تعقيباً على ما تردَّد
أمس واليوم من وحدة دولة الإسلام في العراق مع جبهة النصرة في الشام وتسميتها دولة
الإسلام في العراق والشام نقول وعلى الله التكلان:
هو ما ننتظره من القوى
الإسلامية أن تتوحَّدَ لأنَّ ربَّها واحدٌ، ونبيَّها واحدٌ، وكِتابَها واحدٌ، ودينَها
واحدٌ، وتارخَها واحدٌ. فيجبُ أنْ يَكونَ صَفُّها واحداً، رَضيَ مَنْ رَضيَ وأبَى
مَن أبَى، أمَّا العالمُ ـ لا سيَّما مَلاحدته ـ فهم لن يَرضوا عنا ولا منّا إلَّا
أن نكونَ أشْتاتاً وأَحزاباً يَسهُلُ ابْتِلاعُها، الواحدةَ تِلوَ الأُخرى. وقد حذَّرَنا
اللهُ تباركتْ أسماؤه فقال: (وأَنْ هذا صِراطي مُستَقيماً فاتَّبعوهُ ولا تَتَّبِعوا
السُبُلَ فتَفَرَّقَ بكم عن سبيلِه) ونَبَّهَنا إلى ما يريدُه أُولئك منّا وما يرضيهُمُ
عنا فقال: (لن تَرضى عنكَ اليَهودُ ولا النَّصارى حتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهم). صدق
اللهُ العظيم. أمّا يَهودُ اليومِ ونَصاراه ومَلاحدَتَه فلَن يَرضَوا عنّا إلّا أنْ
نَنسلِخَ عن دينِنا الذي هو عِصْمةُ أمرِنا، وسببُ وَحدَتِنا ومصدرُ قوّتِنا،
وزادوا على أَسلافِهم أنْ يَكونَ أمرُنا في يدِهم، ومالُنا في جُيوبِهم وثرواتُنا
تحتَ تَصَرُّفِهم، وبِلادُنا مرتَعاً لهم، آنذاكَ ربَّما يَرْضون عنَّا. فهل نبيعُ
دينَنا وعزّتَنا ومَصالِحَنا، وماضينا وحاضرنا برضاهم عنّا؟؟؟