بعضٌ من قصيدةِ
صورةُ النسب
عاجت تسائلني بالأمسِ مَا نَسَبي ؟
أمي .. أتعرفها؟ أمْ مَنْ تُراهُ أبي؟!
مُصْفرَّةُ الخدِّ ماتَ الحرفُ في فمها
ذابتْ ضفائرُها الشقراءُ في اللَّهَبِ
مقروحة الجفن أدمى الثكل مقلتها
سَكْرى العيون تُداوي السُهدَ بالوَصَبِ
عُرْيانةُ الجِسْمِ قُصَّ الثَديُ وانْطَبَعَتْ
في صَفْحَتَيْ إليًتًيْها صورةُ النَّسَبِ
بِنْتُ العروبةِ أُمًّا حُرَّةً وأَبًا
حُرًّا وَجَدَّتُها مَوْفورةُ الحَسَبِ
* * *
يا أُخْتُ لا تَسَلي عَنْ نَخْوةِ العَرَبِ
ماتتْ، وأَحْسَبُها ضَرْبًا مِن الخُطَبِ
مِنْ أَلْفِ عامٍ مَضَتْ ضاعَتْ هُوِيَّتُنا
بينً ا لتَبَجُّحِ والتَضْليلِ والكَذِبِ
إنّي لَأَسأَلُ عُرْبَ اليومِ قاطِبَةً
لا فَرْقَ بَيْنَ صَغيرٍ أَوْ ذَوي الرُّتَبِ
إنْ سَالَ فِي دَمِهمْ نَبْضٌ لِمُنْحَدِرٍ
مِنْ جُنْدِ عٌقْبَةَ أَوْ عَزْمٌ لِمُعْتَصِب
أَوْ لاحَ في يَدِهم سَيْفٌ لِمُعْتَصِمٍ
أَوْ صَحَّ بينَهُمُ أَصْلٌ لِمُنْتَسِبِ !
هلْ نحنُ أَحْفادُ مَنْ كانتْ خُيولُهُمُ
في كلِّ مُعْتَرَكٍ كالطَوْدِ في اللَّجِبِ!
إنَّ الرِجالَ إذا ماتوا فَسَيْفُهُمُ
إرْثُ الرجالِ، وَما للنذل مِنْ نَسَبِ
عبد القادر الأسود
(حرر)