روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 61

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 61 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 61 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 61   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 61 I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 25, 2020 6:37 am

جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61)


قوْلُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {جَنَّاتِ عَدْنٍ} جَنَّاتِ: بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ في الآيَةِ التي قبلَها {الْجَنَّةَ}. وَجِيءَ بِهَا "جَنَّاتِ" بِصِيغَةِ الجَمْعِ مَعَ أَنَّ الْمُبْدَلَ مِنْهُ مُفْرَدٌ لِأَنَّ {جَنَّةَ} مُشْتَمِلٌ عَلَى جَنَّاتٍ كَثِيرَةٍ، كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ في تَفْسيرِ الآيَةِ الَّتي قَبْلَها ـ وقدْ ذَكَرْنَا هُنَاكَ الحَديثَ الشَّريفَ، فَهُوَ بَدَلٌ مُطَابِقٌ وَلَيْسَ بَدَلَ اشْتِمَالٍ. ومَعْنَى "جنَّاتِ عَدْنٍ": جَنَّاتُ إِقامَةٍ دَائِمَةٍ وَخُلودٍ لا نهايةَ لَهُ، لأَنَّكَ تَقُولُ عَدَنْتُ البَلَدَ: إِذا تَوَطَّنْتَهُ وأَقَمْتَ فِيهِ وَلَزِمْتَهُ فَلَمْ تَبْرَحْهُ. وَمَعدِنُ كُلِّ شَيْءٍ: مَرْكَزُهُ وَأَصْلُهُ وَمَرْجِعُهُ.
قوْلُهُ: {الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} الَّتِي: جِيءَ في وَصْفِ اللهِ لَهَذِهِ الجَنَّاتِ بِالاسْمِ المَوْصُولِ هَذَا، ثُمَّ بِـ "وَعَدَ الرَّحْمنُ"، زِيَادَةً في تَحْسِينِ هَذِهِ الـ "جنَّاتِ" وَالْتَّرْغِيبِ فِيهَا لِيَعْمَلَ المَرْءُ بما يوصِلُ إليها مِنْ أَعْمَالٍ صَالِحَاتٍ كَلَّفنا اللهُ بها.
وَقَدْ أَضَافَ هَؤُلاءِ المَوْعُودينَ بِهَذِهِ الجنَّاتِ إِلَى ذَاتِهِ الرَّحْمَانِيَّةِ المُقَدَّسَةِ، فَقَالَ: "عِبادَهُ" تَشْرِيفًا لهم، وَتَنْويهًا بِأَمْرِهِمْ، وبِعظيمِ قَدْرِهِم عِنْدَ رَبِّهِم، ورِفْعَةِ مَقَامِهم عِنْدَهُ.
وَفِي ذَلِكَ إِدْمَاجٌ لِتَبْشِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الذينَ سَبَقَ منهُمُ الإيمانُ مِنْ قَبْلُ، فِي أَثْنَاءِ وَعْدِ الْمَدْعُوِّينَ إِلَىِ الْإِيمَانِ مِنْ بَعْدِهِمْ.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: (يُريدُ أَنَّهُمْ غَابُوا عَمَّا فِيهَا مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ). والمَعْنَى أَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْهَا، فَهِيَ غَيْبٌ لَّهُمْ.
وَ "بِالْغَيْبِ": الغيْبُ هُوَ المَصْدَرُ مِنْ الفعلِ: (غَابَ) ، (يَغيبُ)، فَكُلُّ مَا غَابَ عَنِ الْمُشَاهَدَةِ فَهُوَ غَيْبٌ، وَالْبَاءُ فِيهِ لِلظَّرْفِيَّةِ، أَيْ: جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتي وَعَدَهَا إِيَّاهُمْ فِي الْأَزْمِنَةِ الْغَائِبَةِ عَنْهُمْ، أَيْ: فِي الْأَزَلِ، إِذْ أَعَدَّها لَهُمْ، وَخَلَقَهَا مِنْ أَجْلِهِم، لِقَوْلِهِ تَعَالَى في الآيَةَ: (133). مِنْ سُورَةِ (آل عِمْرَان): {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، فَهِيَ ـ وَإِنْ كَانَتْ مَحْجُوبَةً عَنْهُمْ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّهَا مُهَيِّئَةٌ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ، فَضْلًا منْهُ ونِعْمَةً ومِنَّةً.
قوْلُهُ: {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} وَعْدُهُ: الْوَعْدُ ـ هُنَا: مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ "كَسَا"، مُسْتَعْمَلٌ فِي مَعْنَى الْمَفْعُولِ، فَإِنَّ اللهَ وَعَدَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّالِحِينَ، العاملينَ بِمَا افْتَرَضَهُ عَلَيْهم، وَعَدَهَم بِـ "جَنَّاتِ عَدْنٍ". إِذًا فَالْجَنَّاتُ مَوْعُودَةٌ لَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ.
وَقَالَ ابْنُ جريرٍ الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ للآيَةِ: (الْوَعْدُ ـ هَهُنَا: هُوَ الْمَوْعُودُ، وَهُوَ الْجَنَّةُ، أَيْ يَأْتِيهَا أَوْلِيَاؤُهُ). تَفْسيرُ: "جامِعُ البَيَانَ في تأويلِ القُرآنِ" لَهُ: (16/101).
وَقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: "وَعْدُهُ" هَهُنا: هو مَوْعُودُهُ، وَهُوَ الجَنَّةُ الَّتي وَعَدَ اللهُ عِبادَهُ بِهَا. واللهُ أَعْلَمُ.
وَفِي هَذِهِ الجُمْلةُ الكريمةِ تَحْقِيقٌ لِمَا بَشَّرَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ المُؤمنينَ العامِلينَ، وَتَعْلِيلٌ لِجُمْلَةِ: "الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ" السَّابقةِ، أَيْ: يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِوَعْدٍ مِنَ اللهِ ـ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
و "مَأْتِيًّا" أَيْ: آتِيًا، هُوَ مَفْعُولٌ مِنَ الْإِتْيَانِ. فَأَنْتَ تَأْتي كُلَّ مَا أَتَاكَ؛ وَكُلُّ مَا وَصَلَ إِلَيْكَ، فَقَدْ وَصَلْتَ إِلَيْهِ، تَقُولُ: أَتَتْ عَلَيَّ سِتُّونَ سَنَةً، وَأَتَيْتُ عَلَى سِتِّينَ سَنَةً. وأَتَتْ فُلانًا مَائِدَةٌ مَلَأَى بالشَّهِيِّ مِنَ الأَطْعِمةِ، فَأَتَى عَلَيْهَا جُمِيعًا ـ هَذَا إِذا كانَ صاحِبُكَ شَرِهًا مُحِبًّا للطَّعامِ، كَمَا تَقولُ أَيْضًا: وَصَلَ إِلَيَّ مِنْ فُلَانٍ خَيْرٌ، وَوَصَلْتُ مِنْهُ إِلَى خَيْرٍ.
وَقَالَ الْقُتَبِيُّ: "مَأْتِيًّا" بِمَعْنَى "آتٍ"، فَهُوَ مَفْعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وَ "مَأْتِيًّا" مَهْمُوزٌ لِأَنَّهُ مِنْ "أَتَى"، "يَأْتِي".
وَقالَ ابْنُ الأَنْباريِّ: مَأْتِيًّا أَيْ: مَبْلوغًا إِلَيْهِ. وَمَنْ خَفَّفَ الْهَمْزَةَ جَعَلَهَا أَلِفًا، أَيْ: "مَاتيًّا".
وَقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: (... وَ "مَأْتيًّا" يَأْتِيهِ أَوْلِيَاؤهُ، وَالْمَأْتِيُّ: الَّذِي يَأْتِيهِ غَيْرُهُ. واللهُ أَعْلَمُ.
وقالَ الكِسَائِيُّ: المَأْتيُّ، لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُؤْتَى عَلَيْهِ، وَلا بُدَّ مِنْ أَنْ يُبْلَغَ وَيُصَارَ إِلَيْهِ. وَلَوْ كانَ آتِيًا لَكَانَ صَوَابًا، كَمَا قالَ تَعَالَى في الآيةِ: 134، مِنْ سُورَةِ الأَنْعَامِ: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ}، ولَكِنْ قالَ: "مَأْتِيًّا" مراعاةً لِرُؤوسِ الآياتِ.
وَقالَ الفَرَّاءُ: قالَ "مَأْتِيًا" وَلَمْ يَقُلْ آتِيًا؛ لِأَنَّ كُلَّ مَا أَتَاكَ فَقَدْ أَتَيْتَهُ، أَلَا تَرى أَنَّكَ تَقُولَ: (أَتَيْتُ عَلَى خَمْسينَ سَنَةً وَأَتَتْ عَلَيَّ خَمْسَونَ سَنَةً؟). "مَعَانِي القُرْآنِ وإِعْرَابُهُ" لَهُ: (2/170).
وَنَحْوَ هَذَا ما قالَهُ الزَّجَّاجُ، وَقد مَثَّلَهُ بِقَوْلِكَ: وَصَلَ إِلَي خَبَرُ فُلانٍ، وَوَصَلْتُ إِلَى خَبَرِ فَلانٍ. "مَعَانِي القُرْآنِ وإِعْرَابُهُ" لِأَبي إِسْحاقٍ الزَّجَّاجِ: (3/336).
وَقالَ الطَبَريُّ: (... وَ "مَأْتِيًّا" مَا يَأْتِيهِ أَوْلِياؤُهُ وَأَهْلُ طاعَتِهِ) "جامِعُ البَيَانَ" لَهُ: (16/101).
وَقَدِ اسْتُعِيرُ الْإِتْيَانُ هنا لِحُصُولِ الْمَطْلُوبِ الْمُتَرَقَّبِ، تَشْبِيهًا لِمَنْ يُحَصِّلُ الشَّيْءَ بَعْدَ أَنْ سَعَى طويلًا لِتَحْصِيلِهِ، بِمَنْ مَشَى إِلَى مَكَانٍ حَتَّى أَتَاهُ. وَتَشْبِيهًا لِلشَّيْءِ الْمُحَصَّلِ بِالْمَكَانِ الْمَقْصُودِ.
قولُهُ تَعَالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ التي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} جَنَّاتِ: مَنْصُوبٌ بَدَلًا مِنَ قولِهِ: {الجَنَّةَ} منَ الآيَةِ التي قَبْلَها، بَدَلَ البَعْضِ لِاشْتِمَالِهَا عَلَيْهَا اشْتِمَالَ الكُلِّ عَلى الجزْءِ بِنَاءً عَلَى مَا قِيلَ: إِنَّ "جَنَّاتِ عَدْنٍ" اسْمُ عَلَمٍ لِإِحْدَى الجَنَّاتِ الثَّمَانِ، كَعَلَمِيَّةِ "بَناتِ نَعْشٍ" وهي مجموعةٌ مِنَ النجومِ. وَقِيلَ: إِنَّ العَلَمَ هوَ "جَنَّةُ عَدْنٍ" إِلَّا أَنَّهُ أُقِيمَ الجُزْءُ الثاني بَعَدَ حَذْفِ الأَوَّلِ مَقامَ المَجْمُوعِ كَمَا فِي "شَهْرُ رَمَضَانَ"، فَكانَ أَصْلُ "جَنَّاتِ عَدْنٍ": جَنَّةِ عَدْنٍ. وَالذي حَسَّنَ هَذِهِ الإِقَامَةَ أَنَّ المُعْتَبَرَ عَلَمِيَّتُهُ فِي المَنْقُولِ الإِضافِيِّ هوَ الجُزْءُ الثاني حَتَّى كَأَنَّهُ نُقِلَ وَحْدَهُ كَمَا قَرَّرَ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ كُتُبِ النَّحْوِ المُفَصَّلَةِ. وَعَلامَةُ نَصْبِهِ الكَسْرَةُ عِوضًا مِنَ الفَتحةِ لأَنَّهُ مُلْحَقٌ بِجَمْعِ المُؤنَّثِ السَّالِمِ، وهوَ مُضافٌ. وَ "عَدْنٍ" مَجرورٌ بالإِضافَةِ إِلَيْهِ. وَ "الَّتِي" اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الجرِّ صِفَةً لِـ "جَنَّاتِ عَدْنٍ"، وَسَوَّغَ وَصْفَهَا بالمَوْصُولِ: "الَّتي" جَرَيانُ هَذَا الاسْمِ عَلَيْها مَجْرَى الاسْمِ العَلَمِ. و "وَعَدَ" فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على الفتْحِ. و "الرَّحْمَنُ" اسْمٌ مِنْ أسماءِ الجلالةِ مرفوعٌ بالفاعِليَّةِ. و "عِبَادَهُ" مَفْعولٌ بهِ منصوبٌ، وهوَ مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ، وَجُمْلَةُ "وَعَدَ" الفِعْلِيَةُ هَذِهِ صِلَةُ المَوْصُولِ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ. والعائدُ مَحْذُوفٌ، والتَقْديرُ: وَعَدَهَا الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ. و "بِالْغَيْبِ" الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بِحالٍ مِنْ "عِبَادَهُ" أَيْ: وَعَدَهُمْ إِيَّاهَا وَهُمْ غَائِبُونَ عَنْهَا لَا يَرَوْنَهَا، وإِنَّما آمَنُوا بها بِمَجَرِّدِ الإِخٍبَارِ مِنْهُ ـ سبْحانَهُ وتَعَالَى عَنْها، أَوْ يتعلَّقُ بِحالٍ مِنَ ضَمِيرِ "الجَنَّةَ" العائدِ عَلَى المَوْصُولِ؛ أَيْ: وَعَدَهَا إِيَّاهُمْ وَهِيَ غَائِبَةٌ عَنْهُمْ، و "الغَيْبِ" مَجْرورٌ بحرفِ الجَرِّ، وهَذَا عَلَى فَرَضِ أَنَّ الباءَ حاليَّةٌ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكونَ سَبَبِيَّةً، أَيْ: بِسَبَبِ تَصْديقِ الغَيْبِ، وَبِسَبَبِ الإِيمانِ بِهِ، فَتَتَعلَّقُ بـ "وَعَدَ".
قوْلُهُ: {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} إِنَّ: حرفٌ ناصِبٌ، ناسِخٌ، مُشَبَّهٌ بالفِعْلِ، للتوكيدِ، والهاءُ" ضميرٌ مُتَّصِلٌ في محلِّ النَّصْبِ اسْمًا لِـ "إِنَّ". و "كَانَ" فعلٌ ماضٍ ناقِصٌ مبنيٌّ على الفتْحِ. و "وَعْدُهُ" اسْمُها مَرْفُوعٌ بها، وهوَ مَضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ. و "مَأْتِيًّا" خَبَرُ "كانَ" منصوبٌ بها، والجملةُ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ خَبَرُ "إِنَّ". وَجُمْلَةُ "إِنَّ" مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَعْلِيلِ مَا قَبْلَهَا، وَالضَّمِيرُ فِي "إِنَّهُ" يَعُودُ عَلَى "الرَّحْمَنُ" وَالْمَعْنَى: إِنَّ الرَّحْمَنَ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا، أَوْ يعودُ عَلَى الشَّأْنِ، لِأَنَّهُ مَقَامُ تَعْظِيمٍ وَتَفْخِيمٍ. وعَلَى الأَوَّلِ يَجُوزُ أَنْ يَكونَ فِي "كانَ" ضَمِيرٌ هُوَ اسْمُهَا يَعُودُ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَ "وَعْدُهُ" بَدَلٌ مِنْ ذَلِكَ الضَّمِيرِ بَدَلَ اشْتِمَالٍ، وَ "مَأْتِيًّا" خَبَرُها. وَيَجُوزُ أَنْ لَا يَكونَ فِيهَا ضَمِيرٌ، بَلْ هِيَ رَافِعَةٌ لـ "وَعِدُه"، وَ "مَأْتِيًّا"، الخَبْرُ أَيْضًا، وَهوَ نَظِيرُ قولِكَ: (إِنَّ زَيْدًا كانَ أَبوهُ مُنْطَلِقًا). ويجوزُ أَنْ يَكونَ "مَأْتِيًّا" مَفْعولًا عَلَى بابِهِ، والمُرادُ بِالوَعْدِ الجَنَّةُ، أُطْلِقَ عَلَيْها المَصْدَرُ، أَيْ: مَوْعودُهُ، نَحْوَ قولِكَ: (دِرْهَمٌ ضَرْبُ الأَمِيرِ). وَقِيلَ: "وَعْدُ" مَصْدَرٌ عَلَى بَابِهِ، وَ "مَأْتِيًّا": هوَ "مَفْعُولٌ" بِمَعْنَى "فَاعِلٍ". وقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: (قِيلَ في "مَأْتِيًّا": "مَفْعُولٌ" بِمَعْنَى "فَاعِلٍ". والوَجْهُ: أَنَّ الوَعْدَ هُوَ الجَنَّةُ، وَهُمْ يَأْتونَها، أَوْ هُوَ مِنْ قَوْلِكَ: أَتَى إِلَيْهِ إِحْسانًا، أَيْ: كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا مُنْجِزًا.
قَرَأَ العامَّةُ: {جَنَّاتِ عَدْنٍ} عَلَى كَسْرِ التَّاءِ نَصْبًا عَلَى أَنَّها بَدَلٌ مِنَ "الجَنَّة"، وَعَلى هَذِهِ القِراءَةِ، يَكونُ في قَوْلِهِ قَبْلَ ذَلِكَ: {وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} وَجْهانِ، أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ اعْتِراضٌ بَيْنَ البَدَلِ وَالمُبْدَلِ مِنْهُ. والثاني: أَّنَّهُ حَالٌ، قالَهُ الشَّيْخُ أَبو حيَّان الأندَلُسِيُّ، وَفِيهِ نَظَرٌ مِنْ حَيْثُ إِنَّ المُضارِعَ المَنْفِيَّ بـ "لا" كَالْمُثْبَتِ فِي أَنَّهُ لَا تُبَاشِرُهُ وَاوُ الحَالِ.
وَقَرَأَ أَبُو حَيَوَةَ، والحَسَنُ البَصْريُّ، وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ الهَمَدانيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَأَبُو رَزينٍ العقيلِيِّ، وَالضَّحَّاكُ، وَابْنُ أَبي عَبْلَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُمْ: "جَنَّاتُ" بِالرَّفْعِ، وَفِيهِ وَجْهَانِ، أَحَدُهُما: أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مُضْمَرٍ، والتقديرُ: تِلْكَ، أَوْ: هِيَ جَنَّاتُ عَدْنٍ. والثاني: أَنَّهَا مُبْتَدَأٌ، أَيْ: وَيَكونُ خَبَرَهَا "التي".
وَقَرَأَ أَيضًا الحَسَنُ البَصْرِيُّ، والشَّعْبِيُّ، وابْنُ السَّمَيْفَعِ: "جَنَّةُ عَدْنٍ" بِتَوْحِيدِها مَعَ رَفْعِ التاءِ. وَقَرَأَ أَبُو مِجْلَزٍ، وَأَبُو المُتَوَكُّلِ النَّاجِي: "جَنَّةَ عَدْنٍ" عَلَى التَّوْحِيدِ مَعَ نَصْبِ التاءِ.
وَقَرَأَ الحَسَنُ بْنُ حِيّ، وَعَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، وَالأَعْمَشُ ـ في رِوَايَةٍ عنْهُ: "جَنَّةَ عَدْنٍ" نَصْبًا مَعَ التوحيدِ. وقَرَأَ اليَمَانِيُّ، والحَسَنُ، وَالأَزْرَقُ، عَنْ حَمْزَةَ: "جَنَّةُ" بالرَّفْعِ والإِفْرادِ، وَتَخْريجُها وَاضِحٌ مِمَّا تَقَدَّمَ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 61
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 17
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 33
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 49
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 65
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 81

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: