُلُوكِ المَناذِرَةِ:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَعْطَاكَ سُورَةً ............... تَرَى كُلّ مَلْكٍ دُونها يَتَذَبْذَبُ
فإِنَّكَ شمْسٌ والملوكُ كواكبٌ ............. إِذَا طَلَعَتْ لمْ يَبْدُ مِنْهُنَّ كَوْكَبُ
وَقَدْ سُمِّيَتٍ السُّوَرُ القُرْآنِيَّةُ بِذَلِكَ لِعظيمِ شَرَفِهَا، وَرِفْعَةِ مكانتِها، وَعُلُوِّ شَأْنها عندَ اللهِ ـ تَعَالى. وهَذِهِ الْآيَاتُ مُبَيَّنَاتٌ واضِحَاتٌ، وَمُصَرَّحٌ بِنُزُولِهَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ، وَهِيَ دَاخِلَةٌ هُنَا فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالَى بعدَ ذَلِكَ: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ}.
وَقَدْ جِيءَ بهَذا الاسْمِ نَكِرَةً لِتَعْظيمِهِ وتَفخيمِهِ، وتَقديرُهُ ـ بحَسَبِ قراءةِ الرَّفعِ: هَذِهِ سُورةٌ، أَوْ فِيمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ يا مُحَمَّدُ سُورَةٌ، لِأَنَّ العَرَبَ لَا تَبْتَدِئُ بِالْنَّكِرَةِ، قالَهُ الخَليلُ بْنُ أَحْمَدٍ الفراهيديُّ، وَقالَ سعيدٌ الأَخْفَشُ: "سُورَةٌ" مُبْتَدأٌ خَبَرُهُ جمْلةُ "أَنْزَلْناها"، وَقَدْ أُشيرَ إِليْهِا مَعَ عدَمِ ذِكْرِها سابقًا، لِأَنّهُا مُعْتَبُرَةٌ في مَنْزِلَةِ الحاضِرِ المَنْظُورِ المُشاهَدِ. أَمَّا بِحَسَبِ قِراءَةِ الفتْحِ فَعَلى تَقْديرِ فِعْلٍ محذوفٍ يُفَسِّرُهُ ما بَعْدَهُ، فَيَكونُ مِنْ بابِ الاشْتِغالِ؛ أَيْ: أَنْزَلْنَا سُورَةً أَنْزَلْنَاهَا ..، أَوْ يكونُ نَصْبُهُ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ غيْرِ مُفَسَّرٍ، والتَّقديرُ: أُتْلُ، أَوْ اقْرَأْ، ونَحْوُ ذَلِكَ، أَوْ يكونُ نَصْبًا على الإغراءِ، والتّقديرُ: دُونَكَ سُورةٌ فاتْلُها، واعْمَلْ بِمَا فِيهَا مِنْ أحْكامٍ، وَهذا عِنْد مَنْ يُسوِّغُ حذْفَ أَدَاةِ الإغراءِ.
قولُهُ: {أَنْزَلْنَاهَا} أَيْ: بيَّنّاها ووضَّحناها، فَقد أَخْرجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْنُ جَريرٍ الطبريُّ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَالهيثمُ بْنُ أَبي حَارِثَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تعالى عنْهُما، فِي قَوْلِهِ ـ عَزَّ وجلَّ: "سُورَة أَنزَلْناهَا وَفَرَضْناها" قَالَ: بَيَّنّاها.
فالمُرادُ إِمْلاؤُهَا عَلى سيِّدِنا رَسولِ اللهِ ـ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ، وَتِلاوتُها عَلَيْهِ، ليُبْلِّغَها للنَّاسِ، ويأمرَهم أن يَعْمَلوا بأَحكامِها.
أمَّا المَكانُ والجِهَةْ والجُرميَّةُ والتَحَيُّزُ مُسْتَحيلٌ تَصَوُّرُهُا في حَقِّ اللهِ ـ تَبَاركَ وتَعَالَى، فهُوَ هنا عُلُوُّ مَكانَةٍ، لا عُلُوَّ مَكانٍ.
قولُهُ: {وَفَرَضْنَاهَا} أَيْ: أَوْجَبْنَا عَلَيْكُمْ مَا فِيهَا مِنَ الْأَحْكَامِ، وَأَلْزَمْنَاكُمُ الْعَمَلَ بِهَا. وَقِيلَ: المَعْنَى قَدَّرْنَا مَا فِيهَا مِنَ الْحُدُودِ، فَالْفَرْضُ: التَّقْدِيرُ. قَالَ تَعَالى في الآيةِ: 237، مِنْ سُورةِ البَقَرةِ: {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ لهُنَّ} أَيْ: فنِصْفُ ما قَدَّرْتُمْ لهُنَّ، يَدُلُّ لهذِهِ القراءةِ قوْلُهُ ـ تَعَالَى، مِنْ سُورَةِ القَصَصِ: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لرادُّك إلى مِيعادٍ} الآيةَ: 85.
وَأَمَّا قراءَةُ التَّشديدِ فمعناها: فصَّلْناه وَبَيَّنَّاهُ. وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى الْفَرْضِ الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الْإِيجَابِ أَيْضًا، وَالتَّشْدِيدُ لِلتَّكْثِيرِ لِكَثْرَةٍ مَا فِيهَا مِنَ الْفَرَائِضِ، أَيْ: أَوْجَبْنَاهَا عَلَيْكُمْ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، وَعَلَى مَنْ بَعْدَكُمْ مِنَ الأجيالِ. وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ، واضحاتٍ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِر، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالى: "وَفَرَضْنَاهَا" قَالَ: وَفَسَّرْناهَا بالْأَمْرِ بِالحَلَالِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْحَرَامِ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قالَ: "وَفَرَضْنَاهَا" فَرَضَ اللهُ فِيهَا فَرَائِضَهُ، وَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَحَدَّ حُدُودَهُ، وَأَمَرَ بِطَاعَتِهِ، وَنهى عَنْ مَعْصِيَتِهِ.
قولُهُ: {وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} أَيْ: أَنْزَلْنا فيها آياتٍ بَيِّناتٍ واضِحَاتِ الدَّلالَةِ عَلَى كمالِ وَحْدَانِيَّتِنا، وعظَمَةِ قُدْرَتِنَا، وَعَلى صِحَّةِ ما فرضْناهُ فيها مِنَ الأَحْكَامِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "وَأَنْزَلْنا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ" قَالَ: الْحَلَالَ وَالْحرَامَ وَالْحُدُودَ.
قولُهُ: {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} لَعَلَّ: للتَّعْليلِ. وَ "تَذَكَّرُونَ": تَتَّعِظُونَ، أيْ بِمَا فِيهَا مِنَ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي، وَالْمَوَاعِظِ، ومَا فِيهَا مِنْ آياتٍ دَالَّةٍ عَلَى كَمالِ وَحْدانِيَّتِنا، وَعظَمَةِ قُدْرَتِنَا، وسُمُوِّ تَشْريعاتِنا، فيؤدَّي بكم تَذَكُّرُكُمْ هَذَا إِلى امْتِثالِ أَمْرِنا وَعَبادَتِنَا.
وَقدْ جَمَعَ ـ سُبْحانَهُ وتعالى، بَيْنَ الإِنْزَالِ وَالفَرْضِيَّةِ لِبَيَانِ الغَرَضِ مِنْهَا، ليس مجرد الإنزال وهوَ تَنْفِيذُ الأَحْكَامِ الواردَةِ فيها، ووالتأدُّبِ بالآدابِ المًشْتَمِلَةِ عَلَيْهَا هَذِهِ السُّورةُ المُباركةُ، وَالَّتي مِنْ أَجْلِهَا أُنْزِلَتْ
قولُهُ تَعَالَى: {سُورَةٌ} خَبَرٌ مرفوعٌ لمُبتدأٍ محذوفٍ، والتَّقْديرُ: هَذِهِ الآياتُ الآتي ذِكْرُهَا. وَيجوزُ أَنْ يُعْرَبَ مُبْتَدَأً محذوفَ الخَبَرِ، والتقديرُ: فِيمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا. وقد سَوَّغَ الابْتِدَاءَ بِالْنَّكِرَةِ وَصْفُهَا بِجُمْلَةِ "أَنْزَلْنَاهَا" وَهَذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {أَنْزَلْنَاهَا} أَنْزَلَ: فِعْلٌ ماضٍ مبنِيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بِضَميرِ رفعٍ مُتحَرِّكٍ. وَ "نَا" ضميرُ المُعظِّمِ نَفْسَهُ ـ سُبْحانَهُ وَتَعَالى، وضميرُ التَّعظيمِ هَذِه ضميرٌ مُتَّصِلٌ بهِ، مَبْنيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ. و "ها" ضميرٌ مُتَّصِلٌّ بِهِ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ النَّصْبِ عَلى المَفْعُولِيَّةِ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ خَبَرًا لِـ "سُورَةٌ" أَوْ صِفَةٌ لها.
قوْلُهُ: {وَفَرَضْنَاهَا} الوَاوُ: للعَطْفِ، و "فَرَضْنَاها" جُمْلَةٌ فِعْلِيَّةٌ معطوفَةٌ على الجملةِ قبلَها ولها مِثْلُ إِعْرابِها.
قولُهُ: {وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} الواوُ: للعطْفِ، و "أنْزلْنا" تقدَّمَ إعرابُهُ آنِفًا فلا حاجةَ للإعادةِ. وَ "فِيهَا" في: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أَنْزَلْنَا"، و "ها" ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مبنيٌّ على السُّكون في محلِّ الجَرِّ بِحرفِ الجَرِّ. و "آيَاتٍ" مفعولُهُ منصوبٌ بِهِ، وعلامةُ النَّصْبِ الكَسْرَةُ نِيابةً عَنِ الفتْحَةِ لأنَّهُ جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالمُ. و "بَيِّناتٍ" صِفَةٌ لـ "آياتٍ" منصوبةٌ مثلُها. والجُمْلةُ معطوفةٌ على الجملةِ الأَولى على كونِه في محَلِّ الرفعِ على الخبريَّةِ أوِ الصِّفةِ.
قولُهُ: {لَعَلَّكُمْ} لعلَّ: حرفٌ ناصِبٌ، ناسِخٌ، مُشَبَّهٌ بالفِعْلِ، للتَّعليلِ، وكافُ الخطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصْبِ اسْمُ "لَعَلَّ"، والميمُ: علامةُ جمعِ المُذكَّرِ. وخبرُها جملةُ "تَذَكَّرونَ" وَجُملةُ "لَعَلَّ" مَعَ اسْمِها وخبرِها مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَعْليلِ مَا قَبْلَهَا لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قوْلُهُ: {تَذَكَّرُونَ} فِعْلٌ مُضَارعٌ مَرْفوعٌ، وعلامةُ رَفعِهِ ثَبَاتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسَةِ، وأَصْلُهُ "تتذكَّرونَ" بتاءينِ فحُذِفتْ إحْداهُما للتَّسهيلِ، والواوُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَفْعِ بالفاعِليَّةِ. والجُمْلَةُ في محلِّ الرَّفعِ خَبَرُ "لَعَلَّ".
قَرَأَ العامَّةُ: {سُورةٌ} بالرَّفْعِ عَلى مَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ في مَبْحَثِ الإِعْرابِ. وقَرَأَ كلٌّ مِنَ الحَسَنِ بْنِ عَبْدِ العَزيزِ، وَعيسَى الثَّقَفيِّ، وَعِيسَى الكُوفيِّ، ومُجاهِدٍ، وأَبُي حَيَوَةَ، في آخَرينَ: "سُورَةً" بِالنَّصْبِ. وفيما يأْتي بيانُها:
أَوَّلُا: أَنَّ نصْبَها بِفِعلٍ مُضْمَرٍ يُفَسِّرهُ مَا بَعْدَهُ، والتقديرُ: أَنْزَلْنا سُورَةً أَنْزَلْنَاهَا. فَتَكُونُ المَسْأَلَةُ مِنَ الاشْتِغالِ.
وَقدِ اسْتَشْكَلَ أَبو حيَّان الأندلُسيُّ فيِ تفسيرِهِ "البحرُ المُحيطُ" عَلَى هَذا الوَجْهِ جَوَازَ الابْتِداءِ بِالنَّكِرَةِ مِنْ غَيْرِ مُسَوِّغٍ. أَيْ أَنَّهُ مَا مِنْ مَوْضِعٍ يَجوزُ فِيهِ النَّصْبُ عَلَى الاشْتِغَالُ إِلَّا وَيَجُوزُ أَنْ يُرْفَعَ عَلَى الابْتِدَاءِ، وَهُنَا لَوْ رُفِعَتْ "سُورة" بالابْتِدَاءِ لَمْ يَجُزْ؛ إِذْ لَا مُسَوِّغٍ. فَلَا يُقال: رَجُلًا ضَرَبْتُهُ لِامْتِناعِهِ: رَجُلٌ ضَرَبْتُهُ. ثُمَّ أَجَابَ: بِأَنَّهُ إِنِ اعْتُقِدَ حَذْفُ وَصْفٍ جَازَ، أَيْ: سُورَةٌ مُعَظَّمَةٌ، أَوْ مُوَضَّحَةٌ أَنْزَلْناهَا، فَيَجُوزُ.
ثانيها: أَنّها مَنْصوبَةٌ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ غَيْرِ مُفَسَّرٍ بما بَعْدَهُ. والتقديرُ: اتْلُ أَوِ اقْرَأْ سُورةً.
وَالفَرْقُ بَيْنَ هذينِ الوَجْهَيْنِ: أَنَّ الجملةَ بَعْدَ "سُورةً" لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ عَلى الأَوَّلِ، وَهِيَ عَلى الثاني في محلِّ النَّصْبِ.
ثالِثُها: أَنَّ نَصْبَ "سورةً" هو عَلى الإِغْراءِ، أَيْ: دُونَكَ سُورَةً فاقْرَءها واعْمَلْ بها. قالهُ أَبو القاسِمِ الزَّمَخْشَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ "الكَشّاف"، وَرَدَّهُ الشَّيْخُ أَبو حَيَّان: بِأَنَّهُ لَا يَجوزُ حَذْفُ أَدَاةِ الإِغْراءِ.
الرابع: أنّ نَصْبَها عَلى الحال مِنْ "ها" في قولِهِ "أَنْزِلْناها". قَالَ الفَرَّاءُ: يَجوزُ في المَكْنِيِّ أَنْ تَتَقَدَّمَ الحَالُ مِنْهُ عَلَيْهِ. وَعَلَى هَذَا فَالضَّميرُ في "أَنْزَلْناها" لَيْسَ عائدًا عَلَى "سُورَةً" بَلْ عَلى الأَحْكَامِ. فَكأَنَّما قِيلَ: أَنْزلنا الأَحكامَ سُورَةً مِنْ سُوَرِ القُرْآنِ، فَهَذِهِ الأَحْكامُ ثابتَةٌ بِالْقُرْآنِ، بِخَلافِ غَيْرِهَا، فإنَّهُ قَدْ ثَبَتَتْ بالسُّنَّةِ.
قَرأَ العامَّةُ: {وَفَرَضْنَاهَا} بِالتَّخْفيفِ، بِمَعنى: أَوْجَبْناها وَجَعَلْنَاهَا مَقطوعًا بها. وَقَرَأَ ابْنُ كَثيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو "فرَّضْناها" بِتَشْديدِ الرَّاءِ. إِمَّا للمُبالَغَةِ في الإِيجابِ وَالتَوْكَيدِ، وَإِمَّا لِتَكْثيرِ أَعْدادِ المكلَّفينَ المَفْروضِ عَلَيْهِمْ، وَإِمَّا لِتَكْثيرِ الأُمورِ المَفْروضةِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: