روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 116

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 116 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 116 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 116   فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 116 I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 01, 2014 9:26 am

قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ
(116)
قولُه ـ سبحانه وتعالى: {قَالَ أَلْقُوا} أجابهم موسى ـ عليهم السلامُ ـ إلى رغبتهم بالإلقاء أوّلاً، لمّا استشعر منهم هذه الرغبة، فقَالَ لَهُمْ: بَلْ أَلْقُوا أَنْتُمْ أَوَّلاً، أي: ابتدئوا بالإلْقَاءِ. وذلك إظهاراً لعدمِ المبالاةِ بِسِحْرِهم، وثقةً منه بربّه أنَّه ـ سبحانه ـ سيؤيِّدُه بالمعجزة التي ستُبطلُ سِحرَهُم، وتفضح أمرهم، ليظهرَ للناس حقيقةُ دجلُهم، وليتبيّنوا ثبات قدم موسى على موقفه فيما يدَّعيه، وصدقِه فيما يُبلِّغُ عن ربِّه، وإنَّما أمرَهم تَعجيزاً لهم وقطعاً لِشُبْهَتِهم.
ولبعضهم تساؤلٌ هنا وهو: كيف يجوز لموسى - عليه السلام - أن يأمُرَهُم بما أمرهم به وهو يعلمُ أنَّ إلقاءهم كان سحراً ومعارضَةً للمُعجزةِ، وذلك كُفْرٌ، وأجيبَ عن هذا التساؤل بوجوه:
أوَّلُها: أنَّهُ ـ عليه السَّلامُ ـ إنما أمرهم بشرطِ أنْ يَعْلَموا في فِعْلهم أَنْ يَكونَ حَقّاً، فأمَّا إذا لم يكن كذلك فلا أمر ألْبَتَّةَ. والمعنى: ألْقُوا إن كنتم مُحِقِّين، وألقوا على ما يصح ويجوزُ.
وثانيها: أنَّ القوْمَ إنَّمَا جاءُوا لإلقاءِ تلكَ الحِبالِ والعِصِيِّ، وعلم موسى - عليه والسَّلامُ - أنَّهم لا بد وأنْ يَفعَلوا ذلكَ وإنما وقع التَّخيير في التَّقْدِيم والتَّأخيرِ، فعند ذلك أذن لهم في التقديم ازدراءً لشأنهم، وثقةً بما وَعَدَهُ اللهُ به من التَّأييد، وأنَّ المعجزةَ لَنْ يَغْلِبَها سِحْرٌ أبداً، ولأنَّ الأمر لا يَسْتَلْزِمُ الإرادة، والرضى بما سوف يفعلون.
وثالثها: أنَّه ـ عليه السلامُ ـ كان يريدُ إبطالَ ما سيأتونَ به منَ السِحرِ، ولا يكونُ ذلك إلاَّ بتقديمهم، فأذِنَ لهم في الإتْيانِ بذلك السحر لِيُمكِنه إبْطالُه كمن يريد سماعَ شُبْهَةِ مُلْحدٍ لِيُجيبَ عنها ويكشف عن ضعفِها وزيفها، فيقولُ له: هاتِ وقل ما عندك، ومرادُهُ أنَّه إذا أجاب عنْها بعد عرضها فإنَّهُ يُظْهِرُ لِكُلِّ أَحَدٍ ضَعْفَها وسُقُوطَها.
والمعنى: قال لهم موسى: إنكم لن تغلبوا ربَّكم، ولن تبطلوا آياته، ففي الكلامِ حذفٌ، وهذا من معجزاتِ القرآنِ الذي لا يأتي مثلُه في كلامِ النّاسِ، فإنَّه يأتي باللفظ اليسيرِ الذي يجمع الكثير مِنَ المعاني.
قولُهُ: {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ} فَأَلْقُوا مَا مَعَهُمْ مِنْ حِبَالٍ وَعِصِيٍّ. وَلَمَّا أَلْقُوا سِحْرَهُمْ، سَحَرُوا بِهِ أَعْيُنَ النَّاسِ، فَتَخَيَّلُوا أَنَّ مَا يَرَوْنَهُ حَقِيقَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الوَاقِعِ إلاَّ مُجَرَّدَ صَنْعَةٍ وَخَيَالٍ. وَظَنَّ النَّاسُ أَنَّ الحِبَالَ التِي أَلْقَاهَا السَّحَرَةُ، وَالعِصِيَّ، حَيَّاتٌ وَأَفَاعٍ تَتَحَرَّكُ فَخَافُوا، وَكَانَ ذلِكَ مِنْ ضَخَامَةِ مَا فَعَلَهُ السَّحَرَةُ. وقال: "فسحروا أَعْيُنَ الناس" فثَبِتَ أَنَّ المُرَادَ أنَّهم تخيَّلُوا أَحْوالاً عَجيبَةً، مَعَ أنَّ الأمرَ في الحقيقةِ ما كان على وِفْقِ ما تَخَيَّلُوهُ، ولو كان السِّحْرُ حقّاً لكانوا قد سَحروا قلوبهم، لا أعينهم.
وقيل: إنهم أتوا بالحِبالِ والعصيِّ ولطَّخوا تِلكَ الحِبالَ بالزِّئْبَقِ وجَعَلوا الزِّئبقَ في دواخِل تلكَ العِصِيِّ، فلمَّا أثَّرَ تَسْخينُ الشَّمْسِ فيها تحرَّكَتْ والْتَوى بَعْضُها على بعضٍ، وكانَتْ كثيرةً جِدّاً فَتَخيَّلَ النَّاسُ أنَّها تَتَحَرَّكُ وتَتلوّى باختيارِها وقُدْرَتها.
وقال الواحديُّ: بل المُرادُ: سَحَرَوا أعْيُنَ النَّاسِ، أي قلَبوها عنْ صِحَّةِ إدْراكها، بسببِ تِلك التَّمْوِيهاتِ.
روي عنِ ابنِ عبّاسٍ ـ رضي الله عنهما: أنَّهُ خُيِّلَ إلى مُوسى أَنَّ حِبالهم وعِصِيَّهم حيَّاتٌ مِثلُ عَصا مُوسى، فأوحى اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ إليه {أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ}.
وروى الطبريُّ، عن ابن إسحاق قال: صُفَّ خمسةَ عشرَ أَلْف ساحرٍ، مَعَ كُلُّ ساحرٍ حِبالُه وعِصِيُّه. وخرج مُوسى مَعَهُ أَخوهُ يَتَّكِئُ على عَصاهُ حتى أَتى الجَمْعَ، وفِرْعوْنُ في مجلِسِهِ مَعَ أَشْرافِ مملكتِه، ثمَّ قالتِ السَحَرَةُ: {يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}. فكانَ أَوَّلُ ما اخْتَطَفوا بِسحرهم بصرَ مُوسى وبَصَرَ فِرْعونَ، ثمَّ أبصارَ الناسِ بَعدُ. ثمَّ أَلقى كلُّ رَجُلٍ مِنْهم ما في يَدِهِ مِنَ العِصِيِّ والحِبالِ، فإذا هي حيَّاتٌ كأَمثالِ الجِبالِ، قدْ مَلأتِ الوادي، يَرْكَبُ بعضُها بعضًا {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى}، وقال: واللهِ إنْ كانتْ لَعِصِيًّا في أَيديهم، ولَقدْ عادتْ حيِّاتٍ! وما تَعدو عَصايَ هذِه! أو كما حدَّثَ نفسَهُ.
قال بعضُ المحقِّقين: وهذا غير جائزِ؛ في حقِّ موسى ـ عليه السلامُ ـ أنْ يخيلَ إليه وأنْ يخافِ، لأنَّه لما كانَ نَبِيّاً مِنْ عندِ اللهِ كان على ثِقَةٍ ويَقين مِنْ أَنَّ القومَ لَنْ يَغْلِبوهُ، وهو عالمٌ بأنَّ ما أتَوْا بِهِ على وَجْهِ المُعارضَةِ مِنْ بابِ السِحْرِ والباطلِ، ومَعَ هذا الجَزْمِ فإنَّه يمتَنِعُ حُصولُ الخَوْفِ. فإن قيل: ألَيْسَ أنَّهُ تعالى قال: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً موسى} سورة طه، الآية: 67. فالجوابُ: ليس في الآية أنَّ هذه الخِيفَةَ إنَّما حَصَلَتْ لهذا السَّببِ، بل لَعَلَّه ـ عليه السَّلامُ ـ خافَ مِنْ وُقوعِ التَّأخيرِ في ظهورِ حجَّتهِ.
قلتُ إنَّ رأيَهم هذا مَرْدودٌ بقولِهِ تعالى في سورة طه: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69). فإنَّ هذه الآيات المباركات تصرِّحُ بأن موسى قد خيِّلَ إليه، وأنّه قد خافَ، وهذا من طبيعة بشريَّتِه ـ عليه السلامُ ـ شأنُه في ذلك شأن غيرِه من البَشَرِ، لكنَّ النبيَّ ينوِّرُ اللهُ بَصيرتَه، فلا يَتَأَثَّرُ بما يخيَّلُ إليهِ، ويُثبِّتُه فيُواجِهُ الباطِلَ بالحقِّ ويتغلَّبُ عليه، وهذا من كان من نبيِّه ورسولِ موسى ـ عليه الصلاةُ والسلامُ ـ واللهُ أعلم.
قولُه: {واسترهبوهم} أيْ أَرهبوهم إرهاباً شديداً كأنهم طلبوا إرهابهم. فتَكون السينُ على بابها أي: اسْتَدْعوا رَهْبَةَ الناسِ مِنْهم، وذلك بأنْ بَعثوا جماعةً يُنادون عندَ إلقاءِ تلك الحِبالِ والعِصيِّ: أيَّها الناسُ احْذَروا، فهذا هو الاسْتِرْهابُ. ويجوزُ أَنْ يكونَ استفعل فيه بمعنى أفعل، أي: أَرهبوهم، وهو قريبٌ مِنْ قولهم: قرَّ واستقرَّ وعَظَّم واسْتَعْظَمَ، فالسينُ لتأكيد معنى الرهبة. وإنما سَحَروا الناسَ وأخافوهم بمرئيَّاتٍ وتخيُّلاتٍ.
وتَعْدِيَةُ فعلِ "سَحَرُوا" إلى "أَعْيُنَ" مجازٌ عَقليٌّ لأنَّ الأَعْينَ آلةُ إيصالِ التَخْييلاتِ إلى الإدْراكِ، وهُم إنما سَحَروا العقولَ، ولذلك لو قيل: سَحروا الناسَ لأفادَ ذلك، ولكنْ تَفوتُ نُكْتَةُ التَنْبيهِ على أنَّ السِحْرَ إنما هو تخيّلات مَرئية، ومثلُ هذه الزيادة زيادةُ الأعين في قولِ الأعشى:
كذلك فافعلْ ما حَييتَ إذا شَتَوا ...... وأَقْدِمْ إذا ما أَعْينَ الناسِ تَفْرَقُ
لأنَّ الفَرَقَ يَنْشأُ عَنْ رؤيةِ الأهوالِ.
قوله: {وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} أي عندهم؛ لأنه كان كثيراً. روي أنَّ الأرض كانَتْ ميلاً في ميل فامتلأت حيات يركبُ بعضها بعضاً.
ووَصَفَ السِّحرَ بالعَظيمِ لأنَّه مِنْ أَعظَم ِما يَفعلُه السَحَرَةُ، إذ كان مجموعاً ممّا تَفَرَّقَ بين سَحَرَةِ المَمْلَكَةِ مِنَ الخصائصِ المَسْتُورةِ بالتَوهيمِ، الخَفِيَّة أسبابها عنِ العامَّةِ.
قولُه تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا} عطفٌ على محذوفٍ للإيجاز، والتقديرُ: فأَلْقَوْا، لأنَّ قولَه: "فَلَمَّا أَلْقَوْا" يُؤذِنُ بهذا المحذوفِ، وحُذِفَ مَفعولُ "أَلْقُوا" لِظُهورِه، أيْ: أَلْقَوْا آلاتِ سِحْرِهِم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 116
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: