يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ
(20)
قولُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ} تَتِمَّةٌ لِقَوْلِهِ مِنَ الآيَةِ الَّتي قَبْلَهَا: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيم} فَإِنَّ الحَمِيمَ الَّذي هُوَ المَاءُ الحَارُّ إِذَا صُبَّ فَوْقَ رُؤوسِهِمْ أَذَابَ مَا فِي بُطُونِهم، مِنْ أَمْعَاءَ وغيرِهَا فَخَرَجَتْ دُبورِهِم، كَقَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ سُورةِ سيِّدِنا محمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} الآيةَ: 15. ثُمَّ تَعُودُ كَمَا كانَتْ، وَيُعَادُ الصَّبُ عَلَيْها، وَهَكَذَا تَتَكَرَّرُ العمليَّةُ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ ـ تَعَالى، نُعُوذُ بِهِ مِنْ غَضَبِهِ وعذابِهِ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ "يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بِطُونِهِمْ" قَالَ: تَسِيلُ أَمْعَاؤهُمْ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ في تَفْسِيرِ الآيَةِ: يَأْتِيهِ الْمَلَكُ يَحْمِلُ الْإِنَاءَ بِكَلْبَتَيْنِ مِنْ حَرَارَتِهِ، فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْ وَجْهِهِ تَكَرَّهَهُ، فَيَرْفَعُ مِقْمَعَةً مَعَهُ، فَيَضْرِبُ بِهَا رَأْسَهُ، فَيَفْدَغُ دِمَاغَهُ، ثُمَّ يُفَرِّغُ الْإِنَاءَ مِنْ دِمَاغِهِ، فَيَصِلُ إِلَى جَوْفِهِ مِنْ دِمَاغِهِ، فَذَلِك قَوْلُهُ: "يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بِطُونِهِمْ والجُلود". وَرَوَاهُ ابنُ أبي حاتمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ السَّرِيِّ الأَنْطاكِيِّ ـ أَيْضًا.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالَى: "يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ"، قَالَ: يَمْشُونَ وَأَمْعَاؤُهُمْ تَسَّاقَطُ وَجُلُودُهُمْ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ، والطَّسْتِيُّ فِي مَسَائِلِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، أَنَّ نَافِعَ بْنَ الْأَزْرَقِ سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ "يُصْهَرُ" قَالَ: يُذَابُ. و "مَا فِي بُطونِهم" قالَ: إِذَا شَرِبُوا الْحَمِيمَ.
قَالَ: وَهَلْ تَعْرِفُ الْعَرَبُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعْم. أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ الطِّرِمَّاحِ بْنِ حكيمٍ:
سَخُنَتْ صُهَارَتُهُ فَظَلَّ عُثَانُهُ ................. فِي سَيْطَلٍ كُفِيَتْ بِهِ يَتَرَدَّدُ
وقال الأَخْطَلُ:
فَظَلَّ مُرْتَبِئًا للشَّمْسِ تَصْهَرُهُ ........ حَتَّى إِذَا الشَّمْسُ مَالَتْ جَانِبًا عَدَلَا
وقيلَ: البَيْتُ لِذِي الرُّمَّةِ، وهو مِنْ قَصِيدَةٍ لهُ يَصِفُ فِيهَا الحَرْبَاءَ، وَمِمَّا جَاءَ فِيهَا:
وَقَدْ تَبِيتُ هُمُومُ النَّفْسِ تَبْعَثُنِي ......... مِنْهَا نَوَافِذُ حَتَّى أَعْمَلَ الجَمَلَا
إِذْ لَا تَجَهَّمُني أَرْضُ العَدُوِّ وَلَا ......... عَسَفُ البِلادِ إِذَا حَرْبَاؤُهَا جَذِلَا
يَظَلُّ مُرْتَبِئًا للشَّمْسِ تَصْهَرُهُ....... ... إِذَا رَأَى الشَّمْسَ مَالَتْ جَانِبًا عَدَلَا
كَأَنَّهُ حِينَ يَمْتَدُّ النَّهَارُ لَهُ .................. إِذَا اسْتَقَلَّ يَمَانٍ يَقْرَأُ الطِوَلا
وَقَدْ لَبِسْتُ لِهَذَا الدَّهْرِ أَعْصُرَهُ ... حَتَّى تَجَلَّلَ رَأْسِي الشَّيْبُ وَاشْتَعَلَا
قولُهُ: (يَظَلُّ مُرْتَبِئًا للشَّمْسِ)، أَيْ: يظَلُّ مُرْتقِبًا لَهَا. وَارْتَبَأَ الشَّمْسَ مَتَى تَغْرُبُ أَيْ: ارْتَقَبَ غُرُوبَهَا. فَإِذَا تَلَأْلَأَ ظَهْرُ الحَرْبَاءِ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ قِيلَ قد صَهَرَهُ الحَرُّ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، فِي قَوْلِهِ: "يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ"، قَالَ: يُسْقَوْنَ مَاءً إِذَا دَخَلَ بُطُونَهُمْ أَذَابَهَا، وَالجُلُودُ مَعَ الْبُطُونِ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ"، قَالَ: يُذَابُ إِذَابَةً. وَقَدْ أَخْرَجَ أَيْضًا ابْنُ أَبي شَيْبَةَ عَنِ الضَّحَّاكِ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنْهُ، مِثْلَ ذَلِكَ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ جَريرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: "يُصْهَرُ بِهِ" قَالَ: يُذَابُ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ عَطاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ فِي قَوْلِهِ: "يُصْهَرُ بِهِ" قَالَ: يُذَابُ كَمَا يُذَابُ الشَّحْمُ.
وَالْإِصْهَارُ في اللُّغَةِ: الْإِذَابَةُ بِالنَّارِ أَوْ بِحَرَارَةِ الشَّمْسِ، وَقَدْ سُمِّيَ الصِّهْرُ صِهْرًا لِامْتِزَاجِهِ بِأَصْهَارِهِ تَخَيُّلًا لِشِدَّةِ المُخَالَطَةِ. وَيُقَالُ: أَصْهَرَهُ وَصَهَرَهُ. فتَقولُ: صَهَرْتُ الشَّحْمَ: إِذا أَذَبْتَهُ. وَالصُّهَارَةُ: الأَلْيَةُ المُذَابَةُ، وَصَهَرَتْهُ الشَّمْسُ: أَذَابَتْهُ بِحَرَّهَا، وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ أَحْمَرَ يَصِفُ تَغْذِيَةَ قَطَاةٍ لِفَرْخِهَا فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ:
تُرْوَى لَقًى أُلْقِيَ فِي صَفْصَفٍ .............. تَصْهَرُهُ الشَّمْسُ فَمَا يَنْصَهِرُ
أَيْ: تُذِيبُهُ الشَّمْسُ، فَيَصْبِرُ عَلَى ذَلِكَ، وَلَا يَذُوبُ.
وَقِيلَ الصَّهْرُ هُوَ الإِحْرَاقُ، فَصَهَرَهُ بِالنَّارِ، أَصْهَرَهُ: أَيْ: أَنْضَجَهُ. وَقالَ الأَزْهَرِيُّ في "تَهْذيبِ اللُّغَةِ" لَهُ: (6/109)، المَعْنَى: يَغْلِي بِهِ مَا فِي بُطونِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ أَدْباَرَهِمْ. وَهُوَ ما اخْتارَهُ أبو إسْحاقٍ الزَّجَّاجُ في "مَعَانِي القُرْآنِ وإِعرابُهُ" لَهُ: (3/419).
قَوْلُهُ: {وَالْجُلُودُ} هُو مَعْطُوفٌ عَلَى "مَا" مِنْ قَوْلِهِ: "يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ" الَّتِي هِيَ نَائِبُ فَاعِلِ "يُصْهَرُ" وَهُوَ الظَّاهِرُ الْمُتَبَادِرِ مِنَ الْآيَةِ، وَعَلَيْهِ فَإِنَّ ذَلِكَ الْحَمِيمَ الَّذي يُصَبُّ عَلَى رُؤوسِهِم، فَيُذِيبُ أَحْشاءَهمُ الَّتي فِي بُطُونِهِمْ لِشِدَّةِ حَرَارَتِهِ، يُذيبُ أَيْضًا جلودَهُمْ، وهذا مَا يقتضيهِ العطْفُ. إِذِ الْمَعْنَى: يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ، وَتُصْهَرُ بِهِ الْجُلُودُ؛ أَيْ: جُلُودُهُمْ، فَالْأَلِفُ وَاللَّامُ قَامَتَا مَقَامَ الْإِضَافَةِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَالْجُلُودُ مَرْفُوعٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ مَعْطُوفٍ عَلَى تُصْهَرُ، والتَقْدِيرُ: وَتُحْرَقُ بِهِ الْجُلُودُ، وَنَظِيرُ ذَلِكَ التَقْدِيرِ للْعَامِلِ الْمَحْذُوفِ وَنَظِيرُ ذَلِكَ التَقْدِيرِ للْعَامِلِ الْمَحْذُوفِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ ـ تَعَالَى مِنْ سُورةِ الحَشْرِ: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} الْآيَةَ: 9؛ أَيْ: وَأَخْلَصُوا الْإِيمَانَ، أَوْ أَلِفُوا الْإِيمَانَ، وَمِنْ مِثلِ ذلكَ في تَقْديرِ المَحْذوفِ الرَّافِعِ، وَالَّذي بَقِيَ مَعْمُولُهُ مَرْفُوعًا بَعْدَ الْوَاوِ، قَوْلُ الشَّاعِر لَبِيدِ بْنِ ربيعَةِ مِنْ مُعَلَّقَتِهِ الشَّهيرَةِ:
فَعَلَا فُرُوعُ الْأَيْهَقَانِ وَأَطْفَلَتْ ............... بِالْجَلْهَتَيْنِ ظِبَاؤُهَا وَنَعَامُهَا
أَيْ: وَبَاضَ نَعَامُهَا، لِأَنَّ النَّعَامَةَ لَا تَلِدُ، وَإِنَّمَا تَضَعُ بِيضًا، بِخِلَافِ الظَّبْيَةِ الَّتِي تَلِدُ ولا تَبيضُ، وَمِثَالُهُ فِي الْمَنْصُوبِ قَوْلُ الْرَّعي النُّميرِيِّ:
