سليلُ الصيد
لم يسعفني الحظ
أن أتشرف بمعرفة هذا الولي العالم الرباني والمربي الفاضل الشيخ يوسف الحشيمي في حياته، لكنني أحمد الله أن أكرمني بالتعرف عليه بعد انتقاله إلى جوار ربه وذلك من خلال تراثه الذي ترك وولده الذي خلف، أما تراثه فديوان مخطوط من شعر الحكمة والإرشاد والابتهال يربو على ألف صفحة، ومن من خلال مدرسته مدرسة الأخوة الوطنية أو مدرسة الشيخ يوسف كما يسميها العامة في بر الياس، وأرجو من أولاده ان يثبتوا لها هذه التسمية، تلك التي خرجت وتخرج المئات كل عام، ولقد احتضنتني هذه المدرسة ولقيت فيها غاية الإكرام، وأما ولده فهم خيرة من خيرة، لاسيما ولده الأكبر الأديب المربي الأستاذ عمر، فإلى روحه الطاهرة أهدي هذه الأبيات لعلها ترد له بعض جميله وتكون سبباً للاجتماع به في جنة المأوى
فؤادي في حِماهُ هَوى وعقلي
وكأْسُ الوُدِّ صَهْبائي ونُقْلي
أَغيب بحبِّهِ عنّي نَهارا
وطَيْفُ خيالِهِ في اللّيلِ شُغْلي
وأَسْعى في رِضاهُ بِلا تَوانٍ
ولا أُصْغي لِعُذالٍ وعَذْلِ
حِمى الأَحبابِ حَسْبُك يا فؤادي
ففيهِ يَلَذُّ لي ذُلّي وقَـتْلي
وم في الأَرْضِ أَغْلى من بِقاعٍ
على جُدرانِها ظِلٌ لِخِـلِّ
فَسيري يا ركائبُ بي رُوَيْداً
فَعَلِّي أَلْثُمُ الأَطْيافَ عَـلّي
إذا لم أَكْحُلِ العَـيْنينِ يوماً
بِنورِ جَبينِهِ، فَبِحُـسْنِ ظِلِّ
لـ (بَرِّ الياسَ)أُسرجت المطايا
وما بين الكرام أَنَخْـتُ رَحْلي
بِأَعْتبِ الحَسيبِ فتى المَعالي
حَـلَلْتُ حَمائلي ورميتُ حِمْلي
وَلِيُّ اللهِ ( يوسفُ) ذو الأَيادي
رَحيبُ الساح ذُو القَدْرِ الأَجَلِّ
أبو (عُـمَـرٍ) حُشَيْمِيُّ المَزايا
سَليلُ الصِيدِ غايةُ كلِّ فضلِ
لهُ في العِلمِ والعِرْفانِ شَأْوٌ
رفيعٌ، ثاقبُ الرؤيا، فَـمَـنْ لي؟
وفي الزُهّادِ ذو جُودٍ ونُبلٍ
وإنَّ الجودَ غايَةُ كلِّ نُبْلِ
فَكم رَبَّي عَلى التَقْوى رِجالاً
بِنُصْحٍ لا بِمـِسْبارٍ ونَصْلِ
مَضى ونَسيمُهُ المِعْـطارُ يَزْكو
على الأَيّامِ يُرْشِدُنا فَيُعْلي
مَحا بِعُلومِهِ حُلَكَ الدَياجي
وأَخْطَرُ ما يكونُ ظَلامُ جَهْلِ
وأَمْضى ما أَرى عِلْمٌ وتَقْوى
لِيُهْزَمَ في المَعامِعِ كلُّ نَذْلِ
فَيا شَيْخ القَريضِ إليكَ عُذْري
وأَنّى يُدْرِكُ الأَقْـمَارَ مِثْلي؟
عِظاتُكَ بَلسَمُ الجيلِ المُرَجَّى
وإنَّكَ شاعرُ النُصْح المُجَلِّي
فَغُضَّ الطَرْفَ عَمّا كان منّي
بِلا عُذْرٍ، وصِلْ بالوِدّ حَبْلي
عليك منَ الكريمِ بكلِّ حينٍ
سَحائِبُ رحمةٍ ونَديَّ طَلِّ
وأَسْكَنَكَ الجِنانَ بِدارِ خُلدٍ
بجاهِ المصطفى النورَ الأَجَلِّ
وحُـزْتَ جِوارَهُ فَضلاً ومَنَّاً
عليهِ وآلِهِ يا رَبِّ صلِّ
وسَـلِّمْ دائـمَاً في كلِّ آنِ
على الصحبِ الكرامِ وخيرِ أَهْلِ