بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ومن والاه وبعد.
أحييكم أيها البطال الميامين الكرام المجاهدين بتحية الإسلام وأقول: منذ الأيام الأولى للثورة، واستشعاراً للخطر القادم من قتل ودمار طرحت مبادرة للحل السِلميّ تعيد الحقوق وتحفظ الكرامات وتحقن الدماء، ظناً مني أن القيادة في عهد بشار قد اختلفت عمّا قبل في تقييم الأمور ووعي الأخطار، وقلت في مقدمة مبادرتي بأنَّ هذه هي الفوضى الخلاقة التي ما فتئت كوندليدا رايث تبشر بها لتفتيت وتفكيك الكيانات القائمة في المنطقة بإشعال نار الفتنة بين شعوب هذه المنطقة وإعادة تركيبها بما يخدم أكثر فأكثر مصالح الصهيونية والاحتكارات العالمية ومشاريعها المستقبلية. لكن ـ ويا للأسف ـ لم يكن هناك من وعي لدى القيادة المشغولة بنهب خيرات الشعب عن خدمته متكئة على ما لديها من قوّة عسكريّة وتحالفات مذهبيّة، فأوصلت البلد إلى هذا الحال، ويعلم الله ما يخبئه المستقبل، وآسف ثانية ألّا أجد الوعي لهذه الحقيقة فكُلٌّ يغنّي على ليلاه، واليوم وبعد أن حصل ما حصل من تدمير للمقدرات وسفك للدماء وهتك للأعراض، وبعد اليقين من أن القيادة الحاليّة ومن يساندُها لا تملك رؤية واقعيّة لحل منصف يجنب البلاد والعباد الأسوأ القادم ولا تملك الشجاعة لذلك لأنها لا ترى إلا بعين مصالحها الشخصية، هذا إضافة إلى المتراكم من جرائمها السابقة، ولذلك لا بد من التركيز على الآتي:
أولاً ـ أحيي إعلانكم عن توحيد البندقية الجهاديّة في وجه صلف القوة الأمر الذي يعتبر واجباً دينياً ووطنياً وضرورة عسكرية لإحراز النصر.
ثانياً ـ إنَّ أي تفكير في الحل مضيعة للوقت وتشتيت للجهد، لأن النظام المجرم المراوغ لاحل لديه إلا القوة والبطش، وإذا تحدث عن حلٍّ فهو إنّما يتحدّث مكراً وخداعاً وتضليلاً وكسباً للوقت وعطف المستغفلين في المجتمع الدولي.
ثالثاً ـ إنَّ أي حلٍّ يعفي المجرم من تبعات جريمته إنّما هو هدر للدماء الذكية التي سالت والكرامات والأعراض التي انتهكت وليس بحلٍّ ولا يمكن أن يُجمع عليه الشعب، لذلك فهو تفريق للصفوف وبعثرة للجهود، فاثبتوا أيها الأبطال الميامين في ميادين القتال، وعلى الله الاتكال، فهو وحده الناصر وهو على كل شيء قادر، وهو من وراء القصد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.