سُكْنى الجَمال
سلقين
عاد الربيعُ فهلِّلي (سلقينُ)
وتَبختري فجبينُكِ الميمونُ
هذي رباكِ يضوعُ منها عنبرٌ
ويَصوغُ تاجَ جمالِها الزيتونُ
لله ما أحلى ربيعَكِ يا ربا
كِنزٌ تَبَدّى دُرُّهُ المكنونُ
زهرٌ تناثر فوق شال أخضرٍ
فرنت إليه من الظِباء عيونُ
وعلى مدى الأهدابِ تزهو نَضْرةٌ
ويموجُ سِحرٌ فاتـنٌ مفتونُ
ويحُفُّ بالوادي جمالٌ مُتْرَفٌ
بِدَعٌ تهيمُ بها الرؤى وفُنونُ
وتُواكبُ العاصي جِنانٌ أُثقِلتْ
تِبْراً فمالتْ أَفرُعٌ وغُصونُ
فالنُعمياتُ على السفوحِ سوابحٌ
والناعماتُ سَوارحٌ والعِينُ
* * *
يا ليتَ لي قلباً وعيناً للهوى
في كلِّ جارحةٌ تَرَى وتَصـونُ
حتّى تَنَعَّمَ في هواكِ جوارحي
ويَلَذُّ قلبٌ بالغرامِ يَدينُ
***
(أُمَّ الروابي) والنسورُ رجالُها ،
سُورٌ لها في النائباتِ متينُ
سكن الجمالُ نفوسَهم فمشوا به
بُرْدٌ لهم في العالمين ثمينُ
فظواهرُ الأشياء عينُ بُطونِها
إلاّ الخبيثَ فظاهرٌ ودَفينُ
والمرءُ إن ساءت طويَّتُه ارتدى
في الناس أقنعة فليس يُبينُ
لكنّه مهما تنكَّرَ ظـاهرٌ
فلدى التجارُبِ يُعرَفُ المضمونُ
وأرى التآلُفَ في بنيكِ سجيَّةً،
والودُّ طبعٌ فاشمخي(سلقين)