روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب"

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب" Jb12915568671



العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب" Empty
مُساهمةموضوع: العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب"   العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب" I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 17, 2011 5:49 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




الأستاذ محمود فاخوري علم من أعلام اللغة العربية، كان وما زال ـ أمد الله في
عمره ـ مرجعاً مهماً للغة العربية ، نحوها وصرفها وأدبها، فهو معروفٌ عند
أهل اللغة والشعر والأدب في مدينة حلب بأنّه المكتبة المتنقلة ، فإذا أشكل
على أحدهم أمر اختصر الطريق وهاتف الأستاذ محمود ، فأخذ الحكم الفصل على
الهاتف مباشرة ووفر على نفسه الوقت والجهد وعناء البحث.
كان لي شرف التتلمذ على الأستاذ منذ ما يقرب من خمسين عاماً ـ ولا زلت إنما
في المسائل الدقيقة ـ وإليه يرجع الفضل في لملمته من فتات مائدته .
لقد تفضل علي أستاذي الكبير بكلمة حول شعري الذي يعود إليه الفضل في تقويمه
وتسديده ، أحتفظ بها بخط يده كنزاً ثميناً منذ أكثر من ربع قرن .
والقصيدة الآتية ألقيتها ترحيباً به في المركز الثقافي العربي بمدينتي (أرمناز) وهي مؤرخة في :
وظاهر فيها احتمائي به ركناً ركيناً في المعركة الشرسة التي شنّها عليّ ـ
آنذاك ـ أدعياء الحداثة الشعرية بمدينة حلب في إطار حملتهم المسعورة على
الأصالة وأهلها ، بالرغم من سكوتي الطويل عن إساءاتهم ومقابلتها بالإحسان ،
في محاولة استيعابهم ، لكنني لجأت إلى الهجوم المضاد حين نفد صبري فكانت
هذه هي القصيدة الأولى في هذه المعركة .
أرجو من قارئي الكريم وضعها في سياقها الزمني ومناسبتها ، والتعامل معها
على هذا الأساس ، فما كنت لقولها اليوم إن كنت قائلاً ، لكنّ الأخت
الدكتورة حواء البدّي طلبتَها، وما كان ثمّةَ بُدٌّ من الإجابة .
الثلاثاء:15/2/2011

شوق البنفسج إلى الندى



نضّدْ قلائدَ دُرِّكَ الممهورِ
كيما تلالا في صدورِ الحورِ

يا صائغاً والحرفُ طَوْعَ بنانه
لله كم سحرتْ بناتُ الحُورِ

وكذا الحروفُ إذا تعهّدَ جَهْبَذٌ
خِلتَ الجواهرَ نُضّدت بسطورِ

***
يا صاحبَ الحرفِ الذي نشتاقُهُ
شوقَ البنفسجِ للندى المنثورِ

هذي جوارحُنا الظِماءُ فروِّها
واغسلْ رؤاها من قذى الديجورِ

فلأنتَ أندى مَن سقى متعطّشاً
وشذاك أطيبُ من أريج الجُوري

ما لاح في أفقِ السعادة سابحٌ
إلاّ استضاء بفرقد الفاخوري

***
وكذا الفصاحةُ ما نعمتَ بفيئها
لا ما اكتويتَ بحرِّها المسجورِ

كدنا ـ لكَثرةِ مُدّعيها ـ ننثني
عنها ونؤثرُ لوثةَ المسعورِ

***
يا ويحَ قومٍ لا يميّزُ سمعُهم
ما بينَ شدوٍ مطربٍ وهريرِ

جاء الزمانُ بكلِّ بيِّنِ لُكْنةٍ
يدعوا بلغطِ لسانه المبتورِ

فيُجيبُه من كلِّ فَجٍّ أحمقٌ
ظنَّ النداءَ لفِصَّةٍ وشعيرِ

تبعوا الحداثةَ ما استبانوا دربَها
فأتوا بكلِّ محرَّمٍ محظورِ

حتى لَتَحسَبُ إن سمعتَ مُكاءهم
أنَّ الكِلابَ مُراعةٌ بهَصورِ
***
تبّاً لأتباعِ الرطانة ما انتهوا
تبّاً لكلِّ مكابرٍ مغرورِ

ظنّوا الحداثةَ أحرُفاً مسحورةً
تختالُ فوق بساطها المسحورِ

فالشعرُ سحرٌ والبيانُ كهانةٌ
والفذُ مَن خَلَطَ الهدى بالزورِ

فإذا البلاغةُ غمغماتُ مشعوذٍ
وإذا القصائدُ بعبعاتُ العيرِ
***
عفواً أميرَ الحرفِ ما كنتُ الذي
يشتدُّ لولا خشيةُ التغريرِ

ما ذا يقولُ النشءُ من أبنائنا
إنْ نحنُ أطلقنا يدَ التزويرِ؟

ماذا نقول لمن بنى أمجادَنا ؟
ماذا نقولُ لـ ( مُسلمٍ ) و (جرير )؟

تقضي الأمانةُ أن نُعرِّيَ إفكَهم
فاضربْ بسيفِ بيانك المشهورِ

فبمثلِ عزمكَ فلْتُدَكَّ حصونُهم
وعلى يراعكَ واجبُ التحرير
[/size]

[size=21][size=25]وقد كتبت فيه الدكتورة حواء البدي في الملتقى الثقافي العربي ما يأتي:

علم من أعلام العطاء والبحث والدراسة والتحقيق، علاّمة في فقه اللغة العربية، "محمود فاخوري"..

أستاذ الأساتذة، ومرجع الأدباء، يعتبر نفسه مسؤولاً عن أي كتاب يصدر، ومن واجبه أن يصحِّح أخطاءه النحوية،

لا يتأخر عن تصويب الأخطاء، بل يأتي بنفسه إذا لم يأتِ إليه صاحب الحاجة،
كأن اللغة العربية حبيبته المصون التي يجب أن تبقى في أبهى حلّة لها

"محمود فاخوري" لا يتعصب للقديم ولا يخاصم الحديث، بل يتَّصف نقده بالنقد
العصري متماشياً مع الحداثة والجديد وفضلاً عن هذا فهو سريع البديهة
يتفهَّم الطرفة يضحك من القلب راقي التصرف يفي بوعده أو يعتذر.

ولد في حماة عام 1933 تلك المدينة التي أعطته الكثير في صغره وأكمل هذه
المسيرة حين أصبح عمله في كلية الآداب بجامعة "حلب"، رئيس نادي التمثيل
العربي للآداب منذ عام 1990، وعضو جمعية البحوث والدراسات.

قال الأديب الأستاذ "محمود فاخوري" بتاريخ 9/10/2008 :

«إن الكتابة في نظري ليست رسالة إنسانية فحسب، وإنما هي أيضاً رسالة
اجتماعية وثقافية وفكرية ووطنية وقومية كل ذلك يندمج بعض في بعض ليكون
للحياة معنى، ويؤدي المثقف فيها دوره على الوجه الأكمل تلك هي رسالتي في
الحياة أعمل من أجلها وفي سبيلها، وكنت وما أزال أجعل هدفي قول الشاعر "أبي
الفتح":

إذا مر بي يوم ولم أتخذ يداً

ولم أستفد علماً فما ذاك من عمري.

وقول "الوزير المغربي": أليس من الخسران أنَّ ليالياً

تمرّ بلا نفعٍ وتُحسب من عمري».

وعن مقومات المبدع الحقيقي وأدواته يذكر: «المبدع الحقيقي يحتاج في رأيي
إلى مقومين أساسيين لتكتمل له أدواته وهما الموهبة التي تولد معه والاكتساب
الذي ينميه ويغذي فيه تلك الموهبة،
وذلك بالإكثار من القراءة والمطالعة أولاً والاهتمام والعناية بالجنس
الأدبي الذي يكتب فيه ومتابعة ما يعالجه أعلام الأدب في هذا الفن،
وبذلك يتاح للمبدع الحقيقي أن يتمرس بفنه الذي اختص به وتابعَ حركات التجديد والتطور التي يقودها المختصون من الأعلام والمبرزين،
وإلا وقف المبدع في مكانه حيث هو ولا يكون عندئذٍ مبدعاً حقيقياً يخدم
إبداعه وفنه خدمة حقيقية، وكل الأعلام المبدعين ساروا على هذا الطريق منذ
شبابهم وتعبوا وعملوا حتى نبغوا، كلٌٌّ في فنه "كيوسف السباعي وطه حسين
وعباس محمود

في إحدى أمسيات نادي التمثيل العربي للآداب والفنون
العقاد وإبراهيم عبد القادر المازني ومصطفى صادق الرفاعي" وغيرهم سواءً
أكانوا من البلاد العربية أم من بلاد المهجر "كجبران خليل جبران والشاعر
القروي وميخائيل نعيمة وإلياس فرحات" وسائر المبدعين من أدباء المهجر».

أما أهم الثغرات التي تواجهها الثقافة العربية بحسب رأي الأستاذ "الفاخوري"
فهي: «إن الثقافة العربية تواجه مشكلات مختلفة وثغرات مكشوفة أو غير
مكشوفة منها
فقدان العمق وعدم الشمول، والاقتصار على جوانب وموضوعات محدودة أو محلية،
وعدم الاهتمام بالآداب الغربية ومذاهبها ومدارسها النقدية، صحيح أن هناك كتباً تترجم وتنشر ولكنها لا تكفي أولاً،
ثم إن الترجمة نفسها لا ترقى إلى المستوى المطلوب ثانياً، إذ أن كثيراً من
المثقفين لا يحسنون اللغة الأجنبية التي يترجمون عنها، أو اللغة العربية
التي يترجمون إليها،
ومن البديهي أن المترجم ينبغي أن يتقن اللغتين معاً: اللغة الأجنبية واللغة
العربية حتى يكون عمله متقناً كما نجد في ترجمة "أحمد حسن الزيات" و"محمد
بدران" و"منير البعلبكي" وغيرهم، وكلما قرأت كتاباً مترجماً حاولت أن
أستوعب مضمونه فأرى أن المترجم يسير في عمله واضعاً المعجم أمامه كلمةً
كلمة،
فتشعر بغموض عبارته وضعفها، والترجمة الجيدة أن يقرأ المترجم العبارة كاملة ويعبر عن مضمونها بشكل مترابط لا تفكك فيه ولا انقطاع».

وعن أوجه الاختلاف بين الثقافتين العربية والغربية وأسباب الفجوة بينهما يقول:

«أنا لا أتصور ثقافة معزولة عن سائر الثقافات عند الأمم الأخرى وما دامت
الأسفار متواصلة، والتواشج قائماً بين الأمم بوسائل شتى وطرائق مختلفة، فلا
بد أن يكون التأثير والتأثر بين تلك الأمم متيناً وقوياً، والثقافات منذ
القديم كانت متداولة بين الأمم عن طريق الترجمة والتأليف والأسفار، وقد أخذ
العرب والمسلمون من ثقافات الهنود والسريان والفرس وأعطوهم أيضاً، واستمر
هذا التبادل حتى عصرنا هذا، بل ازداد قوةً نتيجة للتطور الحضاري وسرعة
التواصل بين مختلف الثقافات عن طريق
العلامة الأستاذ محمود فاخوري
وسائل الإعلام المختلفة من مرئية ومسموعة ومقروءة، فضلاً عن الشابكة
(الإنترنت) التي جعلت العالم كقرية صغيرة بعد أن كان في الماضي متباعد
الأطراف واسع الجنبات، وإذا وجدت هناك فجوة بين الثقافتين العربية والغربية
فإنما يعود ذلك إلى أسباب سياسية حيناً، واجتماعية حيناً آخر، وفكرية
أحياناً، وهذا طبيعي لأنه لا يمكن أن تكون شعوب الأرض كلها متوافقة تماماً
في كل شيء».

أما رأي العلامة "فاخوري" بالنقد فهو:

«ليس للنقد دور فعال في عالمنا الحالي لأن معظم الذين يمارسونه لم يهيئوا
أنفسهم له من حيث الدراسة والتعمق، وإنك لتجد كثيراً منهم يصبحون نقاداً
بلا استعداد، ففيهم الطبيب والمهندس والحقوقي وغيرهم ممن ألفنا أن يكون
نقدهم انطباعياً أو قابلاً للرد والتصحيح، ولا يتم دور النقد عندنا على
الوجه الأكمل إلا حين يكون في جامعاتنا قسم للنقد في كلية الآداب يتخصص فيه
الطلاب ويتوسعون في دراسته ومعرفة مذاهبه، ولم يعد يكفي أن يدرسه طلاب
الجامعة كمادة درسية مثلما يدرسون المواد المختلفة، وكثيراً ما دعوت إلى
إحداث كلية أو قسم للنقد وإذا تحقق هذا الحلم استطعنا أن نؤدي الرسالة
الجادة المطلوبة وفق قواعد وضوابط ملائمة».

وعن سبب اتجاهه وميله إلى البحث والدراسة وعدم اهتمامه بالمجالات الأدبية
الأخرى كالشعر والقصة والرواية يقول: «عندما كنت في مرحلة الطلب– في
أربعينيات القرن الماضي- لم تكن الأجناس الأدبية على مستوى النضج المطلوب
ولا بهذا التفرع الذي نعرفه اليوم، فكنا نقرأ كتب الأدب والثقافة العامة
والروايات المترجمة والقصص الشعبية وما إليها، وهذا ما دفع أبناء جيلنا إلى
سلوك طريق البحث والدراسة من دون الشعر أو القصة أو الرواية، وتابعت هذا
الطريق في دراستي الجامعية فلم أمارس كتابة القصة والرواية وإن قرأتُ
المئات من كتب هذين الفنين، وكنت أجد أن انصرافي إلى البحث والدراسة يعود
علي بفائدة أكبر، وأرضي بذلك ميولي الأدبية والثقافية، أما الشعر فإنني
أحفظ منه آلاف الأبيات ومئات القصائد خلال دراستي الثانوية والجامعية وما
بعدهما، ومع ذلك فإني مقلّ بالنظم ولي بضع قصائد وجدانية».

وعن مؤلفاته يقول الأستاذ فاخوري: «لي مشاركات في إعداد بعض الكتب المدرسية
في سورية وخارجها وأعمال أخرى تنتظر النشر، ولي أيضاً ثلاثة وثلاثين
كتاباً مطبوعاً منذ عام 1963 وحتى اليوم ما بين تأليف وتحقيق، من أهمها:

1-المعين في الأدب العربي الحديث- حلب 1963.

2-المعين في النحو والصرف- حلب 1963.

3-المعين في الدراسة الأدبية- حلب 1964.

4-المنهل من علوم العربية- بيروت 1968.

5-الموسيقي الأعمى- دمشق 1969.

6-سفينة الشعراء في علم العروض وعلم القوافي والأوزان المحدثة- حلب 1970- ط2 -1990.

7-صفوة الصفوة لابن الجوزي- القاهرة 1973.

8-مسلم بن الحجاج القشيري- بيروت 1979.

9-دروس في اللغة العربية- حلب 1979.

10-الأغراض الشعرية عند الأخطل- حلب 1979.

11-منتخبات من نصوص قديمة- حلب 1981.

12-موسيقى الشعر العربي- حلب 1981.

13-في الأدب العثماني- حلب 1981.

14-سيرة ابن سينا- حلب 1982.

15-أبو محجن الثقفي- حياته وشعره- حلب 1982- ط2 1988.

16-دروس ونصوص في اللغة العربية وآدابها- حلب 1982.

17-مصادر التراث والبحث في المكتبة العربية- حلب 1989.

18-مهاجر في زمن الورد.

19-خواطر مرحة.

20-المغرب (معجم لغوي) للمطرزي- حلب 1979.

21-خريدة العجائب، لابن الجوزي- بيروت 1992.

22-روض الأخيار، لابن الخطيب- الأماسي- بيروت 2000.

23-موسوعة وحدات القياس العربية والإسلامية وما يعادلها بالمقادير الحديثة:
ألفته أنا وزميلي المرحوم "صلاح الدين خوام"، وطبع في بيروت 2002، ونشرته
مكتبة لبنان، وهو يضم نحو أربعمائة مادة في 500 صفحة، وهو أول موسوعة ضخمة
وشاملة لمقاييس الطول والوزن والمساحة والكيل كالذراع والأوقية والقنطار
والصاع وتحويل هذه الوحدات كلها إلى ما يعادلها من المقادير الحديثة كالمتر
والكيلو غرام إلى آخره.

24-روض الأخيار: لابن الخطيب الأماسي- تحقيق دار القلم بحلب 2003.

25-فن التعبير بالعربية المعاصرة: ألفته مع "فائزة القاسم" و"جورج بوهاس"، وطبع في باريس سنة 2005.

26-عيون الأخبار وفنون الآثار (السبع السادس) لإدريس بن الحسن الأنف، وقد
حققته بالاشتراك مع "محمد كمال" ونشره المعهد الفرنسي للشرق الأدنى بدمشق
سنة 2007.


وكان أستاذنا الجليل قد شرفني بالكلمة الآتية إضاءة على شعري أتشرف بنشرها
:







بقلم: محمود فاخوري


المدرّسفي كلّيّة الآداب بجامعة حلب






قولي الصُراحُ ، وما لِسوءِ طَويّـَةٍ
أن يختفي مهمـا الممـوّه أَضْفى



فإذا كرهتُ فإنَّكُرْهيَ واضـحٌ
وإذا وددتُ رأيتَ ودّيَ صِـرفا



ما المكرُ من شيمِ الرجالِ وإنَّ لي
من كلِّ ما يُرضي الرجولَـةَ ضِعفا



أنا يعرُبيٌّ وانتمـائيَ حُلّـــَةٌ
أزهو بها مهما الزمـانُ أسَفّــا




لعلَّ هذه الأبياتَ
أصفى مرآتٍ لصاحبِها الشاعر الأستاذ عبد القادر الأسود، إذ تكشف عن بعضٍ من جوانبِ
نفسِه ، وتعطيكَ خلاصةً وافيةً لها تتجلّى في صراحة القول ، وسلامة دواعي الصدر ،
وصِدق المودّةِ ، ويعرُبيَّةِ الانتماء .. هذا إلى أريحيّةٍ وصفاء تكمن وراءهما
شاعريَّةٌ واضحةٌ ، واقتدارٌ على النظم ، وتمكُّنٌ من القافية .. ذلك أنّه خاض
غمار الحياة فأغنت تجاربَه ، ودأبَ زمناً على القراءة ، فأمدّته المعرفة بمعطياتها
، والثقافةُ بروافدها ، وامتزج ذلك كلّه بموهبةٍ شعريّةٍ كامنة ، وبديهةٍ حاضرة ..
فكان النتاجُ شعراً رفيعاً ذا سماتٍ واضحةٍ، ومزايا بيّنة .



إنّه شاعرٌ مِغزارٌ ،
يهيمُ في كلِّ وادٍ ، ويطرُقُ كلَّ ميدان ، فيٌجيـدُ



ويُطيلُ
، ويتعمَّقُ ويفتنُّ في القول .. وقد يرتجلُ في الوقتِ على البديهة والحضور ، بلا
تكلُّفٍ ولا رشحً للجبين .



وربّما جاء الغزلُ في
مقدّمة الأغراض التي ينشُدُها الشاعر عبد القادر ويسعى إليها بياضَ نهاره وسوادَ
ليله، ومن هنا ظهرت براعته في هذا الفنّ ، وإجادتُه في تناولِ معانيه ، واقتناص
صوره وأخيلته :






يا رعشة الوَتَرِ النَـديِّ تهُـزُّني
طرباً فأسلو الدهرَ في نجواهـا



ياصورةً أسبلتُ جفني فوقَهـا
حتى ينـامَ بأعيُـني مَرآهـا



واللهما سوَّت ضفائرَ شعرِهـا
إلاّ ظننتُ القلبَ في يمنـاهـا



وهو في غزله عامّة عمريُّ المدرسة ،
أحوصيُّ الهوى والمذهب، فلا تغيب عن قارئ هذا الغزل ، أو سامعِه ، صورةُ ابن أي
ربيعةَ ، والأحوص الأنصاري ، وأضرابهما الآخرين كالعَرْجيِّ ووضاحِ اليمن .. في
حواضرِ الشام والحجاز ..



ولكنَّ طابعاً آخر من الغزل يُطِلُّ
بين حينٍ وآخرَ، في مطاوي ذلك الغزلِ العمريِّ .. وأعني به المدرسةَ البدويَّةَ
التي سادت في بوادي الحجازِ زمناً ، وسرى تأثيرُها في أصقاعٍ أخرى ، وحملَ لواءها
ابنُ الدُمينة ، وجميل بن مُعمَّر ، وغيرُهما..



وهكذا جمع غزل عبد القادر عدداً من خصائص المدرستين معاً ، فكان
فيه الحوارُ ، والقصُّ ، والحِسُّ ، والروحُ ، وكان فيه الشكوى واليأس ،
والتنقُّلُ والهُيام ..



وقد تمتزجُ الطبيعةُ في
بعضِ فصولِها الموسميَّة ـ لا سيّما الربيع ـ بهذا الغزل ، فيغرقُ الشاعرُ
في ذلك ، مع النسمة النشوى، والفجر المُتهادي ، والطيرِ المُغرِّد ، والأزهار
الفوّاحة :




نسيمَ الصُبْحِ ، هل لا مستَ ثوباً
كأزهار الربيعِ لهـــا شميمُ ؟



وهل داعبتِ يا أنسـامُ فَرْعـاً
لفاتنـةٍ لهـا خَصـرٌ هضيـمُ ؟



وهل قبّلتِ عنـد الفجرِ ثغـراً
بلونِالوَرْدِ ترمُقُــه النجـومُ ؟




ومن ذلك أيضاً قولُه :



ياهمسَ حَبّـاتِ النَـدى
يهفـوإليهــا الزنبـقٌ



أنـتِا لزلالُ لمهجــتي
وأنا الربيــعُ المُـونِـقُ



أنتِ البنفسـجُ والشـذا
وأنا الشُعــاعُ الأزرقُ



أفَلستَ تُحِسُّ أنّك مع أحدِ شعراءِ الأندلس
عندما تَقرأ هذا الشعر، أو عندما تَقرأ قصائدَه الأخرى :
(( ربيعٌ في الشتاء )) و (( ثأرُ الحبّ )) أو


(( فتون )) ، وغيرَها
من القصائد المبثوثةِ في الديوان؟



ومزجُه
الطبيعةَ بالغزلِ ليس تقليداً صِرْفاً ، وإنّما هو نابعٌ من غرامه بالطبيعة
الفاتنة التي صَحِبَها وانصهر فيها حبّاً وتعلُّقاً.. ذلك انَّه نشأ وعاش في
((أرمناز)) بين
الرياض والبساتين ، وفي ظلِّ الخمائل والأدواح
، فكانت تلك البلدةُ الوادعةُ ،
بجمالِها وسِحرِها أوّلَ أرضٍ مَسَّ جلدُه تُرابَها ، وبها نيطت تمائمُه عليه ..
فلا غرْوَ أن تحظى بنصيبٍ صالحٍ من شعره ، وأن تفوز بعدَّةِ قصائدَ ، ومقطّعات ،
وأبيات ، ظهرَ بها بمظهر المفتون برياضها الغنّاء ، والمُفتنِّ في منحها الرتبَ
والألقاب ، فهي تارةً
(( أميرةُ الدلال )) وتارةً (( غانيةُ
الحسن
)) وأُخرى ((معشوقةُ
القمر

))
أو
(( مائجةُ
العطر
)) . ويصفها
وصفاً رائعاً مُشوِّقاً ، يحفزُك إلى تمنّي رُؤْيتها ، والعيشِ في ظلالها :






بـين الشقائـقِ والزيتـونِ والتـين

تحت الـدوالي على صوت الحساسين


مهدي هناك فهمسُ الطـيرِ يسحرُ ني

والجُلَّـنـارُ ، وزهـرُ اللّـوزِ يَسبيني


يا مائـجَ العطرِ من أعطـافها سَحَراً

هل تَـذكُرُ الليلَ في تلك البساتـين؟


كم ذا ارتميتُ على أحضانهـا ولهـاً

واسترسل الشعرُ في حَـدْبٍ يُغطّيني


وكـم هُرِعْتُ إلى الأفيـاءِ محتميـاً

من أزرُعِ الشمسِ إذ راحت تباريني



ويصلُ به الأمرُ إلى أن يهتف بلا مواربةٍ
ولا خفاء ، وهو صاحبُ القولِ الصراح :




ياأرمنـازُ ، وما غـاليتُ يا بلَدي

إذ رجَّحتْكِ على الـدنيا موازيـني



هـذا فـؤادي قـرباناً أُقَـدِّمُـه

مهراً ، وقلبُ الفتى أزكى القرابـين



وفي أشعاره هذه ما هو مرقص مطرب ، يتغلغل إلى
مكامن الحسِّ ، فيهزُّ ويُثير ، ولكن في نُعومةٍ ورِفق ، في هياجٍ وشدَّةٍ :




تَـراقَصَالـزهـرُ في جنّاتها فبـدا

فـوق المروجِ عَروساً في معـانيهـا


وردّدَالبلبـلُ الصَــدّاحُ أغنيــةً

عنـد الشروقِ فمـا أنـدى معانيها


وصفَّقالجـدولُ النشوانُ فاضطربت

لُجّـاتُ خمـرٍ قـديمٍ في سواقيهـا


أفلا تُذكِّرُنا هذه الأبياتُ الجميلة بقصيدة
البحتري التي نَظَمها في وصفِ بُركةِ المتوكّل ، وزناً وتقفيةً ، وحلاوةً ؟



ميلوا إلى الـدارِ من ليلى نُحيّيهــا

نعـم ، ونسألُها عن بعضِ أهليهـا


يا من رأى البركـةَ الحسناءَ رؤيتُهـا

والآنسـاتِ إذا لاحـت مغانيهـا


ما بالُ دجلـة كالغيرى تنافسُهـا

في الحسن طوراً وأطواراً تباهيهـا


كأنّما الفضّـةُ البيضـاءُ سائلـةً

من السبائكِ تجـري في مجاريهـا


وغرامُالشاعر بالطبيعة لا يتجلّى في حديثه عن بلدته فحسب، بل يُطلُّ علينا في قصائدَ
أُخرى ، وَصَف فيها مُدُناً وقرى زارَها ، أو أقام فيها، فحيّاها تحيَّة إعجابٍ
وافتتان : كالسويداء ، والرقّة ، وحلب، ودرعا ، وزحلة ، وحارم ، وسلقين .. كما
إنَّه خصَّ تلك الطبيعةَ عامّةً بقصائد مستقلَّةٍ ظهر فيها هُيامُه بالربيع
والشتاء معاً .. .فها هو ذا يُناجي
(( الغروبَ )) بقولِه :



سألْتُ الغُـروبَ ، ومـا أروعَــهْ

تعـالى المصـوِّرُ مـا أبـدعَــهْ:


ألا يا غُروبُ ـ وكم فيـك سِررٌّ ـ

تَـولَّى النَهـارُ فمَـن ودَّعَــهْ ؟



كمايُناجي((
الربيعَ
)) في
أبيات رقيقة تفيض بالعُذوبة والحنان :




أحِبُّـكَ دفـقَ نُسْـغٍ في كيـاني

أُحبُّـك دفءَ شـوقٍ في جَنـاني


وأَفْـرَحُ بالشتـاءِ وميضَ بـرقٍ

ورَعَـداً زفَّ لي فيـك التهـاني


أرى في مُـزْنِـه الآمـالَ تحنـو

وفي الثلجِ الرغيـدَ من الأمـاني


أشَفَّكَ يا شتـاءُ ، الشوقُ مثلي

وعانيتَ الغـرامَ كمـا أُعـاني
؟


وإلىجانب ما سبق من موضوعات وأغراض ، نجد في شعر عبد القادر ألواناً أُخرى كان لها
نصيبٌ لديه . فهذا الشعرُ يطفح بالروح القوميّة ، والنزعة الوطنيّة ، والأنفة
العربيّة ، في جُرأةٍ وصراحةٍ .. وهو لا يدعُ مناسبةً في هذا الميدان إلاّ أسهم
فيها ، ورفعَ صوتَه عالياً . وتراه في كلِّ ذلك معتزّاً بالأمّة العربيةِ وأمجادها
، واثقاً بانتصاراتِها ، متفائلاً بمستقبلِها ، مشيداً برجالِها العاملين ،وشبابها
الناهضين :




شبـابٌ واثـقٌ بالنصرِ نمضي

إلى العليـاءِ نَرْقى واثقينــا



إذا أفَلت من الآفــاقِ شمسٌ

سَطَعْنا في الأعالي مُشْرِقينا



سنبزُغُ في الغـدِ المأمولِ فجراً

تُضـاءُ بـه نفوسُ العالمينـا



مكارمُ قـد بنيناها قـديمـاً

وقـد عُـدْنا نتمِّمُ ما بنينـا





ويَضَعُ بين يديكَ صُوَراً لبطولاتنا وماركنا الخالدة ، في قولِه المفعَمِ بالقوَّة والفخامةِ
والنشوةِ العارمةِ :



يا رايـةَ المجـدِ في علْيـائنـا افتخري

نحن الذيـن ابْتَنَـوْا للمجـد أركـانا



اللهُ أكـبرُ مـا راحـت مَـدا فعُنـا

تُمْلي على الـدهرِ أفراحـاً وأحزانـا


اللهُ أكـبرُ مـا راحـت سواعـدُنـا

تُغـري الشموسَ بأن تسري بمسرانـا


سقياً لأمجـادِنا الكبرى التي عطِشتْ

كـانت وكنّـا لهـا يا دهـرُ فُرسانا


ما أسكرَ المجـدَ إلاّ ضَربُ باتِـرِنـا


ما أُولِـعَ المجـدُ إلاّ في سجـايـانـا




وسِمَةُ الوفاء لدى الأستاذ عبد القادر حَفَزَتْهُ
إلى الإشادة بعدد من رجالِ الأدب والعلم ، والشعرِ والفنِّ ، نُبلاً وتقديراً ،
فأبرز مآثرَهم ، ونوَّه بما لهم من مآثر ،
وما أبدعوه من آثار في مُختلف الميادين ، وحلّى قصائدَه تلك بما نثره خلالها من
آراء ونظراتٍ ثاقبة في الأدب والشعرِ والثقافة ، وأبدى عَجَبه من تنكُّرِ بعض
المنادين بالحداثة لتراثنا المجيد ، الذي كان ولا يزال موضِعَ الاعتزاز لدى
المنصفين في الشرق والغرب ، ومنبعاً ثرّاً ينهلُ منه الأدباء والشعراءِ والباحثون
، حتى الذين تنكّروا له : نرى كثيراً منهم تتلمذوا له وأفادوا من موارده ، ثمَّ
راحوا يقلبون له ظهرَ المِجَنِّ ، وقد صدق فيهم قولُ الشاعرِ القديم :




أعلِّمُه الرمايـةَ كلَّ يومٍ

فلمّا اسْتَدَّ ساعدُه رماني



وكمعلَّمْتُهُ نظمَ القوافي

فلمّا قالَ قافيةً هجـاني




وفي ذلك يقول الشاعر عبد القادر :


وَهْـمُ الحـداثـةِ لن يُضلِّلَ أمَّـتي

عمّـا يمـوَّهُ بالحـديثِ ويُخْـفى


لُغةُ الحضارة ، يـومَ سادت أمَّـتي

هـذي الـدُنى أنّى تُسامُ وتُجفى ؟


ماذا يَضُرُّ الشعرُ جَـزْلاً واضحـاً

سهلَ التنـاوُلِ ، للعُفـاةِ مُقـفَّى


أم أنَّ رُوّادَ الحـديثِ يُخيفُهــم

كشفُ الغطاءِ .. ومَن تَخَوَّفَ أخفى




ويتجلّى ذوقُه الأدبيُّ ، وحُبُّه للشعرِ
الحقيقيِّ ، وانفعالُه به ، في مثلِ قوله الجميلِ ، الذي يفتتن غايةَ الافتتان
بالحرف الرقيق ، والأدبِ الرفيع ، والشعرِ الذي يشفي الغليل :




رقيقُ الحرفِ يُسكرُنا ، ويُصْمي

مَقـاتلَنـا تثَـنٍّ وانْعِطـافُ



إذا غنّى الأديبُ فـذاك وحيٌ أتى

بالرِيِّ ، إذْ عَـمَّ الجفـافُ



فإنَّ الشعرَ مـا رَوَّى الحَنـايا

كعذبِ الماءِ : غرفٌ لا ارتشافُ




إنَّ الطوافَ بجنبات هذه
الحديقةِ الشعريَّةِ للأستاذ عبد القادر ممتِعٌ، على ما في تلك الحديقةِ من
اتّساعٍ وألوانٍ زاهيةٍ ، وشاعريَّته الفيّاضةِ، لا تفي بها صفحاتٌ معدودات ، ولا
يُعطيها حقَّها حيِّزٌ يحُدُّه هذا التقديم ، ومن الصعبِ الوقوفُ عند كلِّ ما
نَظَمَ من معانٍ وأغراضٍ ، وما حلّى به شِعرَهُ من صُوَرٍ وأخيِلَةٍ وتجديدٍ ،
فهناك ـ غيرُ ما ذكرْتُ ـ جوانب أخرى تجلّت فيها شاعريّةُ عبد القادر ، ولا سيما
الرثاء بدافع التقديرِ والوفاء ، والشعرُ الاجتماعيُّ ، والشعرُ التاريخيُّ،
والحكمةُ الفائضةُ ، بل إنّ شعرَه الوجدانيَّ يطغى على جمهرة ما قال، سواء أكان
ذلك في فصائدَ مستقلّةٍ ، أم كان مبثوثاً في مطاوي القصائد الأخرى ، وهنا يتبدّى
لنا كثيرٌ من آرائه ، ومذهبُه في الحياة، ومطامحُه وأحلامُه ، وآلامه ، ونظرته إلى
الناس والمجتمع .. وأكتفي هنا بأن أحيلَ القارئ على قصائدِه التي تحملُ عناوينُها
بعض مضموناتهـا ، مثل
((تيجـان وأقـزام
)) و (( أنا والشهــرة)) و (( مذهبي في
الحياة
)) و (( أين
الوداد
)) و (( أنا مثلك
أيها البحر
)) .


ومن شأن التقديم لمثل هذا الديوان أن يدع للقارئ أشياء يتملاّها ، ومحاسن يستجليها
بنفسه ، لتكون القراءةُ مقرونةً بلذّة الاكتشاف ومُتعةِ الالتفات ... على أن لا
بدَّ من التنويه بما يمتاز به شعر الصديق
عبد القادر من ظواهر بارزة تعرف القارئ بنفسها أوّل وهلةٍ ، وفي مقدّمتها متانة
السبك ، وشدة الأسر ، وقوّة البناء ، وجمال الصور ، والتصرّف في المعاني ... هذا
إلى أنّه يعيش جوّه الذي يهيمن عليه : فإذا تغزَّل جاء بأرقِّ الألفاظ ، وإذا صال
في الميادين الحماسيَّة تدفَّقت عباراته سيلاً عارماً ، وجزالةً آسرةً ، أمّا إذا
نظم في الشعر الاجتماعيِّ ، أو في الشعر التاريخيِّ أو الرثائيِّ ، فإنَّ شعرَه
يلطُفُ ويلينُ ويفرض الموضوعُ عليه نفسه ، فتقربُ لُغته أحياناً من النثر ، وهذا
أمرٌ طبيعيٌّ في مثلِ هذه الأغراض .



وربّما استبدّت به القافيةُ فأسرته ، أو تمرّد عليه الوزنُ فساقه إلى التوليد والتوسُّع
والاشتقاق ، في بعض الألفاظ ،ولكنّه سرعان ما يقوّم ويثقّف ويصقل ويهذّب ،...وليس
هو كألئك الذين يأخذ بهم الغرور والإعجاب كلَّ مأخذ بل إنّه ـ وهذا من محاسنه ـ يسعى
إلى الكمال في تواضعٍ محبّبٍ ونُشْدانٍٍ للأمثل ، وهذا هو الطريقُ السليمُ الذي
يرفع صاحبَه إلى مراقي الجودة والإبداع ، من خلالِ هذا الشعرِ المتين الـذي أثبت أيضـاً أنَّ الشعر التقليـدي
العمودي لا يتنافى و الإبداع ، ولا ينأى عن الحداثة الحقيقية والمعاصرة المستمرَّة
.



ومالي وللإطالة وأنا أُحيلُ القارئ على الديوان ، ليتبيّن البراهين والأدلَّةَ ويستمتع
بتعرُّف بعض منابعِ شاعريَّة صاحبه ، التي أشار إليها بقوله :َ





أنا من ((جريرٍ)) قد رَويتُ و((جرولٍ ))

وغَـرَفتُ من بحـرِ (( الفرزدق )) غرفا


أنا مـن (( لَبيـدٍ )) قد نهلتُ فموردي

أغْـنى ، وأنفـعُ للعطـاش وأصْــفى


ومن (( امرئ القيس )) استنرتُ فمشعلي

مـازال في كلِِّ الحَـوالـك يُعْـفى



حلب : /30 /10/ 1985 محمود فاخوري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باندة الاسكندرية

باندة الاسكندرية


عدد المساهمات : 46
تاريخ التسجيل : 08/02/2012
الجنس : انثى
العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب" Jb12915568671

العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب" Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب"   العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب" I_icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2012 6:54 pm

اشكرك جزيل الشكر استاذنا العزيز
عبد القادر الاسود
على موضوعاتك الرائعة المفيدة
بارك الله فيك
لا حرمني الله تواجدك
خالص تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب" Jb12915568671



العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب" Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب"   العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب" I_icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2012 7:00 pm

ولا حرمنا من مرورك العطر شكراً باندة العزيزة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العلامة "محمود فاخوري".. عمود الأدب في "حلب"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العلامة الباقلاني
» العلامة الشيخ عبد المحسن الأسطواني
» الشخ محمود جنيد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة تراجم علماء الأمة وعظمائها-
انتقل الى: