روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 88

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية:  88 Jb12915568671



الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية:  88 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 88   الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية:  88 I_icon_minitimeالأحد مايو 05, 2019 12:34 pm

قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)


قولُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ} اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ لِمَضْمُونِ جُمْلَةِ: {إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا} مِنَ الآيةِ: 87، السابقَةِ، وتَنْويهٌ بِشَرَفِ الْقُرْآنَ العَظِيمِ، وَاحْتِجَاجٌ عَلَيْهِمْ بِالمُعْجِزَةِ مِنَ اللهِ ـ جَلَّ وَعَزَّ وَتَبَارَكَ، والاجْتِمَاعُ المَقْصُودُ هُنَا اتِّفَاقُ الرَّأْيِ وَاتِّحَادُ الجُهْدِ. أَيْ: لَوْ تَوَارَدَتْ عُقُولُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ عَلَى أَنْ يَأْتِيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَمَا أَتَوْا بِمِثْلِهِ. فَهُوَ اجْتِمَاعُ الرَّأْيِ لَا اجْتِمَاعُ التَّعَاوُنِ، كَمَا تَدُلُّ عَلَيْهِ الْمُبَالَغَةُ فِي قَوْلِهِ بَعْدَ ذَلِكِ: وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا. فقد أَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ} الْآيَةَ، قَالَ: يَقُول: لَوْ بَرَزَتِ الْجِنُّ وَأَعَانَهُمْ الْإِنْسُ فَتَظَاهَرُوا لَمْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ.
وَذَكَرَ الْإِنْسَ الْجِنَّ مَعًا للتَّعْمِيمِ، ولَأَنَّ أُولئِكَ الْذينَ تحدَّاهُمْ بِإِعْجَازِ الْقُرْآنِ كَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّ الْجِنَّ يَقْدِرُونَ عَلَى الْأَعْمَالِ الْعَظِيمَةِ، وكانَ مَنْهُمْ مَنْ يَقولُ بَأَنَّ الجَانَّ هُمُ الذينَ يُوحُونَ للنَّبِيِّ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، بالقرآنِ الكريمِ أَوْ يُساعِدونَهُ فِيهِ. فَقَدْ تَحَدَّاهم ـ وَهُمْ فُرسَانُ البَلاغَةِ وَأَهْلُ البَيَانِ وَتَأْلِيفِ الكَلامِ، أَنْ يَأْتوا بِمِثْلِ مَا أَتَى بِهِ رَسُولُهُ الأَعْظَمُ، وحَبيبُهُ الأكرمُ، مُحَمَّدٌ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى وَلَوَ أَنَّ الجِنِّ عَاوَنَتْهم عَلَى ذَلِكَ. وقدْ جاءَتْ هَذِهِ الآيَةُ الكَريمَةُ رَدًّا عَلَى النَّضْرِ بْنِ الحارِثِ، وتَكْذِيبًا لَهُ حِينَ قَالَ: {لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا} الآيَةَ: 31، مِنْ سُورَةِ الأَنْفالِ، وعَلَى غَيْرِهِ مِنْ الَّذِينَ لَمْ تَزِدْهُمُ آياتُ هَذَا القُرْآنِ {إِلَّا خَسَارًا}.
وَقالَ مُقاتِل في: (1/219 أ) مِنْ تَفْسِيرِهِ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَحَدَّاهُمْ أَوَّلًا فَقَالَ: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ} الآية: 13، منْ سُورةِ هُود، فَعَجَزُوا عَنْ ذَلِكَ، فَتَحَدَّاهمْ، وَقَالَ: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} الآيَة: 23، مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ، فَعَجَزُوا، فآيَسَهُمُ اللهُ تَعَالى عَنْ مُعَارَضَتِهِ بِمِثْلِ مَا أَتَى بِهِ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ.
قولُهُ: {عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ} فِي بَلاغَتِهِ وَحُسْنِ نَظْمِهِ وكَمَالِ مَعْانيهِ وآدابِهِ وَشَرَائِعِهِ، وَإِخْبَارِهِ عَنِ الْغُيُوبِ، وَهُوَ كَلامٌ فِي أَعْلَى طَبَقَاتِ البَلاغَةِ، لَا يُشْبِهُ كَلَامَ الْخَلْقِ، لِأَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَلَوْ كَانَ مَخْلُوقًا لأَتَوْا بِمِثْلِهِ. وَهِيَ نَوَاحِي إِعْجَازِ الْقُرْآنِ اللَّفْظِيِّ وَالْعِلْمِيِّ. والمَثَلُ الذي طُلِبَ مِنْهمْ فِي التَحَدِّي كَلامٌ لَهُ نَظْمٌ كَنَظْمِ القُرْآنِ فِي أَعْلى مَرَاتِبِ البَلاغَةِ، إِذَا قُوبِلَ بِهِ ظَهَرَ أَنَّهُ فِي تِلْكَ المَنْزِلَةِ، كَمَا يَكونُ بَيْنَ الشُعَرَاءِ مِنْ مُعَارَضَةِ القَصِيدَةِ بِالقَصِيدَةِ؛ كَمُعَارَضَةِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبَدَةَ بْنِ النُّعْمانِ التَمِيمِيِّ، المُلَقَّبِ بالفَحْلِ، لامْرِئِ القَيْسِ، وَمُعارَضَةِ جَرِيرِ بْنِ عطيَّةَ للفَرَزْدَقِ، ولَمَّا عَرَضَ المُشْركونَ القُرْآنَ الكريمَ عَلَى جَمِيعِ أَجْنَاسِ كلامِهِمْ الثمانيةِ: شِعْرٍ، رَجَزٍ، زَجَلٍ، سَجْعٍ، خُطْبَةٍ، قَصٍّ، رَسائِلَ، وما يَدُورُ بَيْنَ النَّاسِ فِيما يَحْتَاجُونَ إِليْهِ، وجدوه مخالفًا لأَساليبِهِم كُلِّها، فعَجَزُوا عَنْ مُعَارَضَتِهِ في نَظْمِهِ وبَلاغَتِهِ، ولَمْ يَكُنْ وَاحِدًا مِنْ هَذِهِ الأَجْناسِ يُشْبِهُ نَظْمَ القُرْآنِ.
وقولهُ: {لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} جَوَابُ الْقَسَمِ الْمَحْذُوفِ. وَقَدْ جُرِّدَ الْجَوَابُ مِنَ اللَّامِ الْغَالِبِ اقْتِرَانُهَا بِجَوَابِ الْقَسَمِ، كَرَاهِيَةَ اجْتِمَاعِ لَامَيْنِ: لَامِ الْقَسَمِ، وَلَامِ النَّافِيَةِ. وقدْ جاءَ جوابُ "لِئِنْ" هَذَا مَرْفوعًا، وَإِنَّما رُفِعَ لِتَغَلُّبَ جَوابِ القَسَمِ عَلى جَوَابِ "إِنْ" لِوُقُوعِهِ فِي صَدْرِ الكَلامِ. قَالَهُ الإِمَامُ الطُوسِيُّ فِي: (6/517) مِنْ تَفْسِيرِهِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: والعَرَبُ إِذَا أَجَابَتْ "لَئِنْ" بِـ "لا" جَعَلُوا مَا بَعْدَ "لا" رَفْعًا، لِأَنَّ "لَئِنْ" كَالْيَمِينِ، وَجَوابُ اليَمِينِ بِـ "لا" مَرْفُوعٌ، وَرُبَّمَا جَزَمَ الشَّاعِرُ بِـ "لَئِنْ" وَجوابُهَا؛ لِأَنَّ "لَئِنْ" هِيَ "إِنْ" التي يُجَازَى بِهَا زِيدَتْ عَلَيْهَا لامُ، وأَنْشَدَ للْأَعْشَى:
لَئِنْ مُنِيْتَ بِنَا عَنْ غِبِّ مَعْرَكَةٍ ............ لا تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ
فَجَزَمَ الجَوابَ بِـ "لا" وَكَانَ حَقَّهُ الرَّفْعُ "لَا تُلْفِينَا" بِإِثْباتِ الياءِ، جَوَابًا للقَسَمِ المُتَقَدَّمِ عَلَى الشَّرْطِ، لَكِنَّهُ جَزَمَهُ بِحَذْفِهَا لأَنَّهُ جَعَلَهُ جَوَابًا لـ ""إِنْ" الشَّرْطِ، وَلَمْ يُجِبِ القَسَمَ، بَلْ حَذَفَهُ لِدَلَالَةِ جَوابِ الشَّرْطِ عَلَيْهِ، قالَ: وَأَنْشَدَنِي الكِسَائيُّ:
لَئِنْ تَكُ قد ضَاقتْ عليكم بلادُكُم .......... لَيَعْلَمْ رَبِّي أَنَّ بَيْتِي لَوَاسِعُ
هَذَا البَيْتُ: للْكُمَيْتِ بْنِ مَعْروفٍ الأَسَديِّ، فَجَزَمِ بِـ "لَئِنْ". مَعَانِي القُرْآنِ للفَرَّاءِ: (2/131). وَيَقُولُ السَّمِينُ الحَلَبِيُّ في الدُرِّ المَصُونِ: وَلا يُحْذَفُ جَوَابُ الشَّرْطِ إِلَّا وَفِعْلُهُ مَاضٍ، وَقَدْ يَكونُ مُضَارِعًا. وَهُنَا قَدْ حُذِفَ للضَّرُورَةِ ـ كَمَا قَالَ البَغْدَادِيُّ، لأَنَّ القِياسَ يَقْتَضِي أَنْ يَقُولَ: لَئِنْ كانَتْ. وَأَنْ يَقُولَ في الجَوابِ؛ "لِيَعْلَمَنَّ".
قوْلُهُ: {وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} لَوْ: وَصْلِيَّةٌ، تُفِيدُ أَنَّ مَا بَعْدَهَا مَظِنَّةُ أَنْ لَا يَشْمَلَهُ مَا قَبْلَهَا، وَالظَّهِيرُ: الْمُعِينُ. وَالْمَعْنَى: وَلَوْ تَعَاوَنَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ لَمَا أَتَوْا بِمِثْلِهِ فَكَيْفَ بِهِمْ إِذَا حَاوَلُوا ذَلِكَ مُتَفَرِّقِينَ. والجُمْلَةُ فِي مَوْقِعِ الْحَالِ مِنْ الضَمِيرِ في قولِهِ: "لَا يَأْتُونَ"، وَفَائِدَتُها تَأْكِيدُ مَعْنَى الِاجْتِمَاعِ الْمَدْلُولِ عَليْهِ بِقَوْلِهِ: "لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ" أَنَّهُ اجْتِمَاعُ تَظَافَرَ عَلَى عَمَلٍ وَاحِدٍ وَمَقْصِدٍ وَاحِدٍ.
رُوِيَ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ المُبَارَكَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: مَحْمُودُ بْنُ سَيْحَانَ، وَعُمَرُ بْنُ أَصَانَ، وَبَحْرِيُّ بْنُ عَمْرٍو، وَعُزَيْزُ بْنُ أَبِي عُزَيْزٍ، وَسَلَّامُ بْنُ مِشْكَمٍ، فَقَالُوا: أَخْبِرْنَا يَا مُحَمَّدُ بِهَذَا الَّذِي جِئْتَنَا بِهِ حَقٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّا لَا نَرَاهُ مُتَنَاسِقًا كَمَا تَنَاسَقُ التَّوْرَاةُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَا وَاللهِ إِنَّكُمْ لَتَعْرِفُونَ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَكُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ مَا جَاءُوا بِهِ)). فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَهُمْ جَمِيعًا: فِنْحَاصٌ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صُورِيَا، وَكِنَانَةُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ، وَأَشِيعُ، وَكَعْبُ بْنُ أَسَدٍ، وَسَمَوْأَلُ بْنُ زَيْدٍ، وَجَبَلُ بْنُ عَمْرٍو: يَا مُحَمَّدُ مَا يُعَلِّمُكَ هَذَا إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَا وَاللهِ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَكُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ))، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ يَصْنَعُ لِرَسُولِهِ إِذَا بَعَثَهُ مَا شَاءَ، وَيَقْدِرُ مِنْهُ عَلَى مَا أَرَادَ، فَأَنْزَلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَأُهُ وَنَعْرِفُهُ، وَإِلَّا جِئْنَاكَ بِمِثْلِ مَا تَأْتِي بِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ، فِيهِمْ وَفِيمَا قَالُوا: "قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" الْآيَةَ. أَخْرَجَهُ ابْنُ إِسْحَقٍ، وَابْنُ جَريرٍ بِسَنَدٍ حَسَنٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ.
قولُهُ تَعَالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ} قُلْ: فِعْلُ أَمْرٍ مبنيٌّ عَلَى السُّكونِ، وَفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (أنتَ) يَعُودُ عَلَى سيدِنا مُحَمَّدٍ ـ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإِعْرَابِ. وَ "لَئِنِ" اللامُ: مُوَطِّئَةٌ للْقَسَمِ، و "إِنْ" حَرْفُ شَرْطٍ جَازِمٌ. و "اجْتَمَعَتِ" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، في مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "إِنْ" الشَرْطِيَّةِ عَلَى كَوْنِهِ فِعْلَ شَرْطٍ لَهَا، والتاءُ السَّاكِنَةُ: لِتَأْنيثِ الفَاعِلِ، وحُرِّكَتْ بِالكَسْرِ لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. وَ "الْإِنْسُ" فَاعِلُهُ مَرْفُوعٌ بِهِ. و "الْجِنُّ" مَعْطُوفٌ عَلَى "الْإِنْسُ" مَرْفوعٌ بِهِ.
قوْلُهُ: {عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ} عَلَى: حَرْفُ جَرٍّ. وَ "أَنْ" حَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ نَاصِبٌ، وَ "يَأْتُوا" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصوبٌ بِـ "أَنْ"، وعَلامَةُ نَصْبِهِ حَذْفُ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ، لأَنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخَمْسَةِ، وَواوُ الجَمَاعَةِ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ فَاعِلُهُ، والأَلِفُ للتَفْرِيقَ. و "بِمِثْلِ" الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ، متعلِّقٌ بـ "يَأْتُوا". وَ "مِثْلِ" مَجْرُورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ، وَ "هَذَا" الهاءُ: للتَنْبِيهِ، و "ذا" اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِالإِضَافَةِ إِلَيْه. وَ "الْقُرْآنِ" بَدَلٌ مِنِ اسْمِ الإِشَارَةِ "ذَا"، أَوْ عَطْفُ بيانٍ لَهُ، والجُمْلَةُ فِي تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَجْرُورٍ بِـ "عَلَى"، والتَقْديرُ: عَلى إِتْيَانِهِمْ بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنِ. الجَارُّ والمَجْرُورُ مُتَعَلِّقانِ بِـ "اجْتَمَعَتِ" أَوْ بحَالٍ مِنْ فَاعِلِ "اجْتَمَعَتِ"، أَيْ: مُتَظَاهِرينَ، ومُتَعَاوِنِينَ عَلى ذَلِكَ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ بحَسَبِ القَاعِدَةِ المَشْهُورَةِ عِنْدَهم، والتَقْديرُ: قُلْ إِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ والجِنُّ عَلَى ذَلِكَ لَا يَأْتونَ بِهِ، وجُمْلَةُ الشَّرْطِ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ القَسَمِ وَجَوابِهِ، عَلَى كَوْنِهَا مَقُولًا لِـ "قُلْ".
قوْلُهُ: {لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} لا: نَافِيَةٌ، وَ "يَأْتُونَ" فِعْلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وعلامةُ رفعِهِ ثَباتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسَةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرفعِ فاعلُهُ. و "بِمِثْلِهِ" الباءُ: حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِهِ، و "مثلِهِ" مجرورٌ بحرفِ الجرِّ. الجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ جَوَابُ القَسَمِ، لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ، وَجُمْلَةُ القَسَمِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولُ القولُ لِـ "قُلْ".
قولُهُ: {وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} الواوُ: عَاطِفَةٌ، عَلَى مُقَدَّرٍ والتَقْديرُ: لَوْ لَمْ يَكُنْ بَعْضُهم ظَهِيرًا لِبَعْضٍ، لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ، وَلَوْ كَانَ بَعْضُهم .. إِلخ، وَقَدْ حُذِفَ المَعْطوفُ عَلَيْهِ، حَذْفًا مُطَّرِدًا لِدَلالَةِ المَعْطوفِ دَلَالَةً وَاضِحَةً عَلَيْهِ، فإِنَّ الإِتْيَانَ بِمِثْلِهِ حَيْثُ انْتَفَى عِنْدَ التَظاهُرِ، فَلِأَنْ يَنْتَفِي عِنْدَ عَدَمِهِ أَوْلَى، وَعَلَى هَذِهِ النُّكْتَةِ، يَدورُ مَا فِي "إِنْ" وَ "لَوْ" الوَصْلِيَّتَيْنِ مِنَ التَأْكِيدِ، وَ "لَوْ" حَرْفُ شَرْطٍ. و "كَانَ" فِعْلٌ ماضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، و "بَعْضُهُمْ" اسْمُهُ مرفوعٌ بِهِ، وهوَ مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ، والميمُ للجمعِ المذكَّرِ. و "لِبَعْضٍ" اللامُ: حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "ظَهِيرًا"، و "ظَهِيرًا" خَبَرُ "كَانَ". وَجَوَابُ "لَوْ" مَحْذوفٌ مَعْلُومٌ مِمَّا قَبْلَهَا، والتَقْديرُ: وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا .. لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ، وَجُمْلَةُ "لَوْ" مَعَ جَوَابِهَا فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَطْفًا عَلَى المَحْذُوفِ الذي قَدَّرْنَاهُ سَابِقًا، وَالجُمْلَةُ المَحْذُوفَةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ على الحَالِ مِنْ فَاعِلِ "لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ"، عَلَى كُلِّ حَالٍ مَفْروض وَلَوْ فِي هَذِهِ الحَالِ المُنَافِيَةِ لِعَدَمِ الإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهَا، وفيهِ حَسْمٌ لِأَطْمَاعِهِمُ الفَارِغَةُ، فِي رَوْمِ تَبْديلِ بَعْضِ آياتِهِ بِبَعْضِ، ذَكَرَهُ أَبو السُّعُودِ أَفَنْدِي، وَالمَعْنَى: لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ حَالَةَ كَوْنِهِمْ غَيْرَ مُتَظَاهِرِينَ، وكَونِهمْ مُتَظاهِرينَ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 88
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 1 (1)
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم سورة الإسراء، الآية: 15 (2)
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 29
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 39
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 56

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: