كان القائد الشاب أرسلان عائداً من إحدى معاركه متجها ببقية جيشه إلى عاصمة خراسان، فسمع به إمبراطور القسطنطينية رومانس، فجهز جيشا قوامه ست مائة ألف مقاتل ..
جاء الخبر لأرسلان ومعه خمسة عشر ألف مقاتل في سبيل لا إله إلا الله، فنظر في جيشه المنهك من القتال وهم ما بين مصاب وما بين جريح قد أنهكه السير الطويل، وكيف سيقاتل الواحد منهم أربعمائة من جيش الكفار، ففكر ونظر أيترك هذا الجيش الكافر ليدخل إلى بلاده ويعيث فيها الفساد، أم يجازف بهذا الجيش، خمسة عشر ألف مقابل ستمائة ألف.
فكر قليلا ثم هزه الإيمان ، فدخل خيمته وخلع ملابسه وحنط جسده ثم تكفن وخرج إلى الجيش وخطبهم قائلا:
(إن الإسلام اليوم في خطر، وإن المسلمين كذلك وإني أخشى أن يُقضى على لا إله إلا الله من الوجود .. ثم صاح وإسلاماه .. وإسلاماه .. ها أنا ذا قد تحنطت وتكفنت فمن أراد الجنة فليلبس كما لبست ولنقاتل دون لا إله إلا الله حتى نهلك أو ترفع لا إله إلا الله).
فما هي إلا ساعة ويتكفن الجيش الإسلامي، وتفوح رائحة الحنوط وتهب رياح الجنة وتدوي السماوات بصيحات الله كبر، يا خيل الله اثبتي يا خيل الله اركبي، لا إله إلا الله.
والتقى الجمعان واصطدمت الفئتان، ودوت صيحات الله أكبر، واندفع كل مؤمن ولسان حاله يقول: {وعجلت إليك ربي لترضى}
وتطايرت رؤوس، وسقطت جماجم، وسالت دماء، وفي خضم المعركة إذ بالمنادي ينادي مبشرا أنهزم الرومان وأسر قائدهم رومانس ..
ولقد ذهب من جند الله كثير نحسبهم شهداء، وبقي الباقون يبكون لأنهم مضطرون إلى خلع أكفانهم وقد باعوا أنفسهم من الله.
أما القائد المسلم فبكى طويلاً، وحمد الله حمدا كثيراً، وبقي يجاهد حتى لقي الله بعقيدة لا يقف في وجهها أي قوة ، ويوم حلت به سكرات الموت كان يقول: آه ... آه آمال لم تنل وحوائج لم تقضى وأنفس تموت بحسراتها.
وكان يتمنى أن يموت تحت ظلال السيوف ولكن شاء الله له أن يموت على فراشه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]