عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 130 الجمعة مارس 08, 2013 7:20 am | |
| يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. (130) قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً} نَهْيُ عَنْ أَكْلِ الرِّبَا. قَالَ مُجَاهِدٌ: كَانُوا يَبِيعُونَ الْبَيْعَ إِلَى أَجَلٍ، فَإِذَا حَلَّ الْأَجَلُ زَادُوا فِي الثَّمَنِ عَلَى أَنْ يُؤَخِّرُوا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً". وَإِنَّمَا خَصَّ الرِّبَا مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْمَعَاصِي، لِأَنَّهُ الَّذِي أَذِنَ اللَّهُ فِيهِ بِالْحَرْبِ فِي قَوْلِهِ: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} البقرة: 279. وَالْحَرْبُ يُؤْذِنُ بِالْقَتْلِ، فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: إِنْ لَمْ تَتَّقُوا الرِّبَا هُزِمْتُمْ وَقُتِلْتُمْ. فَأَمَرَهُمْ بِتَرْكِ الرِّبَا، لِأَنَّهُ كَانَ مَعْمُولًا بِهِ عِنْدَهُمْ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقولُه: {أَضْعافاً مُضاعَفَةً} مَعْنَاهُ: الرِّبَا الَّذِي كَانَتِ الْعَرَبُ تُضَعِّفُ فِيهِ الدَّيْنَ، فَكَانَ الطَّالِبُ يَقُولُ: أَتَقْضِي أَمْ تُرْبِي؟. وَ"مُضاعَفَةً" إِشَارَةٌ إِلَى تَكْرَارِ التَّضْعِيفِ عَامًا بَعْدَ عَامٍ كَمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ، فَدَلَّتْ هَذِهِ الْعِبَارَةُ الْمُؤَكَّدَةُ عَلَى شُنْعَةِ فِعْلِهِمْ وَقُبْحِهِ، وَلِذَلِكَ ذُكِرَتْ حَالَةُ التَّضْعِيفِ خَاصَّةً.وقَوْلُهُ ـ سبحانه وتَعَالَى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ} أَيْ خافوه فِي أَمْوَالِ الرِّبَا فَلَا تَأْكُلُوهَا. فحرَّم الربا على العِبادِ بإقراضك الواحد باثنين تستردهما من أخيك، وسألَك القرضَ له ـ سبحانه ـ الواحد بسبعمائة إلى ما لا نهاية له، فقال: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}، البقرة: 245. فالكرم لا يليق بالخَلْق وإنِّما هو صفةُ الحقِّ ـ سبحانَه وتعالى.قولُه ـ تعالى: {أَضْعَافاً مضاعفة} أضعافاً: جمعُ ضِعْفٍ، ولَمَّا كان جمعَ قِلَّةٍ والمقصودُ الكثرةُ أَتْبَعَه بما يَدُلُّ على ذلك وهو الوصفُ بِـ "مُضاعَفة". و"أضعافاً" مصدرٌ في موضِعِ الحالِ مِن "الربا". وقرأ ابنُ كثيرٍ وابنُ عامرٍ: "مُضَعَّفَةً" مشدَّدَ العينِ دونَ ألفٍ، والباقون بالتخفيفِ والألفِ. | |
|