روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 51

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 51 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 51 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 51   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 51 I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 29, 2021 7:29 pm

الموسوعة القرآني
فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ
تفسير ـ أسباب نزول ـ أحكام ـ إعراب ـ تحليل لغة ـ قراءات
اختيار وتأليف:
الشاعر عبد القادر الأسود
الجزءُ الثامنَ عَشَرَ ـ المُجَلَّدُ الخامسُ وَالثلاثونَ
سُورَةُ المؤمنونَ، الآية: 51


يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)


قولُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} أَيْ: قُلْنَا لِكُلِّ رَسُولٍ مِمَّنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ في الآياتِ السَّابقةِ وَذَلِكَ عَلَى طَرِيقَةِ التَّوْزِيعِ لِمَدْلُولِ الْكَلَامِ الشَّائِعَةِ فِي خِطَابِ الْجَمَاعَاتِ: كُلْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ واعْمَلوا صالِحًا .. . وَذَلِكَ كَقَوْلِهِمْ: رَكِبَ الْقَوْمُ دَوَابَّهُمْ. فَقَدْ حُكِيَ هَذَا الخِطابُ هُنَا بِالْمَعْنَى لِأَنَّهُ لَمْ يُوَجَّهْ لِلرُّسُلِ جَمِيعِهِم فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ بِسبَبِ اخْتِلَافِ عُصُورِهِمْ.
فَقَدْ قَالَ بَعْضُ عُلَمَاءِ التَّفسيرِ: إِنَّ هَذا الخِطَابَ هُوَ لِجَمِيعِ المُرْسَلينَ مِنْ لَدُنِ آدَمَ إِلَى خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ـ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ـ عَلَيْهِ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ، وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، فَكَأَنَّهُ إِخْبَارٌ عَمَّا قِيلَ لَهُمْ واحِدًا واحدًا.
وَهُوَ نِدَاءُ خِطابٍ لَّهُمْ جَميعًا باعْتِبَارِ زَمَانِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، فَقَدْ دَخَلَ فِيهِ سَيُّدُنا مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِيسَى ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، دُخُولًا أَوَّلِيًّا. وَهَذَا هُوَ قَوْلُ الضَّحَّاكِ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، وَمَعْنَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عنْهُمَا، فِي رِوَايَةِ عَطَاءٍ عَنْهُ. وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ جَريرٍ الطَّبَريِّ في تفسيرِهِ.
وقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ في تفسيرِهِ "الكَشَّافُ" (3/34): وَإِنَّما ذُكِرَ أَنَّ الرُّسُلَ نُودُوا بِذَلِكَ وَوُصُّوا بِهِ، لِيَعْتَقِدَ السَّامِعُ أَنَّ أَمْرًا نُودِيَ لَهُ جَمِيعُ الرُّسُلِ وَوُصُّوا بِهِ حَقِيقٌ أَنْ يُؤْخَذَ بِهِ وَيُعْمَلَ عَلَيْهِ.
وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا ما أخْرَجَهُ الأَئِمَّةُ مِنْ حَديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ، أَنَّهُ قالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا للهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} الآيَةَ: 172، مِنْ سورةِ البَقَرَةِ، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟)). أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: (8839). وأَحْمَدُ: (2/328، برقم: 8330). وَالدَّارِمِيُّ: (2717). وَالبُخارِيُّ في "رَفْعِ اليَدَيْنِ": (91). وَمُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ" كِتَابُ الزَّكاةِ ـ بابُ قَبُولِ الصَّدَقَةِ مِنَ الكَسْبِ الطَّيِّبِ وَتَرْبِيَتُهَا: (2/703، برقم: 2309)، والنَّصُّ لَهُ. وَالتِّرْمِذِيُّ فِي "جَامِعِهِ" (كِتَابُ التَّفْسِيرِ) ـ بابُ: وَمِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ: (8/333 ـ 334). وَغَيْرُهُم.
وقالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ، ومُجَاهِدٌ، وَقَتَادَةُ، وَالسُّدِّيُّ، وَالْكَلْبِيُّ، ومقاتلٌ: يَعْنِي سَيِّدَنا مُحَمَّدًا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحْدَهُ. وهوَ ما اخْتَارَهُ الفَرَّاءُ، والقُتَيْبِيُّ، وَالزَّجَّاجُ، فيما ذَكَرَهُ عنهمُ الثَّعْلَبِيُّ في تفسيرِهِ: (3/62). وَابْنُ الجَوْزِيِّ في تفسيرِهِ: (5/477).
قال الفَرَّاءُ في "مَعَاني القُرْآنِ" لهُ: (2/237): أَرَادَ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَمَعَ، فهوَ كَمَا يُقَالُ فِي الكَلَامِ لِلرَّجُلِ الوَاحِدِ: أَيُّها القَوْمُ كُفُّوا عَنَّا أَذَاكُمْ. قَالَ: وَمِثْلُهُ قولُهُ ـ تَعَالى، في الآيةَ: 173، مِنْ سُورةِ آلِ عِمْرَانَ: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل}. وَالقائلُ هُوَ نَعِيمُ بْنُ مَسْعُودٍ، وكانَ رَجُلًا مِنْ أَشْجَعَ. فَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَدْ جَعَلَ لِهُ جُعْلًا عَلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ، بَعْدَ وَقْعَةِ أُحُدٍ فَيُخْبِرَهُ أَنَّ قُرَيْشًا قَدْ اجْتَمَعَتْ وَأَقْبَلَتْ لِحَرْبِهِ، هِيَ وَمَنْ انْضَافَ إِلَيْهَا مِنْ قبائلِ العَرَبِ. حَكَى ذَلِكَ الإِمامُ القُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ "الجامِعُ لِأَحْكامِ الْقُرْآنِ": (12/279)، نَقْلًا عَنِ الأَئِمَّةِ: مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُقَاتِلٍ، وَالكَلْبِيِّ ـ رحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ في "مَعَانِي القُرْآنِ وإعْرابُهُ" لهُ، (4/15): وَإِنَّمَا خُوطِبَ بِهَذَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقيلَ: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ"، وَتَضَمَّنَ هَذَا الخِطَابُ أَنَّ الرُّسُلَ جَميعًا كَذَا أُمِرُوا.
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ في "غَريبُ القُرْآنِ" لهُ: (3/297): خُوطِبَ بِهِ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحْدَهُ عَلَى مَذْهَبِ العَرَبِ فِي مُخَاطَبَةِ الوَاحِدِ مُخَاطَبَةَ الجَمِيعِ.
وَقالَ الطَّبَرِيُّ في تفسيرِهِ: (18/28): هَذَا إِخْبَارٌ عَمَّا قِيلَ لِعِيسَى ـ عَلَيْهِ السَّلامٌ، وَهَذَا الخِطَابُ لَهُ. وَمِثْلَ ذَلِكَ قالَ الثَّعْلَبِيُّ في تفْسيرِهِ: (3/62 أ). وَاحْتَجَّ بْنُ جَريرٍ لِقولِهِ هَذَا بِحَديثِ أَبي إِسْحَاقٍ السُبَيْعِيِّ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ الهَمَدانِيِّ، شَيْخِ الكُوفَةِ، وَعَالِمِها، وَمُحَدِّثِهَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ: كانَ عِيسَى يَأْكُلُ مِنْ غَزْلِ أُمِّهِ. تَفْسيرُ الطَّبَرِيِّ: (18/28). وَ "الدُّرُّ المَنْثُورُ" لِلإِمَامُ السُّيُوطِيُّ: (6/100)، عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَابْنِ المُنْذِرِ، وَابْنِ أَبي حَاتِمٍ. وَرَوى عَبْدَانُ فِي "الصَّحابَةِ" عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ مَرْفُوعًا، أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ في هَذِهِ الآيَةِ: ((ذَاكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ غَزْلِ أُمِّهِ)). وأَخرجَهُ الضِّياءُ المَقْدِسِيُّ في المُنْتَقَى: (صَ: 230). عَنْ عَمْرِو ابِنِ شُرَحْبِيلَ مَوْقوفًا. وَقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ تَعْقيبًا عَلَى هَذَا الْحَديثِ: وَالْمَشْهُورُ أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ بَقَلِ البَرِيَّةِ. "المُحَرَّرُ الوَجيزُ": (10/365).
وَالْأَمْرُ بأكْلِ الطَّيِّباتِ هوَ هُنَا لِلْإِبَاحَةِ، وَالْمُرَادُ بِهِ لَازِمُهُ، وَهُوَ إِعْلَامُ الْمُكَذِّبِينَ بِأَنَّ الْأَكْلَ أَمْرٌ جِبِلِّيٌّ لِلْبَشَرِ، وَلَا يُنَافِي الرِّسَالَةَ، وَأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَ الرُّسُلَ قدْ أَبَاحَ لَهُمُ الْأَكْلَ.
وَالأَمْرُ بالأَكْلِ مُتَعَلِّقٌ بِكَسْبِ الْمُبَاحِ، شَرْطَ أَنْ يَكُونَ مِنَ الطَّيِّبَاتِ، وَمَعناهُ أَنْ يَكُونَ الْمَأْكُولُ طَيِّبًا.
وَفيهِ رَدٌّ عَلَى الْمُكَذِّبِينَ وَبَيَانٌ لهم بأنَّ المُرْسَلينَ إِنَّمَا يَجْتَنِبُونَ الْخَبَائِثَ الَّتي حَرَّمها اللهُ فَلَا يَقْرَبُونَها، وَلَا يَجْتَنِبُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ لَهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ، فَإنَّ الأَكْلَ مِنْهَا لَيْسَ بِحَرَامٍ وَلَا مَكْرُوهٍ.
قولُهُ: {وَاعْمَلُوا صَالِحًا} أَيْ: اعْمَلُوا بِمَا أَمَرَكُمُ اللهُ، وَأَطِيعُوا ربَّكمْ فِي كُلِّ ما أَمْرَكمْ بِهِ وَما نَهاكمْ عَنْهُ. كَقَوْلِهِ ـ تَعَالَى، مِنْ سورةِ المائدَةَ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُنَاحٌ فِيما طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} الآيةِ: 93، وفيِهِ إِيمَاءً إِلَى أَنَّ هِمَّةَ رُسُلِ اللهِ ـ عليْهِمُ السَّلامُ، إِنَّمَا هِيَ مَصْروفَةٌ إِلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لا غيْرَ.
قولُهُ: {إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} فَلَا يَخْفَى عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِكُمِ. وهذا الخَبَرُ مُسْتَعْمَلٌ فِي التَّحْريضِ عَلَى الِاسْتِزَادَةِ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِأَنَّهُ مُتَضَمِّنٌ الْوَعْدَ بِالْجَزَاءِ عَنْهَا، وَأَنَّهُ ـ سُبْحانَهُ، لَا يَضِيعُ مِنْهُ شَيْءٌ.
قولُهُ تَعَالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ} يا: حَرْفُ نِداءٍ. و "أَيُّ" مُنَادَى نَكِرَةٌ مَقْصُودَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الضَّمِ في مَحَلِّ النَّصْبِ عَلى النِّداءِ. و "هَا" حَرْفٌ زَائِدٌ للتَّنْبِيهِ. و "الرُّسُلُ" صِفَةٌ لِـ "أَيُّ"، أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ لَهُ، أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ، وَجُمْلَةُ النِّداءِ هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنَافًا ابْتِدَائِيًّا، أَيْ قُلْنَا: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا. وَالْغَرَضُ مِنْ هَذَا بَيَانُ كَرَامَةِ الرُّسُلِ عِنْدَ اللهِ ـ تَعَالى، وَنَزَاهَتِهِمْ فِي أُمُورِهِمُ الْجُسْمَانِيَّةِ وَالرُّوحَانِيَّةِ، فَالْأَكْلُ مِنَ الطَّيِّبَاتِ نَزَاهَةٌ جِسْمِيَّةٌ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ نَزَاهَةٌ نَفْسَانِيَّةٌ.
قولُهُ: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} كُلُوا: فِعْلُ أَمْرٍ مبنيٌّ على حَذْفِ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ. و "مِنَ" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "كُلُوا"، و "الطَّيِّبَاتِ" مَجْرُورٌ بحرفِ الجَرِّ. وَالجُمْلةُ جَوَابُ النِّداءِ لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {وَاعْمَلُوا صَالِحًا} الوَاوُ: للعَطْفِ، وَ "اعْمَلُوا" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الضَّمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعةِ، وواوُ الجماعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والألِفُ فارقةٌ، و "صَالِحًا" مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ مَنْصُوبٌ بِهِ على كونِهِ مَفْعُولٌ لَهُ، وُهُوَ وَاقِعٌ عَلَى نَفْسِ المَعْمُولِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكونَ نَعْتًا لِمَصْدَرٍ مَحْذوفٍ، والتقديرُ: وَاعْمَلُوا عَمَلًا صَالِحًا مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلَى مَا يَعْمَلُونَهُ، فهوَ كَقَوْلِهمْ: (تُعْطِي وَتَمْنْعُ). وَالْجُمْلةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ مَعْطوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ قولِهِ: "كُلُوا"، عَلَى كَوْنِها جَوَابَ النِّداءِ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
قَوْلُهُ: {إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} إِنِّي: حرفٌ ناصِبٌ، ناسِخٌ، مُشَبَّهٌ بالفِعْلِ، وياءُ المتَكَلِّمِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصْبِ، اسْمُهُ. و "بِمَا" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "عَلِيمٌ"، و "مَا" اسْمٌ مَوصولٌ أوْ نَكِرَةٌ مَوْصوفةٌ، مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجَّرِ. وَ "تَعْمَلُونَ" فِعْلٌ مُضارعٌ مَرْفوعٌ لتجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وَعَلامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، وَوَاوُ الجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ. والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ صِلَةٌ لِـ "مَا" إِنْ كانتْ مَوصولةً فليسَ لها محلٌّ مِنَ الإعرابِ، أَوْ صِفَةٌ لَهَا في محلِّ الجَرِّ إِنْ كانتْ "ما" نَكِرَةً مَوْصوفةً، والعائدُ، أَوِ الرَّابِطُ مَحْذوفُ، والتقديرُ: تَعْمَلُونَهُ. و "عَلِيمٌ" خَبَرُ "إِنَّ" مرفوعٌ بها، وَجُمْلَةُ "إِنَّ" منِ اسْمِها وخبرِها جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَعْلِيلِ مَا قَبْلهَا لَا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 51
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: