[size=35]حُكْمُ الجِهادِ في الإسْلامِ، وواجِبُ الإمامة[/size]
[size=32]بسم الله الرحمن الرحيم[/size]
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجمعين، وبعد:
الجِهَاد هو استنفادُ الوُسْعِ في مُدافعةِ الأَعْداءِ وقتالِ الكُفَّارِ والمحارِبين، عندما يَعْتَدون، وقتالُ مَنْ ليس لهم عَقْدُ ذِمَّةٍ مِنَ الكُفَّارِ رَدًا لِعُدوانٍ، أوْ دَرْءً لِفِتْنَةٍ، أوْ إقرارًا للعدْلِ والأَمْنِ والسلام؛ لِتَكونَ كَلِمَةُ اللهِ هي العُلْيا.
وهو بهذا يُعَدُّ مِنْ أَهَمِّ الشَعائرِ الإسْلامِيَّةِ. قال تعالى: {وجاهدوا في الله حقَّ جهادِهِ} سورةُ الحج، الآية: 78. وقال سبحانه: {إنَّ الذين آمنوا وهاجروا وجاهَدوا بأموالهم وأَنْفُسِهم في سبيل الله} سورة الأنفال، الآية: 72.
وهو فرضٌ مَشْروطٌ لَهُ أَحْكامٌ وأَركانٌ. فيكونُ فرضَ كِفايَةٍ إذا قامَ بِهِ بعضُ المُسلمين سَقَطَ عَنْ بِعضِهِمُ الآخَرَ، قال تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافَّةً فلولا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنهم طائفةٌ لِيَتَفَقَّهوا في الدين ولِيُنِذِروا قومَهم إذا رَجَعُوا إليهم لَعَلَّهم يَحْذَرون} سورة التوبة، الآية: 122.
وهو فرض عين عندما يُعلِنُه إمامُ المُسلمين، أو إذا داهَمَ العَدُوُّ ديارًا مُسْلِمَةً فيُصبِحُ فرضَ عينٍ، لقوله ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم: (وإذا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفروا) مُتَّفَقٌ عليه. فالجِهادُ إذاً فَرْضٌ له شروط. فلا يجوز في الإسلام لأيٍّ كان أَنْ يُعْلِنَ الجِهادَ أَوْ يجاهِدَ مِنْ تِلقاءِ نَفْسِهِ، أَوْ يَقْتُل [size=32]نفسَهُ[/size] أوْ غيرَه باسْمِ الجهادِ أوْ باسْمِ الإسلامِ، بِدونِ تَحَقُّقِ الشُروطِ والأَركان.
والإعدادُ للجهادِ فرضٌ كالجِهادِ، وهو مُقَدَّمٌ عليْهِ وسابِقٌ لَهُ، ويَكونُ الإعدادُ بالعِلْمِ والدِرايَةِ، وإيجادِ العَتَادِ الحَرْبيِّ بكافَّةِ أَنْواعِهِ، وبالقَدْرِ المُسْتَطاعِ قال تعالى: {وأَعِدّوا لهم ما اسْتَطعتم مِنْ قُوَّةٍ ومِنْ رِباطِ الخَيْلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وعَدُوَّكم} سورة الأنفال، الآية: 60. فالغايةُ من الإعدادِ إشاعةُ الرهبةِ في نفوس العدوِّ للتأثير المعنويِّ عليه وتثبيط همَّته عن العدوان، وإلا فإن النصرَ هو من عند الله وليس بعدَدٍ ولا عُدَّةٍ، قال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ} سورة الأنفال، الآية: 10. وآل عمران، 126. أمَّا أنواع الجهاد فهي:
1- جهاد الكفار المحاربين عندما يعتدون: ويَكونُ بالنَّفسِ، قال تعالى: {يا أَيُّها الذين آمنوا قاتلوا الذين يَلُونَكُم مِنَ الكُفَّارِ ولْيَجِدوا فيكم غِلْظَةً} سورة التوبة، الآية: 123. ويكونُ بالمالِ لِما جاء في الصحيحين وغيرهما من أنه ـ صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا). ويكون باللسان لقوله ـ صلى الله عليه وسلَّم: (الحرب خدعة) مُتَّفَقٌ عليهِ، وقوله ـ صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) رواه أحمد. وفي الصحيحين من حديث سفيان بن عُيَيْنةَ، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة ـ رضي اللهُ عنه: أن عُمَرَ مَرَّ بحسان، وهو يُنْشِدُ الشعر في المسجدِ فلَحَظَ إليه، فقالَ: قدْ كُنْتُ أُنْشِدُ فيه، وفيهِ مَنْ هُوَ خيرٌ مِنْكَ. ثمَّ الْتَفَتِ إلى أبي هُريرةَ، فقالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ أَسَمِعْتَ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (أَجِبْ عَنّي، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِروحِ القُدُسِ). فقال: اللَّهُمَّ نعم. صحيح البخاري برقم (3212) وصحيح مسلم برقم (2485).
