عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: هل من سميع؟ الأربعاء يونيو 05, 2013 8:42 am | |
| أعداؤكم موحَّدون فهلَّا توحّدتم؟ قال الله في مُحكَم كتابه العزيز وهو أصدق القائلين، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}. التوبة: (36) درس بليغ وتوجيه حكيم من العزيز العليم إلى المؤمنين به وبكتابه أن يتحدوا فيرصّوا صفوفهم كما قال في آية أخرى من سورة الصف: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} 4. وأنْ يضعوا كل إمكانية متوفرة لهم وأن يحشدوا كل ما يستطيعون من سلاح ومال وعتادٍ وغير ذلك من أسباب القوة، فقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} الأنفال: 60. وبين أن النصر إنّما هو من عند الله وحدَهُ ـ جلَّ في عُلاهُ ـ فقال: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} آل عمران: 126. وهذه الصيغة البليغة في الآية الكريمة تفيد حصرَ النصر بذات العزيز الحكيم ـ سبحانه وتعالى ـ أما الغايةُ مِنْ الاستعدادِ والإعدادِ، وجمعِ الصفوفِ وحشدِ أسبابِ القوَّةِ، إنَّما هو لإشاعةِ الرَّهبَةِ في صفوفِ العَدُوِّ الذي لا يَعرِفُ إلّا القُوَّةَ فهو لا يُؤمِنُ باللهِ لِيَعْتَمِدَ عليْه، فإذا داخلتِ الرَّهبةُ من قوَّة المؤمنين قلبَه كفَّ أذاه عنهم وتوقَّفَ عن عُدوانِه عليهم ولَزِمَ حُدودَه فلم يتجاوزها. وإذا استعرضنا حال المؤمنين اليوم، والحرب الكونيَّةَ الكُبْرى التي يَشُنُّها عليهم أعداؤهم، من مجوس ورافضة وملاحدة ومنافقين، نراهم متحدين جميعًا، وقد أعدوا لهذه الحرب عدَّتها وسخروا لها كلَّ ما يملكون وما يستطيعون، إذاً فهم يقاتلوننا كافةً فهل قاتلناهم نحن كافة؟ للأسفِ: لا، فنحن صفوفنا متفرقة وقوتنا مبعثرة، ولذلك يجب علينا أن نتدارك ما نحن فيه من فرقة وتقصير، ولنجمع الصفوفَ ونترك الأهواء والمناصبَ وحبَّ الظهورِ والشهرةِ جانبًا وإلَّا فلن يَبْقَ لأحدٍ منا منصِبٌ ولن يَكون لنا وجودٌ أصلًا، وأصلُ ذلك كلِّه هو التقوى فهي التي تَسْتَجْلِبَ معيَّةَ اللهِ {واعلموا أنَّ الله مع المتقين} فإذا كنَّا أتقياءَ للهِ مُخلِصين له أعمالَنا وجهادَنا كان اللهُ مَعنا، ومَنْ كانَ اللهُ معَه نَصرَه ولو أنَّ العالمَ كلَّه أنسَه وجِنَّه عليْه، فهو ـ سبحانَه وتعالى ـ القويُّ العزيزُ، وإذا أرادَ شيئًا فإنَّما يقولُ له "كُنْ فيكون" ولنا في التاريخ عبرة وسيرةُ نبيّنا صلى الله عليه وسلَّم، وسيرة أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين. وتابعيهم من القادة الفاتحين خير شاهدٍ على ما أقول وأفوض أمري إلى الله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون.6/6/2013عبد القادر الأسود | |
|