بعث ملك الروم إلى حاكم المسلمين أثناء خلافة العباسيين سنة 372 هجرية يطلب منه أن يرسل له أحد علماء المسلمين ليناقشه ويناظره في بعض القضايا فأرسل له الخليفة الإمام بن الطيب الباقلاني
وعندما علم ملك الروم بمجئ الإمام الباقلاني أراد فى بادئ الأمر إذلاله وكسره فأمر حاشيته بإغلاق كل الابواب المؤدية للملك وفتح باب واحد مؤدي للملك وهذا الباب منخفض جدا ومن يدخل منه لابد أن يطأطأ رأسه ويدخل وكأنه راكعا للملك ... فعندما رأى الباقلاني الأمر علم نية الملك الخبيثة فجاء عند الباب واستدار بدبره ثم دخل على الملك حتى وصل إليه .. فعلم الملك ذكاء الشيخ
وبدأ يسأله أسئلة لتعجيزه فقال له
تقولون أن القمر انشق لنبيكم فقال الباقلاني نعم فقال الملك لماذا لم يذكر هذا الكلام غيركم أنتم ولم تذكره الشعوب التي كانت تجاوركم وعاصرت الحادثة ... فرد الشيخ
ألم تنزل المائدة على عيسى فقال الملك نعم فقال الشيخ لماذا ذكرها النصارى فقط ولم تذكرها الشعوب كانت تجاوركم والتي عاصرت الحادثة من المجوس والفرس وغيرهم فلم يستطيع الملك الإجابة
وظل الملك يسأل والشيخ يبهته بإجابات مفحمة فلما يأس الملك من الإنتصار على الشيخ الباقلاني قال هذا لن يردعه إلا كبير النصارى وأمر بإحضار كبير النصارى لمناظرة الشيخ وعندما دخل البابا كبير النصارى والجميع ينتظر المناظرة ذهب إليه الشيخ واحتفى به احتفاءا كبيرا وقال له كيف حالك وحال زوجتك وأبناءك فقال له الحاضرون ويحك هذا كبير النصارى ليس له صاحبة ولا ولد أي ليس له زوجة ولا أبناء فنظر إليهم الشيخ وقال لهم قبحكم الله تنزهون كبيركم وهو مخلوق مثلكم عن الصاحبة والولد ثم تتجرأون على الله خالقكم وخالقه وتقولون ان له صاحبة وولد وأن عيسى ابن الله ... فبهت الحاضرون جميعا
ثم نظر كبير النصارى إلى الملك وقال له اقضي حاجة هذا الرجل واصرفه من فوره فإنك إن تركته ليفسدن على الناس ملتهم .....
رحم الله الشيخ القاضي ابن الطيب الباقلاني فبأمثاله ترفع الأمة رأسها وتعلو رايتها