روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 53

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 53 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 53 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 53   فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 53 I_icon_minitimeالسبت أبريل 26, 2014 6:42 pm

 
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كانُوا يَفْتَرُونَ. (53)
قَوْلُهُ ـ تَعَالَى شأنُه: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ} يَنْظُرون: مِنَ النَظْرِ والانتِظارِ، والتأويلُ: بالهمزِ مِنْ آلَ، مَعناهُ مَعْرِفَةُ العاقِبَةِ والمَرْجِعِ والمَآلِ، وما يَؤولُ إليْهِ الشيءُ، وهو العاقِبَةُ التي يَعِدُها الحَقُّ، فالرَّحْمةُ والجَنَّةُ لِمَنْ آمَنَ، والنَّارُ لِمَنْ كَفَرَ، والحَقُّ هُوَ مَنْ يَقولُ ويَمْلُكُ إنفاذ قولِهِ لأنَّ الكونَ كلُّهُ بِيَدِهِ. أَيْ هَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مَا وُعِدُوا بِهِ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْعِقَابِ وَالْحِسَابِ. وَقِيلَ: "يَنْظُرُونَ" مِنَ النَّظَرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. والْكِنَايَةُ فِي "تَأْوِيلَهُ" تَرْجِعُ إِلَى الْكِتَابِ. وَعَاقِبَةُ الْكِتَابِ مَا وَعَدَ اللهُ فِيهِ مِنَ البعثِ والحسابِ.
رَوى الطَبَرِيُّ بِسَنَدِهِ عنْ مُجاهدٍ قال: أَنَّ "تَأْوِيلَهُ" جَزَاؤُهُ، أَيْ جَزَاءُ تَكْذِيبهمْ بِالْكِتَابِ. وروى عنْ قَتَادَةَ: أنَّ "تَأْوِيلَهُ" أي عَاقِبَتُهُ وثوابُه. وروى عن السُّدِّيِّ أنَّه قالَ في "هلَ يَنْظُرون إلا تأويلَه": أمَّا "تأويله"، فعواقبُه، مثلُ وقعةِ بَدْرٍ، والقيامةِ، وما وَعَدَ فيها مِنْ مُوعَدٍ. وروى عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنْهُما ـ قولَهُ: "هَلْ يَنْظُرونَ إلاَّ تَأْويلَهُ يومَ يأتي تأويلُهُ"، قال: هو يَوم القيامةِ. وروى عنِ الرّبيعِ بْنِ أَنَسٍ في قولِهِ: "هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يَقولُ الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق"، فلا يَزالُ يَقَعُ مِنْ تَأْويلِهِ أَمرٌ بَعْدَ أَمْرٍ، حتَّى يَتِمَّ تأويلُهُ يَوْمَ القيامةِ، ففي ذلك أُنْزِلَ: "هل يَنْظُرون إلاَّ تأويلَهُ"، حيثُ أَثابَ اللهُ ـ تَباركَ وتَعالى ـ أَوْلياءَهُ وأعداءَهُ ثوابَ أَعْمالِهم، "يقولُ يومئذٍ الذينَ نَسوهُ مِنْ قَبْلُ قدْ جاءتْ رُسُلُ رَبِّنا بالحَقِّ". وروى عن ابْنِ زَيْدٍ في قولِهِ: "يوم يأتي تأويلُه"، قال: يومَ يأتي حَقيقتُهُ،  وقرأَ قولَ اللهِ تَعالى: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ} سورة يوسف: 100.  قالَ: هذا تحقيقُها. وقرَأَ قولَ اللهِ ـ تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ} سورةُ آلِ عُمرانَ: 7، قال: ما يَعلَمُ حقيقتَه ومَتَى يَأْتي، إلاَّ اللهُ ـ تعالى ـ وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ.
قولُهُ: {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ} أَيْ يومَ يَجيءُ ما يَؤولُ إليْهِ أَمْرُهم مِنْ عِقابٍ، أَيْ أنَّ عَوَاقِبَهُ تَبْدُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ. والذين نَسوهُ مِنْ قَبْلُ، همُ الذين ضَيَّعوا وتَرَكُوا ما أُمِروا بِهِ مِنَ العَمَلِ الذي يُنْجيهم مما يؤولُ إليهِ أَمْرُهم يَومَئذٍ مِنَ عذابٍ، عند ذلك يقسمُ أولئكَ المَساكينُ حينَ يُعايِنُونَ البَلاءَ ويَحِلُّ بهِمُ العِقابُ: أَنَّ رُسُلَ اللهِ التي أَتَتْهُمْ بالنِّذارَةِ وبَلَّغَتْهم عَنِ اللهِ الرَّسالة، أَنَّهم قد نَصَحوا لَهم وصَدَقوهم عَنِ اللهِ، لكنَّهم يعترفون بذلك ويُصدِّقون حينَ لا يَنُفعُ تصديقٌ، وحين لا يُنْجي مِنْ سَخَطِ اللهِ وأَليمِ عذابِه، وشديدِ عِقابِهِ كَثْرَةُ قيلٍ وقالَ. فعنِ السُّدِّيِّ: يقولُ الذين نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قدْ جاءتْ رُسُلُ رَبِّنا بالحَقِّ، أمَّا "الذين نسوه"، فقدْ أهملوه وتَركوهُ وغَفِلوا عنه، فلمَّا رَأوا ما وَعَدَهُمْ أَنبياؤهم، اسْتَيْقَنوا به فقالوا: "قد جاءتْ رُسُلُ رَبِّنا بالحَقِّ". وعنْ مُجاهدٍ قالَ: "يَقولُ الذين نَسوهُ"، أَيْ: الذين أَعْرَضوا عَنْهُ.
قولُهُ: {فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فيشفعوا لنا} اسْتِفْهَامٌ فِيهِ مَعْنَى التَّمَنِّي. أَوْ هَلْ نُرَدُّ، هو بمعنى التَرَجّي أيضاً، وذلك أنَّهم يَتَمَنَّون أنْ يجدوا لهم مَنْ يشفعُ لهم عندَ اللهِ، ليُخَلِّصَهم من غَضَبِهِ ـ سبحانَهُ وتعالى ـ وعقابه، لكنَّ آمالَهم تَبَدَّدَتْ، وأَحلامَهم تَلاشَتْ، وخابَ رجاؤهم، ففي الآخرة لاشفيعَ إلا بأمرِ اللهِ وإذنِه، وحين يشفعُ فيها رسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ ـ فإنَّما يَشْفَعُ بالمُذنبين من أُمَّتِهِ، الذين آمنوا به وبرسالَتِهِ، وصدّقوه بما بلَّغَ عن ربِّه لكنهم قصَّروا في جنب الله وارتكبوا المعاصي والذنوبِ، ضعفاً من أنفُسِهم، وتزييناً من شياطينِهم، أمَّا الكافرون به وبرسالتِهِ، الذين كذَبوه وحاربوا اللهَ ورسولَه، فلا شفاعة لهم ولا شفيع، وإنَّما تَشْمَلُهم شفاعتُه العامَّةُ، بجميع الخلقِ في إنهاء، يومِ القيامةِ، وبِدْءِ، الحسابِ، كما وَرَدَ في حديث الشفاعة الطويلِ الذي جاء في الصحيحين، منِ حديثِ أَنَسٍ بنِ مالك ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنِ النبي ـ صلى الله عليه وسَلَّمَ.    
قولُهُ: {أو نُردُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} أَوْ نُرَدُّ: هو عَطْفٌ عَلَى الْمَعْنَى، أَيْ هَلْ يَشْفَعُ لَنَا أَحَدٌ أَوْ نُرَدُّ، فإنهم يتمنون أن يرجِعوا إلى الحياةِ الدُنيا ليؤمنوا وليُحسنوا العملَ فيها، وذلك لأنهم تَيَقَّنوا أَنَّها كانتْ دارَ العَمَلِ، أمَّا الآخرة فهي دارُ جزاءٍ وثوابٍ ولا مجالَ للعملِ فيها، ولكنْ هيهاتِ هيهات، فقد فاتهم ما فات. ونظيرُ هذه الآيةِ قولُه تعالى في سورةِ المؤمنون: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} الآيتان 99 و100. ولقد منحهم الله مِنَ الوقَتِ ما كان كافياً لأن يخلصهم من جهنَّم ويدخلهم الجنةَ لو أنهم ملؤوه بما يرضي اللهَ تعالى من طاعته، وابتعدوا عما يجِعلهم يفوزون برضاه وسَخَطِه، لكنهم فوتوا هذه الفُرصةَ عليهم، فكفروا بربِّهم وضيعوا هذه الفرصة السانحنة والوقتَ الممنوح في اللهو واللعبِ ومعصية الله، ولذلك فهم من أوقعوا أنفسهم في ذلك العذاب، وأوردوها مواردَ اهلاك، قال ـ سبحانَه: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير} سورة فاطر: 36، 37.
قولُهُ: {قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} أَيْ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِهَا، وَكُلُّ مَنْ لَمْ يَنْتَفِعْ بِنَفْسِهِ فَقَدْ خَسِرَهَا. وَقِيلَ: خَسِرُوا النِّعَمَ وَحَظَّ أَنْفُسِهِمْ مِنْهَا. فإنَّ نفسَ الإنسانِ عِندَه هي كالبِضاعةِ للتاجر، أو كرأسماله، فإذا استعمله في تجارة، فقد نافعة فاز بالربح العظيم والمال الوفير، أما إذا اتَّجَرَ ببضاعة خاسرة، فقد خسرت تجارته فقد ضيع ماله، وعاد الأمر عليه بلهم والغم والحسرة والندمِ. وَالْمُرَادُ بِالْعَمَلِ فِي قَوْلِهِمْ: فَنَعْمَلَ مَا يَشْمَلُ الِاعْتِقَادَ، وَهُوَ الْأَهَمُّ، مِثْلُ اعْتِقَادِ الْوَحْدَانِيَّةِ وَالْبَعْثِ وَتَصْدِيقِ الرَّسُولِ ـ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لِأَنَّ الِاعْتِقَادَ عَمَلُ الْقَلْبِ، وَلِأَنَّهُ تَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ آثَارٌ عَمَلِيَّةٌ، مِنْ أَقْوَالٍ وَأَفْعَالٍ وَامْتِثَالٍ.
قولُهُ: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كانُوا يَفْتَرُونَ} أَيْ بَطَلَ مَا كَانُوا يَقُولُونَ مِنْ أَنَّ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ. والضَّلَالُ مُسْتَعَارٌ لِلْعَدَمِ طَرِيقَةُ التَّهَكُّمِ شَبَّهَ عَدَمَ شُفَعَائِهِمُ الْمَزْعُومِينَ بِضَلَالِ الْإِبِلِ عَنْ أَرْبَابِهَا تَهَكُّمًا عَلَيْهِمْ، وَهَذَا التَّهَكُّمُ مَنْظُورٌ فِيهِ إِلَى مُحَاكَاةِ ظَنِّهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَحْكِيِّ عَنْهُمْ فِي قَوْلِهِ قَبْلُ {قالُوا ضَلُّوا عَنَّا} سورة الْأَعْرَاف، الآية: 37. أَيْ ضلَّ عنهم مَا كَانُوا يَفْتَرُونَهُ، أَيْ يُكَذِّبُونَهُ إِذْ يَقُولُونَ: {هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا} سورة يُونُس: 18، وَهُمْ جَمَادٌ لَا حَظَّ لَهُم فِي شؤون الْعُقَلَاءِ حَتَّى يَشْفَعُوا، فَهُمْ قَدْ ضَلُّوا عَنْهُمْ مِنَ الْآنِ وَلِذَلِكَ عَبَّرَ بِالْمُضِيِّ لِأَنَّ الضَّلَالَ الْمُسْتَعَارَ لِلْعَدَمِ مُتَحَقِّقٌ مِنْ ماضي الْأَزْمِنَة.
قولُهُ تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ} هل: حَرْفٌ للاسْتِفهامِ بمعنى النَّفْيِ. و"يَنْظرونَ" مُضارعٌ مَرْفوعٌ، وعلامةُ رفعه ثبوت النونِ في آخره لأنَّهُ من الأفعال الخمسةِ، والواوُ ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ، "إلّا" للحَصْرِ، "تأويلَ" مفعولٌ بِهِ مَنْصوبٌ، و"الهاءُ" ضميرُ متَّصلٌ في محلِّ جرِّ مُضافٍ إليْه. وجُمْلَةُ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ مستأنفة استينافا بَيَانِيًّا، لِأَنَّ قَوْلَهُ: وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ يُثِيرُ سُؤَالَ مَنْ يَسْأَلُ: فَمَاذَا يُؤَخِّرُهُمْ عَنِ التَّصْدِيقِ بِهَذَا الْكِتَابِ الْمَوْصُوفِ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ؟ وَهَلْ أَعْظَمُ مِنْهُ آيَةً عَلَى صدق الرّسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَكَانَ قَوْلُهُ: هَلْ يَنْظُرُونَ كَالْجَوَابِ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ، الَّذِي يَجِيشُ فِي نَفْسِ السَّامِعِ. وَالِاسْتِفْهَامُ إِنْكَارِيٌّ وَلِذَلِكَ جَاءَ بَعْدَهُ الِاسْتِثْنَاءُ.
قولُه تعالى: {يَومَ يَأْتي تَأْويلُهُ} يوم: ظَرْفُ زَمانٍ مَنْصوبٌ مُتعلِّقٌ بـ "يقول" وقد جاءَتْ "يومَ" منصوبةً بالقولِ، و بـ "الحق"، وهو مضافٌ، والتأويلُ مادَّتُه مِنْ هَمْزَةٍ وواوٍ ولامٍ، مِنْ آلَ يَؤولُ. و"يأتي" فعلٌ مُضارِعٌ مَرْفوعٌ وعلامةُ رفعِه ضمَّةٌ مِقدَّرَةٌ على الياءِ للثقلِ، و"تأويلُ" فاعلٌ مَرْفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضمّةُ الظاهرةُ على آخره، وهو مضافٌ، و"الهاءُ" ضميرٌ متَّصِلٌ في محلِّ جرِّ مضافٍ إليه. وجملةُ "يأتي" في مَحَلِّ جرِّ بإضافةِ "يومَ" إليها.
قولُهُ: {يقولُ الذين نسوه من قبلُ} يقول: فعلٌ مُضارِعٌ مَرْفوعٌ وعلامةُ رفعِه الضمَّةُ الظاهرةُ على آخره، "الذين" اسْمٌ مَوصولٌ مَبْنِيٌّ الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعِ فاعلٍ، "نسوهُ" فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على الضَمِّ لاتِّصالِهِ بواو الجماعةِ، وواوُ الجماعةِ في محلِّ رفعِ فاعلٍ، و"الهاءُ" ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ نصبِ مفعولٍ به. "مِنْ" حَرْفُ جَرٍّ، "قبلُ" ظرفُ زَمانٍ مَبْنيٌّ على الضَمِّ لِقَطْعِهِ عَنِ الإضافَةِ في مَحَلِّ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بـ "نسوه". وجملة: "يقول" استئنافٌ بيانيٌّ، لا محلَّ لها من الإعراب. وجملةُ: "نسوه": واقعةٌ صِلَةَ الاسمِ المَوصولِ "الذين" فلا محلَّ لها كذلك.
قولُهُ: {قد جاءت رُسُلُ ربِّنا بالحقِّ} قد: للتَحقيقِ، "جاءت" فعلٌ ماضٍ. و"التاء" للتأنيثِ، "رُسُلُ" فاعلٌ مَرْفوعٌ، وعلامةُ رفعهِ الضمَّةُ الظاهرةُ على آخرِهِ، وهو مُضافٌ. "رَبّنا" رَبِّ: مُضافٌ إليْه مجرور و"نا" ضميرُ العَظَمَةِ ضمير متَّصلٌ في محلِّ جرِّ مُضافٍ إليْهِ. "بالحقّ" جارٌّ ومَجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِحالٍ مِنْ "رُسُلُ" والتقديرُ: مُؤَيَّدين بالحَقِّ. ويجوزُ أنْ تَكونَ الباءُ للحال، وأنْ تَكونَ للتَعْدِيَةِ، أيْ: جاؤوا مُلْتَبِسينَ بالحَقِّ، أوْ أَجاؤوا الحَقَّ. وهذه الجُملةُ: في مَحَلِّ نصبِ مقولِ القَوْلِ.
قولُهُ: "فهل لَّنا مِنْ شُفعاءَ" فهل: "الفاءُ" رابِطَةٌ لِجَوابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ، "هل" للاستفهامِ، "لنا" اللام: حرفُ جَرٍّ، و"نا" العظَمَةِ ضَميرٌ متَّصلٌ في مَحَلِّ جَرٍّ بِحَرْفِ الجَرِّ مُتَعَلِّقٌ بِخَبَرٍ مُقَدَّمٍ، "مِنْ" حَرْفُ جَرٍّ زائدٌ، "شفعاءَ" مجرورٌ لَفْظًا بحرف الجرِّ الزائدِ، مَرْفوعٌ مَحَلًّا على أَنَّهُ مبتَدأٌ مُؤَخَّرٌ. ويجوزُ أَنْ يَكونَ "من شفعاء" فاعلاً، و"مِنْ" مزيدةً أَيْضاً، وذلك لاعْتِمادِ الجارِّ على الاسْتِفهامِ. وهذه الجملة: في مَحَلِّ جَزْمِ جَوابِ شَرْطٍ مَقَدَّرٍ أيْ إنْ كُنَّا قدْ ضَلَلْنا فهَلْ لَنَا مِنْ شفعاء.
قولُهُ: {فيَشْفعوا لنا} الفاء: فاءُ السَبَبيَّةِ، "يشفعوا" فعلٌ مُضارعٌ مَنْصوبٌ بـ "أنَّ" مُضمرةٍ في جوابِ الاسْتِفْهامِ، بعدَ الفاءِ، فيكونُ قد عَطَفْتَ اسْماً مُؤوَّلاً على اسْمٍ صَريحٍ، أيْ: فهل لَّنا شُفعاءَ فَشفاعةٌ مِنهم لنا، وعلامةُ نصبِه حذفُ النونِ مِنْ آخرِهِ لأنَّه مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ رفعِ فاعلٍ، والألفُ هي الفارقةُ، "لنا" جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بـ "يَشْفَعوا". والمَصْدَرُ المُؤَوَّلُ من: (أنْ يَشْفَعوا) مَعْطوف على شُفعاءَ، والتَقديرُ هلْ لَنا شفعاءُ فَشفاعَةٌ لَنا.  وهذه الجملة: واقعةٌ صلةَ الموصولِ الحَرْفيِّ (أن) المُضْمَرِ، لا محلَّ لها من الإعراب.
قولُهُ: { أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} أو: حرفُ عَطْفٍ، "نردُّ" فعلٌ مُضارِعٌ مَبْنِيٌّ للمَجهولِ، مَرْفوعٌ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مستترٌ تقديرُه: (نحن)، وفي الكلام اسْتِفهامٌ مُقدَّرٌ، أَيْ هَلْ نُرَدُّ، "فنعملَ" فعلٌ مُضارعٌ مَنْصوبٌ بـ "أنَّ" مُضمرةٍ بعدَ الفاءِ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظاهرةُ على آخره، "غيرَ" مفعولٌ بِهِ مَنصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظاهرةُ على آخره، وهو مضافٌ. "الذي" اسْمٌ مَوْصولٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جَرِّ مُضافٍ إليْهِ. "كنّا" فعلٌ ماضٍ ناقصٌ من النواسخ، مَبْنيٌّ على السُكونِ لاتِّصالِه بضمير رفعٍ متحرِّكٍ، و"نا" ضميرٌ متَّصلٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ اسْمٍ  لـ "كان"، "نعملُ" فعلٌ مُضارعٌ مَرْفوعٌ، وعلامة رفعِهِ الضمَّةُ الظاهرةُ على آخره، والفاعلُ ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ تَقديرُهُ (نحن). والمَصدرُ المُؤَوَّلُ من: (أنْ نَعمل) مَعطوفٌ على مَصدَرٍ مُتَصَيَّدٍ مِنَ الكلامِ السابق، والتَقدير: هلْ ثَمَّةَ رَدٌّ لَنا فعملٌ آخَرُ. جملةُ "نردّ": معطوفة على جملةِ هَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ وتعرب مثلها. وجملة "نعملَ": واقعةٌ صلةَ المَوصولِ الحَرْفِيِّ (أن) المُضْمَرِ الثاني. فلا محلَّ لَها من الإعراب.
قولُهُ: {قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} قد: حرفُ تَحقيقٍ، "خسروا" فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على الضَمِّ لاتِّصالِهِ بواو الجَماعةِ، وواوُ الجماعةِ في محلِّ رفعِ فاعلٍ والألفُ للتفريق، "أنفسَ" مَفعولٌ بِهِ مَنْصوبٌ، و"هم" الهاء ضميرٌ متَّصلٌ في محلِ جرٍّ بإضافةِ "أنفس" إليها، والميمُ علامةُ التذكير،
قولُهُ: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كانُوا يَفْتَرُونَ} و: حرفُ عطفٍ، "ضلّ" فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ الظاهرِ، "عن" حرفُ جَرٍّ، و"هم" الهاءُ ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ جَرٍّ بحرف الجرِّ مُتَعلِّقٌ بـ "ضلّ" بِتَضمينِهِ مَعنى بَعُدَ، "ما" اسْمٌ مَوْصولٌ عائدُهُ مَحذوفٌ، مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعِ فاعلٍ لـ "ضلَّ". أو هو حَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ، والمَصْدَرُ المُؤَوَّلُ في مَحَلِّ رَفعِ الفاعلِ، والعائدُ مَحذوفٌ. "كانوا" كان: من النواسخِ فعلٌ ماضٍ ناقِصٌ، مبنيٌّ على الضمِّ لاتصالِه بواوِ الجماعةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفْعِ اسمٍ لـ "كان" والألف للتفريق، "يفترون" مُضارعٌ مَرْفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ ثُبوتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، والواوُ ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ رفعِ فاعلٍ. جملة "كانوا" صلةُ المَوْصولِ "ما" الاسْمِيِّ أَوْ الحَرْفِيِّ (حسبما تقدّمَ تقريرُه) فلا محلَّ لها من الإعرابِ. وجملةُ "يفترون": في مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَراً لـ "كان".
قرأ الجمهورُ: "أَوْ نُرَدُّ" برفعِ "نُرَدُّ" ونَصْبِ "فنعملَ"، فَرَفْعُ "نردُّ" على أَنَّه عَطَفُ جُمْلةٍ فِعليَّةٍ وهي "نُرَدُّ" على جُمْلَةٍ اسْمِيَّةٍ وهي: "هل لنا من شفعاء فيشفعوا"، ونَصْبُ "فنعملَ" على ما انْتَصَبَ عليه "فيشفعوا". وقرأَ الحَسَنُ بِرَفْعِهِما على ما تَقَدَّمَ. ورُويَ عنْه نَصْبُ "نُرَدَّ" ورفعُ "فنَعملُ". وقرأَ أَبو حَيَوَةَ وابْنُ أَبي إسحاقَ بِنَصْبِهِما. فنَصبُ "نُرَدَّ" عطفاً على "فيشفعوا" جواباً على جَوابٍ، ويكونُ الشُفعاءُ في أَحَدِ شَيْئَيْن: إمَّا في خلاصِهِم مِنَ العذابِ، وإمَّا في رُجوعِهم إلى الدُنيا لِيَعمَلوا صَالِحاً، والشفاعةُ حينئذٍ مُنْسَحِبَةٌ على الخلاصِ أَوِ الرَدِّ، وانْتَصَبَ "فنعملَ" نَسَقاً على "فنردَّ"، ويَجوزُ أَنْ يَكونَ "أوْ نُرَدَّ" مِنْ بابِ "لَأَلْزَمَنَّكَ أوْ تَقْضَيَني حَقّي" إذا قدَّرناه بمعنى: حتّى تَقْضِيَني، أو كي تقضيَني، فغَيَّا اللزومَ بقضاءِ الحَقِّ أوْ عَلَّله بِه فكذلك الآيةُ الكريمةُ، أيْ: حتّى نُرَدَّ، أو كيْ نُرَدَّ، والشفاعةُ حينئذٍ مُتَعَلِّقةٌ بالرَدِّ ليس إلاَّ، وأمَّا عندَ مَنْ يُقَدِّرُ "أو" بمَعنى "إلاَّ" في المِثالِ المُتَقَدِّمِ، وَالْمَعْنَى إِلَّا أَنْ نُرَدَّ، وهو كَمَا قَالَ امرؤُ القيسِ:
فَقُلْتُ لَهُ لَا تَبْكِ عَيْنُكَ إِنَّمَا ........... نُحَاوِلُ مُلْكًا أَوْ نَمُوتُ فَنُعْذَرَا
وهُوَ رأيُ سِيبويْهِ، ولكن لا يَظْهَرُ مَعنى الآيَةِ عَلَيْهِ، إذ يَصيرُ التَقديرُ: هلْ يَشفعُ لنا شفعاءُ إلاَّ أَنْ نُرَدَّ. وهذا استثناءٌ غيرُ ظاهرٍ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 53
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية:
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 21
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 36
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 49
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 59

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: