النَرْجِسُ المُدَلّهُ *
قرية مِلّّس
شَكَتْنا في بُعادِكمُ المآقي
لِعَيْنِ الحبِّ عيني ما تُلاقي
سقى المولى زمانَكُمُ وحيّا
سُويعاتِ التداني والتلاقي
وجاد ثراكِ (مِلِّسَ) بالمُحيّا
ففيكِ صَبابتي ولكِ اشتياقي
فكم لي فيكِ من ذكرى وكم ذا
شَربْتُ المُرَّ من ذاك الفراق
لنَرْجِسِكِ المُدَلَّهِ في فؤادي
لَذاذاتٌ على الذكرى بواق
* * *
وقَدٌ مثلُ نرجِسَةٍ خجولٍ
كأنَّ حديثَها همسُ السواقي
أرقُّ من النسيمِ ضُحىً إذا ما
تجودُ له النراجسُ بالعِناقِ
تمادى بالدلالِ فزِدتُ شوقاً
له وازداد وجدي واحتراقي
* * *
وكنّا لُمَّةً والدَهرُ عنها
حَسيرُ الطرفِ مشدودُ الوثاق
يُطالعُنا الصباحُ بكلِّ حلمٍ
هَنيِّ المُجْتَنى حُلوِ المَذاقِ
ويُسلِمُنا المساءُ إلى الأماني
فتُسْكِرُنا بكأسٍ دون ساق
* * *
فما أهنا زمانَكِ يومَ كُنّا
نُديرُ الودَّ في ذاك الرُواق
وما أحلى سُويْعاتٍ تَقَضَّتْ
بأقداحٍ من النجْوى رِقاق
فحيثُ نَظَرْتَ ما أَلفيتَ إلاّ
وِدادَ أخِلَّةٍ ونَدى رِفاقِ
وحَسْبُكَ من زمانَكِ أن تُلاقي
رفاقاً في الوِدادِ وانْ تُساقي
* المدلَّه : الساهي القلبِ الذاهبُ اللبِّ من العشق .
(ح