لمن يدقُّ القلب؟
عيناك تُخبرني ويأبى الَمنطقُ
إلا السكوتَ ومهجتي تتحرَّقُ
إنّا خُلِقنا للغَرامِ ومثلُنا
من يَجْتَلي سِرَّ العيون ويَعشقُ
عيناك يا عذراءُ شطآنُ الهوى
وزوارقي حرّى وقلبي مُوثَقُ
*****
تتخوَّفين! وهل يُخافُ من النَدى
يَسْتافُ أَعطافَ النسيمِ فتعرق؟!
أَم من يَخافُ على الصغيرةِ أُمَّها
كادت إذا حَنَّتْ إليها تَشهَقُ؟
إنّي أَضَنُّ بثغرِك الظمآنِ من
أُمِّ الوحيدِ بطفلِها بل أَرْفَقُ
ما مَسَّت الأنسامُ خدَّكِ خِلْسةً
إلاّ شَعَرتُ بُمهجتي تتمَزَّقُ
تتكتَّمين وفي فؤادِكِ ثورةٌ
تَحكي الغرامَ وفي العيونِ تأَلُّقُ
فالطَرْفُ بَوْحٌ واللّسانُ تكتُّمٌ
باللّه أيَّ الحالتين نُصَدِّقُ؟
لمن التأنُّقُ والتَثَنّي والـغِوى؟
لمن التطيُّبُ والخدودُ تُذَوَّق؟
وشواردُ الألحاظِ عالقةٌ بمن
والشِعرُ مَطلولَ الرُؤى يَترَقرَقُ؟
ولِمَ التَبَسُّمُ والتَأَوُّهُ كلَّما
راحتْ بُنَياتُ النسيبِ تَأَنَّقُ
ولمن يَدقُّ القلبُ مَشْبوبَ الجوى
أَمْ تَزعُمين بأنَّه لا يَخفُقُ ؟!
يا حُرقةَ الآهات إن لم تَرْوِها
قُبَلُ الهوى، ومن الهوى ما يُحرِقُ