خمرةُ الحُسْنِ المَهيبِ
بِعَنْدَلَةٍ مِنَ الغَرِدِ الطَروبِ ... تُُحاكي في النَّوى لَحْنَ الغُيُوبِ
دَعاهُ الحُبُّ للنَّجْوى فَنادى ... رِفاقَ الوَجْدِ بالشَّجْوِ العجيبِ
وَراحَ يَبُثُّ شَكْواهُ وَيَهْفُو ... وليسَ لَهُ هنالكَ مِنْ مُجيبِ
•••ِ
بِعربدةٍ مِنَ النَزِقِ الغَضوبِ ... جَرى نَشْوانَ يَهْزَأ بالرَّقيبِ
تَغَشّى ضِفَّتَيْهِ الدِّلْبُ دَهْرًا... يُعاقِرُ خَمْرَةَ الحُسْنِ المَهيبِ
تَثَنّى فوقَه الصَّفْصافُ أُنْثى ... تُذيبُ الصَّبَّ بالقَدِّ اللَّعوبِ
***
بهَسْهَسَةِ الغُصونِ حَنَتْ عَلَيْنا ... تُحَيِّينا بِأَنفاسِ الطُّيُوبِ
وهَفْهَفَةِ النُّسَيْماتِ العَذَارَى ... تُناجي في الضُّحَى نَسَمَ الغُروبِ
ووَسْوَسَةِ الضَّفيراتِ الحَيارى ... يُغازِلُها فَتى الوادي الخَصيبِ
•••
فَواشَوْقاهُ للنَّزِقِ المُعَنَّى ... ووَاوَجْداهُ بالغَرِدِ الطَّروبِ
***
بَعُدْنا عَنْكِ؟ لَا وَالحُبِّ غِبْنا ... كَمَا غابَ المُحِبُّ عَنِ الحَبيبِ
تَباريحٌ وأَشواقٌ وَوَجْدٌ ... ونيران تَلَظَّى في القُلوبِ
إذا بالبُعٌدِ أَمْضَى الدَّهْرُ أَمْرًا ... أَجِبْه فُليسَ ثَمَّةَ مِنْ حَسيبِ
عبد القادر الأسود