إِذَا مَا الْغَانِيَاتِ بَرَزْنَ يَوْمًا .................. وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا
يَعْنِي زَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ، وَأَكْحَلْنَ الْعُيُونَ لأَنَّ العُيونَ لَا تُزَجَّجُ وإِنَّما تُكْحَلُ. وَمثْلُهُ قَوْلُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزَّبْعَرَى ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
وَرَأَيْتُ زَوْجَكِ فِي الْوَغَى .......................... مُتَقَلِّدًا سيفًا وَرُمْحَا
أَيْ: وَحَامِلًا رُمْحًا، لِأَنَّ الرُّمْحَ لَا يُتَقَلَّدُ وإنَّما يُحْمَلُ حَمْلًا. وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الشَّاعِرِ خَالِدِ بْنِ الطَّيْفانِ يَصِفُ ضَبًّا:
تَرَاهُ كَأَنَّ اللهَ يَجْدَعُ أَنْفَهُ .................. وَعَيْنَيْهِ إِنْ مَوْلَاهُ ثَابَ لَهُ وَفْرُ
يَعْنِي: وَيَفْقَأُ عَيْنَيْهِ، لأنَّ العَيْنَ لا تُجْدَعُ جدْعًا وإنَّما تُفْقَأُ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالَى: "وَالجُلُودُ"، قَالَ: تَتَنَاثَرُ جُلُودُهُمْ حَتَّى يَقُومَ كُلُّ عُضْوٍ بِحِيَالِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالى: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} يُصْهَرُ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَجْهُولِ (مُغَيَّرُ الصِّيغةِ). وَ "بِهِ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يُصْهَرُ"، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرْفِ الجَرِّ. و "مَا" اسْمٌ مَوْصُولٌ بمعنى "الذي" مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ، نَائِبًا عَنْ فاعِلِ "يُصْهَرُ". وَ "فِي" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِصِلَةِ المَوْصُولِ، وَ "بُطونِهِمْ" مجرورٌ بحَرْفِ الجَرِّ، وهوَ مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ، والميمُ علامةُ جمعِ المُذَكَّر. وَ "وَالجُلُودُ" مَعْطُوفٌ عَلَى "مَا" الْمَوْصُولَةِ، وَتَأْخِيرُهُ إِمَّا لِمُرَاعَاةِ الفَوَاصِلِ ونهاياتِ الآياتِ، أَوْ لِلْإِشْعَارِ بِغَايَةِ شِدَّةِ الحَرَارَةِ، بِإِيهَامِ أَنَّ تَأْثِيرَهَا فِي الباطِنِ أَقْوَى مِنْ تَأْثِيرِهَا فِي الظَّاهِرِ، مَعَ أَنَّ مُلَابَسَتَهَا بِالْعَكْسِ. إِذًا فَهُوَ مَرْفُوعٌ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ، أَيْ: وَتُحْرَقُ الجُلُودُ. قَالُوا: لِأَنَّ الجِلْدَ لَا يُذابُ، إِنَّمَا يَنْقَبِضُ وَيَنْكَمِشُ إِذَا صَلِي النَّارَ. وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الحَالِ مِنْ قولِهِ ـ تَعَالى، في الآيَةِ الَّتي قَبْلَهَا {الحَمِيمِ}.
قَرَأَ العامَّةُ: {يُصْهَرُ}، وَقَرَأَ الْحَسَنُ، وَآخَرونَ: "يُصَهَّرُ" بِفَتْحِ الصَّادِ وَتَشْديدِ الهَاءِ.