عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 82 الأحد ديسمبر 23, 2012 11:14 am | |
| فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَقولُه سبحانه: {فَمَنْ تولى} أي أعرضَ عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ونُصرَتِه، قاله علي كرَّمَ اللهُ وجهَه {بَعْدَ ذَلِكَ} أي الميثاقِ والإقرارِ والتوكيدِ بالشهادة. والتولي لا يكونُ منَ الأنبياءِ ولا يُوصَفون بالفِسْقِ فالميثاق كان على الأنبياءِ وأمَمِهم على التَبَعيَّةِ، والتولي كان مِنَ الأمَمِ خاصَّةً. وقولُه: {فَأُوْلَئِكَ} إشارةٌ إلى "من" مُراعًى معناه كما رُوعيَ من قبل لفظها {هُمُ الفاسقون} أي الخارجون في الكفر إلى أَفحشِ مراتِبِه، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام غير داخلين في حكمِ هذه الشَرطيَّة. والمعنى: فَمَنْ تَخَلَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ هَذا العَهْدِ وَالمِيثَاقِ، وَاتَّخَذَ الدِّينَ وَسِيلَةً لِلتَّفْرِيقِ وَالعُدْوانِ، وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالنَّبِيِّ المُتَأخِّرِ المُصَدِّقِ لِمَنْ تَقَدَّمَهُ، وَلَمْ يَنْصُرْهُ، فَأولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ الجَاحِدُونَ الخَارِجُونَ عَنْ طَاعَةِ اللهِ. فَأهْلُ الكِتَابِ الذِينَ جَحَدُوا نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، هُمْ خَارِجُونَ عَنْ مِيثَاقِ اللهِ، نَاقِضُونَ لِعَهْدِهِ، وَلَيْسُوا عَلَى الدِّينِ الحَقِّ.قولُه تعالى: {فَمَنْ تولى} يجوزُ أنْ تَكونَ "مَنْ" شَرطيَّةً فالفاءُ في "فأولئك" جوابُها، وأنْ تكونَ مَوصولَةً، ودخلتِ الفاءُ لِشِبْهِ المُبتَدَأِ باسْمِ الشرطِ، فالفعل بعدَها على الأوَّلِ في محلِّ جزمٍ، وعلى الثاني لا مَحَلَّ لَه لكونِه صِلَةً، وأمَّا "فأولئك" ففي محلِّ جزمٍ أيضاً على الأوَّلِ ورفعٍ على الثاني لوُقوعِهِ خبراً، و"هم" يجوزُ أنْ يكونَ فصْلاً وأنْ يكونَ مبتدأً، وهذه الأشياءُ واضحةٌ مِمَّا تقدَّم. | |
|