فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 38
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ (38)
قولُهُ ـ تعالى شأْنُهُ: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} ذَكَرَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، آبَاءَهُ تَعْلِيمًا بِفَضْلِهِمْ، وَإِظْهَارًا لِسَابِقِيَّةِ الصَّلَاحِ فِيهِ، وَأَنَّهُ مُتَسَلْسِلٌ مِنْ آبَائِهِ، وَقَدْ عَقَلَهُ مِنْ أَوَّلِ نَشْأَتِهِ ثُمَّ تَأَيَّدَ بِمَا عَلَّمَهُ رَبُّهُ فَحَصَلَ لَهُ بِذَلِكَ الشَّرَفُ الْعِظَامِيُّ وَالشَّرَفُ الْعِصَامِيُّ. ولَعَلَّ مُرَادَهُ من اتِّباعِهِ مِلَّةَ آبائهِ، أنَّهُ إنَّما اتَّبعهم بالتَّوْحِيدِ الَّذِي لَمْ يَتَغَيَّرْ. ولَعَلَّهُ كَانَ رَسُولًا مِنْ عِنْدِ اللهِ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَى شَرِيعَةِ أَبيهِ إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ. فإنَّهُ لَمَّا ادَّعَى يُوسُفُ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، النُّبُوَّةَ وَتَحَدَّى بِالْمُعْجِزَةِ، وَهُوَ عِلْمُ الْغَيْبِ، قَرَنَ بِهِ كَوْنَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَأَنَّ أَبَاهُ وَجَدَّهُ وَجَدَّ أَبِيهِ كَانُوا ـ عليهِ السلامُ، أَنْبِيَاءَ اللهِ وَرُسُلَهُ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ مَتَى ادَّعَى حِرْفَةَ أَبِيهِ وَجَدِّهِ لَمْ يُسْتَبْعَدْ ذَلِكَ مِنْهُ. وَأَرَادَ بِاتِّبَاعِ مِلَّةِ آبَائِهِ اتِّبَاعَهَا فِي أُصُولِهَا قَبْلَ أَن يعْطَى النُبُوَّةَ إِذَا كَانَ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ زِيَادَةٌ عَلَى مَا أُوحِيَ بِهِ إِلَى آبَائِهِ مِنْ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا وَالِاقْتِصَادِ أَوْ أَنَّ نُبُوءَتَهُ كَانَتْ بِوَحْيٍ مِثْلَ مَا أُوحِيَ بِهِ إِلَى آبَائِهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى في الآية: 13، مِنْ سُورَةِ الشُّورى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} إِلَى قَوْلِهِ: {أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}. وَذِكْرُ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي الْحَقِّ يَزِيدُ دَلِيلَ الْحَقِّ تَمَكُّنًا، وَذِكْرُ ضِدِّهِمْ فِي الْبَاطِلِ لِقَصْدِ عَدَمِ الْحُجَّةِ بِهِمْ بِمُجَرَّدِهِمْ. كَمَا فِي قَوْلِهِ الْآتِي: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ} الآية: 40، مِنْ هَذِهِ السُورَةِ المُبَارَكَةِ. وَأَيْضًا فَكَمَا أَنَّ دَرَجَةَ إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كَانَ أَمْرًا مَشْهُورًا فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا ظَهَرَ أَنَّهُ وَلَدُهُمْ عَظَّمُوهُ وَنَظَرُوا إِلَيْهِ بِعَيْنِ الإجْلالِ، فكانَ انْقيادُهم لَهُ أَتَمَّ، وَتَأَثُّرُ قُلُوبِهِمْ بِكَلَامِهِ أَكْمَلَ. أخرجَ ابْنُ أَبي حاتِمٍ في تَفْسيرِهِ: (7/2145)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّه سَمِعَ أَبَا الأَحْوَصِ، يَقُولُ: فَاخَرَ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ الْفَزَارِيُّ رَجُلًا فَقَالَ: أَنَا ابْنُ الأَشْيَاخِ الْكِرَامِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (ذَاكَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ ذَبِيحِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ).
قولُهُ: {مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ} هذِهِ الجُمْلَةُ فِي قُوَّةِ الْبَيَانِ لِمَا اقْتَضَتْهُ جُمْلَةُ "وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي" مِنْ كَوْنِ التَّوْحِيدِ سَجِيَّةً لهم فعُرِفَ بهِ أَسْلافُهُ بَيْنَ الْأُمَمِ، وَقد عَرَّفَهُمْ بِهَا هُنَا لِنَفْسِهِ. وَلَا يَخْفَى مَا تَقْتَضِيهِ صِيغَةُ الْجُحُودِ مِنْ مُبَالَغَةِ انْتِفَاءِ الْوَصْفِ عَلَى الْمَوْصُوفِ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ} الآية: 79، مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ. وَعِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى في سُورَةِ المائدَةِ: {قالَ سُبْحانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} الآية: 116. و "مِنْ" في قولِهِ: "مِنْ شَيْءٍ" مَزِيدَةٌ لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ. وَقد أُدْخِلَتْ عَلَى الْمَقْصُودِ بِالنَّفْيِ. وقَالَ "مِنْ شَيْءٍ" لأَنَّ أَصْنَافَ الشِّرْكِ كَثِيرَةٌ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ النَّارَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الْكَوَاكِبَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الْعَقْلَ وَالنَّفْسَ وَالطَّبِيعَةَ، ومنهم مَنْ يُشْرِكَ مَعَ اللهِ غيرَهُ في العبادةِ.
قولُهُ: {ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ} ذلِكَ: إِشَارَةٌ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ عَدَمِ الْإِشْرَاكِ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عَدَمَ الْإِشْرَاكِ، وَحُصُولَ الْإِيمَانِ مِنَ اللهِ تعالى. وقد أُتيَ بهذه الجملةِ زِيَادَةً فِي الِاسْتِئْنَافِ وَالْبَيَانِ لِقَصْدِ التَّرْغِيبِ فِي اتِّبَاعِ دِينِ التَّوْحِيدِ بِأَنَّهُ فَضْلٌ. ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ الْأَمْرَ كَذَلِكَ فِي حَقِّهِ بِعَيْنِهِ، وَفِي حَقِّ النَّاسِ، فَقَوْلُهُ: "وَعَلَى النَّاسِ" أَيِ الَّذِينَ يَتْبَعُونَهُمْ، وَهُوَ الْمَقْصُودُ مِنَ التَّرْغِيبِ بِالْجُمْلَةِ.
وأخرج ابْنُ أَبي حاتِمٍ في تفسيره: (7/2145) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قال: قَوْلُ يُوسُفُ: "ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا" يَقُولُ: أَنْ بَعَثَنَا أَنْبِيَاءَ. وقَوْلُهُ: "وَعَلَى النَّاسِ" أَنْ بَعَثَنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا.
وأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وابْنُ أبي حاتمٍ، وَأَبُو الشَّيْخِ. عَنْ قَتَادَةَ ـ رضيَ اللهُ عَنْهُ، قَوْلَهُ: "ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرُ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ" قالَ: وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشْكُرُ نِعَمَ اللهِ عَلَيْهِ، وَعَلَى خَلْقِهِ.
وَرُوِيَ عَنْهُ، أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ يَقُولُ: يَا رُبَّ شَاكِرِ نِعْمَةٍ غَيْرِ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ لَا يَدْرِي، وَ يَا رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ.
قولُهُ: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} بَيَّنَ أَنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ اللهَ عَلَى نِعْمَةِ الْإِيمَانِ. وأتى بالاستدراك هنا لِلتَّصْرِيحِ بِأَنَّ حَالَ الْمُخَاطَبِينَ فِي إِشْرَاكِهِمْ حَالُ مَنْ يَكْفُرُ نِعْمَةَ اللهِ، لِأَنَّ إِرْسَالَ الْهُدَاةِ نِعْمَةٌ يَنْبَغِي أَنْ يَنْظُرَ النَّاسُ فِيهَا فَيَعْلَمُوا أَنَّ مَا يَدْعُونَهُمْ إِلَيْهِ خَيْرٌ وَإِنْقَاذٌ لَهُمْ مِنَ الِانْحِطَاطِ فِي الدُّنْيَا وَالْعَذَابِ فِي الْآخِرَةِ، وَلِأَنَّ الْإِعْرَاضَ عَنِ النَّظَرِ فِي أَدِلَّةِ صِدْقِ الرُّسُلِ كُفْرٌ بِنِعْمَةِ الْعقلِ وَالنَّظَرِ. ولَوْ فَطِنَ النّاسُ لَشَكَرُوا الأَنْبِياءَ والرُّسُلَ عَلَى المِنْهَجِ الذي بَلَّغُوهُ عَنِ اللهِ؛ لأَنَّهُ يَهْديهمْ إلى حُسْنِ إِدارَةِ الدُّنْيا، وفوقَ ذَلِكَ يَهْديهم إلى الجَنَّةِ.
قولُهُ تعالى: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} الواوُ للعطف، و "اتَّبَعْتُ" فعلٌ ماضٍ مبنيٍّ على السكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ، هو تاءُ الفاعِلِ، وهي ضميرٌ متَّصلٌ بهِ في محلِّ رفعِ فاعلِهِ. و "مِلَّةَ" مَفعولٌ بِهِ منصوبٌ مضافٌ، و "آبَائِي" مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرورٌ، ومُضَافٌ، وياءُ المتكلِّمِ ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إليهِ. والجملة الفعليَّةُ في مَحَلِّ الرَّفْعِ عطفًا عَلى جُمْلَةِ {تركتُ} مِنَ الآيةِ التي قبلها عَلى كونِها خَبَرًا لِـ "إنَّ". و "إِبْرَاهِيمَ" بَدَلٌ مِنْ "آبَائِي" بَدَلَ تَفْصيلٍ مِنْ مُجْمَلٍ، وعلامَةُ جَرِّهِ الفَتْحَةُ بَدَلًا مِنَ الكَسْرَةِ لأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرفِ بالعَلَمِيَّةِ والعُجْمَةِ، ويَجُوزُ أَنْ يُعرَبَ عَطْفَ بَيَانٍ لِ "آبائي"، أَوْ مَنْصوبًا عَلَى المَدْحِ، أي: أَمْدَحُ "إِبراهيمَ" أَوْ أخُصُّ بالذِكْرِ "إبراهيم". و "إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ" مَعْطُوفانِ عَلى "إِبْرَاهِيمَ" ـ عليهِمُ السلامُ.
قولُهُ: {مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ} مَا: نافيَةٌ. و "كَانَ" فِعْلٌ ماضٍ ناقِصٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ. و "لَنَا" حرفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بخبرٍ "كانِ" المحذوفِ المُقَدَمِ عَلى اسْمِها و "نا" ضميرُ المُتَكَلِّمينَ متَّصِلٌ بهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ الجرِّ بهِ. و "أَنْ" حرفُ نَصْبٍ مصدريٌّ، و "نُشْرِكَ" فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ به، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مستَترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُه "نحنُ" يَعُودُ عَلَى يُوسُفَ وآبائهِ ـ عَلَيْهِمُ السَّلامُ. و "بِاللهِ" حرفُ جرٍّ متعلقٌ بِـ "نُشْرِكَ" ولفظُ الجلالةِ اسمٌ مجرورٌ بِهِ. و "مِنْ" حرفُ جرٍّ زائدٌ، و "شَيْءٍ" مجرورٌ لفظًا بحرفِ الجرِّ الزائدِ، منصوبٌ محلًا على أَنَّهُ مَفْعولٌ بهِ ل "نُشْرِكَ"، وجُمْلَةُ "نُشْرِكَ" في تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَرْفوعٍ عَلَى كونِهِ اسْمَ "كَانَ" والتقديرُ: ما كان إِشْراكُنَا باللهِ شَيْئًا كائنًا لَنَا، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ عَلى كَوْنِها مَقولًا لِـ "قَالَ".
قولُهُ: {ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ} ذا: اسمُ إشارةٍ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ الرفعِ مُبْتَدَأٌ، واللامُ للبُعدِ والكافُ للخطابِ. و "مِنْ" حرفُ جرٍّ متعلِّقٌ بخَبَرِ المُبْتَدَأِ، و "فَضْلِ" مجرورٌ به ولفظُ الجلالةِ "اللهِ" مجرورٌ بالإضافةِ إليهِ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ عَلَى كَوْنِها مقولًا لـِ "قَالَ" أيضًا. و "عَلَيْنَا} جارٌ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِـ "مِنْ فَضْلِ اللهِ" على أنَّهُ خبرُ المُبْتَدَأِ. و "عَلَى النَّاسِ" جارٌ ومجرورٌ معطوفٌ عَلَى "عَلَيْنَا".
قولُهُ: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} وَلَكِنَّ: حرفٌ ناصِبٌ ناسِخٌ مُشبَّهٌ بالفِعلِ للاسْتِدْراكِ، و "أكثرَ" اسْمُهُ منصوبٌ بهِ. و "لا" نافيةٌ لا عَمَلَ لها، و "يَشْكُرونَ" فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وعلامةُ رفعِهِ ثباتُ النونِ في آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسَةِ، والواوُ الدالَّةُ على الجماعةِ ضميرٌ مُتَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعِ فاعِلِهِ، وجُمْلَةُ "يَشْكُرُونَ" في محلِّ رفعِ خَبَرِ "لكنَّ" وجملةُ "لكنَّ" من اسمِها وخَبَرِها، معطوفةٌ عَلى جُمْلَةِ قَوْلِهِ: "ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ" عَلَى كَوْنِها مَقُولًا لـِ "قَالَ".
قرَأَ الجمهورُ: {آبائيَ} بفتْحِ الياءِ، وسَكَّنَها الكُوفِيُّونَ، ورُوِيَ تَسكينُها عَنْ أَبَي عَمْرٍو بْنِ العلاءِ أَيْضًا.