بيانٌ من العامَّةِ:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
تَصدُرُ بيانات من هنا وهناك عن الأطرافِ المُتصارعةِ على الساحةِ، وكان واجبَها التعاونُ فيما بينَها كلٌّ مِنْ خَنْدَقِهِ إذا تَعذَّرَ عليها أنْ تُقاتل مِنْ خَندقٍ واحدٍ لِطَرْدِ العدوِّ الصَفَوِيِّ المَجوسيِّ الرافضيِّ. ونحنُ عامَّة الشعبِ لا نستطيع التأكُّد من صِحَّةِ ما يدَّعيه كلٌّ من الأطراف ويَتَّهِمُ بِه الطرفَ الآخَرَ، ولكنَّنا نُناشِدُ كلَّ الأطرافِ أنْ يَتَّقوا اللهَ في أنفسِهم أوّلاً وفينا ثانياً ولِيَكُفُّوا عن كلِّ ما مِنْ شأنِه إذْكاءُ نارِ الفِتْنَةِ بينَ الإخوةِ المُجاهدين، ولْيَعلَموا جميعاً أنَّ تَفَرُّقَهم هو بالدرجةِ الأولى عِصيانٌ لرَبِّهم ـ تبارك وتعالى ـ الذي إنَّما يُقاتلون مرضاةً له. وهو في الدرجة الثانية فألٌ سوءٍ لَنا وفَأْلُ خيرٍ لِعَدُوِّنا ولْيَعْلَمِ الجميعُ أنَّ الخسارةَ أمامَ هذا العدوِّ تَعني في المقام الأولِ الفناءَ والإبادةِ للمُقاتلين ولِمَنْ يَلوذُ بهم، ثمَّ هي خِزْيٌ وعذابٌ وتَنكيلٌ سَيَعُمُّ كلَّ إخوانهم الذين أَيَّدوهم واحْتَضَنوهم. وهي في الأهم نَكْسةٌ للمَشروع الإسلامي بعامة وللتيار الإسلامي السُنِيِّ بخاصةً حيثما وُجِدَ.
وإنّ ما نشكوه نحن العامة من بعض إخواننا المقاتلين في الجيش الحُرِّ وغيره هو انحرافُهم عن مبادئهم التي مِنْ أجلِها انشقوا عن النظام المجرم، فبدلاً من أن يزيحوا عن شعبهم كابوس الاستغلالِ والاستعبادِ والاضطِهادِ تحوّلوا إلى كابوس أسوأ بكثير مما كان عليه نظامُ الفَسادِ والإجرام.
وأمّا ما نشكوه من إخواننا المجاهدين في دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة وغيرهما من الجهاديين هو فرضُهم علينا فهمَهم لِنُصوصِ الدين الحنيف الذي يختلفُ عن فهمِنا وما أجْمَعَ عليه المسلمون منذ قرون وتلقوه بالقبول، ليس هذا فحسب إنَّما إقصاؤنا عن المشهدِ نحن الذين قاموا بالثورة يوم لم يَكُنْ لهم وجودٌ في ساحاتِ الجِهادِ على مِساحةِ الوَطَنِ، ليس هذا فحسب وإنَّما كفَّرونا وفي تكفيرهم لنا اسْتَحَلال دِمائنا وأموالِنا وأَعراضِنا ما لم نَرْضَخْ لإرادتِهم ونَدِنْ بفهمِهم لِنُصوص الكِتابِ والسُنَّةِ، وهذا الظلم فاق ما كنَّا نتعرَّض إليْه مِن ظلمٍ وهضمٍ من النِظامِ العِلْمانيِّ المُلْحِدِ.
وفي الختام أُكرِّرُ ندائي ومناشدتي لإخواني المُجاهدين في المَقامِ الأوَّلِ وأقولُ لهم بأنَّنا نَحترِمُ آراءكم واجتهاداتِكم فبادلونا الاحترامَ ولْنَفْرَغْ جميعاً لِمُقارعَةِ هذه الهَجمةِ المَجوسِيَّة الصفوية الرافضية الملحدة علينا جَميعاً ثمَّ إذا كان لنا من الله نصرٌ سيكون لَنا حديثٌ وحِوارٌ بين العلماء والمتخصصين بعد ذلك فيما نختلف فيه. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أرجو ممن يؤيد هذا البيان أن يدون اسمه الصريح وصفته. وممن له اعتراض على شيء منه أن يعرب عن رأيه بأسلوب بعيد عن المهاترات، مراقباً الله العظيم فيما يقول ويفعل.