وفي بعض الروايات: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسَلَّم ـ قالَ لحسَّان: (أُهْجُهم، ـ أو قال: هاجِهم ـ وجِبريلُ مَعَك). وقال ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم ـ للأنصار: (ما يمنع القومَ الذين قد نَصَروا رسولَ اللهِ بِسِلاحِهم وأَنْفُسِهم أَنْ يَنْصُروهُ بأَلْسِنَتِهم؟) فقال حسّان بْنُ ثابت: أَنَا لها يا رسولَ اللهِ، وأخذَ بِطَرَفِ لِسانِه فقال: والله ما يَسُرُّني بهم مِقْولاً بين بصرى وصَنْعاء، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلَّم: (وكيف تهجوهم وأَنَا منهم؟) فقال: إنّي أّسُلُّكَ منهم كما تُسَلُّ الشَعْرَةُ مِنَ العَجين، فكان يَهجوهم ثلاثةٌ مِنَ الأْنصارِ يُجيبونهم: حسّان بنُ ثابت، وكعب بنْ مالك، وعبدُ اللهِ بنُ رواحة.
2- جِهادُ الفُسَّاقِ: ويكون باليَدِ واللِّسانِ والقَلْبِ؛ لِقَوْلِهِ ـ عليه لصلاةُ والسلامُ: (مَنْ رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده، فإن لم يستطعْ فبِلِسانِه، فإنْ لم يستطعْ فبقلبه، وذلك أَضْعَفُ الإيمان). رواه مسلم.
3- مجاهدةُ الشيطان: الذي يَسعى دائمًا للوقيعة بالمؤمن وفتنته بتزيين الغواية له، ولذا أضحى عدوًّا للإنسان وَجَبَ جِهادُهُ، ويَكون ذلك بِدَفْعِ ما يأتي به من الشُبُهاتِ، وتَرْكِ ما يُزَيِّنُه مِنَ الشَهَواتِ لقوله تعالى: {ولا يغرنّكم بالله الغرُور} و {إن الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدوًّا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحابِ السَّعيرِ} سورة فاطر، الآيتان: 5 و 6. كما أنَّ الشيطانَ كثيراً ما يحاولُ الإيقاعَ بين الإخوة، فيجبُ جهادُهُ بطردِ وساوسٍه.
4- مجاهدةُ النفس: قال تعالى: {إنّ النفس لأمارةٌ بالسُوءِ} سورة يوسف، الآية: 53. فهوى النفسِ جَموحٌ يُكبَحُ بالجِهادِ، وجهادُ النفسِ يكونُ بحملِها على العملِ بأَحكامِ الشريعةِ الغَرّاءِ وصَرفِها عن أهوائها، ومقاومة رُعوناتها، وهي كثيرة، منها حُبُّ الرياسةِ والتَسَلُّطِ على الآخرين، والتكبُّرُ على عبادِ اللهِ، وإعجابُ المرءِ برأيه، قال ـ صلى الله عليه وسلم: (ثلاثٌ مهلكات) وذكر منهنَّ (وإعجابُ كلِّ ذي رأيٍ برأيه).
وجهادُ النفسِ مِنْ أَعْظَمِ أنواعِ الجِهادِ لقولِهِ ـ صلى الله عليه وآله وسلم: (المجاهدُ مَنْ جاهدَ نَفْسَهُ في اللهِ) حَسَنٌ صحيح، أَخرجَه الترمذي وابنُ حِبَّان وغيرُهما عن فُضالةَ بنِ عُبيد. وإنما كانت مجاهدةُ النفسِ من أعظم الجهاد، لأنّ من جاهد نفسَه فقد جاهد الدُنيا، ومَنْ غَلَبَ الدُنيا هانت عليه مجاهدةُ الأعداء، فخَصَّ مجاهدةَ النفس بأرفع الدرجاتِ تَعظيماً لهذا الجهاد. أمّا أركانُ الجهاد فهي:
1 ـ النيَّةُ الصالحةُ وإعدادُ العُدَّةِ. فالنية في الجهاد أن يكون الغرض منه إعلاء كلمة الله تعالى لا غير، فقد سئل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ عن الرجل يقاتل حميّةً، ويقاتل رياءً، فأي ذلك في سبيل الله؟ فقال: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) متَّفَقٌ عليه. ولقوله ـ عليه الصلاةُ والسلامُ: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكلِّ امرئ ما نوى ...)، ولقوله ـ عليه الصلاةُ والسلامُ فيما روي في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة ـ رضي اللهُ عنه، قال: سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: أَوَّلُ الناسِ يُقضى عليه يوم القيامة رجل اسْتُشْهِدَ فأُتي به فعَرَّفَهُ نِعَمَه فعَرَفها، قال: فما عَمِلْتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى اسْتُشْهِدْتُ. قال: كَذَبْتَ ولكنَّكَ قاتلتَ لأنْ يُقالَ: جَريءٌ، فقد قِيلَ: ثمَّ أُمِرَ بِه فسُحِبَ على وجهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النّارِ...)، وبجانب النية يُعِدُّ المجاهدُ العُدَّةَ اللازمةَ مِنْ أَدواتِ القتالِ.
2 ـ كونه وراءَ إمامٍ مسلم، وتحت رايته وبإذنه: ولا يجوز للمسلمين وإن قلّ عددُهم أنْ يَعيشوا بدون إمامٍ لِقولِه ـ عليه الصلاةُ والسلامُ: (إذا كنتم ثلاثة فأمّروا أحدَكم). رواهُ الطَبراني بسنَدٍ حَسَنٍ، وصحَّحهُ الحاكمُ. فلا يجوز لهم أنْ يُقاتلوا بغيرِ إمامٍ، قال تعالى: {يا أيُّها الذين آمنوا أطيعوا اللهَ وأَطيعوا الرسولَ وأُولي الأمرِ منكم} سورة النساء، الآية: 59.
3 ـ رضا الأَبَوَيْن: والإذنُ منهما لمن كان لَهُ أَبَوان أوْ أَحدُهما على قيدِ الحياةِ، هو الركن الرابعُ لِقولِه ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم ـ للرَّجُلِ الذي استأذنَه في الجهادِ: (أَحَيٌّ والداك؟ قال: نَعم، قال: ففيهِما فَجاهدْ) رواه البُخاري. إلاَّ إذا داهَمَ العدوُّ القريةَ أو المدينة، أو عَيّنَ الإمامُ الرَّجُلَ، فإنَّه يَسْقُطُ إذنُ الأَبَويْن.
4 ـ طاعةُ الإمامِ: فمن قاتل وهو عاصٍ للإمامِ وماتَ، فقد ماتَ مِيتَةً جاهليَّة؛ لقوله ـ عليه الصلاةُ والسلام: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعةَ فمات مات ميتةً جاهلية) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ فيما رواه أحمد في مسنده، وأبو داوود في سُنَنِه، عن أبي ذرٍّ الغِفاريِّ ـ رضي اللهُ عنه: (مَنْ فارق الجماعةَ شِبرًا فقدْ خلَعَ رِبْقَةَ الإسلامِ مِنْ عُنُقِه). ورواه كثيرٌ من الأئمة، ورواه الحاكم في مستدركه وصححه. كما روى مسلمٌ في صحيحه عن ابنِ عباّسٍ ـ رضي اللهُ عنهما ـ أنَّ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (مَنْ كَرِه مِنْ أَميرِهِ شيئًا، فَلْيَصْبِرْ عليه، فإنَّه ليس أَحَدٌ مِنَ الناس خَرَجَ مِنَ السُلْطان شِبرًا فماتَ عليْه إلاَّ ماتَ مِيتةً جاهليَّة). ولذلك قال الحسنُ البَصْرِيُّ ـ رضيَ اللهُ عنه ـ فيما نقله عنه ابنُ الجَوزي ـ رحمه الله: (اعلم- عافاك اللهُ- أنَّ جَوْرَ الملوكِ نِقْمَةٌ مِنْ نِقَمِ اللهِ تعالى، ونِقَمُ اللهِ لا تُلاقى بالسُيوفِ، وإنما تُتَّقى وتُسْتَدْفَعُ بالدُعاءِ والتوبةِ والإنابةِ والإقلاع عن الذنوب، إنَّ نِقَمَ اللهِ مَتى لُقِيتْ بالسيفِ كانتْ هيَ أَقْطَعَ). وقيلَ: سمِعَ الحَسَنُ رَجُلاً يَدْعو على الحَجَّاجِ، فقالَ: لا تَفْعَلْ ـ رَحِمَكَ اللهُ ـ إنَّكم مِنْ أَنْفُسِكم أُوتِيتُم، إنَّما نَخافُ إِنْ عُزِلَ الحَجَّاجُ أوْ ماتَ أَنْ تَلِيَكُمُ القِرَدَةُ والخَنازيرُ). آدابُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، لابْنِ الجَوزي: ص: 119.
مما تقدَّم نجدُ أنَّ علينا أنْ نجاهدَ نُفوسَنا ونجانِبَ أَهْواءَنا ونجمعَ على اللهِ قلوبَنا، ونُوَحِّدَ صُفوفَنا ونُبايِعَ أَميراً لنا نَعْرِفُ صلاحَه وتقواه وكفاءتَه، حتى يَصْلُحَ أَمْرُنا ويَصِحَّ جِهادُنا، ونفوزَ بحبِّ مولانا ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ القائلِ في محكم كتابِه: {إنَّ اللهَ يُحِبُّ الذين يُقاتِلون في سَبيلِهِ صَفّاً} سورة الصف، الآية: 4. وليس صفوفاً متصارعة مُتناحرة، ومن لا يحبُّه اللهُ فإنَّه يمقتُه ومن يمقُتُه اللهُ فكيف ينتصرُ على عدوِّه. وقال ـ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} سورة آل عمران، الآية: 105. وقالَ في سورة الأنعام: {وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} الآية: 153. وقال في سورة الروم: {.. وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} الآيتان: 31 ـ 32، وقالَ في سورة الأنعام: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} سورة الأنعام، الآية: 159. وإلاَّ فالاعتزالُ، والكفُّ عن المشاركةِ في القِتالِ الفتنةِ أِسْلمُ للدين والدُنيا، لقولِه ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ فيما روى أبو ثعلبة: (إذا رأيت شُحّاً مُطاعاً وهوى مُتَّبَعاً وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ برأيِهِ، فعليكَ نفسك). أخرجه أبو داود والترمذي وحسَّنَه، وابنُ ماجه.
وقد حذَّرنا اللهُ تعالى إنْ نحن لم نفعلْ ما أَمرَنا به من وَحدةِ الصَفِّ، وجمعِ الكَلِمة، بالفشلِ وذهابِ الريح وانعدامِ الأثَرِ فقال: {وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} سورة الأَنفال، الآية: 46. ويدخُلُ في الصبرِ الصبرُ على شهوات النفس وحبِّها للتسلط والرياسة، وقال رسولُه ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم ـ محذِّراً فيما رواه البُخاري من حديث أبي هريرة ـ رضي اللهُ عنه: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا).
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ. اللهُمَّ هل بلَّغتُ؟ اللهُمَّ فاشهَدْ.
أرمناز: في السابع عشر من ذي الحجة من سنة ألف وثلاثِ مئةٍ وخمس وثلاثين لهجرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
عبد القادر الأسود