تحت الامطار

موضوع: تحت الامطار الأحد سبتمبر 25, 2011 2:58 am

تحت الامطار
نظرت قربها ، إنه نائم كالطفل ، كم هو جميل أن تغدق عليه حبها .. ملامحُه تنبئ عن فرح و ابتسامة رضا . هواجس تتنازعها بين أن تحتضنه أو تمضي إلى عملها ، إنها بحيرة ، ماذا تفعل لتصل إليه؟ أحاسيس تقتلها غراما . أحسّت بنسمة باردة تلفحها لابتعادها عنه ،ارتدت إزارا تخبئ الجمال و تصونه له.
مشت على أطراف أصابعها خشية إيقاظه ، جلست أمام مرآتها ، أصلحت ما أفسده بلعبه حين نادها أمس يسألها أمراً ، اخذ منها على غفلة قبلة أنشبت معركة و نارا، كان النصر حليفهما ، غادرته دقائق
عادت حاملة قهوة وأشواقا ، فتحت ستائرَ النافذة ، تسلّل عطر الياسمين مع أشعة الشمس ، وضعت أغنية لفيروز ، الدفء يغمر المكان ، ازدادت اشتياقاً للنائم، اقتربت منه طابعة قبلة ، وجدت نفسها مقيدة لا تستطيع حَراكا ، أجمل قيد ساعدين يحيطان بكل الأركان ضمها إلى صدره ضمة اشتياق ، استيقظت على صوت انهمار الأمطار ، أخيراً سقطت بعد طول انحباس ، تململت في سريرها كم هو جميل الدفء ، تلمست الفراش قربها ، بارد ، سرقتها الأفكار ، أين ذهب حبيبها؟ هرب عقلُها منها.. انتابها خوف.. قلق..
أين حبيبي؟ أين ذاك الذي يغدق دفأه علي؟ في هذه اللحظات يتحول البرد إلى نار متأججة في قلبي...
يوقظني على ترانيم حلوة ، يُروِّني من شفتيه كلمات عذبة ، يحوّل إعصار خوفي إلى سكون بنظرة من عينيه ، بلمسة من يديه ، يحول خريفي إلى ربيع ، يشكرني على كل همسة .. بسمة .. لمسة .
تقدّمت من النافذة أكثر تنظر إلى الأمطار في الخارج ، غدرتها النافذة فتحت على مصراعيها ..
شعرت بألم في جبهتها ، مدت يدها تتلمسها ، شعرت بلزوجة ،
قربت يدها من نظرها ، شاهدت قطرات من الدماء تنزف ،
صحت من حلمها بدأت أفكارها تلسعها
ألن تتوقفين عن أحلامك التي أهترأت من طول الانتظار و الترقب؟؟
نظرت إلى فراشها ، إنه هو لم يتغير ، كم مر عليه ضيوف ، أحيانا برغبتها وبدون رغبتها أحيانا...
دائماً تغدق حبها على ذلك الضيف عندما يكتفي من حبها ، كان يغادرها دونما كلمة وداع أو شكر.
واست نفسها أن أحدهم لا بدّ عائد يوماً ما لِما وجد عندها إخلاص و تفان في الحب .
تصل إلى إيثاره على نفسها في كل شيء ، لو أنه ـ على الأقل ـ يواسها بكلمات في وحدتها .
هل الجفاء أصبح طبعاً في البشر؟ بعد كل ما قدمته له من إرشاد .. نصح .. تقويم .. تشجيع ...
عاشت على أعصابها في حالة ترقب لامتحاناته ، و سفرِ و اغتراب
وعيش في أماكن تألمت فيها بسبب الغربة ، كانت دائما تتغلب على ذلك ، على أمل أن تجده بعد تقدم عمرها قربَها .
تفاجأ بتنكره لها مع الآخرين ، بل أصبحوا يعاملونها كحيوان أجرب ،
تذكرت وجوه من مرّ على سريرها من أبناء إخوة إلى أقارب حتى صديقات
كم امضوا لحظات حلوة و مرة ، فرح و بكاء ، ترقب وانبساط ،
سرقوا فرحها ، هي التي كانت نبعاً للفرح والضحكات ، أصبحت تشدو بالأحزان ، تتمرغ بالنكران .
ارتدت ملابسها .. خرجت تسير تحت الأمطار ، عل وعسى يخفف عنها وطأة ألامها .

هي الحياة سيدتي جامعة للمتناقضاة فيها الوفاء وفيها النكران وعلى المرء أن يصبر على مرها كما يتلذذ بحلوها
هكذا هي الحياة ، لكنها المرأة الأرق والأوفى ، لذلك فهي مععذبةدائما لأنها لا يجد ـ في العالب ـ من يستحق هذه العواطف الجياشة

عبد القادر الأسود كتب:: هي الحياة سيدتي جامعة للمتناقضاة فيها الوفاء وفيها النكران وعلى المرء أن يصبر على مرها كما يتلذذ بحلوها
هكذا هي الحياة ، لكنها المرأة الأرق والأوفى ، لذلك فهي مععذبةدائما لأنها لا يجد ـ في العالب ـ من يستحق هذه العواطف الجياشة

[size=24]استاذي
عبد القادر الاسود
مرور عطر
فاح شذاه في ارجاء متصفحي
الذي اضاء بهطولك العذب
لروحك عرائش من الياسمين
مودة[/size

]

الحياة مثل فصول السنة كل يوم في شأن
وما علينا الا التأقلم معها لنستطيع تحمل ما يصيبنا منها
فالمشاعر الصادقة أحياناُ تقودنا الى التهلكة
وما علينا الا التقرب لرب العالمين لينجينا من كل مكروه
دمت أختي العزيزة سمر عبد الحمن ودام عبير قلمك

samar كتب:: الحياة مثل فصول السنة كل يوم في شأن
وما علينا الا التأقلم معها لنستطيع تحمل ما يصيبنا منها
فالمشاعر الصادقة أحياناُ تقودنا الى التهلكة
وما علينا الا التقرب لرب العالمين لينجينا من كل مكروه
دمت أختي العزيزة سمر عبد الحمن ودام عبير قلمك

اختي
سمر
صدقت الحياة فصول
ولنا ان تحمل جمالها ومرارتها
برضى
مودتي
مع
طوق ياسمين لروحك العطر